تعيش عدد من المدن العربية، منذ الأيام القليلة الماضية، ما وُصف بموجة احتجاج عارمة، شلّت عددا من الشوارع، وذلك استنكارا وتنديدا بعُدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، الذي دمّر الحجر والبشر، وكسّر كافة القوانين الدولية المرتبطة بحقوق الإنسان.

 

وهبّت روح الاحتجاج، مُجدّدا، بشكل مُتسارع، في عدد من الدول العربية، بعد فترة خفتت فيها الأصوات، إلا من احتجاجات ومسيرات غاب عنها جُل المحتجّين.

 

اليمن تنتفض

 

شهدت اثنا عشر محافظة يمنية، الجمعة، عدّة مظاهرات حاشدة، تضامنا مع قطاع غزة، الذي يواجه عدوانا أهوج من الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

 

ونظّمت المظاهرات، في محافظات: صنعاء وعمران وذمار وصعدة والمحويت ومأرب والبيضاء وحجة والحديدة ولحج والضالع وتعز؛ فيما احتشد عشرات الآلاف في ميدان السبعين، وهو أكبر ميادين العاصمة صنعاء، استجابة لدعوة أطلقتها جماعة "الحوثي".

 

وردّد المتظاهرون جُملة من الشعارات، من قبيل: "الجهاد الجهاد.. كل الشعب على استعداد"، و"يا غزة يا فلسطين.. معكم كل اليمنيين"، وهم محمّلين بكل من الأعلام اليمنية والفلسطينية، ولافتات مُنددة بعدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة، فيما ارتدى جُل المحتجين للكوفية.

 

ودعا بيان، تُلي على هامش المظاهرة، "الشعوب العربية والإسلامية إلى التحرك العملي لنصرة الشعب الفلسطيني، وأن يكون لهم موقف شعبي مساند لإخواننا في غزة".

 

كذلك، طالبت، هذه الشعوب بـ "مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية والشركات الداعمة لهم كأقل واجب وفي متناول الجميع".

 

المغاربة يُطالبون بوقف تجويع أهالي غزة

 

يخرج المغاربة للاحتجاج، في عدد من المُدن، بوثيرة شبه يومية، عقب صلاة التراويح، في وقفات، تحت شعار "فلسطين من النهر إلى البحر"، للتأكيد على تضامنهم المطلق مع كامل الشعب الفلسطيني، خاصة الأهالي في قطاع غزة المحاصر.

 

وطالب آلاف المحتجّين، الجمعة، خلال الوقفة التي دعت إليها "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" (غير حكومية)، بدعم صمود أهالي قطاع غزة والتصدّي للتجويع والقتل والتشريد التي يُمارسها عليهم جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ أشهر.

 

وفي السياق نفسه، انتقد المتظاهرين المغاربة، في عدد من المدن، من بينها: الرباط، سلا، تطوان، فاس، الدار البيضاء القنيطرة، الجديدة، أزرو، وسيدي يحيى، وبني ملال، وشفشاون، ما وصفوه بـ "استمرار الدعم الغربي لتل أبيب رغم مواصلة حربها الدموية على غزة".

 

كذلك، طالبوا، المجتمع الدولي، بـ "العمل على إيصال المساعدات إلى غزة في ظل المجاعة الحالية التي تتفاقم باستمرار؛ والتصدي لممارسات التجويع والقتل والتشريد الإسرائيلية بحق أهالي القطاع".

 

ويرفع المحتجون، عدد من الشعارات، من بينها: "نقسم بالله العظيم ألا نتخلى عن فلسطين"، و"يا أحرار في كل مكان، لا صهيون ولا أمريكان"، و"يا مسلمين يا أحرار، الأقصى ينادينا.. هل من مجيب؟"، و"الشعب المغربي مع طوفان الأقصى" ناهيك عن عدد من الافتات التي يُكتب عليها عبارات، مثل: "تطالب بدعم أهالي غزة والتصدي لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق المسجد الأقصى".

 

الأردن لم تصمت

 

عاشت الأردن على إيقاع استمرار المظاهرات الداعمة لغزة، والرافضة لاستمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، غير أن وتيرة الاحتجاجات، ارتفعت بشكل متسارع، خلال الأيام القليلة الماضية، عقب تداول أخبار عن انتهاكات جنسية مسّت عدد من النساء الغزاويات من الاحتلال الإسرائيلي.

 

وشارك مئات الآلاف من الأردنيين، في مسيرة شعبية من أمام المسجد الحسيني وسط العاصمة عمّان، بعد صلاة الجمعة، للتنديد بعدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وجرائم الحرب والإبادة الجماعية التي تواصل دولة الاحتلال اقترافها في القطاع.

