هل كانت ابتكارات كأس العالم للأندية جيدة أم سيئة؟
تاريخ النشر: 21st, June 2025 GMT
سواء أحببتها أم لا، فقد حملت النسخة الجديدة من كأس العالم للأندية كثيراً من الابتكارات اللافتة، مع انطلاق البطولة للمرة الأولى بصيغة موسعة تضم 32 فريقاً. ووفقاً لشبكة «بي بي سي»، أثارت لحظات دخول اللاعبين الفردية، وقاعدة الثماني ثوانٍ لحراس المرمى، والكاميرات المثبتة على الحكام، نقاشات واسعة... فهل نجحت بالفعل؟
دخول اللاعبين الفردي
في كل مباراة، يدخل كل لاعب أساسي إلى أرض الملعب بشكل فردي، على غرار عروض المصارعة أو الملاكمة، في مشهد استعراضي مغاير لما اعتدنا عليه في كرة القدم.
الصحافي شمعون حافظ، الموجود في البطولة، وصف هذه الفقرة بأنها «أكثر الابتكارات لفتاً للانتباه حتى الآن»؛ ليس بسبب جوهرها فقط؛ بل أيضاً لأنها تُطيل وقت ما قبل المباراة.
لاعب وسط تشيلسي، روميو لافيا، بدا متحمساً: «أظن أنها لفتة جديدة ومميزة. استمتعت بها، ولم لا نراها في الدوري الإنجليزي؟ صحيح أنها استعراضية بعض الشيء، ولكنني أحببتها. الفارق الوحيد أننا في إنجلترا قد نتجمد من البرد في أثناء الانتظار».
لكن هذه الإضافة لم تُرضِ الجميع؛ إذ أبدى كثير من المشجعين استياءهم بسبب تأخير انطلاقة بعض المباريات لبضع دقائق نتيجة لهذا البروتوكول.
كاميرا الحكم
واحدة من أكثر الابتكارات التقنية إثارة للجدل كانت «كاميرا الحكم»، وهي كاميرا مُثبَّتة على جسد الحكم، وتعرض للمشاهدين مشاهد حصرية من النفق، والإحماء، وقرعة البداية.
لكن، على عكس رياضات مثل الرجبي أو كرة القدم الأميركية، لا تُعرض لقطات مباشرة من داخل المباراة، ولا تُبث لحظات مثيرة للجدل أو لقطات قد تكون صادمة، مثل الإصابات.
فيديو الطرد الذي تعرّض له ريكو لويس، لاعب مانشستر سيتي، أمام الوداد، تم عرضه، ولكن فقط بعد رفع البطاقة الحمراء.
رئيس لجنة الحكام في «فيفا»، بييرلويجي كولينا، صرّح بأن الهدف من الابتكار ترفيهي بحت: «نحن نريد تقديم زاوية فريدة من نوعها للمشاهد، لتعزيز رواية القصة داخل الملعب».
قاعدة الـ8 ثوانٍ لحراس المرمى
في الدقيقة 96 من مواجهة الهلال وريال مدريد، تعرض ياسين بونو لعقوبة نادرة: ركنية ضده؛ لأنه احتفظ بالكرة في يديه لأكثر من 8 ثوانٍ.
المعلق في قناة «دازن» صرخ: «دراما حقيقية!».
هذه القاعدة الجديدة التي يتم تجريبها في بطولات صيف 2025، تنص على أن الحارس يجب أن يُفرِج عن الكرة خلال 8 ثوانٍ من السيطرة عليها داخل منطقة الجزاء. وفي حال التباطؤ، يمنح الحكم الفريق الخصم ركلة ركنية، بعد أن يبدأ العدّ التنازلي باليد خلال الثواني الخمس الأخيرة.
رونوين ويليامز، حارس ماميلودي صن داونز، كان أول من يُعاقب وفق هذه القاعدة، خلال فوز فريقه على أولسان هيونداي بهدف نظيف.
إعادة لقطات «الفار» للجماهير
من اللحظات الجديدة أيضاً أن الجماهير باتت ترى على الشاشات العملاقة لقطات «الفار» نفسها التي يشاهدها الحكام في أثناء مراجعة القرارات، مع شرح صوتي مباشر من الحكم لسبب اتخاذ القرار، وهو نظام بدأ تطبيقه في مونديال 2022.
