لبنان ٢٤:
2024-06-17@08:08:23 GMT

قيامة المسيح فجر الحياة الجديدة

تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT

قيامة المسيح فجر الحياة الجديدة

كتب المطران كيرللس بسترس في "الشرق الاوسط":   كان عيد الفصح عند اليهود ذكرى عبورهم (وكلمة "الفصح" بالعبرانية تعني "العبور") على يد موسى النبيّ من عبوديتهم لفرعون مصر إلى حرية شعب الله. وكانوا (ولا يزالون إلى اليوم) يحتفلون بهذا العيد كلَّ سنةٍ في ليلة أوَّلِ بدرٍ من فصل الربيع. ففي مثل هذه الليلة تمَّ عبورهم من مصر، بعد أن أكلوا الحملَ الفصحيَّ رمزَ تحريرهم من العبوديّة وخلاصهم من الموت.

وفي مثل هذه الليلة احتفل السيِّد المسيح بالفصح مع تلاميذه، وفي أثناء العشاء أسّس سرَّ القربان المقدَّس، إذ حوّل الخبزَ إلى سرِّ جسده والخمر إلى سرِّ دمه. وبذلك حوَّل يسوع معنى عيد الفصح، فلم يعد ذكرى عبور شعب الله من العبودية إلى الحرية، بل أصبح ذكرى عبور يسوع وعبور تلاميذه معه من الموت إلى الحياة، وأصبح هو نفسه الحملَ الفصحيَّ الذي يُقدِّم ذاتَه فداءً عن الجميع: "هذا هو جسدي المبذول عنكم. اصنعوا هذا لذكري" (لوقا 19:22)؛ "هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي، المُهَراق عنكم" (لوقا 20:22). كما أنّه من خلال هذا السرِّ أراد أن يبقى حاضرًا معنا وتبقى ذبيحة فدائه حاضرةً بيننا على مدى الدهر. كان ذلك ليلة الخميس.   وبعد الاحتفال بالفصح خرج يسوع إلى جبل الزيتون حيث قبض عليه اليهود، وبعد أن حكم عليه المجلس اليهوديّ الأعلى بالموت أسلمه صباح يوم الجمعة إلى بيلاطس الوالي الرومانيّ، وطلب إليه أن يحكمَ عليه بالصلب. فتمَّ صلبه يوم الجمعة، ووُضع جسده في قبرٍ يخصُّ يوسف الرامي. وصباح يوم الأحد ذهبت النسوة لزيارة القبر، فرأين القبر فارغًا، وظهر لهنَّ ملاكٌ وبشَّرهن بأنّ يسوع قد قام من بين الأموات. ثمّ تراءى يسوع لتلاميذه مرات عدّة وثبَّت إيمانَهم بقيامته، وأرسلهم ليبشِّروا به لدى كلِّ الأمم. فأصبح عيد الفصح في المسيحيّة عيدَ قيامة السيد المسيح من بين الأموات، وعيدَ العبور من الموت إلى الحياة، الذي نحتفل به في الأحد الأوَّل الذي يلي أوَّلَ بدرٍ من فصل الربيع.

إنّ قيامةَ المسيح ليست عودةً إلى هذه الحياة على مثال قيامة لعازر، الذي عاد فمات من جديدٍ بعد بضع سنوات. قيامة المسيح هي قيامةٌ إلى حياةٍ جديدةٍ ندعوها "الحياة الأبديّة"، أي الحياة إلى الأبد مع الله. وهذه الحياة الجديدة تبدأ الآن في هذا الدهر، وهي عينها التي يحصل عليها المسيحيّون عندما ينالون سرَّ المعموديّة: يدخل المعتمد جرنَ المعمودية، فيغطَّس فيه ثلاث مرّات، رمزًا لمشاركته موتَ المسيح الذي بقي في القبر ثلاثة أيام، ثمّ يقوم من الماء إنسانًا جديدًا مع المسيح القائم من بين الأموات. هكذا اتّخذ عيد الفصح في المسيحيّة معنى جديدًا: فلم يعد عبورًا من عبودية الجسد إلى الحريّة، بل صار عبورًا من عبودية النفس أي من الخطيئة إلى النعمة، ومن الإنسان القديم إلى الإنسان الجديد، ومن الموت إلى الحياة. هذا ما ترمز إليه إيقونة القيامة في الطقس البيزنطيّ: فتُصوِّر يسوعَ وقد نزل إلى الجحيم مقرِّ الأموات، وأمسك بيد آدم ويد حواء، ممثّلَيْ كلِّ البشر، وأقامهما من الموت إلى الحياة الجديدة.

إنّ قيامةَ المسيح هي فجر الحياة الجديدة، وقد غيَّرتْ معنى حياة الإنسان. فلم تعدْ حياة الإنسان منكمشةً على ذاتها ومقتصرةً على بضع سنواتٍ يقضيها الإنسان في هموم هذا الدهر ومشاكله، ثم تنطفئ شعلتها دون أن يعرفَ شيئًا عن مصيرها. فالمسيحيُّ المؤمن بقيامة المسيح والمشارك بمعانيها يصبح إنسانًا قياميًّا في ثلاثة أبعاد: أولاً لا تعود حياتُه حياةَ فراغٍ من المعنى، بل تصير حياةً مفعمةً بملء حضور المسيح الذي قام من الموت وغيَّر بقيامته معنى الحياة؛ ثانيًا لا تعود حياةً منكمشةً على نفسها بل تُصبح حياةَ بذلٍ للذات مع المسيح لأجل فداء العالم؛ ثالثًا لا تعود حياةَ يأسٍ من جهل المصير، بل تصير حياةَ رجاءٍ بأنّ الأوقاتَ الزائلة التي يحياها الآن ليست سوى تهيئةٍ لحياةٍ لا تفنى سوف يحياها إلى الأبد مع الله خالق الحياة.