 

وأكد المشاركون في المسيرة، التي دعا إليها ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية، أن "العدوان الإسرائيلي على غزة لم يكن ليستمر لولا مباركة الولايات المتحدة ودعمها الواضح والصريح للجرائم التي تُرتكب ضد الأهل في قطاع غزة"، داعين إلى "فك الحصار المفروض على القطاع".

 

وطالب المشاركون، الحكومة الأردنية، بـ"التوقف الفوري عن كافة أشكال العلاقات مع الاحتلال، بما في ذلك إلغاء معاهدة وادي عربة واتفاقيات الغاز والماء، ومنع دخول أية بضائع إلى الاحتلال عبر الجسر البري الذي ينقل البضائع من دول خليجية إلى دولة الاحتلال مرورا بالأردن".

 

إلى ذلك، أكّد المحتجين على "ضرورة قيام الحكومة بإجراءات قوية تجاه الجرائم التي تجري في غزة، فيما طالبوا بالإفراج عن النشطاء الموقوفين بسبب الفعاليات التضامنية مع قطاع غزة"، فيما ندّدوا بـ"موقف الأنظمة العربية الرسمية من العدوان على غزة مطالبين بإنهاء حرب الإبادة الجماعية التي يتعرّض لها الغزيون".

 

أيضا، شهدت جُملة من المحافظات الأردنية، احتجاجات مُتسارعة، للتعبير عن الغضب من استمرار الحرب على غزة؛ بينها: الطفيلة والكرك والعقبة، جنوبي الأردن، طالب خلالها المشاركون بـ"وقف حرب الإبادة الجماعية والتجويع بحق الشعب الفلسطيني، وقتل الأطفال والنساء".

 

ومنذ انطلاق عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، يشهد الأردن تظاهرات وفعاليات تضامنية مستمرة مع الفلسطينيين. فيما يواصل آلاف الأردنيين، منذ خمسة أيام، فعالياتهم الاحتجاجية الغاضبة قرب سفارة الاحتلال الإسرائيلية بمنطقة الرابية غربي العاصمة عمان، تحت شعار "حصار سفارة الاحتلال في عمان".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: فلسطين اسرائيل غزة اليمن تظاهرات الاحتلال الإسرائیلی على قطاع غزة على غزة التی ت عدد من

إقرأ أيضاً:

الحوثي: العدوان الإسرائيلي على إيران تطور خطير

وصف عبد الملك الحوثي زعيم أنصار الله (الحوثيين) في اليمن الحربَ الإسرائيلية على إيران بأنها "تطور خطير على المنطقة بأسرها" وأكد أن إسرائيل جعلت من مراكز المساعدات في قطاع غزة مراكز للإعدام وللإبادة وللقتل ومصائد للموت.

وقال الحوثي إن من المفترض أن يكون الإسرائيلي هو العدو الفعلي لكل الدول العربية وأن تبني قدراتها العسكرية وواقعها بما يؤهلها لمواجهة هذا الخطر، وطالب كل الدول الإسلامية بالثبات على موقفها المعلن من العدوان الإسرائيلي على إيران.

وشدد على أنه يتعين على الدول العربية والإسلامية "ألا تخنع وألا تخضع" لأميركا لأنها تحاول أن تؤثر على موقفها لصالح الموقف الإسرائيلي، وأكد أنه ينبغي للدول العربية المستباحة أجواؤها وفي المقدمة العراق أن تسعى لمنع "العدو" الإسرائيلي من القيام بذلك لأن هذا اعتداء عليها.

وأشار الحوثي إلى أن بعض البلدان تصدر مواقف بأنها لا تريد أن تكون طرفاً في هذا الصراع لكن عندما تكون أجواؤها مستباحة للإسرائيلي فهو لم يحقق ما أعلن عنه من حياد، منوها إلى أن العدو الإسرائيلي "استباح" أجواء الأردن وسوريا والعراق ويفترض أن يكون هناك سعي لمنع هذه الاستباحة ولو بتبني الموقف.

وأكد أنه لا يجوز لأحد أن يبرر استباحة العدو الإسرائيلي لأجواء بعض البلدان لأن بمقدورها أن تفعل مواقف معينة مقابل الاستباحة وانتقاص السيادة، مشددا على أنه يتعين على الشعب العراقي أن يسعى ولو في المستقبل للخروج من وضعية الاستباحة وألا يبقى الوضع كما هو الحال في سوريا والأردن.

وقال أيضا إن "من المهم لكل أبناء أمتنا ولكل شعوبنا أن تسهم هذه الأحداث في رفع مستوى الوعي تجاه حقيقة الأعداء وعناوينهم المخادعة" لافتا إلى أنه "على الأمة أمام الأحداث أن تتجه لتعزيز حالة الإخاء والتعاون بين أبناء العالم الإسلامي وعناصر القوة".