لكن حتى الآن، ما زالت مناقشات الحكام داخل غرفة «الفار» غير مسموح بعرضها.
كولينا علّق على هذا: «صحيح أن رياضات أخرى سبقتنا في الشفافية، ولكن علينا التمهل لضمان ألا يؤثر ذلك على سير اتخاذ القرار».
تسريع قرارات التسلل
استخدام تكنولوجيا التسلل شبه الآلي صار أكثر دقة وسرعة، مع إدخال نظام مُسرَّع يُخبر الحكم فوراً إذا لمس لاعب متسلل (بفارق يزيد على 10 سنتيمترات) الكرة.
الهدف من التحديث: تقليل الانتظار والقرارات المتأخرة؛ خصوصاً في مواقف اللعب المستمر.
تم تطبيق هذا النظام أول مرة في الدوري الإنجليزي في أبريل (نيسان) الماضي. وقد أتى التطوير بعد إصابة خطيرة تعرض لها تايوو أوونيي، مهاجم نوتنغهام فورست، إثر الاصطدام بالقائم، بعدما تم السماح باستمرار اللعب رغم وجود حالة تسلل.
جائزة أفضل لاعب في المباراة «Superior Player»
الجائزة التي كانت تُعرف سابقاً بـ«رجل المباراة»، صارت الآن تُمنح باسم «Superior Player»، برعاية شركة «ميكيلوب» الأميركية.
اللافت هنا أن الفائز يُحدده تصويت الجمهور عبر منصة «فيفا+»، من الدقيقة 60 وحتى 88 من عمر المباراة.
الخلاصة: كأس العالم للأندية 2025 لم تقتصر على كرة القدم فقط؛ بل حاولت أن تدمج الترفيه مع التجريب التقني.
فهل تنجح هذه الابتكارات في تحسين التجربة؟ أم أنها مجرد عروض جانبية تشوّش على اللعبة الجميلة؟ الكلمة الأخيرة للمشجعين.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
غاتوزو صوت الإنسانية من إيطاليا إلى أطفال غزة
في لحظة نادرة امتزجت فيها الرياضة بالوجدان الإنساني، عبّر مدرب المنتخب الإيطالي جينارو غاتوزو عن حزنه العميق على ما يتعرض له المدنيون والأطفال في غزة، قبيل مواجهة إسرائيل في تصفيات كأس العالم 2026.
ولم تقتصر تصريحات غاتوزو على الموقف الرياضي، بل تفاعلت معها الجماهير الإيطالية بمظاهرات حاشدة تضامنا مع الفلسطينيين، في وقت تكشف فيه تقارير عن تحركات أمنية واستخباراتية غير مسبوقة مرتبطة بالمباراة، مما جعل اللقاء يتحول إلى منصة رمزية للتعبير عن التضامن الإنساني والسياسي في آن واحد.
وخلال مؤتمر صحفي طغت عليه المشاعر الإنسانية أكثر من الحسابات الرياضية، قال غاتوزو بصوته الأجش المعروف: "نحن نعلم أننا مضطرون لخوض المباراة، لأننا إن لم نفعل فسنعتبر خاسرين بـ3 أهداف دون رد… أكرر مرة أخرى أن ما يحدث للمدنيين الأبرياء وللأطفال أمر مؤلم للغاية ويمزق قلبي رؤيته".
المدير الفني للمنتخب الإيطالي جينارو غاتوزو: ما يحدث في #غزة يؤلم القلب#عامان_على_حرب_غزة pic.twitter.com/leIsoLfDuQ
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 8, 2025
وجاءت هذه التصريحات عشية المواجهتين الحاسمتين "للأتزوري" في تصفيات كأس العالم 2026، إحداهما أمام المنتخب الإسرائيلي في 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، حيث بدت مشاعره صادقة وسط تصاعد الغضب الشعبي في إيطاليا رفضا للحرب.
أجواء مشحونة ومخاوف أمنية واستخباراتيةوتتجه الأنظار نحو المباراة المرتقبة في مدينة أوديني الثلاثاء المقبل، وسط أجواء مشحونة بعد مظاهرات شعبية مؤيدة للفلسطينيين اجتاحت مختلف المدن الإيطالية خلال الأسبوع الماضي.
