أمريكا في مواجهة أوروبا: استراتيجية ترامب تهز الاتحاد الأوروبي
تاريخ النشر: 9th, December 2025 GMT
#واشنطن تتهم أوروبا بـ”طمس الهوية الحضارية“#غضب رسمي في بروكسل ودعم من اليمين الشعبوي
#استراتيجية_تصادمية
أشعلت الاستراتيجية الجديدة للأمن القومي الأميركي، التي وقّعها الرئيس دونالد ترامب، عاصفة سياسية داخل أروقة الاتحاد الأوروبي، بعدما وجهت اتهامات مباشرة لأوروبا بالتدهور الاقتصادي والسياسي والثقافي، وحذّرت من أن القارة تقف على حافة ما وصفته بـ”المحو الحضاري“ نتيجة سياسات الهجرة الواسعة، وتقييد حرية التعبير، وانتشار الفكر الليبرالي.
الوثيقة، التي جاءت في 33 صفحة، رُحّبت بها من التيارات الشعبوية في أوروبا، لكنها فجّرت غضبًا واسعًا في بروكسل والعواصم الأوروبية الكبرى، باعتبارها أخطر تدخل أمريكي مباشر في التوازنات السياسية الأوروبية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
#انقسام_غير_مسبوق
تمثل الاستراتيجية الجديدة تحولًا حادًا في طبيعة العلاقة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، التي شكّلت لعقود عمودًا فقريًا للنظام الغربي.
فبدلًا من خطاب الشراكة والدعم المشترك، اختارت واشنطن لهجة الهجوم المباشر، متهمة أوروبا بالسير نحو الانهيار الحضاري بسبب سياسات “الرقابة، والهجرة غير المنضبطة، والتساهل الثقافي”.
نواب أوروبيون اعتبروا أن الوثيقة تمثل إعلان قطيعة سياسية غير مسبوقة، حيث قال النائب الألماني نوربرت روتغن إن الولايات المتحدة “لم تعد تقف إلى جانب أوروبا لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية”، محذرًا من أن تنفيذ هذه الرؤية الأمريكية قد يعني فعليًا نهاية الاتحاد الأوروبي بصيغته الحالية.
#غضب رسمي في بروكسل
في بروكسل، جاء الرد الأوروبي حاسمًا، حيث اعتبر رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا أن ما ورد في الاستراتيجية يمثل تهديدًا مباشرًا لسيادة أوروبا، مؤكدًا أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تفرض على القارة رؤيتها لحرية التعبير أو طريقة إدارة مجتمعاتها.
وشدد كوستا على أن التدخل في السياسات الداخلية الأوروبية “خط أحمر”، وأن القارة لن تقبل أن تتحول إلى ساحة صراع أيديولوجي بين الإدارات الأمريكية المتعاقبة.
#ماسك_يشعل_النار
زاد من حدة الأزمة دخول الملياردير الأمريكي إيلون ماسك على خط المواجهة، بعدما دعا صراحة إلى “تفكيك الاتحاد الأوروبي” وإعادة السيادة للدول بشكل منفصل، عقب فرض غرامة مالية قدرها 120 مليون يورو على منصته “إكس” بدعوى مخالفة قوانين الشفافية الرقمية.
تصريحات ماسك اعتبرتها بروكسل تصعيدًا خطيرًا يستهدف تماسك الاتحاد، في حين تلقّاها اليمين المتطرف في أوروبا بحفاوة كبيرة واعتبرها دعمًا سياسيًا غير مباشر لمواقفه المناهضة للاتحاد.
#انقسام_شعبي_أوروبي
في المقابل، أبدت أحزاب اليمين الشعبوي ترحيبًا صريحًا بخطاب ترامب، حيث اعتبر الهولندي خيرت فيلدرز أن الرئيس الأمريكي “يقول الحقيقة”، محذرًا من أن القارة تتحول إلى مجتمع “قروسطي” بسبب الهجرة المفتوحة، على حد وصفه.
ويرى مراقبون أن الوثيقة الأمريكية الجديدة تعمّق الانقسام السياسي داخل أوروبا بين تيار يتمسك بالاتحاد الليبرالي المفتوح، وآخر يرى في خطاب ترامب فرصة لإعادة تشكيل القارة على أسس قومية صارمة.
