شهد اليوم الرابع لنوادي المسرح بإقليم وسط الصعيد الثقافي، تقديم عرضين مسرحيين بمسرح قصر ثقافة أسيوط، استمرارا للفعاليات المقدمة ضمن الموسم المسرحي للهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، في إطار برامج وزارة الثقافة.

وقدم عرض "حواديتنا" لفرقة قصر ثقافة المنيا المسرحية تأليف أحمد سمير وإخراج عبد الله مصطفى و يتناول تاريخ الفن المسرحي والتي يسردها مؤلف كتاب عن تطور المسرح، ويستعرض مجموعة من الشباب، الفنانين العمالقة من خلال عرض مسرحي، فيظهر الكتاب ويخرج منه شبح المؤلف وينقلهم من حكاية لأخرى وذلك عبر أزمنة مختلفة.

كما شهد المسرح عرض "راشومون" للكاتب الياباني ريونوسوكي أكوتاجاوا ومن إخراج وائل مجدي لفرقة قصر ثقافة ملوي، وتدور أحداثه حول جريمة بإحدى الغابات يلقى خلالها زوج مصرعه وتذهب الزوجة إلى أقرب مركز شرطة وتتضارب أقوال الشهود وتهز الجريمة كاهن البلدة فيحمل عصاه ولفافة ملابسه ويرحل عن المدينة وتتوالى الأحداث.

العروض إنتاج الإدارة العامة للمسرح التابعة للإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان تامر عبد المنعم، وتقدم بإشراف إقليم وسط الصعيد الثقافي برئاسة ضياء مكاوي، وأقيمت بحضور لجنة التحكيم المكونة من الكاتب المسرحي أحمد الصعيدي والناقدة د. عبير منصور، د. أحمد عادل وجمال عبد الناصر عضو لجنة الرقابة على المصنفات، ونخبة من المبدعين والمثقفين بأسيوط.

تقام العروض في الثامنة مساء يوميا، وتختتم اليوم بعرض "كروان وشاهد عليهم" لفرقة ثقافة أسيوط تأليف وإخراج هاني محمد، يعقبه العرض المسرحي "نقطة بيضا" لفرقة ثقافة أسيوط تأليف إبراهيم الحسيني وإخراج عمرو عنتر.

وأطلقت الهيئة العامة لقصور الثقافة، الموسم الجديد من تجربة نوادي المسرح، ضمن برامج وزارة الثقافة تحت شعار "مسرح فى كل حتة في مصر"، ويتنافس بها 163 عرضا مسرحيا من مختلف المحافظات.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: لنوادي المسرح قصر ثقافة اسيوط للهيئة العامة لقصور الثقافة راشومون ثقافة أسیوط

إقرأ أيضاً:

المثقف والسياسي في ملحمة غزة

 

 

الثقافة هي جوهر الوعي الجمعي وأساس الثبات أمام تقلبات السياسة، ومواجهة دعوات الاستسلام تبدأ من تفكيكه ثقافيًا، باعتباره انحرافًا عن الثوابت الوطنية لا مجرد خيار سياسي. فحين تُختزل فلسطين في معادلات وشروط الاستسلام، تُغتال الذاكرة، ويُقنّن التفريط. والمثقف الحقّ هو من يزرع الوعي الرافض، لا من يُساق في ركاب التبرير، لأنه أول من يقاوم وآخر من ينكسر. ولذا، فإن مشروع المواجهة لا يبدأ بالمواجهة السياسية، بل بصناعة وعيٍ لا يُدجَّن، وهو وعي لا تصوغه السلطة أو الفصيل والحزب، بل ينبع من تربة الثقافة الإسلامية والوطنية، التي ترى فلسطين حقاً لا تفريط فيه، وترى في الاستسلام سقوطًا لا يُغتفر، لا يُقاوم إلا بثقافة الثبات القيمي. حين نفكك دلالة «ثقَّف» لنجدها تعني التعليم والتهذيب والتقويم، ندرك أن الثقافة ليست تراكماً معلوماتيًا بقدر ما هي تشكيلٌ واعٍ للعقل والوجدان، وصياغة للرؤية والسلوك.

