مع نهاية شهر رمضان، واستقبال عيد الفطر المبارك، تبحث الأسر عن وجبة جديدة لفتح الشهية لتناول الطعام بعد صيام شهر كامل وكنوع من كسر الطابع اليومي للوجبات الدسمة طول فترات الصوم، حيث يحرص العديد من زوار أسوان على شراء الفسيخ أو الملوحة، لأنها تمثل عادة مهمة ومميزة لعيد الفطر المبارك.

ويتميز الفسيخ أو الملوحة الأسواني بأن السمك يربى في المياه العذبة ببحيرة ناصر بعكس فسيخ محافظات الوجه البحري والذى تربى أسماكه في المياه المالحة، وذلك يفرق في طعمه وجودته، و يظل «الفسيخ الأسواني» من أشهر أنواع الفسيخ طلبا لدى المصريين، «أنت رايح أسوان هات فسيخ معاك وانت راجع ».

. واحدة من أشهر العبارات التي يرددها أهالي وأصدقاء زوار أسوان.

فالفسيخ الأسواني مميز جداً لأنه يخرج مباشرة من أفضل وأعزب مياه ليس في مصر فقط بل في العالم أجمع لأنه يخرج من مياه بحيرة ناصر جنوب محافظة أسوان على مساحة 350 كيلومتر داخل الحدود المصرية بينما توجد باقي البحيرة في السودان، ولأهالي أسوان طرق خاصة في صناعة الفسيخ وهو الذى يجعله دائماً مميزا.

قال عصام محمد أحد بائعي الفسيخ بأسوان «تمليح الأسماك ليس شيء جديد فالمصريون القدماء ملحوا سمكتين قبل ذلك وهما (الراية وكلب المياه) ووجدوا في النقوش الفرعونية بالمعابد القديمة».

وأشار إلى أن المصريين القدماء أول من صنعوا الفسيخ، حتى أننا حالياً حينما نصنع الفسيخ يكون على طريقة مشابهة للتحنيط الفرعوني فيتم وضع الأسماك بعد خروجها من مياه بحيرة ناصر بكميات كبيرة من ملح الطعام عقب صيدها مباشرة في الصباح الباكر، و يتم وضعها في أماكن مخصصة على شاطئ البحيرة، وبعد الصيد يتم نزع الأمعاء من الأسماك ونغسلها ونضع الملح بداخلها بدل أمعائها وفي خياشيمها وكمان فوقها وذلك بمقدار محدد في خيام مخصصة لذلك ونفرشها على الأرض وأسفلها صناديق خشبية لمدة تصل لحوالي أسبوع، ونضعها في صفائح وتفضل بأن تكون فوارغ صفائح السمنة لأن الجبنة وغيرها تتعرض للصدأ بسرعة خاصة وأن فترة التخزين والتمليح تكون كبيرة.

كما أضاف محمد يوسف بائع فسيخ في أسوان، يتم تعبئة الأسماك بصورة أفقية ورأسية متوازية ونضغط عليها بقوة حتى نفرغ أي هواء موجود في الصفائح، ويتم غلقها بأكياس من النايلون حتى لا تتلوث وتترك لفترة على حسب التمليح ويخرج لنا أفضل أنواع الفسيخ الذي يتراوح سعره ما بين الـ70 والـ 100 جنيه على حسب الحجم والنوع.

وأخيرآ عبرت منة أيمن عن فرحتها بعد تناولها وجبة الفسيخ مع صديقاتها وأهلها على النيل ليشاركوا بعضهم فرحة العيد.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أخبار أسوان الرنجة أخبار المحافظات العادات والتقاليد

إقرأ أيضاً:

الفاشر تحت الحصار.. توقف التكايا يحرم آلاف الأسر من الوجبة اليومية

الفاشرـ في قلب ولاية شمال دارفور (غربي السودان) تعيش الفاشر واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية التي عرفتها البلاد منذ اندلاع الحرب، حيث تسير المدينة بخطى متسارعة نحو مجاعة محققة، وسط حصار خانق تفرضه قوات الدعم السريع، وتوقف كامل للمطابخ الخيرية المعروفة محليا بـ"التكايا" في ظل غياب استجابة دولية فعالة.

