واشنطن: محادثات مع مصر والإمارات وقطر بشأن "قوة الاستقرار الدولية" المقرر تشكيلها
تاريخ النشر: 16th, October 2025 GMT
قال مستشاران أمريكيان رفيعا المستوى بالبيت الأبيض في الولايات المتحدة، اليوم، الخميس، إن أهل غزة أقوياء وصامدون، مشيران إلى أن هناك محادثات مستمرة تجري مع مصر والإمارات وقطر ودول أخرى بشأن "قوة الاستقرار الدولية" المقرر تشكيلها بموجب خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء حرب غزة.
وأكدا المستشاران، في إحاطة مع الصحفيين، أنه لن يتم إجبار أي من سكان غزة على مغادرة القطاع الفلسطيني، وقال أحدهما: "هناك بعض الغزيين الذين غادروا لأن ظروف المعيشة كانت صعبة جداً، لكن هؤلاء الناس أقوياء، وقد مرّوا بالكثير، ويبدو أنهم صامدون.
وأضاف: "أعتقد أن هؤلاء الناس يشعرون بانتماء عميق للأماكن التي يعيشون فيها، وهذا أمر لافت للنظر حقاً".
قوة الاستقرار الدولية في غزةأما بخصوص الدول التي أبدت استعدادها للمشاركة في قوة الاستقرار الدولية (ISF)، فقال أحد المستشارين إن هناك عدة دول عربية وإسلامية، من بينها إندونيسيا، مشيراً إلى محادثات مستمرة بهذا الشأن بين الولايات المتحدة ودول أخرى مثل مصر والإمارات وقطر وأذربيجان.
وأضاف: "تحدثنا عن استعداد تركيا لإرسال فريقها المتخصص في انتشال الجثث، نظراً لخبرتهم الطويلة في هذا المجال بسبب تعاملهم المتكرر مع الزلازل، ونرى الحماس نفسه فيما يتعلق بالمشاركة في قوة الاستقرار الدولية.. لذا، هناك الكثير من المؤشرات الإيجابية".
وأحد أهم متطلبات خطة ترامب المكونة من 20 نقطة بشأن غزة هو تشكيل قوة لتحقيق الاستقرار مدعومة من الولايات المتحدة. ووافقت واشنطن على إرسال ما يصل إلى 200 جندي لدعم القوة دون نشرهم في غزة نفسها.
وأضاف المستشار الثاني: "يجب أن أكون واضحاً: هذه أدوار إشرافية ولوجستية وتنسيقية، وليست أدواراً قتالية على الإطلاق.. هناك الآن ربما 12 إلى 22 شخصاً (أميركياً) على الأرض للمساعدة في إعداد هذه العملية، لقد منحنا هذا أولوية كبيرة للتأكد من تثبيت الوضع، ودور الولايات المتحدة هنا هو أننا نحظى بثقة كل الأطراف المختلفة، ونستطيع أن نكون محكماً للمسائل ومركز تبادل للمعلومات؛ نحاول تصميم أولويات صحيحة لضمان تنفيذ الأمور بالطريقة التي تجعل المهمة ناجحة".
وتابع: "هذا عمل معقد وديناميكي للغاية، هناك أكثر من 40 مساراً للعمل يجب تنفيذها في آن واحد وبترتيب دقيق، والجيش الأميركي هو الأفضل في العالم بتنظيم وإدارة هذه الأنظمة الكبيرة والمعقّدة، لذلك دوره هنا هو المساعدة في الإعداد والتصميم، والهدف هو إشراك الشركاء المحليين الذين يريدون المساعدة وتنظيم عملهم وتحديد مهامهم بوضوح لكي تُنجز مختلف المهام المطلوبة لتحقيق هذا الهدف".
مراحل اتفاق غزةووصف المستشار الأول تجاوز مرحلة توقيع اتفاق غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين بأنها "لحظة مذهلة بالفعل".
وأوضح أن "المرحلة الأولى من الاتفاق كانت تهدف فعلياً إلى تحقيق الانسحاب حتى الخط الأصفر، وتهيئة الظروف لوقف إطلاق النار، وفتح المجال أمام المساعدات الإنسانية، ثم إتمام عملية تبادل جميع الرهائن والأسرى، وقد تم إنجاز ذلك بنجاح".
وقال: "من الواضح أنه لا يوجد قدر كبير من الثقة بين الجانبين، لكن الرئيس ترمب عمل بجدٍ كبير لتحقيق ذلك، إلى جانب الوسطاء.. والآن ندخل مرحلة جديدة علينا فيها تحديد ما الذي سيأتي بعد ذلك".
وأضاف: "ينصب التركيز في المدى القصير على منع التصعيد، والتأكد من أن الأطراف لا تقوم باستفزازات غير ضرورية، ونرى تحركات مختلفة من جميع الأطراف، والرئيس ترمب وفريقه يعملون بجدّ لتقليلها إلى الحد الأدنى".
وتابع: "بالإضافة إلى ذلك، يجري العمل على ضمان دخول المساعدات الإنسانية، وتنفيذ البنود التي تم الاتفاق عليها، لا سيما ما يتعلق بانتشال الجثث حالياً وأين وصلنا في هذا الملف.. هناك جهود تُبذل حالياً، ونأمل أن يتحقق تقدّم جاد في هذا الصدد".