إعلان

وكان القيادي في جماعة الحوثي محمد البخيتي قال -الثلاثاء الماضي- إن الجماعة ستتدخل لدعم إيران ضد إسرائيل مثلما فعلت لدعم الفلسطينيين في قطاع غزة.

وأكد البخيتي -لقناة الجزيرة مباشر- أن الحوثيين ينسقون مع طهران خلال تصعيدها العسكري المستمر مع إسرائيل.

وكانت جماعة الحوثي أعلنت -الأحد الماضي- أنها استهدفت إسرائيل بالتنسيق مع إيران، وهي المرة الأولى التي تعلن فيها الجماعة علنا عن تعاون مشترك في الهجمات مع طهران.

مصائد للموت

وبشأن الأوضاع في غزة، قال الحوثي إن إسرائيل جعلت من مراكز المساعدات في القطاع مراكز للإعدام وللإبادة وللقتل ومصائد للموت، وذلك مع تصاعد كبير في أعداد الشهداء المجوعين من منتظري المساعدات الإنسانية في خان يونس ورفح (جنوبي القطاع).

وقال الحوثي إن الشعب الفلسطيني الذي يتضور جوعا في غزة يضطر الكثير منه للذهاب إلى المراكز بهدف الحصول على الغذاء الضروري، ويتم استهداف المتجمعين بالأعداد الكبيرة في مراكز المساعدات بالقصف المدفعي والرصاص وأحيانا بالغارات.

وأضاف أن مراكز المساعدات باتت من أكثر الأماكن التي يقتل فيها أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وبشكل يومي، مؤكدا أن "كل الأعمال العدوانية الإجرامية" للاحتلال الإسرائيلي تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة.

وقال الحوثي إن "الإبادة الجماعية عبر مسألة المساعدات وفق الفكرة المشتركة بين العدو الإسرائيلي والأميركي عدوانية ظالمة غاشمة" مشددا على أن الاحتلال الإسرائيلي مستمر في نسف المباني والمربعات السكنية، و"ما سلم من قصف الطيران يقوم بنسفه وتدميره بالكامل".

وقال إن جيش الاحتلال قام هذا الأسبوع بنسف مربعات سكنية وأحياء سكنية بشكل كامل في سياق مساعيه العدوانية لتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة، واعتبر أن هذا الأسبوع "من أشد الأسابيع في الإجرام اليهودي الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني بحصيلة تجاوزت 3 آلاف شهيد وجريح".

وتابع أن إسرائيل تركز على الإبادة الجماعية في قطاع غزة وتستهدف بشكل متعمد الجميع بمن فيهم الأطفال والنساء، مشيرا إلى أن "حصيلة الجرائم في قطاع غزة تكشف عن حجم الإجرام اليهودي الصهيوني، وأنه إبادة جماعية بكل ما تعنيه الكلمة".

وكانت إسرائيل بدأت منذ 27 مايو/أيار الماضي بتنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" وهي جهة مدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة ومرفوضة من الأمم المتحدة، مما فاقم الشكوك حول نوايا توزيع تلك المساعدات بعيدا عن الرقابة الدولية، خاصة مع استهداف إسرائيل منتظري المساعدات واستشهاد نحو 400 فلسطيني منهم.

وترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 -بدعم أميركي- إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وقد خلفت حرب الإبادة الإسرائيلية أكثر من 185 ألف شهيد وجريح فلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.

إعلان

مقالات مشابهة

  • مظاهرات في اليمن دعما لفلسطين وتضامنا مع إيران
  • لندن تستعد لمظاهرة حاشدة غدا دعما لغزة ورفضا للتواطؤ البريطاني مع الاحتلال
  • قافلة الصمود تستعد لتحرك جديد.. سنكسر الحصار بمشاركة مئات الآلاف
  • حشد مليوني كبير بصنعاء دعما لغزة وإيران ضد الإجرام الصهيوأمريكي
  • الآلاف يتظاهرون في العراق تنديدا بالهجمات الإسرائيلية على إيران
  • اليمن يستنهض الأمة .. دعم مباشر لغزة وموقف صريح إلى جانب طهران
  • الحوثي: العدوان الإسرائيلي على إيران تطور خطير
  • مئات المغاربة يتظاهرون في طنجة تنديدا بالعدوان الصهيوني على غزة وإيران
  • الإبادة في غزة مستمرة.. مجازر جديدة واستهداف متعمد لطالبي المساعدات
  • لجنة نصرة الأقصى تدعو لمشاركة مليونية الجمعة دعماً لغزة وإيران في مواجهة العدوان الصهيوأمريكي