مؤتمر صحفي لمنظمة “انتصاف” تحت شعار “9 أعوام من الإجرام.. ويستمر العدوان”
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
يمانيون ../
نظمت منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل، اليوم بصنعاء، مؤتمراً صحفياً تحت شعار “9 أعوام من الإجرام.. ويستمر العدوان” وأصدرت تقريراً حقوقياً وثق أبرز الانتهاكات بحق النساء والأطفال جراء العدوان والحصار والآثار المترتبة عليهما منذ 26 مارس 2015 ـ 25 مارس 2024م.
وفي المؤتمر الصحفي، ثمن وزير حقوق الإنسان في حكومة تصريف الأعمال علي الديلمي دور منظمة انتصاف وعملها الدؤوب في قضايا المرأة وخاصة مع قلة العمل فيما يخص قضايا المرأة.
وأشار إلى ما تعرضت له المرأة في اليمن وفلسطين من قتل وإبادة جماعية في ظل صمت دولي.. وقال “كان يفترض أن تتحرك الآليات الدولية أمام أعداد الضحايا من النساء في اليمن وفلسطين، لكن ذلك لم يحدث”.
وأوضح أن المرأة وقضاياها الجوهرية ليست محل اهتمام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، فالمشروع الغربي للمرأة خطير جداً يسعى لئلا يكون لها تأثير علمي واجتماعي بل استغلال واتجار بالبشر والبعد عن كل ما يجعلها قوية.
وتطرق الوزير الديلمي، إلى مكانة المرأة في الإسلام، والدعوات المشبوهة والأكاذيب التي يسوقها الغرب لتحرير المرأة.
من جانبها أشادت الأمين للعام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة أخلاق الشامي، بعطاء المرأة اليمنية وصمودها خلال تسعة أعوام من العدوان، حيث استطاعت أن تكون صمام أمان المجتمع، وأن تقوم بدورها كاملاً في الحفاظ على الأسرة وتحمل مسؤوليتها وتنشئة الأجيال وتربيتهم تربية إيمانية واعية.
وأضافت “انقضت تسع سنوات من العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، لم تدخر فيها دول العدوان جهداً في محاولة إخضاع الشعب اليمني فاستخدمت كل أنواع الأسلحة المحرمة الدولية وارتكبت أبشع الجرائم بحق المدنيين واستهدفتهم في منازلهم وأماكن أعمالهم وفي كل الأعيان المدنية المحمية بموجب القوانين الدولية.
وأشارت الشامي، إلى أوضاع الأطفال والنساء ومعاناتهم جراء العدوان والحصار وتداعياتهما.. مبينة أن الشعب اليمني استطاع رغم كل ذلك أن يسطر أروع ملحمة في الصبر والصمود والتضحية والعطاء والبسالة، وها هو يدشن عامه العاشر من الصمود والنصر والثبات واليقين بالله ونصره.
بدوره لفت مسؤول الدائرة الحقوقية والقانونية بالمكتب السياسي لأنصار الله القاضي عبدالوهاب المحبشي، إلى أهمية التذكير بالمجازر والجرائم الوحشية التي ارتكبها العدوان في اليمن، وتوثيق أسماء وصور الضحايا وخاصة من الأطفال ورفعها في المدن.
وقال “بعد تسع سنوات اتضح من هو المدافع عن الأمن القومي العربي، ومن هو الذي يهدد الأمن القومي العربي واتضح جلياً أن من خرج من الحضن العربي هم أولئك العرب الذين لا علاقة لهم بالعروبة وأصبحوا عملاء للكيان الصهيوني وأداة للإجهاز على ما تبقى من العروبة”.
وأشار القاضي المحبشي إلى أن مزاعم العروبة أصبحت قناعاً تستخدمه الصهيونية لاستباحة العالم العربي والإسلامي.
فيما أفادت رئيسة منظمة انتصاف سمية الطايفي بأن المنظمة وثقت وتحققت من آلاف الغارات التي تسببت في سقوط الآلاف من الضحايا المدنيين وعلى وجه الخصوص المرأة والطفل، وتبين أن عدداً كبيراً منها تم توجيهه نحو المدنيين في الأحياء والأسواق وصالات الأعراس والعزاء ومخيمات النزوح، والطرق العامة بشكل متعمد و مباشر، وجميعها تمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني وقوانين الحرب، وترتقي إلى جرائم الحرب التي تستوجب الملاحقة القضائية الدولية لكل الأطراف الضالعة في ارتكابها سواء كانوا أفرادًا أو جماعات.
