من بوابة شراكة استراتيجية .. أوروبا تفتح ذراعيها لاقتصاد مصر
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
مصر – أتفقت مصر والاتحاد الأوروبي على مستوى العلاقة التجارية والسياسية إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية والشاملة، وتفاصيل العلاقة بين الجانبين خلال الفترة المقبلة، وسط ضغوطات اقتصادية تعاني منها القاهرة.
وتحدد وثيقة الشراكة الاستراتيجية بوضوح مجالات محددة للتعاون، في قطاعات العلاقات السياسية، واستقرار الاقتصاد الكلي، والاستثمار المستدام، والتجارة، والطاقة والمياه والأمن الغذائي وتغير المناخ والهجرة.
يأتي ذلك، بينما تحولت الأزمة المالية والنقدية التي تعاني منها مصر منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، إلى ممر استقرار اقتصادي عبرته كل من المفوضية الأوروبية، وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، ومستثمرين بصدارة الإمارات.
والأحد الماضي، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تقديم الاتحاد الأوروبي حزمة مالية لدعم اقتصاد بلاده تبلغ 7.4 مليارات يورو (8.2 مليارات دولار).
تصريحات السيسي جاءت في كلمة له خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون ديرلاين، ورئيس وزراء بلجيكا، الرئيس الدوري للاتحاد الأوروبي ألكسندر دي كرو، في العاصمة القاهرة.
كما ضم المؤتمر رئيسي وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس وإيطاليا جورجيا ميلوني، ومستشار النمسا كارل نيهامر، ورئيس قبرص الرومية نيكوس خريستودوليدس، بحسب بيان للرئاسة المصرية.
وتنص الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين على تنويع الدعم المالي والتمويلات، وضخ استثمارات أوروبية في مصر حتى عام 2030، وهو موعد انتهاء أجندة التنمية المصرية.
ويريد الاتحاد الأوروبي من الشراكة ضمان استقرار الاقتصاد الكلي على المدى الطويل والنمو الاقتصادي المستدام في مصر، بحيث “يساعد ذلك على التخفيف من تأثير الأزمات الدولية والإقليمية الحالية على مصر”.
ويخشى الاتحاد الأوروبي من أن تدفع التوترات الإقليمية خاصة في غزة، إلى جانب التراجع الاقتصادي الذي شهدته مصر خلال عامي 2022 و2023، والتوترات في ليبيا والسودان إلى تسارع وتيرة الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا انطلاقا من الأراضي المصرية.
لذلك، يرى الاتحاد الأوروبي أن وقوفه لدعم الاقتصاد المصري يأتي لأنه يواجه ضغوطًا جيوسياسية، وأخرى مرتبطة بعجز ميزان المدفوعات ناجمة عن البيئة الاقتصادية العالمية، بما في ذلك الزيادة الحادة في تكاليف الاقتراض.
ويعاني الاقتصاد المصري منذ 2022 من ارتفاع تكاليف الاقتراض، بسبب ارتفاع أسعار الفائدة على الدولار عند 5.5 بالمئة، وهي قمة عام 2001، وارتفاع أسعار الفائدة على اليورو عند 4 بالمئة، وهي قمة تاريخية غير مسبوقة.
ويترافق الدعم الأوروبي مع تمويل صندوق النقد الدولي بقيمة 8 مليارات دولار، وأخرى بقيمة 12 مليار دولار من مؤسسات دولية بصدارة البنك الدولي.
وقالت المفوضية الأوروبية في بيان الأحد: “يدعم الاتحاد الأوروبي الحوار الثنائي رفيع المستوى بين مصر وصندوق النقد الدولي، لتمكين التنفيذ المستمر للإصلاحات الشاملة والهيكلية في مصر”.
وزادت: “الاتحاد الأوروبي على استعداد لتقديم الدعم في شكل دعم الميزانية، والتمويل الميسر، والمنح.. ومن شأن هذا الدعم أن يسهل الوصول إلى تمويل التنمية”.