فلم يعد سكان الفاشر يسألون عن الغد، بل يتشبثون بما يبقيهم أحياء حتى المساء، إذ بلغ تراجع الوصول إلى الغذاء والماء والدواء مستويات غير مسبوقة، وتوقفت الأسواق عن العمل، وأغلقت معظم المراكز الصحية بعد نفاد الإمدادات. أما الشوارع، فغدت شاهدة على مشاهد البؤس، حيث تتجول العائلات باحثة عن فتات يسد الرمق.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الصحة العالمية: سوء التغذية بغزة بلغ مستويات "تنذر بالخطر"list 2 of 2ممرضات يغمى عليهن والجوع يطارد مستشفيات غزةend of list

وفي حديثه للجزيرة نت، قال والي ولاية شمال دارفور المكلف حافظ بخيت إن "الوضع المعيشي داخل مدينة الفاشر ينهار بصورة شبه تامة، لدرجة أن بعض السكان باتوا يقتاتون على علف الحيوانات المعروف محليا بـ(الأمباز) في مشهد يكشف عمق الكارثة".

وشدد بخيت على ضرورة كسر الحصار عن مدينته، مشيدا بصمود سكانها والقوات المسلحة والمقاومة الشعبية في مواجهة الوضع المتدهور.

ويعود أصل الأزمة في الفاشر إلى أبريل/نيسان الماضي، عندما فرضت قوات الدعم السريع طوقا محكما على المدينة، ومنعت دخول أي قوافل إغاثة أو مواد غذائية. كما تم نهب عدد من الشاحنات، وتعطلت الطرق الرئيسية، مما جعل الفاشر معزولة عن باقي مناطق السودان.

حافظ بخيت يدعو إلى فك الحصار المفروض على الفاشر (الجزيرة)منع ممنهج

أحمد آدم، أحد تجار المواد الغذائية، قال للجزيرة نت إن قوات الدعم السريع منعت دخول أي شاحنة أو بضائع إلى المدينة. وأضاف "الوضع كارثي، فحتى الأدوية البسيطة ممنوعة. لقد واجهنا اعتقالات، وتعرضنا لإطلاق نار أثناء محاولات إدخال البضائع، والمدينة تخنق بشكل ممنهج يهدد حياة الجميع".

إعلان

وكانت التكايا، وهي مطابخ جماعية، تقدم آلاف الوجبات يوميا للفقراء والنازحين لكنها توقفت تماما مع انعدام المواد الأساسية.

ويقول الناشط الإغاثي محمد الرفاعي، الذي أشرف سابقا على "تكية الخير" للجزيرة نت "كنا نطبخ يوميا لأكثر من 4 آلاف شخص، وفي بعض الأيام كنا نزيد الكمية حسب التبرعات، أما الآن فقد توقفت بالكامل، وأصبح الناس يفتشون عن الطعام في القمامة، دون أن يجدوا شيئا".

وأضاف أن "المحاليل الوريدية والشاش الطبي غير متوفرة، ومعظم الأطباء والمتطوعين غادروا المدينة، مما ترك العائلات في عوز تام دون دعم أو عون".

مجاعة الأطفال

من جانبها، أكدت خديجة موسى مديرة وزارة الصحة بمنطقة شمال دارفور وجود حالات سوء تغذية حادة بين الأطفال والحوامل والمرضعات وكبار السن، مشيرة إلى أن الوضع الحالي والحصار المطبق يساهمان في تفاقم هذه الحالات.

وقالت مديرة الصحة بالمنطقة -للجزيرة نت- إن الوزارة تحاول التدخل عبر مراكز التغذية، رغم نقص الكوادر والمستلزمات.

لكن مصدرا طبيا بالمستشفى السعودي -وهو الوحيد العامل حاليا في الفاشر- أكد للجزيرة نت أن "الوضع يخرج عن السيطرة" مشيرا إلى ازدياد عدد الأطفال الذين يعانون من هزال شديد، مع نقص حاد في المحاليل العلاجية.

وأضاف "نحن لا نعالج، بل ننتظر الموت وهو يتباطأ أمام أعيننا. تصلنا أمهات يحملن أطفالا لا يتجاوز وزنهم 4 كيلوغرامات، بعضهم توقف نموهم بالكامل وآخرون لا يقوون على البكاء. نعيش عجزا كاملا".

معاناة سكان الفاشر في الحصول على الغذاء تصاعدت خلال الفترة الأخيرة (الجزيرة)تداعيات نفسية

الجوع لا يفتك بالجسد فقط، بل يمتد ليقوض الصحة النفسية. ويقول الاستشاري الاجتماعي محمد سليمان أتيم -للجزيرة نت- إن الأطفال والنساء يعانون من اضطرابات نفسية حادة بسبب الجوع، بينها الانعزال والحديث مع الذات ونوبات القلق والخوف من المستقبل.