في هذا السياق، يُصبح المثقف روحاً حية في جسد الأمة، لا موظفًا في بيروقراطية المعرفة، ولا أداة في يد السلطة أو الفصيل والحزب. إنه نسيج من الوعي المتقد، والحس الوطني، والإدراك الحضاري، لذلك فإن «صناعته» ليست ترفاً بل ضرورة، والإعلام إحدى ركائزها، بينما تظل اللغة أداة التشكيل الأعمق لهذا البناء العقلي. ومن أجل التحرر من احتكار السلطة في رسم صورة المثقف، يلزم تنويع البيئات والمؤسسات الراعية له، لتكون الثقافة مشروعًا وطنيًا عابرًا للسلطات والفصائلية، حاميًا للهوية، ومقاومًا للهزيمة.

فالمثقف، كما قيل، أول من يقاوم وآخر من ينكسر. ولا تنبع مقاومته من شعارات بل من عمق انتمائه للمقدس والوطني، كما تتجلى في الثقافة الإسلامية، بانسجامها الفطري ورفضها للظلم، وفي الثقافة الوطنية، التي تزرع جذور الوعي المقاوم. ومن هذا التلاحم، تولد «الخصوصية الفلسطينية الغزية» التي لا تُروّض، ولا تركع. لا يمكن مجابهة مشاريع الاستسلام، إلا بإعادة إنتاج الوعي بحقيقتها، لا كسلوك فقط بل كمشروع اختراق. والسياسة، وإن كانت فن إدارة الحياة، فإنها حين تفلت من قبضة الوعي، تصبح ذراعاً للخذلان. أما الثقافة فهي الذاكرة الحارسة، والوعي الذي لا يتبدل بتبدل الأنظمة، لذلك تتفوق على السياسة وتكشف زيفها، وتعيد تأويلها بما يخدم الثوابت. ومن هنا، تنشأ مفاهيم كـ«ثقافة القرار» و«ثقافة الشهادة»، وتُفضح مفاهيم الاستسلام المقنعة بعباءة «الضرورة السياسية».

في فلسطين، تُصارع «ثقافة الثبات» موجات السياسة المتغيرة، وتتمسك بالمقدس كجزء من الهوية، لا ورقة تفاوض. ومن هنا يتجلى الفرق بين رؤية تتلو قوله تعالى: «ولا تيأسوا من روح الله» في كل سياق، وبين سياسات تقبل بالتفريط وتُغلفه بمنطق الممكن. فالثقافة تُحصن الوعي من التزييف، وترفض تحويل الخيانة إلى وجهة نظر، أو الاستسلام إلى واقعية.

إن مواجهة مشاريع الاستسلام ليست رفضًا لحالة، بل مقاومة لمنظومة اختراق متكاملة، تبدأ من المصطلح وتنتهي بتصفية الوعي. لذا، لا بد أن تتحول المواجهة من ترف نخبوي إلى تيار جماهيري، وأن تتصدر الثقافة المشهد، لا بوصفها تابعًا للسياسة والإعلام، بل قائدًا له.

فالصراع هنا ليس على حدود، بل على الذاكرة والهوية والمصير، و«ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب»، والوعي، في هذا كله، هو أول الجبهات.

 

*كاتب فلسطيني

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • المثقف والسياسي في ملحمة غزة
  • مسرح 23 يوليو بالمحلة يشهد انطلاق العرض المسرحي «الطائر الأزرق»
  • الإثنين المقبل.. ثقافة السويس تُطلق العرض المسرحي «كرنفال الأشباح»
  • اليوم بمهرجان نوادي المسرح 32.. "قابل للحذف" و"أناكوندا" على مسرح القناطر
  • الأحد على مسرح السامر.. قصور الثقافة تقيم الحفل الختامي لمشروع الحكي الشعبي بالمدارس القومية
  • ورش عمل مبادرة "حلها في تدويرها" تواصل فعالياتها فى أسيوط
  • ضمن فاعليات الهيئة العامة لقصور الثقافة.. ثقافة الأقصر يناقش الانتماء و المواطنة
  • فرقة غزل المحلة تعرض "نساء شكسبير" بالقناطر الخيرية ضمن مهرجان نوادي المسرح
  • اليوم.. عرض "موت معلق" بمهرجان نوادي المسرح بالقناطر
  • فرقة غزل المحلة تعرض «نساء شكسبير» بالقناطر الخيرية ضمن مهرجان نوادي المسرح