وأشارت إلى أن التقرير تضمن الانتهاكات الجسيمة المرتكبة ضد النساء والأطفال أثناء العدوان والانتهاكات الجنسية الخطيرة التي يتعرضون لها في المناطق الواقعة تحت الاحتلال، والآثار النفسية والاجتماعية عليهم، إضافة إلى الانتهاكات المتمثلة بالحرمان من الصحة والتعليم، وانعدام الأمن الغذائي، وانتشار الأوبئة والأمراض، والوضع المعيشي المتردي نتيجة انقطاع الرواتب الذي أدى إلى زيادة نسبة عمالة الأطفال، إضافة إلى تجنيد الأطفال في المناطق المحتلة.
وطالبت الطايفي الأمم المتحدة بإيقاف العدوان والحصار والتعامل مع ملف العدوان على اليمن بشكل جاد وبكل حيادية ومهنية وفقاً للقوانين والاتفاقيات الدولية.
عقب ذلك استعرضت مسؤولة التقارير بالمنظمة فاتن شرف الدين، تقرير “9 أعوام من الإجرام .. ويستمر العدوان”، مبيناً أن ضحايا العدوان بلغ أكثر من 50 ألفاً و25 قتيلاً وجريحاً من المدنيين.
وأوضح التقرير أن عدد القتلى بلغ 18 ألفاً و381 بينهم أربعة آلاف و123 طفلاً وألفين و486 امرأة، فيما بلغ عدد الجرحى 31 ألفاً و644 بينهم أربعة آلاف و992 طفلاً وثلاثة آلاف و57 امرأة.
وأفاد بأن طائرات العدوان شنت ألفين و932 غارة عنقودية طوال التسع السنوات الماضية، وبلغ عدد ضحاياها نحو تسعة آلاف مدني معظمهم من النساء والأطفال، مشيراً إلى استخدام طيران العدوان أكثر من ثلاثة ملايين و187 ألفاً و630 ذخيرة عنقودية أمريكية بريطانية باكستانية وبرازيلية منتشرة في معظم المحافظات.
ولفت التقرير إلى أن عدد الانتهاكات التي ارتكبتها قوى العدوان في الساحل الغربي بلغ أكثر من 800 جريمة بحق الأطفال والنساء كلها جرائم اختطاف واغتصاب.
ودعت التوصيات الصادرة عن المؤتمر إلى إيقاف العدوان والحصار الجائر على اليمن بكافة أشكاله، مطالبة الأمم المتحدة بإلغاء قرار شطب تحالف العدوان من قائمة قتل وتشويه الأطفال، كونه مستمر في ارتكاب المجازر بحق النساء والأطفال في اليمن.
وحثت كافة المنظمات والجهات الحقوقية والقانونية والإعلامية على إبراز الانتهاكات والجرائم المرتكبة بحق المدنيين وخاصة النساء والأطفال وكشفها للرأي العام الدولي تمهيداً لتقديم مرتكبيها للعدالة ومحاكمتهم.
وطالبت التوصيات بتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية مستقلة للتحقيق في كل الجرائم والانتهاكات المرتكبة منذ بداية العدوان في مارس 2015.. داعية أحرار العالم إلى الوقوف مع الشعبين اليمني والفلسطيني بفضح جرائم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والكيان الصهيوني ودول الغرب والدول المحسوبة على الأمة الإسلامية.
كما طالبت شعوب العالم والأمة الإسلامية بعدم نسيان الدماء التي أهدرت ومازالت في اليمن وفلسطين، وأن تكون كافة الجرائم وقوداً للتحرر من الاستعباد والوصاية الخارجية.
التوصيات طالبت أيضاً الدول المطبعة بإيقاف كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: النساء والأطفال العدوان والحصار أعوام من فی الیمن
إقرأ أيضاً:
السرد والبوكر وشهرزاد
لا يمكن التعجب من تكرار فوز وتكريم المرأة ساردة في جائزة أو مجموعة جوائز عالمية وإقليمية ومحلية خصصت للسرد، بل العجب كل العجب أن تنأى المرأة عن هذه الحرفة إلى الصمت أو أن تلهى عنها انشغالا بالحياة والتزاماتها، أو بمجرد الاكتفاء بتلقي سرد الآخرين، لا نقول منذ شهرزاد وحسب، بل قبلها بكثير كانت المرأة وما زالت هي الراوي في قصص الجدة وصوت الأمهات وحكايات النساء مع جلسات الضحى وأسمار المساء، وما رمزية السرد التي هي الحياة في«ألف ليلة وليلة» إلا استمرار وتأكيد لارتباط السرد بالمرأة، ممثلة في شهرزاد التي أنقذت حياتها وحياة الأخريات بنسج خيوط القصص وحكايات الليل معالجة النزعة الانتقامية لدى شهريار الغارق في انشغاله بعدائيته وخصومته للمرأة بألفة السرد وانجذاب المتلقي لعصب الحكاية المعلق في حبكتها المسلمة إياه للتشويق منتظرا نهايتها حتى لو كلفه الانتظار تأجيل قرار الموت مقابل الحياة، صنعت منه خلقا جديدا يأنس بالسرد وسيلة للحياة عبر المرأة ممثلة في الراوي السارد «شهرزاد».