وفي تفاصيل الشراكة الاستراتيجية التي اطلعت عليها الأناضول، يلتزم الاتحاد الأوروبي بتعزيز جوانب التعاون مع مصر في مجالات متعددة للاقتصاد الحديث، بما في ذلك الطاقة المتجددة والهيدروجين المتجدد، والتصنيع المتقدم، والزراعة، والأمن الغذائي، والاتصال والرقمنة، والأمن المائي، وإدارة المياه.
وستجذب هذه الاستثمارات الأوروبية المرتقبة في مصر ما يصل إلى 5 مليارات يورو (5.5 مليارات دولار) من الاستثمارات الأوروبية المدعومة بضمانات في إطار الصندوق الأوروبي للتنمية المستدامة والاستثمار الاقتصادي.
كما سيدعم الاتحاد الأوروبي جهود مصر المستمرة لتعزيز بيئة الأعمال والاستثمار لديها، وتسهيل تدفقات التجارة والاستثمار بما يتماشى مع التزاماتها الدولية، وخاصة تلك المتعلقة بالاتحاد الأوروبي.
وبحسب وثيقة الشراكة “يدرك الاتحاد الأوروبي ومصر أن الواقع الجيوسياسي الجديد وواقع سوق الطاقة يتطلب تعميق شراكتهما الحالية لدعم أمن الطاقة لديهما”.
ولهذا الغرض، يتفق الاتحاد الأوروبي ومصر على تكثيف التعاون مع التركيز بشكل خاص على مصادر الطاقة المتجددة، وإجراءات كفاءة الطاقة، فضلاً عن التعاون في مجال التقنيات الأخرى الآمنة والمستدامة منخفضة الكربون.
وتتجه مصر إلى التحول التدريجي لمركز إقليمي لنقل الطاقة من دول الإنتاج إلى الأسواق العالمية بصدارة الاتحاد الأوروبي، من خلال بناء محطات تسييل للغاز الطبيعي.
ومنذ 2018 تستورد مصر الغاز الطبيعي من إسرائيل لغرض تصديره إلى الاتحاد الأوروبي، إلى جانب الفائض من الإنتاج المحلي خلال الفترة بين 2017 – 2023.
كذلك، تلتزم الشراكة الاستراتيجية بدعم الاتحاد الأوروبي لعمل منتدى غاز شرق المتوسط بهدف تعزيز التعاون في مجال الطاقة وأمن إمدادات الغاز في المنطقة وتجارة الغاز مع الاتحاد الأوروبي.
ويضم المنتدى الذي تأسس في يناير/كانون ثاني 2019، مصر واليونان وإيطاليا وقبرص الرومية وإسرائيل والأردن وفلسطين، إلى جانب أعضاء انضموا لاحقا مثل فرنسا والإمارات كأعضاء مراقبين.
تورد وثيقة الشراكة أن الاتحاد الأوروبي سيقدم أيضا الدعم المالي اللازم لمساعدة مصر في البرامج المتعلقة بالهجرة.
ويريد الاتحاد بالتعاون مع مصر تطوير نهج شامل للهجرة، بما في ذلك مسارات الهجرة القانونية، وخطط التنقل مثل شراكات المواهب، ومعالجة الأسباب الجذرية للهجرة، والهجرة غير الشرعية، ومكافحة تهريب المهاجرين والاتجار بالأشخاص، وتعزيز إدارة الحدود.
وزادت الوثيقة: “سيواصل الاتحاد الأوروبي ومصر التعاون من أجل دعم جهود مصر في استضافة اللاجئين، ويلتزم الجانبان بحماية حقوق المهاجرين واللاجئين”.
وكالات
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الشراکة الاستراتیجیة الاتحاد الأوروبی فی مصر
إقرأ أيضاً:
الحوار الاستراتيجي الإماراتي- الفرنسي.. شراكة نحو المستقبل
عُقد الأربعاء الماضي في باريس، الاجتماع السابع عشر للجنة الحوار الاستراتيجي الإماراتي - الفرنسي، تجسيدًا للشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد بين البلدين، وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية.
