وجه الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الشكر  للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية  على تكريم أهل القرآن الكريم وحفظته، خلال الاحتفال بليلة القدر.
وهذا نص كلمته:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه ورسله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.

الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسِ الجمهورية
الحضور الكريم
استهلالًا يشرفني ــ سيادة الرئيس ــ أن أتوجه لسيادتكم بخالص التهنئة بتولي سيادتكم ولاية جديدة مستحقة قال الشعب المصري فيها كلمته بما لم يقله من قبل، سائلًا الله (عز وجل) أن يجعلها ولاية خير وبركة على مصر وأهلها أجمعين، وأن يجزيك خير الجزاء عما قدمت وتقدمُ لخدمة دينك ووطنك، الذي شهدت عمارة بيوت الله (عز وجل) فيه في عهد سيادتكم نهضة غير مسبوقة، نسأل الله (عز وجل) أن تكون في ميزان حسناتكم يوم القيامة.


كما يسرني أن أهنئ سيادتكم بفوزكم بالإجماع بجائزة برلمان دول البحر الأبيض المتوسط لعام ألفين وأربعةٍ وعشرين بعنوان: "بطل السلام"، مؤكدا أن أكثر الناس قوة وشجاعة هم القادرون على صنع سلام حقيقي، فالسلام الحقيقي هو الذي له قوة رشيدة تحميه، وهو حال مصرنا العزيزة في ظل قيادتكم الحكيمة.
وبعد: 
فألخص حديثي في نقطتين:
الأولى: عن القرآن الكريم، ذلكم الكتابُ العزيز الذي أنزله الحق سبحانه على نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) في ليلة القدر، يقول سبحانه: "وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ"، ويقول سبحانه: "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ".
مع بيان أن الثمرة الحقيقية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته إنما هي في حسن فهمه وتدبره، وحسن العمل به، ومدى التزامنا بأخلاقه وتعاليمه، حيث يقول الحق سبحانه: "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ"، ويقول سبحانه: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ".
لذا جعلنا فهم مقاصد ومعاني القرآن الكريم جُزءًا لا يتجزأ من المسابقة العالمية للقرآن الكريم وجميع مسابقاتنا القرآنية.
أما النقطة الثانية: فعن مدى تحقق التقوى التي هي غاية الصيام في نفوسنا، حيث يقول الحق سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، فالصائم الحق لا يكذب ولا يغش ولا يحتكر ولا يستغل ولا يأكل سحتًا، فما صام ولا انتفع بصيام من أمسك عن الطعام والشراب طوال اليوم ولم يمسك عن المال الحرام أو أذى الخلق أو الغيبة أو الكذب، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "مَنْ لَمْ يَدعْ قَوْلَ الزُّورِ والعمَلَ بِهِ فلَيْسَ للَّهِ حَاجةٌ في أَنْ يَدَعَ طَعامَهُ وشَرَابهُ"، فالدين المعاملة، الدين حسن الخلق، ومن زاد عليك في الخُلق زاد عليك في الدين.
وختامًا: أقول أبشر - سيادة الرئيس - فإننا نستقبل جمهوريتنا الجديدة بافتتاح ما يزيد على أحدَ عشرَ ألفًا وتِسعِمائةِ مسجدٍ إنشاءً وتطويرًا في عهدكم الميمون، وما يزيد على مائةٍ وخمسينَ ألفَ مسجدٍ هيأناها للراكعين والساجدين، عبادةً وتلاوةً وصلاةً على الحبيب (صلى الله عليه وسلم)، يُذكر فيها اسم الله آناءَ الليلِ وأطرافَ النهارِ.
كما نستقبلها بأكثرَ من أربَعمِائةِ إصدارٍ علميٍّ ودعويٍّ وتثقيفيٍّ في خطابٍ تجديديٍّ يجمع بين فهم مقاصد القرآن والسنة ومراعاة فقه الواقع، وبنخبة من الأئمة والواعظات الذين تعهدتَهُم - سيادتك - إكرامًا ومتابعة وتوجيهًا، وغرسنا فيهم تدريبًا وتثقيفًا صحيح الفهم، فملأوا الدنيا علمًا وفقهًا ووسطية داخل مصر وخارجها بشهادة القاصي والداني في العالم كله. 
وإذا كان الشاعرُ الأموي الفرزدقُ قد قال:
أولئك آبائي فجئني بمثلهم
إذا جمعتنا يا جرير المجامع
فلكَ سيادَةَ الرئيسِ أن تفخَرَ بما صَنعْتَ وقدمت وأن يقولَ لسانُ حالِكُم:
أولئك أبنائي - أبناءُ مِصرَ ومنهم أئمتها وواعظاتها - فجئني بمثلهم
إذا جمعتنا يا جرير المجامِعُ
فلسيادتكم كلُّ الشكر والتقدير على ما أوليتموه للخطاب الديني الرشيد من عناية واهتمام.
واسمحوا لي سيادة الرئيس أن أشرف بإهدائكم نسخةً من "موسوعة رؤية" التي تصدر بالتعاون بين وَزارة الأوقاف والهيئة المصرية العامة للكتاب والتي تلخص جانبًا من إصداراتنا في مجال تجديد الخطاب الديني.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الاحتفال بليلة القدر الدكتور محمد مختار جمعة وزير الاوقاف الرئيس السيسي صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