يعيش اللبنانيّون اليوم في ظروفٍ سياسيّةٍ واقتصاديةٍ وماليّةٍ صعبة قد أوصلهم إليها مسؤولون لم يكونوا على قدر المسؤوليّة الوطنيّة الملقاة على عاتقهم. فبدل أن يهتمّوا بشؤون المواطنين وبما يعود إلى خير الوطن وازدهاره، كان جلُّ اهتمامهم تأمين مصالهم الخاصّة ومنافعهم الشخصيّة. فكأنّ لبنان اليوم في الجحيم قبل نزول السيّد المسيح إليها. لكن كما أنّ المسيحَ نزل إلى الجحيم وأنهض منها المائتين، نحن اليوم بحاجةٍ إلى أناسٍ ينزلون مع المسيح إلى جحيم بؤس الناس ليقيموهم من الموت إلى الحياة. هؤلاء الناس موجودون ويعملون بصمتٍ في مختلف الميادين، سواءٌ أكان بصلاتهم في الكنائس أم في الأديرة الرهبانية أم في عملهم في العالم. فيضحّون بذواتهم من أـجل الآخرين في المحبة والخدمة على مثال المسيح وبقدرة نعمته. على تضحية هؤلاء الناس سيقوم لبنان من الجحيم الذي أُنزِل إليها. فلا يعود عيد القيامة مجرَّدَ ذكرى لقيامة يسوع التي حدثتْ منذ ألفَيْ سنة، بل يُضحي تحقيقًا يوميًّا لقيامة أموات اليوم إلى حياة الكرامة، كرامة الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله.  

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: من الموت إلى الحیاة الحیاة الجدیدة عید الفصح

إقرأ أيضاً:

فوائد اللحوم لبناء جسم الإنسان.. وأفضل طرق الطهي

قالت الدكتورة منال عز الدين، الباحثة بمعهد تكنولوجيا الأغذية، إن اللحوم بكل أنواعها من أهم علامات عيد الأضحى المبارك، إذ يقبل المواطنين على الذبح أو الشراء، فهي رمز البهجة والفرحة، مضيفة أن اللحم تتميز بقيمتها الغذائية المرتفعة لأنها بروتين حيواني هام لبناء أنسجة الجسم تحتوي على السيلينيوم والزنك الذين يدعمون الجهاز المناعي، وتحتوي على الحديد الذي يحارب الأنيميا وفيتامين ب اللازم لسلامة كرات الدم الحمراء.

وأضافت عز الدين في تصريحها لـ"الوفد"، أن اللحم أيضًا تحتوي على نسبة من الدهون الصحية إذا تم تناولها بالمقدار السليم، موضحة أن جرام اللحم الواحد يعطي للجسم حوالي 4 سعر حراري، وجرام الدهن يعطي 9 سعر حراري، بالإضافة للأحماض الأمينية الموجودة في اللحم وبالتالي فهي مهمة جدا لجسم الإنسان.

أفضل طرق طهي اللحوم

وأكدت الباحثة بمعهد تكنولوجيا الأغذية، أن أشهر طرق الطهي وأكثرها صحة هي السلق والشوي، موجهة نصيحة لأصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن ومرضى الضغط والقلب: عليكم تناول اللحم المسلوق وهي أصح طرق الطهي لأنها تخلص اللحمة من أكبر نسبة من الدهون. 

وتابعت: الشوي من الأشكال الصحية لتناول الطعام ولكن الشوي الآمن في فرن البوتجاز أو الشواية الكهرباء، والابتعاد عن الشوي على الفحم الذي يتصاعد منه غازات أول أكسيد الكربون الذي يسبب الأمراض السرطانية.

وأكدت على عدم إضافة الملح  أثناء تدبيل اللحوم المعدة للشوي لانه يساعد على تخلصها من السوائل وبالتالي تأخذ وقت أكبر للتسوية وتصبح "ناشفة"، بالإضافة لضرورة وضع البقدونس تحت اللحم المشوية لأنه يساعد في امتصاص الدهون.

واختتمت: يجب إزالة الدهون التي تتكون على سطح الشوربة والتقليل من كمية الدهون المضافة للطعام، وأيضًا أثناء الأكل تناول البروتين والسلطة أولا والإقلال من النشويات، والحرص على شرب الماء بكميات كبيرة والابتعاد عن المشروبات الغازية.

مقالات مشابهة

  • ضرب مرشح للانتخابات حتى الموت في منغوليا
  • من الموت إلى الحياة.. إيريكسن يسجل في اليورو لأول مرة منذ الأزمة القلبية «فيديو»
  • سكانها أعلنوا الموت المبكر.. إليكم كيف أصبحت الحياة في مستوطنة قريبة من لبنان
  • شباب الصحفيين تشكر الرئيس السيسي للعفو عن 4199 من مراكز الإصلاح والتأهيل
  • عودة: على حكماء هذا البلد أن يتفقوا على مبادىء واضحة وتفاسير موضوعية لكل ما يختلف عليه اللبنانيون
  • فوائد اللحوم لبناء جسم الإنسان.. وأفضل طرق الطهي
  • ليلة العيد : موتى بلا موت
  • للرجال.. إليكم كيف تحافظون على حياة جنسية صحية؟
  • مراجعات.. الابتلاء
  • لماذا يفضل معظم الرجال الارتباط بشريكة حياة ذكية؟