الولايات المتحدة – شهد يوم 12 أبريل عام 1988 حدثا تاريخيا تمثل في إصدار مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأمريكي أول براءة اختراع في العالم لمخلوق حي معدل وراثيا.

أول كائن حي في العالم ولد في “أنابيب الاختبار” فأر عولج باستخدام الهندسة الوراثية في مختبرات جامعة هارفارد من طرف الدكتورين، فيليب ليدر وتيموثي ستيوارت.

كانت الأبحاث في ذلك الوقت تجري على قدم وساق لاكتشاف طرق جديدة لمكافحة السرطان بشكل خاص. هذا المرض هو السبب الأكثر شيوعا للوفاة في الدول المتقدمة. الفئران في هذا المجال قدمت للبشرية خدمات لا تقدر بثمن.

العالمان الأمريكيان قاما بتعديل الفأر وراثيا لجعله عرضة للإصابة بالسرطان، على أمل أن يساعد ذلك في كشف أسرار هذا المرض الفتاك.

حقنت جينات سرطانية معروفة في أجنة الفئران مباشرة بعد الإخصاب. لم يجعل التعديل الوراثي هذه الفئران عرضة للإصابة بالسرطان فحسب، بل وضمن أيضا أنها ستنقل جينات السرطان إلى نسلها.

الموافقة على براءة الاختراع تلك اتخذت من قبل علماء وغيرهم من ممثلي صناعة التكنولوجيا الحيوية. في تلك المناسبة تمت الإشارة إلى أن المزيد من الاستثمارات ستبدأ الآن في التدفق إلى هذا المجال، وأن الأبحاث البيولوجية في مجالات الطب وزراعة الأعضاء وغيرها من المجالات المتعلقة بالكائنات الحية ستصبح أكثر فعالية.

بالمقابل ظهرت انتقادات لإمكانية تسجيل براءات الاختراع للثدييات. الجدل تواصل حول هذه المسألة الشائكة بجوانبها العلمية والدينية وغيرها لفترة طويلة.

المفوضية الأوروبية أصدرت توجيها لهيئات البراءات وفي عام 1999 نص على إمكانية منح براءة اختراع للنباتات والثدييات من صنع الإنسان. وجرى في نفس الوقت حظر إصدار براءة اختراع بشأن “ما يتعلق بجسم الإنسان في جميع مراحل التطور بما في ذلك الجينات.

قد يتعجب البعض حين يعلم أن البشرية على مدى عقود تدين للفئران في التقدم المحرز في مجال مقاومة الأورام ومعالجة أمراض القلب والأوعية الدموية وشلل الأطفال والسكري والتهاب المفاصل ومرض باركنسون وإدمان المخدرات وحتى الاضطرابات النفسية بما في ذلك، الاكتئاب.

الفئران لا تفيد البشرية فقط من خلال التضحية بها في مجالات البحث عن علاجات للأمراض الخطيرة، بعض الفئران عدلت لتجد بسهولة المتفجرات، وبعض آخر خال من جين الخوف، وهو لا يتردد بالاقتراب من القطط للعب معها، علاوة على فئران عداءة تقطع مسافات طويلة من دون تعب وبنصف المتطلبات المعتادة من الغذاء!

أما ما يسمى بـ “بالفئران النموذجية”، فهي سلالة خاصة تستخدم للدراسة المتقدمة في مجال مرض أو حالة بشرية محددة. الفئران تشترك مع البشر في أكثر من 95 ٪ من الحمض النووي، ما يعني أن العديد من الأمراض، بما في ذلك مرض الزهايمر والسكري والسمنة وأمراض القلب والسرطان، تؤثر على البشر والفئران بطرق مماثلة، ما يسمح للعلماء بدراسة هذه الأمراض وإيجاد طرق لعلاجها.

لذلك لم يكن مستغربا أن يكون الفأر، أول حيوان ثديي يحصل على براءة اختراع. علاوة على ذلك لم تكن نلك المناسبة، المرة الأولى التي يتم فيها تسجيل براءة اختراع لشكل من أشكال الحياة.

في وقت سابق أوائل عام 1970، طور أناندا موهان تشاكرابارتي، وهو مهندس وراثي في شركة جنرال إلكتريك نوعا جديدا من البكتيريا القادرة على تفتيت النفط الخام؛ واقترح استخدامها للتخلص من مضاعفات الانسكابات النفطية.

هكذا صار جميل الفئران على البشر كبيرا، وهو متواصل ويزداد مع الزمن. هذا العرفان وجد تجليه في روسيا في 1 يوليو عام 2013، بافتتاح نصب تذكاري مكرس للفئران التي تمت التضحية بها في البحوث الجينية. النصب الذي يمثل فأرة منشغلة بحياكة تسلسل جيني شيد في حديقة معهد علم الخلايا وعلم الوراثة بمدينة نوفوسيبيرسك.

المصدر: RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: براءة اختراع بما فی ذلک

إقرأ أيضاً:

علماء روس يبتكرون مركب كيميائي من الصنوبر السيبيري قادر على قمع الخلايا السرطانية

أعلن علماء معهد نوفوسيبيرسك للكيمياء العضوية عن تطوير مركب كيميائي جديد مشتق من حمض مستخلص من راتنج شجرة الصنوبر السيبيري، كما تم تسجيل براءة اختراع لهذا الابتكار في روسيا.

وأوضحت شهادة براءة الاختراع أن المركب يتمتع بقدرة على تثبيط نمو الخلايا السرطانية البشرية. وأشار الباحثون إلى أن الخلايا السرطانية التي تنجو من العلاج الكيميائي غالبا ما تُظهر مقاومة لمجموعة واسعة من الأدوية، ما يجعل تطوير علاجات كيميائية جديدة ذات هياكل مبتكرة أمرا بالغ الأهمية.

 

وأضافت الشهادة أن هذا الابتكار يمثل مشتقا جديدا من مادة "اللابدانويد" النباتي، وهو حمض الفلوميزويك، المعروف بقدرته على تثبيط نمو الخلايا السرطانية. ويُستخرج حمض الفلوميزويك من الراتنج، وهو خليط صمغي من أحماض الراتنج والهيدروكربونات التي تنتجها أشجار الصنوبر في سيبيريا. وتم الحصول على المركب الجديد من خلال تعديل كيميائي للحمض النباتي.

 

وقام الباحثون بدراسة الفعالية البيولوجية للمركب باستخدام خطوط خلوية لسرطان عنق الرحم، وسرطان الثدي، وسرطان البروستاتا، وكذلك الورم الأرومي الدبقي، مقارنة بعقار العلاج الكيميائي دوكسوروبيسين المستخدم في علاج الأمراض السرطانية.

 

وأظهرت النتائج أن المركب قادر على تثبيط نمو سبعة خطوط من الخلايا السرطانية، بما في ذلك سرطان عنق الرحم وساركوما عنق الرحم، كما أظهر أعلى فعالية ضد سرطان الثدي، حيث تفوق تأثيره على دواء "دوكسوروبيسين" بمقدار عشر مرات.

 

وأشارت شهادة براءة الاختراع إلى أن هذه الخصائص تجعل المركب مرشحا لاستخدامه في الطب كدواء صيدلاني، ما يفتح آفاقا جديدة لتطوير علاجات كيميائية مبتكرة ضد السرطان.

مقالات مشابهة

  • جامعة نجران تحصل على براءة اختراع في مجال الطاقة المتجددة
  • نصائح ذهبية لقيادة السيارة بأمان في الشبورة.. احرص عليها
  • علماء يكشفون عن الربط بين الحمية وصحة العقل!
  • علماء يبتكرون لقاح تجريبي يمنح مناعة مسبقة ضد السرطان
  • أكثر من 3400 علامة تجارية و85 براءة اختراع في الأردن حتى أيلول
  • ترامب يهاجم صورة غلاف”تايم” ويصفها “بالصورة الأسوأ في حياتي “.. صورة
  • علماء روس يبتكرون مركب كيميائي من الصنوبر السيبيري قادر على قمع الخلايا السرطانية
  • جرذ الخلد العاري: “أغرب حيوان” يكشف سر العمر الطويل
  • السيسي يمنح ترامب “قلادة النيل” تقديراً لدوره في السلام
  • ما هي “قلادة النيل” التي قرر السيسي منحها لترامب؟