وقال المستشار الثاني: "المرحلة الثانية تنص على وجود إدارة فلسطينية غير سياسية، تكنوقراطية، وقد بدأنا فعلاً البحث عن الأشخاص المناسبين، وتجنيدهم، وتهيئة الظروف المناسبة لذلك، لكن الهدف من هذه العملية ليس التورط في النقاشات القديمة حول السيادة والدولة والحكم الذاتي، بل التركيز على جعل غزة مكاناً وظيفياً قابلاً للحياة".
وأضاف: "هذه هي المرة الأولى التي يعتقد فيها كثيرون أنه يمكن إنشاء بديل جديد، لا هو السلطة الفلسطينية ولا حماس، يمكن أن يشكل قيادة جديدة تُمكّن الشعب الفلسطيني من التحرر من الظروف القاسية التي عاشها، والتي كانت في معظمها نتيجة سوء القيادة والقرارات الخاطئة، وهناك بالفعل كثير من الأشخاص المهتمين، وسيقوم (مجلس السلام) في نهاية المطاف باختيار ممثليها، وأعتقد أن ذلك يمكن أن ينجح كثيراً إذا تم اختيار القادة المناسبين الذين يتحركون بدافع المصلحة العامة، سعياً لإنشاء نظام جديد يختلف عن الأنظمة القديمة".
المساعدات والسلاح
فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، أشار المستشار الأميركي إلى تقارير تفيد بأن إسرائيل قلصت حجم المساعدات الداخلة إلى قطاع غزة، وقال: "كانت هناك محادثات إيجابية جداً بين الحكومة الأميركية والأمم المتحدة لإيجاد طرق تضمن وصول المساعدات بشكل فعّال إلى سكان غزة بطريقة جيدة، ولم تُسجَّل أي تخفيضات في المساعدات حتى الآن، ولا توجد نية لخفضها طالما أن هذا الاتفاق قائم".
وتطرق إلى ملف نزع سلاح حركة حماس، قائلاً: "ما نسعى لتحقيقه حالياً هو استقرار الوضع بشكل أساسي، وقد بدأ تشكيل القوة الدولية لتحقيق الاستقرار، وبمجرد أن يتم ذلك، ستتوسع الجهود".
وأضاف: "هناك الكثير من التخطيط والمحادثات الإيجابية بين الأطراف، وحتى الآن لا يبدو أن هناك نية لعدم الالتزام بالاتفاق.. من الطبيعي أن تظهر بعض العقبات أثناء التنفيذ، فالوضع حساس جداً بعد حرب استمرت عامين، وقد تحدث اضطرابات في بعض المناطق، لكن في الوقت الراهن، النية واضحة وهي الاستمرار في العمل مع الطرفين لحثّهما على ضبط النفس وتهيئة الظروف المناسبة لنزع السلاح من غزة، حتى يمكن البدء بإعادة إعمارها لصالح سكانها، وبطريقة إيجابية لا تشكّل تهديداً لإسرائيل أو لمواطنيها".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: واشنطن محادثات مصر قطر الإمارات البيت الأبيض غزة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
رئيس قبرص: قمة شرم الشيخ بشأن غزة يوم أمل ووعد لمنطقتنا
وصف الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليديس، قمة (شرم الشيخ) للسلام بشأن غزة، بأنها "يوم أمل ووعد لمنطقتنا".
وقال الرئيس القبرصي - في منشور له على منصة X للتواصل الاجتماعي - "تشرفت بالمشاركة في قمة شرم الشيخ للسلام في الشرق الأوسط".
من جانبه.. صرح المتحدث باسم الحكومة، كونستانتينوس ليتيمبيوتيس، في منشور على X، بأن الرئيس قدم قبل عامين مبادرة "ممر أملثيا" في مؤتمر بباريس.
وأضاف: "منذ ذلك الحين، قدمت قبرص أكثر من 25 ألف طن من المساعدات الإنسانية للمحتاجين، مما يثبت عمليا دورها كركيزة أساسية للإنسانية والاستقرار في المنطقة".
وتابع "اليوم، قبرص حاضرة مجددا مع الرئيس الذي قدم مبادرة من ست نقاط لتنفيذ اتفاق غزة".
وأشار إلى أن هذه المبادرة تستند إلى "الجوانب الأساسية لخطة السلام المكونة من 20 نقطة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ بهدف تنفيذها بالاستفادة من المزايا النسبية لقبرص وموقعها الجغرافي، فضلا عن قدرتها وخبرتها العملياتية وعلاقاتها الممتازة مع جميع دول المنطقة".. وأضاف أنه تم تقديم مبادرة قبرص بشأن الأمن وإعمار غزة والجانب الإنساني في وقت سابق من أمس الاثنين أمام القادة المشاركين في مؤتمر شرم الشيخ حول غزة.
وأضاف: "مع الأخذ في الاعتبار العلاقات الممتازة التي تربط قبرص بجميع الدول المجاورة وكونها دولة عضو في الاتحاد الأوروبي في المنطقة، بالإضافة إلى رئاستها المقبلة للاتحاد الأوروبي، فقد طرحنا ثلاثة مجالات يمكن لقبرص تطوير مبادرات محددة فيها".
وفي حديثه على هامش المؤتمر، قال كريستودوليديس |إن المبادرات الست استندت إلى خطة الرئيس الأمريكي، وتتعلق بالأمن وإعادة إعمار غزة والجانب الإنساني".