بدء البرنامج الصيفي لتحفيظ القرآن الكريم بشناص

العُمانية: بدأ بولاية شناص البرنامج الصيفي لتحفيظ القرآن الكريم لهذا العام الذي تنظمه مدرسة القراء لتحفيظ القرآن الكريم بجامع الغوابي الشمالي بالتعاون مع إدارة الأوقاف والشؤون الدينية بمحافظة شمال الباطنة.

وبلغ عدد المشاركين في البرنامج 209 طلاب من مختلف الفئات العمرية، ابتداءً من مرحلة التمهيدي والروضة وحتى الصف الثاني عشر.

وقال لقمان بن إبراهيم الفارسي، أحد المشرفين على البرنامج الصيفي في المدرسة: إن الهدف من البرنامج الصيفي لتحفيظ القرآن الكريم هو تعليم الطلاب حفظ القرآن الكريم وتعزيز السلوك والمعرفة الدينية لديهم من خلال محاضرات تثقيفية مع تنظيمهم في مجموعات تناسب أعمارهم ومستوياتهم الدراسية، وتوفير بيئة تعليمية محفزة بإشراف معلمين مختصين، مشيرًا إلى أن البرنامج هذا العام شهد زيادة نسبية في أعداد المسجلين وتم تنظيم الطلاب في مجموعتين بما يراعي أعمارهم ومستوياتهم الدراسية، حيث تضم المجموعة الأولى: طلاب التمهيدي، الروضة، والصفوف من الأول إلى الرابع، أما المجموعة الثانية فتشمل طلاب الصفوف من الخامس إلى الثاني عشر.

ويشتمل البرنامج الصيفي على محاضرات تثقيفية وتعليمية وفقهية تهدف إلى تعزيز الجانب السلوكي والمعرفي والديني لدى الطلاب.

مقالات مشابهة

  • اختطاف إمام مسجد بعد صلاة الفجر في عدن.. ووكيل الأوقاف الرباش يوجه رسالة نارية للقيادة العليا
  • الرئيس السيسي: الهجرة النبوية ستظل رمزا للاجتهاد والتضحية لنصرة الحق
  • الأوقاف تفتتح 9 مساجد غدًا الجمعة ضمن خطتها لإعمار بيوت الله
  • فيلم قصير عن الهجرة النبوية بساحة مسجد الحسين في احتفال الأوقاف بالعام الهجري الجديد
  • بدء الاختبارات التحريرية للمسابقة العالمية الـ32 لحفظ القرآن الكريم بمسجد النور
  • تنظم الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم
  • وزير الأوقاف يهنئ الرئيس السيسي بحلول العام الهجري الجديد
  • وزير الأوقاف يهنئ الرئيس عبد الفتاح السيسي بحلول العام الهجري الجديد
  • بدء البرنامج الصيفي لتحفيظ القرآن الكريم بشناص
  • في ذكرى رحيل ملك الصبا .. تعرف على أبرز المحطات فى حياته