محمود حميدة: السينما سلاح فتّاك.. ومصطلح “القوى الناعمة” يحقّر المهنة!
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
متابعة بتجــرد: وصفها بأنها “واحدة من العلامات الأرضية الكبرى، باختلافها وتفردها.. الشاخص في أهلها كما هو شاخص في الآثار الإنسانية التي تحتويها هذه المدينة، فإذا زرت هذه المدينة ستجد الكرم والعطاء التي تمنح لك الطمأنينة”.. إنها مدينة الأقصر كما وصفها بهذه الكلمات النجم المصري محمود حميدة. كما وصف مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية بأنه “تظاهرة كمن يتمسح بالشمس لتعطيه من نورها وبريقها ليتحقق بريقه السينمائي ومع الأمل بأن يظل كبيرا كما ولد كبيرا”.
وفي حديث لـ”العربية.نت”، أضاف حميدة: “كما أن الرعاة وداعمي المهرجانات يحب أن يعرفوا أنهم لايشاركون في المهرجان وكأنه تبرع خيري وليس لأهمية الحدث، لذلك لابد وأن ينظروا إلى المهرجانات على أنها عملية تشاركية في الصناعة السينمائية لذلك يطلق sponsorship في صناعة السينما العالمية، البعض يتعامل مع المهرجانات على أنها فرح، ونحن تعودنا إذا مات عزيز لدينا وعندنا فرح ألغيناه، ولكن المهرجانات جزء مهم من صناعة السينما وليست فرحا”.
وقال إن “المهرجانات لا يجب أن تتوقف ويجب أن تستمر مهما كانت الظروف، فالفنان الحقيقي لا يعطله أي حدث، والنجوم الكبار لا يوقفهم وفاة صديق أو قريب والنماذج كثيرة، كما أن مهرجان الأقصر يضم مشاركة عدة دول إفريقيةفي فعالياته، مما يجعل الفائدة تعم على الجميع، فمستقبل السينما الإفريقية كبير للغاية. كما أن الجيل الجديد من الشباب يقدم نوعية مختلفة من الأفلام السينمائية، التي تتضمن إبداعا خاصا، وهي أعمال مدهشة. فأنا أرى أن الأجيال الجديدة المتواجدة في إفريقيا ومصر مدهشين ومحبين للسينما، وسيكونون سببا في نهضتها، بالإضافة إلي تواجد عدد كبير من فناني مصر والدول الإفريقية، الذين ساهموا في أعمال سينمائية ببصمة قوية”.
وحول توقيع بروتوكول تعاون بين مهرجاني الأقصر وخريبكة بالمغرب، والذي حضر توقيعه، أشار حميدة: “كان لدي تساؤلا دائما لماذا لا يوجد معنا سينمائيون عرب آخرون؟، ولماذا لا أقوم بصناعة فيلم في المغرب؟، ولماذا لا يقوم المغرب بصناعة فيلم مصري؟، بل لا يوجد تبادل ثقافات وصناعة سينما لدينا في الوطن العربي، إلى أن فهمت في النهاية أن الوطن العربي يتعامل معنا بأننا لنا الريادة وبأننا أصحاب الصناعة العربية، ولكن علينا وعلى صنّاع السينما الشباب من بعدنا أن يضعوا أيديهم في أيدي بعضهم البعض ويؤمنون بالمساواة ويعززون التعاون المتبادل، لأننا لدينا صنّاع وإمكانيات ومتطلبات السوق أيضا. ولذلك أطالب بالتكاتف والتعاون، بل والمشاهدة لأنها عادة، وأن يتعود الجمهور على مشاهدة أفلامنا، سواء الأفلام المغربية في مصر أو الأفلام المصرية في المغرب، مثلما كان الجمهور في المغرب العربي يشاهد الفيلم المصري وكانوا يطلقون عليه حينها الفيلم العربي”.
وعن صناعة السينما والأفلام قال “صناعة السينما تعد أثقل من صناعة الفضاء، فهي سلاح فتّاك، وهي الوحيدة القادرة على اختراق الآخر دون مقاومة، فالمخرج والممثل اسمه وتأثيره محفور في ذاكرة المشاهد أكثر من صانع القنبلة في حد ذاته ما يبرز تأثير صناعة السينما القوي، فأنا من جيل يعتبر صناعة الفيلم عملا جماعيا يقوده رب العمل وهو المخرج. كما أن علاقة الفنان بالمخرج، من أهم الركائز في الأعمال الفنية، بل إنها الأساس الذي يُبنى عليه العمل بشكل عام، فـ”فن صناعة اللقطة” يكون الممثل فيها هو الظاهر فقط، لكن هناك أفرادا كثيرين لكل واحد منهم دور مهم في خروج اللقطة في أحسن صورة، بداية من مهندس الديكور ومدير التصوير والمونتير وغيرهم، والجمهور أصبح واعيا جدا في معرفة صنّاع السينما وليس الممثل فقط، ولابد أن يوطد الممثل علاقته مع جميع أفراد العمل”.