وأشار أتيم إلى أن "الحرب في الفاشر تخلف مفارقات غريبة. فرغم المآسي، اجتمعت الأسر حول موائد الطعام النادرة، لكن التكايا التي كانت متنفسا اجتماعيا توقفت لتزداد المعاناة".

ورغم حجم الكارثة، تغيب الفاشر عن التغطية الإعلامية. فالصحافة الغربية لم تفرد تقارير عن الأزمة، ولا تحضر المدينة في نشرات الأخبار الدولية، وتعاني الصحافة المحلية من ضعف الإمكانيات وشح الكوادر.

ويقول مدير مركز الفاشر للخدمات الصحفية محمد سليمان استيك، للجزيرة نت "نكتب ونوثق ونتحدث، لكن لا أحد ينقل صوتنا، يبدو أن العالم لا يريد أن يرى. نحتاج إلى من يروي قصتنا للعالم" مشيرا إلى تحديات الوصول إلى المعلومات وفقدان المعدات، مما فاقم العزلة الإعلامية التي تعيشها الفاشر.

صمت دولي

وعلى الرغم من النداءات المتكررة من النشطاء المحليين وقيادات المجتمع المدني، لم تعلن الأمم المتحدة أو المنظمات الإنسانية الكبرى عن خطة تدخل عاجلة لكسر الحصار أو فتح ممرات آمنة.

وتقول الناشطة الحقوقية سلمى فتحي للجزيرة نت إن "ما يجري تجاوز حدود التحذير. نحن نعيش داخل فخ اسمه الجوع، ونتساءل إن كانت أرواحنا أقل قيمة من أزمات أخرى تحظى بتدخل دولي فوري". وأضافت "الناس هنا بحاجة إلى غذاء ودواء، وكل لحظة تأخير تعني فقدان المزيد من الأرواح".

إعلان

ويروي السكان والناشطون قصصا مؤلمة لأطفال ونساء يعانون من سوء التغذية بعد انقطاع الطعام لأيام، حيث تحول التنقل بين المستشفيات ومراكز الإيواء إلى مشهد يومي.

وفي حديثه للجزيرة نت، قال محمد حسن محمد، عضو المكتب الإعلامي لتنسيقية لجان مقاومة الفاشر "هناك من لم يجد ما يأكله، وأطفال ونساء أصيبوا بسوء التغذية بسبب توقف التكايا التي كانت تعتمد عليها الأسر. الوضع يتدهور يوما بعد يوم، والموت يطرق الأبواب".

وشدد محمد على ضرورة تدخل عاجل لكسر الحصار وتوفير المساعدات، مؤكدا أن "كل دقيقة تأخير تعني مزيدا من الضحايا، وعلى العالم أن يتحرك الآن قبل فوات الأوان".

مقالات مشابهة

  • «مياه الشرب» توضح سبب أزمة انقطاع المياه بالجيزة.. وتطالب المواطنين بالتواصل على الخط الساخن
  • متحدث مياه الجيزة: عودة المياه تدريجيًا.. وحل الأزمة خلال ساعات
  • الأربعاء القادم..مياه الشرب ببني سويف: ضعف وقطع المياه عن المناطق التي تغذيها محطة أشمنت
  • مؤسسة مياه لبنان الشمالي – إهدن تدعو لعدم ركن السيارات فوق ريغارات المياه
  • الفاشر تحت الحصار.. توقف التكايا يحرم آلاف الأسر من الوجبة اليومية
  • أسوان في 24 ساعة| الاستعداد لانتخابات الشيوخ.. ومتابعة منظومة التأمين الشامل ومشروعات مياه الشرب
  • أزمة انقطاع المياه والكهرباء في الجيزة.. أحمد موسى يطالب بخطة بديلة و”مياه الشرب” توضح الموقف
  • النمر: تجنبوا تناول المفطح قبل إجراء التحاليل الطبية
  • “المياه الوطنية” تنتهي من تنفيذ شبكات مياه في محافظة الخرج تخدم 14 ألف مستفيد في 10 أحياء
  • أخبار أسوان: الخامسة بالثانوية الأزهرية إعاقتها لم تمنعها من التفوق.. ورفع للإشغالات و10 مشروعات عاجلة بقطاع مياه الشرب