فازت الكاتبة الهندية والناشطة في مجال حقوق المرأة بانو مشتاق، مساء الثلاثاء الماضي، بجائزة بوكر الأدبية الدولية عن مجموعتها القصصية «مصباح القلب» التي تتناول الحياة اليومية لنساء مسلمات في جنوب الهند، تروي بانو في المجموعة القصصية التي كُتبت بالكانادية، اللغة المحلية في جنوب الهند، جوانب من حياة العديد من نساء الهند اللواتي يعانين من التوترات الأسرية والمجتمعية، المجموعة هي أول كتاب باللغة الكانادية يحصل على هذه الجائزة الدولية المرموقة التي تم تقديمها في حفل أقيم في لندن.
ومع الاحتفاء بفوز الكاتبة الهندية لا ينبغي إغفال استعادة النساء مجدهن السردي في هذه المسابقة وغيرها من المحافل الدولية، مع تكرار أسماء لكاتبات ساردات من مختلف أرجاء العالم، فما الذي حال دون ذلك من قبل؟ أ كانت النساء تعيش السرد أكثر مما تكتبه؟ أم كُنَّ يتقصدن تخزين أكبر معدل ممكن من السرد قبل توثيقة على شكل قصة أو رواية؟ هل عظم المخزون - خصوصا مع ما يعيشه العالم اليوم من أزمات وتحديات وكوارث، تتحمل النساء آلامها وتعاني مشقتها مضاعفة - حتى قررت أخيرا كتابتها ونشرها لتتشاركها والآخرين كعادتها لكن توثيقا؟ يعزز ذلك معرفة المدة التي نشرت خلالها الفائزة بجائزة البوكر قصصها بين عامي 1990 و2023، إذ احتاجت مجموعتها الفائزة إلى ثلاثة عقود من الصبر والمثابرة من الكاتبة في التأليف والنشر، ثم من المترجمة في اختيارها من المنشور اثنتي عشرة قصة، بعيدا عن بريق الجوائز وصخب المنصات، كما أنها تطلبت تمازجا مع المجتمع عبر تلبس شخوصه المقهورين والمهمشين من المسكوت عنهم في الكتابات الاستهلاكية العابرة، الكاتبة التي تعمل كمحامية وناشطة نسوية، ألفت ست مجموعات قصصية، ورواية واحدة، ومجموعة مقالات، وديوان شعر، جميعها بلغة الكانادا، قالت عند حصولها على الجائزة «أقبل هذا الشرف العظيم ليس كفرد، بل كصوت يقف مع العديد من الآخرين» واصفة فوزها بأنه «لحظة لا تصدّق» وبحسب منظمي الجائزة، فقد تعرّض الكتاب للرقابة من جانب الدوائر المحافظة في الهند، وتم تجنّبه من قبل الجوائز الأدبية الكبرى في البلاد، وقد استبق رئيس لجنة التحكيم ماكس بورتر الإعلان عن فوز مشتاق بالإشادة «بالكتب التي تتحدّى السلطات من السودان إلى أوكرانيا والصين وإريتريا وإيران وتركيا، في كل مكان»، ولا ننسى الاحتفاء بالترجمة كذلك إذ وصف بعض النقاد الترجمة قائلين: «إن القصص الفائزة تمثل انتصارًا ليس فقط للأدب المكتوب بالكانادا، بل أيضًا للترجمة بوصفها مقاومة ثقافية، فمن خلال شراكتها مع المترجمة ديبا بهاستي، فتحت بانو مشتاق نافذة جديدة لحكايات النساء المسلمات في جنوب الهند، وجعلت منها أدبًا عالميًا ذا صوت واضح وقوي»
جائزة بوكر الدولية هي جائزة أدبية كانت تُمنح كل عامين لكنّها منذ 2016 تُمنح سنويا للروايات المترجمة إلى الإنجليزية، وقد فازت بها الروائية العمانية جوخة الحارثي عام 2019 عن روايتها «سيدات القمر» كأول رواية مترجمة عن العربية.
ختاما: فوز بانو مشتاق بالبوكر أعاد للمجاميع القصصية ألقها، ولكتاب القصة طمأنينتهم بعد عقود من تكريس فكرة تفوق الرواية على باقي فنون النثر والشعر معا، كما أنه أعاد شغف الالتفات للمجتمع في يومياته المشحونة بالتوتر، المسكونة بالسرد والدراما، المغذية كل الفنون بكافة أشكالها بطاقات من التعبير والإبداع، وفي شخوصه البسطاء حاملي عبء الحياة بكل ما فيها من ثوابت ومتغيرات، وأحلام ورؤى، وفي وظيفة الكاتب والمثقف لنقل رسالة المستضعفين للعالم دون التسليم باليأس عند عتبات إغلاق الأبواب، وإقصاء الأصوات.
حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية