تسعي شركة أبل إلى التفرد والتميز المستمر من خلال منتجاتها في سوق الهواتف الذكية الذي تعتلي قمته منذ فترة طويلة وفقا لارقام المبيعات مقارنة لما يوازيها من منتجات بنفس السعر من الشركات الأخرى.

ومنذ ظهور الذكاء الاصطناعي لأول مرة بشكل عملي عام 2018 سعت كل الشركات الرقمية وغيرها لمواكبة التطور في هذا المجال ودمجه في منتجاتها لزيادة مزاياها و تعد شركة ابل واحدة من الشركات الرقمية التي اخذن هذا السبق حيث انها أستطاعت إضافة الذكاء الاصطناعي إلى هواتفها و ظهرت هذه الخاصية في تطبيق الكاميرا، وتطبيق الصور وغيره من التطبيقات، وهي متوفرة أيضًا في المساعد الصوتي سيري.

وتستمر أبل في إضافة التقنيات الجديدة لهواتفها فأضافت للجيل الجديد 4 خواص مستحدثة من الذكاء الاصطناعي وهم:

الذكاء الاصطناعيخاصية الصوت الشخصي Personal Voice

هي واحدة من مزايا إمكانية الوصول الحديثة التي أضافتها آبل إلى هواتف آيفون ضمن تحديث نظام التشغيل حيث تعتمد هذه المزية على التعلم الآلي للسماح للأشخاص الذين يعانون مشكلات في السمع أو النطق بنسخ صوتهم حتى يتمكنوا من التواصل بسهولة مع الآخرين، وفي أثناء إعداد هذه المزية يُطلب من المستخدم قراءة 150 عبارة بصوت عالٍ، ثم تستخدم هذه المزية الذكاء الاصطناعي لتحليل الصوت وتوليد نسخة منه، ثم يمكن استخدام الصوت المنسوخ في التطبيقات المتوافقة

Live Text

Live Text هي مزية تعمل بالذكاء الاصطناعي متوفرة في هواتف آيفون التي تعمل بنظام iOS 15 أو أي إصدار أحدث، وهي مزية تعرف النص المكتوب بخط اليد في الصور، وتسمح لك بنسخ النص من الصور ولصقه بسهولة.

تفيد مزية Live Text في الكثير من المواقف، ولنفترض أن لديك وصفة مكتوبة بخط اليد تريد إنشاء نسخة رقمية منها، في هذه الحال يمكنك التقاط صورة لتلك الوصفة باستخدام كاميرا هاتف آيفون، ثم يمكنك نسخ هذا النص ولصقه في مستند Word على سبيل المثال، لحفظ نسخة رقمية منه.

- التصحيح التلقائي المُحسّنة «AutoCorrect»

أستطاعت أبل ان تقوم بتحسين نطام التصحيح التلقائي (AutoCorrect)خلال أخر تحديث لها لنظام التشغيل iOS 17، فقد أصبحت قادرة على إصلاح الأخطاء بنحوٍ أكثر دقة من قبل وتقديم اقتراحات مناسبة أكثر للموضوع الذي تكتب عنه، ويعود السبب في هذا التحسّن إلى النموذج اللغوي الجديد في نظام iOS 17 الذي يستخدم التعلم الآلي للتنبؤ بالكلمات، والذي دُرّب على مجموعات كبيرة من البيانات، مما سمح له بتعلم السياق لتقديم نتائج مُحسنة

مزايا الذكاء الاصطناعي الخاصة بالتصوير:

تعتمد العديد من مزايا الكاميرا في هواتف آيفون على خوارزميات متقدمة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد الكائنات في الصور وإنشاء تأثير bokeh يتمتع بجودة عالية.

بالإضافة إلى ذلك، يستخدم الوضع السينمائي تقنية الذكاء الاصطناعي لضبط التركيز تلقائيًا على الموضوع الأساسي في مقطع الفيديو ليبقى ظاهرًا بنحو واضح حتى في أثناء الحركة.

ومن أحدث المزايا التي تعمل بالذكاء الاصطناعي التي أضافتها آبل إلى هواتف آيفون عبر تحديث iOS 17، هي قدرة تطبيق الصور على تعرف الحيوانات الأليفة في الصورة، مما يسمح بتنظيم الصور بنحو أفضل.

