رئيس وزراء اليابان: التوترات الجيوسياسية دفعت العالم إلى "نقطة تحول تاريخية"
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
أكد رئيس وزراء اليابان، فوميو كيشيدا، أن التوترات الجيوسياسية المتصاعدة دفعت العالم إلى نقطة تحول تاريخية"؛ما يجبر اليابان على تغيير موقفها الدفاعي.
وأضاف كيشيدا - في حوار خاص مع شبكة (سي إن إن) الأمريكية أذاعته اليوم الاثنين"في محيطنا، هناك دول تعمل على تطوير الصواريخ الباليستية والأسلحة النووية، ودول أخرى تعمل على بناء قدراتها الدفاعية بطريقة غامضة، كما أن هناك محاولة أحادية لتغيير الوضع الراهن بالقوة في كل من بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي، ذلك إلى جانب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والوضع في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك في شرق آسيا، لذا فإننا نواجه نقطة تحول تاريخية".
وقال: "لهذا السبب اتخذت اليابان قرارا بتعزيز قدراتها الدفاعية بشكل أساسي وقمنا بتغيير سياسة اليابان الأمنية بشكل كبير على هذه الجبهات".
وشدد رئيس الوزراء على أنه في مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة، أصبح التحالف بين اليابان والولايات المتحدة "أكثر أهمية من أي وقت مضى"، معربا عن أمله في أن يحظى ذلك بدعم الحزبين في واشنطن، وأن تتمكن البلدان من العمل معا لتحسين السلام والاستقرار في المنطقة.
ومن المقرر أن يتوجه كيشيدا اليوم إلى الولايات المتحدة الأمريكية في زيارة رسمية، حيث سيجتمع بالرئيس الأمريكي جو بايدن للتأكيد على خطط تعزيز التعاون في مجالات الدفاع والأمن الاقتصادي والفضاء الخارجي.
كما من المقرر أن يلقي كيشيدا كلمة أمام جلسة مشتركة للكونجرس ويشارك في القمة الثلاثية الأولى بين اليابان والولايات المتحدة والفلبين.
ويستعد الرئيس الأميركي جو بايدن لاستقبال رئيس الوزراء الياباني والرئيس الفيليبيني خلال الأسبوع الجاري بحفاوة كبيرة في واشنطن بينما تسعى الولايات المتحدة لتعزيز علاقاتها العسكرية مع البلدين من أجل مواجهة طموحات الصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
ونظم الحلفاء الثلاثة وأستراليا مناورات بحرية مشتركة في بحر الصين الجنوبي، ردت عليها بكين بإجراء "دوريات قتالية" في المنطقة.
وتتصاعد الخلافات بين مانيلا وبكين بشأن المناطق البحرية التي يطالب بها البلدان. كما تخوض بكين نزاعا مع طوكيو حول مناطق في بحر الصين الشرقي، وزادت في السنوات الأخيرة أعمال الترهيب ضد تايوان التي تعتبرها جزءا لا يتجزأ من أراضيها تريد إعادتها طوعا أو بالقوة.
وسيستقبل بايدن الأربعاء فوميو كيشيدا الذي يقوم بأول زيارة دولة يخصصها البيت الأبيض لرئيس حكومة يابانية منذ زيارة شينزو آبي في 2015.
وسيلقي كيشيدا الخميس كلمة أمام الكونغرس الأميركي ثم يشارك في قمة ثلاثية مع بايدن والرئيس الفيلبيني فرديناند ماركوس.
وأعلنت الرئاسة الأميركية في مارس أن هذه الصيغة غير المسبوقة ستسمح "بالدفع قدما بشراكة ثلاثية قائمة على روابط صداقة تاريخية عميقة وعلاقات اقتصادية قوية ومتنامية" والدفاع عن "رؤية مشتركة لمنطقة حرة ومفتوحة للمحيطين الهندي والهادئ".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رئيس وزراء اليابان نقطة تحول تاريخية التوترات الجيوسياسية اليابان
إقرأ أيضاً:
ملتقى المرأة بالجامع الأزهر: دور النساء بالهجرة النبوية نقطة تحول في التاريخ الإسلامي
أوضحت د. فاطمة هنداوي، أن الهجرة النبوية تُعتبر من أهم الأحداث في التاريخ الإسلامي؛ إذ مثلت نقطة تحول حاسمة في مسار الدعوة الإسلامية، وقد تجلت فيها معاني التضحية والإيمان، فقد خاض المسلمون رحلة محفوفة بالمخاطر لتحقيق أهدافهم، لعبت خلالها المرأة دورًا لا يمكن تجاهله، فقد كانت عونًا وسندًا، وتحملت أعباءً جسيمة في وقت كانت فيه الظروف قاسية وصعبة، وتجسد دور المرأة في هذه الرحلة المباركة في حفظ الأسرار، فكانت النساء في تلك الفترة موثوقات؛ فقد قمن بحفظ أسرار الهجرة ومساعدة الرجال في التخطيط لهذه الرحلة، وكان هذا الأمر ضروريًا لتفادي اكتشاف قريش لمخططات المسلمين، فلم تكن النساء مجرد شريكات في الحياة، بل كن أيضًا مساعدات فعّالات في تحضير الزاد والاحتياجات الضرورية للسفر، ولقد أظهرن قدرة على التنظيم والتخطيط، مما ساهم في نجاح الهجرة، وفي مواجهة المخاطر، تحدت النساء الظروف القاسية، حيث واجهن المخاطر المحتملة أثناء الرحلة، فقد كانت بعضهن تخرج في الليل لتقديم المساعدة والمعلومات، وهذا إن دل فإنما يدل على شجاعتهن وولائهن، إضافة إلى الأدوار العملية، وقد قدمت النساء دعمًا معنويًا كبيرًا للرجال خلال هذه الرحلة، فكانت كلماتهن تشجيعًا وتثبيتًا، مما ساعد في تعزيز الروح الجماعية للمسلمين.