وأشار حميدة إلي أن هناك اختلاف كبير بين التمثيل للسينما والمسرح قائلا إن “التمثيل في المسرح يختلف عن السينما، لأن الممثل عندما يصعد على خشبة المسرح للمرة الأولى يكون لديه شغف ورهبة من الجمهور، لكنه مع الممارسة يعتاد على الجمهور ويتخلص من الرهبة بداخله ويتغير الأداء إلى حد كبير. بينما العمل في السينما يختلف عن المسرح، خاصة وأن عقب التصوير تتم عملية المونتاج ويتم خلالها تقطيع المشهد إلى عدة لقطات تقدم تعبيرات مختلفة، بينما في المسرح لا يوجد مجال لاستخدام تعبيرات الوجه أو الجسد إلا مرة واحدة، ولذلك فإنه من المفترض أن يقوم الممثل برسم الشخصية ويركز في تفاصيل كل مشهد”.
وتابع بأن “المسرح يحتاج من الممثل صدقا كاملا لفترة معينة من الزمن، لكن الوضع في السينما مختلف، ولابد أن تكون هناك علاقة ود بين الممثل والمخرج والمونتير والمصور لتظهر روح العمل في السينما بشكل متكامل”، وأضاف أن “الإخلاص في الفن والعمل الذي يقدمه المخرج هو طريقه في الحياة، والفنان عندما يقدم دورا ينحّي تماما أي مطالب شخصية عندما يقبله”.
وعبّر الفنان محمود حميدة عن اعتراضه على مصطلح “القوى الناعمة”، مشيرا إلى أنه يحمل في طياته احتقارًا لهذه المهنة، وهو لفظ يصلح لمهن أخرى منها الحديد والصلب على سبيل المثال. فالقوة لفظ تلزمه الشراسة، لكن السينما أشرس قوى مسالمة تخترق الآخر في سلام، واستشهد بتأثير الأفلام العالمية التي قدمت قصة إطلاق القنابل النووية على هيروشيما وناغازاكي.
main 2024-03-13 Bitajarodالمصدر: بتجرد
كلمات دلالية: صناعة السینما کما أن
إقرأ أيضاً:
“فات الميعاد”.. صوت أم كلثوم يفتتح أول مسلسل درامي بعد نصف قرن
صراحة نيوز-انطلقت أولى حلقات مسلسل “فات الميعاد”، بشكل جذب الأنظار، خاصة أن تتر البداية جاء بصوت كوكب الشرق أم كلثوم، في استخدام نادر لأغنية خالدة بعد أكثر من خمسين عاماً على رحيلها.
واختار صنّاع العمل أغنية “فات الميعاد” لتكون عنواناً للمسلسل وتتره الرئيسي، وهي من كلمات مرسي جميل عزيز وألحان بليغ حمدي، وقدمتها أم كلثوم لأول مرة عام 1967. وتُعد هذه المرة الأولى التي يُستخدم فيها صوتها في تتر درامي بعد وفاتها، ما أضفى على العمل طابعاً نوستالجياً مؤثراً.
المسلسل من إخراج سعد هنداوي وإنتاج إبراهيم حمودة، ويشارك في بطولته نخبة من النجوم، من بينهم، أسماء أبو اليزيد، وأحمد مجدي، وأحمد صفوت، وولاء الشريف، وفدوى عابد، ومحمد علي رزق، ومحمود البزاوي، وهاجر عفيفي، ومحمد أبو داود، وسلوى محمد علي، ومحمد السويسي، إضافة إلى عدد آخر من الفنانين. العمل من تأليف مشترك أشرف عليه الكاتب محمد فريد، وسيناريو وحوار ناصر عبد الحميد، عاطف ناشد، وإسلام أدهم.
ويضم الفريق الفني: زكي عارف (مدير تصوير)، رضوى شعبان (إشراف فني وديكور)، عزيز الشافعي (موسيقى تصويرية)، سامح أنور (مونتاج)، محمد عبد الحفيظ (منتج فني)، وتحت إشراف إنتاجي لـوليد حمودة، ومن إنتاج شركة سكوير ميديا. وتدور أحداث المسلسل في إطار دراما اجتماعية مشوّقة، تبدأ من لحظة بسيطة: طلب زوجة الطلاق من زوجها لعدم قدرتها على الاستمرار.
لكن هذا الحدث سرعان ما يتطور إلى صراع نفسي وعائلي معقّد تتساقط خلاله الأقنعة، ويواجه فيه أبطال العمل أنفسهم وتحولاتهم الداخلية، في حبكة درامية تتنقل بين الرومانسية، والخذلان، والشجاعة، والتناقض الإنساني في مواجهة ضغوط الحياة. “فات الميعاد” لا يكتفي بطرح قصة عن الطلاق، بل يكشف كيف يمكن لقرار واحد أن يُغيّر مصائر، ويفتح جراحاً مخفية، ويُعيد رسم ملامح الشخصيات وسط تقلبات المشاعر وتحديات الواقع