#موسكو_تراقب_بترحيب
اللافت أن الكرملين سارع إلى الترحيب بمضمون الاستراتيجية الأمريكية، واعتبر أنها “تتسق إلى حد كبير مع الرؤية الروسية”، ما زاد من مخاوف الأوروبيين من أن يتحول الخلاف الغربي الداخلي إلى مكسب استراتيجي مباشر لموسكو، في ظل الحرب المستمرة في أوكرانيا والتصعيد في شرق أوروبا.
#أوروبا أمام اختبار مصيري
مع تصاعد اللهجة الأمريكية، ودخول شخصيات نافذة مثل إيلون ماسك على خط المواجهة، تبدو أوروبا اليوم أمام اختبار مصيري غير مسبوق، لا يتعلق فقط بعلاقتها مع واشنطن، بل بمستقبل مشروعها السياسي بالكامل.
فبين غضب بروكسل، وتأييد اليمين المتطرف، وترحيب موسكو، تعيش القارة واحدة من أخطر لحظات الانقسام الاستراتيجي منذ تأسيس الاتحاد، في مشهد يعكس أن الصراع لم يعد عسكريًا فقط، بل بات حضاريًا وسياسيًا بامتياز
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بروكسل اوروبا امريكا ترامب الاتحاد الأوروبی فی بروکسل
إقرأ أيضاً:
ماسك يشبه الاتحاد الأوروبي بألمانيا النازية
شبه إيلون ماسك مالك منصة إكس للتواصل الاجتماعي الاتحاد الأوروبي بألمانيا النازية، وذلك ردا على قيام المفوضية الأوروبية بفرض غرامة تبلغ 120 مليون يورو (140 مليون دولار) على المنصة "لانتهاك قواعد الشفافية".
وبعد يومين من فرض هذه الغرامة حذفت منصة إكس حسابا إعلانيا تستخدمه المفوضية الأوروبية، وكتب رئيس قسم المنتجات في إكس، نيكيتا بير، اليوم الأحد في رد على منشور المفوضية الأوروبية الذي أعلنت فيه عن غرامتها بقوله "تم إنهاء حسابكم الإعلاني".
وقال بير إن حساب الاتحاد الأوروبي أنشأ منشورا "يخدع المستخدمين للاعتقاد بأنه مقطع فيديو ويزيد من وصوله بشكل مصطنع". ومع ذلك، لا يزال حساب المفوضية الأوروبية ومنشوراتها مرئية.
ومن ناحيته، واصل ملياردير التكنولوجيا ماسك التعبير عن عدائه تجاه ما وصفها بـ"البيروقراطية الاستبدادية غير المنتخبة التي تضطهد شعوب أوروبا"، وأعاد ماسك اليوم نشر تعليق أحد المستخدمين بأن الاتحاد الأوروبي هو "الرايخ الرابع"، إلى جانب صورة لعلم الاتحاد الأوروبي يتقشر ليكشف عن علم ألمانيا النازية الذي يحمل الصليب المعقوف.
وكان ماسك قال في حسابه على إكس تعليقا على الغرامة "يجب إلغاء الاتحاد الأوروبي وإعادة السيادة إلى الدول، لكي تتمكن الحكومات من تمثيل شعوبها على نحو أفضل". وتابع في منشور آخر "أنا أحب أوروبا، لكن ليس الوحش البيروقراطي الذي هو الاتحاد الأوروبي".
The EU should be abolished and sovereignty returned to individual countries, so that governments can better represent their people
— Elon Musk (@elonmusk) December 6, 2025
انتقاد أميركيوكان الاتحاد الأوروبي أعلن يوم الجمعة الماضي عن الغرامة، متهما المنصة بتوثيق حسابات المستخدمين بعلامات زرقاء بشكل مضلل، وحجب البيانات عن الباحثين، وعدم توثيق الإعلانات المنشورة على المنصة بشفافية.
إعلانوالغرامة هذه هي الأولى التي تفرضها المفوضية الأوروبية بموجب قانون الخدمات الرقمية لمكافحة المحتوى غير القانوني والضار على الإنترنت.
وأثارت الغرامة انتقادات من وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الذي وصف الغرامة بأنها "هجوم على جميع المنصات التكنولوجية الأميركية والشعب الأميركي".
وانتقد رئيس لجنة الاتصالات الاتحادية الأميركية بريندان كار الاتحاد الأوروبي وقال في منشور على منصة إكس أول أمس الجمعة "مرة أخرى، تفرض أوروبا غرامة على شركة تكنولوجيا أميركية ناجحة لأنها.. ناجحة".
وأضاف "أوروبا تفرض ضرائب على الأميركيين لدعم قارة تعيقها لوائحها الخانقة".