واختتمت وكيل كلية الدراسات العليا حديثها خلال ملتقى البرامج الموجهة للمرأة بالجامع الأزهر بقولها: إن الهجرة النبوية ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي قصة تلاحم وتعاون بين جميع أفراد المجتمع، رجالًا ونساءً، فلقد أثبتت النساء في تلك الفترة أن لهن دورًا لا يقل أهمية عن الرجال، وأنهن كن جزءًا لا يتجزأ من النجاح الذي أحرزه المسلمون في تلك المرحلة؛ لذا يجب تقدير هذا الدور والاعتراف بأهمية مساهمات النساء في تاريخنا الإسلامي.
وفي ذات السياق بينت د. منى الشاعر، أن المرأة تُعد ركنًا أساسيًا في الهجرة النبوية التي كانت من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، حيث أسهمت بدور فعّال ومشرِّف يُذكر في مسيرة هذه الرحلة العظيمة، وهناك بعض الأدوار البارزة التي قامت بها النساء خلال هذه الفترة، ومنهم أم سلمة رضي الله عنها والتي كانت نموذجًا للثبات والإيمان، فهي من أوائل النساء اللاتي هاجرن إلى المدينة، وهي زوجة أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي، الذي كان أول المهاجرين من الرجال، وعندما قرر أبو سلمة الهجرة، حاولت أم سلمة مرافقتَه، لكن عائلته منعتهم من ذلك وانتزعوا ابنها منها، تقول أم سلمة":حبسني بني المغيرة عندهم، وانطلق زوجي أبو سلمة إلى المدينة، وفرقوا بيني وبين زوجي وبين ابني"، واستمرت في البكاء لمدة عام تقريبًا، حتى جاء أحد أقاربها وطلب منهم السماح لها بالذهاب بعد أن حصلت على إذن، انطلقت في رحلة شاقة تحمل ابنها، وفي الطريق قابلت عثمان بن طلحة، الذي عرض مساعدتها، فكان يسير بجانب بعيرها، يريحها في كل محطة حتى وصلت إلى المدينة، فقصة أم سلمة تجسد قوة المرأة المسلمة وإيمانها، حيث واجهت المخاطر بصبر وثبات لتحقق هدفها في إسلامها.
وأضافت أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر: لقد ضربت ليلى بنت أبي حثمة - رفيقة الهجرة، أروع الأمثلة في التضحية والشجاعة خلال هذه الرحلة المباركة، فقد كانت من النساء الأخريات اللواتي هاجرن مبكرًا، وهاجرت قبل أم سلمة نظرًا للمعوقات التي واجهتها الأخيرة، وتُظهر قصتها كيف كانت النساء شريكات في هذه الرحلة التاريخية، حيث ساهمن بجانب أزواجهن في بناء مجتمع مسلم جديد في يثرب، ولعبن دورًا محوريًا صنع التاريخ الإسلام.
من جهتها ذكرت د. حياة حسين العيسوي، أن الهجرة النبوية تمت بأمر من الله سبحانه وتعالي وتخطيط وتنفيذ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي من أعظم الأحداث في التاريخ الإسلامي، وقد غيرت مسار البشرية وأسهمت في إخراجها من الظلمات إلى النور؛ لذا تعد الهجرة النبوية حدثًا محوريًا أسهم فيه الرجال والنساء على حد سواء، وما قامت به السيدة خديجة(رضي الله عنها) وقت الدعوة وفي بداية نزول الوحي على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعد نموذجًا يحتذى للمرأة المسلمة على مر العصور، فلما بلغ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سن الأربعين، وكان يتعبد في غار حراء أتاه سيدنا جبريل، وذهب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى السيدة خديجة رضي الله عنها، وقال : زملوني زملوني، فضربت أروع الأمثلة في الثبات ومساندة زوجها، فقالت أبشر فوالله لا يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتؤدي الأمانة، وتحمل الكُـل، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق"