القدس المحتلة-سانا

حاول أسامة المطوق من مخيم جباليا شمال قطاع غزة أكثر من مرة الحصول على الطعام من بعض شاحنات المساعدات التي تحمل القليل من الطحين والمواد الغذائية وتوزعها على الطرقات الرئيسية بمدينة غزة، ولكن جهوده باءت بالفشل بسبب قصف الاحتلال الإسرائيلي المتكرر مئات الفلسطينيين الذين ينتظرون قوافل المساعدات لسد جوعهم.

ويقول أسامة لمراسل سانا: الطحين الذي يتمكن بعض الشبان من الحصول عليه يكون مجبولاً بالدم، جراء صواريخ الاحتلال ونيرانه التي تنهال علينا عندما نتجمع للحصول على المساعدات ففي كل مرة يستشهد ويصاب المئات.

ويضيف أسامة: أمس قطعت تحت القصف مسافة تزيد على 15 كم مشياً على الأقدام حتى أصل إلى مكان توزيع المساعدات جنوب غزة، لكن شاحنات المساعدات لم تصل جراء منع الاحتلال دخولها إلى المدينة وإلى شمال القطاع.

مجازر الطحين جنوب مدينة غزة تتكرر غربها حيث تحول دوار النابلسي الذي يربط المدينة بجنوب القطاع عبر شارع الرشيد إلى مصيدة للموت أيضاً.

ويشير شادي شملخ من سكان منطقة الشيخ عجلين في غزة إلى أن جثامين الشهداء في محيط دوار النابلسي لا تعد ولا تحصى، حيث يقتل جنود الاحتلال من خلال الطائرات المسيرة أو القناصة الذين يعتلون بعض المنازل كل من يقترب من المنطقة، مبيناً أنه لا يمر يوم بدون أن يرتكب الاحتلال جريمة بحق من يمر بالمنطقة أو ينتظر شاحنات المساعدات، مستذكراً المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في التاسع والعشرين من الشهر الماضي على الدوار، وراح ضحيتها نحو 1000 فلسطيني بين شهيد وجريح أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات.

وبالتزامن مع حرب التجويع يواصل الاحتلال تدمير المنازل والمشافي في غزة وشمالها، ويحاصر مئات آلاف الفلسطينيين هناك بالجوع والموت، كما يؤكد محمد سحويل قائلاً: الاحتلال يرتكب فظائع ومجازر وحشية في مستشفى الشفاء بمدينة غزة ومحيطه…ثلاثة من أفراد عائلتي استشهدوا نتيجة القصف المتواصل لمحيط المستشفى، مبيناً أن الاحتلال يقصف بالطائرات الأبنية السكنية العالية المتبقية في محيط المستشفى، فيما يحرق عشرات المنازل في منطقة شارع عيدية وحي النصر المحيطين بالمستشفى.

171 يوماً ولا تزال مجازر الاحتلال المروعة مستمرة وسط تفاقم الكارثة الإنسانية التي يعانيها الفلسطينيون في القطاع ووداعهم يومياً لعشرات الشهداء، فيما تستمر الولايات المتحدة والغرب بالكذب والتسويف حول جهودهم المزعومة لوقف العدوان، بينما لم يتوقفوا يوماً عن مد الجسور لتزويد الاحتلال بالسلاح ليحصد المزيد من أرواح الأبرياء.

محمد أبو شباب

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

80 شهيدا في غزة منذ فجر اليوم بينهم 56 من المجوعين

قالت مصادر في مستشفيات القطاع إن 80 فلسطينيا استشهدوا منذ فجر اليوم بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي، بينهم 56 من منتظري المساعدات في منطقة نتساريم وسط قطاع غزة ورفح جنوبا.

وقد نقلت فرق الانقاذ المصابين وجثامين الشهداء إلى مستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط القطاع.

وكان آلاف المجوعين من الفلسطينيين من سكان قطاع غزة قد توجهوا اليوم إلى مركز توزيع المساعدات في منطقة الشاكوش شمال مدينة رفح.

لكن قوات الاحتلال أطلقت النار على المئات منهم، مما أسفر عن استشهاد وإصابة لعشرات بجروح متفاوتة بينها إصابات خطيرة نقلت إلى مستشفى ناصر في خان يونس ومستشفيات ميدانية أخرى في منطقة المواصي بخان يونس، جنوبي القطاع.

من جهتها، قالت وزارة الصحة في غزة في تقريرها الإحصائي اليومي، اليوم الثلاثاء، إن مستشفيات القطاع استقبلت خلال 24 ساعة "79 شهيدا (بينهم 5 انتشال) و289 إصابة" جراء استمرار الهجمات الإسرائيلية.

وأوضحت أنه "لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".

أوضاع مأساوية

وأفادت وزارة الصحة أن "حصيلة ما وصل إلى المستشفيات من شهداء (منتظري) المساعدات منذ 27 مايو/ أيار الماضي، ارتفع إلى 516 شهيدا وأكثر 3 آلاف و799 مصابا"، وذلك بعد استشهاد 49 فلسطينيا وإصابة 197 خلال 24 ساعة، جراء الاستهداف الإسرائيلي المتعمد للفلسطينيين أثناء انتظارهم الحصول على المساعدات.

وذكرت الوزارة أن "حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس/ آذار 2025 بلغت 5 آلاف و759 شهيدا و19 ألفا و807 إصابات".

كما أشارت إلى ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى " 56ألفا و77 شهيدا و131 ألفا و848 مصابا".

وتتفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة والحصار المفروض على القطاع.

إعلان

ويشكو النازحون من مأساة النزوح المتكرر تحت وطأة القصف وصعوبة التنقل وانعدام الطعام والماء، وصعوبات تلقي العلاج في هذه الظروف القاسية.

وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/ أيار الماضي، تنفيذ خطة لتوزيع مساعدات محدودة عبر ما تُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي مدعومة إسرائيليا وأميركيا ومرفوضة من الأمم المتحدة.

ومنذ ذلك التاريخ، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

مقالات مشابهة

  • عاجل| سرايا القدس: دمّرنا آلية صهيونية متوغلة في منطقة الترخيص القديم
  • 21 شهيدا في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر اليوم
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: مراكز المساعدات بغزة تحولت إلى مصائد موت
  • مجازر المجّوعين مستمرة.. عشرات الشهداء بنيران الاحتلال قرب مركز مساعدات
  • مجزرة إسرائيلية جديدة بغزة تحت فخ “المساعدات الغذائية”
  • حماس: نقاط توزيع المساعدات في غزة مصائد للموت
  • يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة
  • 80 شهيدا في غزة منذ فجر اليوم بينهم 56 من المجوعين
  • الجبهة الشعبية: مصائد الموت الجماعي بحق المُجوّعين مستمرة بصناعة صهيونية ومشاركة أمريكية
  • الاحتلال يسرق المنازل في طولكرم.. وحملة اعتقالات ومداهمات واسعة