اقرأ أيضاًأشهر 5 مواقع تصميمات إلكترونية باستخدام الذكاء الاصطناعي

«أبل» بصدد اتفاق يعيد تشكيل صناعة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في العالم

«الذكاء الاصطناعي» سبيل سامسونج للنمو مستقبلا

يقلل التكلفة.. ناقدة فنية توضح دور الذكاء الاصطناعي في دراما رمضان

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: هواتف آیفون

إقرأ أيضاً:

هل يخفي الذكاء الاصطناعي عنصرية خلف خوارزمياته الذكية؟

 

 

مؤيد الزعبي

بما أننا مقبلون على مرحلة جديدة من استخدامات الذكاء الاصطناعي وجعله قادرًا على اتخاذ القرارات بدلًا عنَّا يبرز سؤال مهم؛ هل سيصبح الذكاء الاصطناعي بوابتنا نحو مجتمع أكثر عدلًا وإنصافًا؟ أم أنه سيعيد إنتاج تحيزاتنا البشرية في قالب رقمي أنيق؟ بل الأخطر من ذلك: هل سيغدو الذكاء الاصطناعي أداة عصرية تمارس من خلالها العنصرية بشكل غير مُعلن؟

قد تحب- عزيزي القارئ- تصديق أن هذه الأنظمة "ذكية" بما يكفي لتكون حيادية، لكن الحقيقة التي تكشفها الدراسات أكثر تعقيدًا؛ فالذكاء الاصطناعي في جوهره يتغذى على بياناتنا وتاريخنا، وعلى ما فينا من تحامل وتمييز وعنصرية، وبالتالي فإن السؤال الحقيقي لا يتعلق فقط بقدرة هذه الأنظمة على اتخاذ قرارات عادلة، بل بمدى قدرتنا نحن على برمجتها لتتجاوز عيوبنا وتاريخنا العنصري، ولهذا في هذا المقال نقترب من هذه المنطقة الرمادية، حيث تتقاطع الخوارزميات مع العدالة، وحيث قد تكون التقنية المنقذ أو المجرم المتخفي.

لنقرّب الفكرة بمثال واقعي: تخيّل شركة تستخدم الذكاء الاصطناعي لفرز السير الذاتية واختيار المتقدمين للوظائف. إذا كانت خوارزميات هذا النظام مبنية على بيانات تحمل انحيازًا ضد جنس أو لون أو جنسية معينة، فقد يستبعد المرشحين تلقائيًا بناءً على تلك التحيزات. وهذا ليس ضربًا من الخيال؛ فقد وجدت دراسة حديثة أجرتها جامعة واشنطن (أكتوبر 2024) أن نماذج لغوية كبيرة أظهرت تفضيلًا واضحًا لأسماء تدلّ على أصحاب البشرة البيضاء بنسبة 85%، مقابل 11% فقط لأسماء مرتبطة بالنساء، و0% لأسماء تعود لأشخاص من ذوي البشرة السوداء، تُظهر هذه الأرقام المقلقة كيف أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي، والتي تستخدمها نحو 99% من شركات "فورتشن 500"، يمكن أن تؤثر سلبًا على فرص ملايين الأشخاص الباحثين عن عمل، لا لسبب سوى أنهم وُلدوا بهوية مختلفة، أي أن تحيّز هذه الأنظمة يمكن أن يمس ملايين الباحثين عن العمل.

الأمر يزداد خطورة عند الحديث عن أنظمة التعرف على الوجوه، والتي تُستخدم حاليًا في تعقب المجرمين ومراقبة الأفراد. دراسات عديدة أثبتت أن هذه الأنظمة تخطئ بنسبة تصل إلى 34% عند التعامل مع النساء ذوات البشرة الداكنة، كما تُسجَّل أخطاء في التعرف على الوجوه الآسيوية، ما قد يؤدي إلى اعتقالات خاطئة أو مراقبة غير مبررة لأشخاص أبرياء، فقط لأن الخوارزمية لم تتعلم بشكل عادل، وتخيل الآن كيف سيكون الأمر عندما يدخل الذكاء الاصطناعي- بكل تحيزاته- إلى قاعات المحاكم، أو إلى أنظمة القضاء الإلكترونية، ليصدر أحكامًا أو يوصي بعقوبات مشددة، وحينها بدلًا من أن نصل لقضاء عادل سنصل لعدالة مغلفة بواجهة من الحياد الزائف.

ولننتقل إلى السيناريو الأكثر رعبًا: الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري. ما الذي قد يحدث إذا تم برمجة أنظمة قتالية لتحديد "العدو" بناءً على لون بشرة أو جنسية؟ من يتحمل المسؤولية حين ترتكب هذه الأنظمة مجازر على أساس تحيز مبرمج مسبقًا؟ تصبح هذه الأنظمة أداة للقتل بعنصرية عقل إلكتروني، ومن هنا ستتفاقم العنصرية، وستصبح هذه الأنظمة بلا شك أداة لقتل كل ما تراه عدوًا لها ليأتي اليوم الذي تجدنا فيه نحن البشر ألذ أعدائها.

في قطاع الرعاية الصحية أيضًا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون عنصريًا خصوصًا لو تم برمجتها لتتحكم بمستحقي الدعم الصحي أو حتى استخدامها في أنظمة حجز مواعيد العمليات، فلو وجد أي عنصرية بهذه الأنظمة؛ فبالطبع ستعطي الأولوية لأصحاب بشرة معينة أو جنسية معينة مما سيحرم الكثيرين من الوصول للعلاج في الوقت المناسب.

حتى نكون منصفين هنا نحتاج إلى تمييز دقيق بين نوعين من عنصرية الذكاء الاصطناعي: العنصرية المقصودة: الناتجة عن برمجة متعمدة تخدم مصالح أو توجهات محددة، والعنصرية غير المقصودة: الناتجة عن تغذية الأنظمة ببيانات غير عادلة أو تمثل واقعًا عنصريًا، فتُصبح الخوارزميات انعكاسًا له.

وأيضًا هناك مشكلة مهمة يجب معالجتها فلو عدنا لموضوع الرعاية الصحية؛ فلو قمنا بإدخال بيانات المرضى على هذه الأنظمة وكان حجم البيانات لفئة معينة أكثر من فئة أخرى فربما يعالج الذكاء الاصطناعي هذا الأمر على أن فئة معينة لا تحتاج للعلاج أو تحتاج لرعاية صحية أقل من غيرها وبالتالي يستثنيها من علاجات معينة أو مطاعيم معينة مستقبلًا، ولهذا يجب أن نعمل على تنقيح بيناتنا من العنصرية قدر الإمكان لتجنب تفاقم الأزمة مستقبلا.

يجب ألا نعتقد أبدًا بأن الذكاء الاصطناعي سيكون منصفًا لمجرد أنه آلة لا تفاضل شيء على شيء، فهذا سيمكن الصورة النمطية الموجودة حاليًا في مجتمعاتنا، فالذكاء الاصطناعي تقنية مازالت عمياء وليست واعية بما يكفي لتميز أية التمييز وتحذفه من برمجياتها، إنما تأخذ الأنماط الموجودة وتبني عليها، وسنحتاج وقت أطول لمعالجة هذه الفجوة كلما مضى الوقت.

إذا سألتني عزيزي القارئ ما هي الحلول الممكنة نحو ذكاء اصطناعي عادل وشامل، فالحلول كثيرة أهمها أن نوجد أدوات ذكاء اصطناعي قادرة على إيجاد العنصرية وتبدأ بمعالجتها واستثنائها في خوارزمياتها، وهذه مسؤولية الشركات الكبرى التي تبني نماذج الذكاء الاصطناعي، وثانيًا يجب أن نطور أنظمة ذكاء اصطناعي مبنية على العنصرية فهذه الأنظمة ستطور من نفسها وستكون عدوة للبشرية في قادم الأيام، أيضًا يجب أن يكون هناك تنويع في البيانات  فكلما انعكس التنوع في البيانات والتصميم، كلما انخفضت احتمالية انتشار النتائج العنصرية وحققنا الإنصاف المطلوب.

في النهاية يجب القول إن الذكاء الاصطناعي ليس عدوًا بالضرورة، لكنه قد يكون كذلك إذا تركناه يتغذّى على أسوأ ما فينا وأقصد هنا العنصرية.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • تمكين الكفاءات السعودية في عصر الذكاء الاصطناعي
  • سام ألتمان.. رأس الحربة في الذكاء الاصطناعي الإمبريالي
  • أخبار التكنولوجيا | سامسونج تكشف عن أرخص هواتف الذكاء الاصطناعي.. 4 ميزات مبتكرة تغير طريقة تواصلك على واتساب
  • 10 ميزات عظيمة تصل هواتف آيفون قريبا.. تعرف عليها
  • سامسونج تكشف عن أرخص هواتف الذكاء الاصطناعي
  • علماء روس يستخدمون الذكاء الاصطناعي في فهم الجينات
  • هل يخفي الذكاء الاصطناعي عنصرية خلف خوارزمياته الذكية؟
  • كيف غير الذكاء الاصطناعي شكل التصعيد بين إيران والاحتلال؟
  • واتساب تكشف عن 4 ميزات جديدة لتعزيز الذكاء الاصطناعي للمستخدمين
  • شركة أمنية تعتمد نظام iGrafx المدعومة بالذكاء الاصطناعي