وفي خطوة مثيرة للجدل، كشف ساسة إيطاليون أن وزير الداخلية ماتيو بيانتيدوسي منح إذنا سريا لجهاز الموساد الإسرائيلي للتحرك في أوديني لتأمين بعثة إسرائيل خلال المباراة، وهو ما وصفه النائب ماركو ريمالدي بأنه "ليس فقط غير مسؤول سياسيا، بل إنه غير قابل للتصور على مستوى المؤسسات".
إعلانوتشير تقارير إعلامية إيطالية إلى أن "المباراة في أوديني ليست مجرد حدث رياضي، ومع اقتراب موعدها واندلاع احتجاجات غزة إلى جانب الاستيلاء على أسطول الحرية العالمي، أصبحت المواجهة قضية استخباراتية".
وكانت المباراة السابقة قد شهدت توترات غير متوقعة بعد نهايتها، حين اندلع شجار بين غاتوزو وعدد من لاعبي المنتخب الإسرائيلي.
عزوف جماهيري وإجراءات أمنية مشددةوتشهد مبيعات تذاكر المباراة تباطؤا ملحوظا، مع توقع وجود مساحات شاغرة كبيرة في ملعب "بلو إنرجي" الذي سيخضع لإجراءات أمنية مشددة. وقال غاتوزو: "الأجواء لن تكون سهلة، لأن هناك نحو 10 آلاف شخص سيكونون خارج الملعب، و5 إلى 6 آلاف فقط داخله".
#غاتوزو : ما يحدث في غـــــ.زة يمــــــ.زق قلبي ????️
جينارو غاتوزو مدرب المنتخب الإيطالي في المؤتمر الصحفي قبل مواجهة إسرائيـــــ.ل في تصفيات #كأس_العالم_2026 ????️
???? "ما يحدث للمدنيين الأبرياء والأطفال مؤلــــ.م للغاية… ورؤيته تمـــــ.زق قلبي."
⚽️ مضطرون لخوض المباراة… pic.twitter.com/bNxEwtSFmh
— محمد الجزار ???? (@mohamedelgazar4) October 8, 2025
وأشار المدرب الإيطالي إلى أنه كان يفضل أجواء أكثر طبيعية قائلا: "نحن نريد التأهل إلى كأس العالم، وكنت أفضل أن نخوض المباراة على أرضنا أمام جماهير متحمسة، كما حدث في بيرغامو قبل شهر عندما فزنا على إستونيا 5-0".
تعاطف جماهيريوحظيت تصريحات غاتوزو بتفاعل واسع على منصات التواصل الاجتماعي بين النشطاء وعشاق كرة القدم، الذين اعتبروا كلماته تعبيرا صادقا عن موقف الجماهير الإيطالية، وترجمة حقيقية لمشاعرها التي ظهرت في المظاهرات الرافضة للإبادة الجماعية في غزة.
وكتب أحد النشطاء: "عندما يكون الرياضي إنسانا".
في حين قال آخر: "غاتوزو رجل عظيم داخل وخارج الملعب، يقول كلمة الحق ولا يخاف على منصبه".
ورأى مدونون أن مشاعر غاتوزو الصادقة تعكس نبض الشارع الإيطالي الذي خرج في مظاهرات حاشدة تضامنا مع الفلسطينيين، معتبرين أن الملاعب تحولت إلى منابر رمزية للتعبير عن صوت الشعوب الرافضة للحرب.
ضمير إنساني فوق الصافرةأثنى عدد كبير من النشطاء على موقف المدرب الإيطالي، مؤكدين أن كلماته تجاوزت حدود المستطيل الأخضر لتصبح رسالة إنسانية صادقة في زمن تعلو فيه أصوات الصافرات على أنين الضحايا.
ورأى مدونون أن غاتوزو، المحارب القديم في وسط الميدان، يجد نفسه اليوم أمام مفترق طرق بين صرامة الواجب الرياضي وبين قيم الإنسانية، مشيرين إلى أن هذا التناقض بين الاحتراف والضمير الإنساني هو ما جعل كلماته تلامس وجدان الجماهير في إيطاليا وخارجها.
وتؤكد هذه المواقف كما يرى كثيرون أن الرياضة لم تعد بمعزل عن الألم الإنساني، وأن ما يجري في الملاعب اليوم هو انعكاس لموقف الشعوب الرافضة لحرب الإبادة على غزة، لتغدو كرة القدم مساحة للتعبير عن الضمير الإنساني قبل أن تكون مجرد منافسة على المستطيل الأخضر.