استند الحوار الذي يشارك في رئاسته خلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، وآن ماري ديسكوتيس الأمينة العامة للوزارة الفرنسية لأوروبا والشؤون الخارجية، إلى الشراكة الاستراتيجية الراسخة بين البلدين، كما أتاح توسيع آفاق التعاون في المجالات ذات الأولوية.
وشهد الحوار هذا العام توقيع مذكرة تفاهم بشأن المشاورات السياسية لإرساء إطار رسمي دوري لحوار دبلوماسي رفيع المستوى بين وزارة خارجية دولة الإمارات ووزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية.
وقّع المذكرة لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، وفريديريك موندولوني، المدير العام للشؤون السياسية والأمنية الفرنسية، وأتاحت الجلسة التي شارك في رئاستها لانا نسيبة وفريديريك موندولوني، فرصة تبادل الرؤى السياسية والتقييم الاستراتيجي بشأن التطورات الإقليمية والتعاون متعدد الأطراف والأولويات المشتركة في سياق الحوكمة العالمية.
وأشاد الجانبان بقوة العلاقات الاقتصادية الملحوظة، وأعربا عن التزامهما بالبناء على مخرجات الزيارة الرسمية التي قام بها صاحب السمو رئيس الدولة، إلى باريس في فبراير 2025، والتي مهدت الطريق أمام البلدين لتحقيق شراكة استراتيجية في الذكاء الاصطناعي.
واستعرض الجانبان التنفيذ الجاري لشراكات الاستثمار الاستراتيجية الثنائية الموقعة في ديسمبر 2021 وبحثا كافة المشاريع الاستراتيجية في مجالات الاستثمار، والنقل بما في ذلك النقل الجوي والتكنولوجيا والطاقة.
وفي مجال التعليم، جدد الجانبان التزامهما المشترك بتوسيع شبكة المدارس الفرنسية في دولة الإمارات، ودعم تعليم اللغة الفرنسية كلغة ثالثة في المدارس الحكومية، وناقش الجانبان التعاون في التعليم العالي، مشيدين بالنجاح الذي حققته جامعة السوربون أبوظبي.
كما رحب الجانبان بالتقدم المتواصل في مجال التقنيات الجديدة، وعلى الصعيد الثقافي، رحبا بنجاح متحف اللوفر أبوظبي باعتباره أحد المعالم المهمة للشراكة الثقافية بين البلدين، أما على صعيد التعاون الفضائي جدد الجانبان التزامهما بتطوير منظومة بيئية فضائية وتعزيز الشراكة الاستراتيجية الثنائية.
وفيما يتعلق بالطاقة النووية رحّب الجانبان باستمرار التعاون بين مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، والهيئة الاتحادية للرقابة النووية، والمؤسسات الفرنسية الرائدة، كما أكدا التزامهما المشترك بدعم مبادرة زيادة القدرة الإنتاجية للطاقة النووية ثلاثة أضعاف.
وفي القطاع الصحي تم بحث المواضيع المهمة بهدف تعزيز التعاون الثنائي، والفرص المرتقبة في علم الجينوم والتدريب والذكاء الاصطناعي.
وتضمن الحوار الاستراتيجي أيضاً محادثات بنّاءة بشأن القضايا الإقليمية والدولية وأعرب الجانبان عن التزامهما المستمر بتحقيق السلام والاستقرار والأمن وفقًا للقانون الدولي.
الجانب الإماراتي المشارك في الحوار
ضم الجانب الإماراتي المشارك في الحوار الاستراتيجي، الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، وأحمد بن علي محمد الصايغ وزير دولة، ولانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، وسارة مسلّم، رئيسة دائرة التعليم والمعرفة - أبوظبي، وسعود الحوسني، وكيل دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، وحمد الكعبي، المندوب الدائم للدولة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية سفير الدولة لدى النمسا، والدكتور راشد السويدي، مدير عام مركز أبوظبي للصحة العامة، ومحسن العوضي، مدير إدارة المهمات الفضائية في وكالة الإمارات للفضاء. وضم وفدا البلدين أيضاً سفيري البلدين ومسؤولين من الهيئات التي تمثل القطاعات ذات الأولوية في دولة الإمارات وفرنسا.
(وام)