تعد الطاقة من أهم أركان النظم الاقتصادية، وخلال السنوات القليلة الماضية ازداد الحديث عن «أمن الطاقة العالمى»، تزامناً مع تصاعد الأزمات، بدايةً من جائحة «كورونا»، التى أثرت على إمدادات الطاقة، ثم الحرب الروسية - الأوكرانية، فجرائم إسرائيل فى غزة، وحالياً التصعيد من جانب إيران وإسرائيل، الذى أثَّر بدوره على أسعار النفط، حيث أقفلت الأسعار، على ارتفاع حوالى 1%، تأثراً بتصاعد المخاوف والتوترات فى منطقة الشرق الأوسط.

«سلطان»: الأسعار قد تتأثر

وقال الدكتور أحمد سلطان، الخبير فى أسواق الطاقة والبترول، إنّه رغم المخاطر التى تلوح فى الأفق بعد الرد الإيرانى على إسرائيل، لا تزال هناك احتمالات كبيرة ألا يؤثر الصراع بشكل حاد وكبير على حركة أسعار البترول الخام عالمياً.

وأضاف «سلطان» لـ«الوطن» أنّ الاضطرابات التى شهدتها المنطقة مؤخراً لم تتسبب فى ارتفاعات مستدامة وطويلة بأسعار البترول العالمية، والصراع الحالى بين طهران وتل أبيب أحد أكبر المخاطر الجيوسياسية على أسواق النفط العالمية منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية والحرب على غزة.

وأشار إلى أنّ الأمر المؤكد أنّ أى حرب فى الشرق الأوسط تُشكل تهديداً محتملاً لأمن إمدادات النفط وأمن الطاقة بشكل عام، وأنّ حرباً قد تشمل طهران قد تكون لها تداعيات أخطر على أسواق النفط العالمية، وذلك لأن ثمة نتيجة واحدة مؤكدة تهدد إمدادات النفط، وهى ارتفاع سعره.

وتابع أنّه منذ بداية الحرب على غزة والحديث عن أمن الطاقة العالمى وإمدادات الطاقة، تتجه الأنظار إلى إيران ومكانتها النفطية فى أسواق الطاقة العالمية، وأوضح أنّ مصطلح أمن الطاقة العالمى مهم جداً للعالم كله، خاصة أنّ الصراعات حول موارد الطاقة العالمية تشكل أهمية كبيرة للدول العظمى، خاصة أنّه يتم التعامل معه على أنّه عنصر تهديد.

وأكمل أنّه بسبب محدودية موارد الطاقة غير المتجددة واختلال مناطق توزيعها عالمياً، وحركة أسعار البترول التى باتت تتأثر بالأحداث التى لا تتعلق بصورة مباشرة بعمليات العرض، خاصة الحروب والأزمات السياسية والجيوسياسية بين الدول، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمنابع النفطية الكبرى مثل منطقة الشرق الأوسط.

ولفت «سلطان» إلى أنّ الهجوم الإيرانى على إسرائيل جاء مخالفاً للعديد من التوقعات والتقديرات التى ضغطت بشكل كبير على أسعار النفط الخام عالمياً، والتى جعلت الأسواق العالمية تحبس أنفاسها ترقباً لهذا الرد الذى ظل محدوداً وبشكل نسبى، مقارنة بتلك التوقعات السابقة.

وأكد أنّ هناك مخاوف عالمية من أن تؤدى الأحداث المتتالية إلى زيادة التوترات فى منطقة الشرق الأوسط، خاصة أنّ إيران تمثل لاعباً رئيسياً فى أسواق النفط الخام، ورغم أنّ هجوم إيران على إسرائيل كان محدود التأثير، ولكنه يُمثل تهديداً مباشراً على خطوط الإمدادات النفطية، أو مصادره الرئيسية فى المنطقة، فإنّ الأسواق النفطية تنظر إلى الأبعد من ذلك تحديداً، وهناك العديد من المخاوف بشأن احتمالية توسيع نطاق الصراع.

«غراب»: «طهران» ثالث أكبر منتج للنفط فى «أوبك»

من جانبه، قال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادى، إن إيران تعد ثالث أكبر منتج فى منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك»، حيث تمتلك احتياطيات كبيرة من النفط الخام فى العالم، حيث تُصنف من بين قائمة الكبار فى إنتاج النفط على مستوى العالم، فتأتى فى المرتبة الثالثة بعد فنزويلا والسعودية بين دول «أوبك» من حيث الأكثر امتلاكاً للاحتياطيات النفطية المؤكدة.

وأضاف فى تصريحات لـ«الوطن» أن إيران تستحوذ على حصة قدرها نحو 14% من الاحتياطيات النفطية المؤكدة لدول أوبك، ويُقدر إجمالى احتياطيات النفط الخام القابلة للاستخراج لدى إيران بحوالى 157.8 مليار برميل، وذلك حتى نهاية عام 2022، بالإضافة إلى أنها تمتلك حوالى 21 مصفاة غاز، و10 مصافى نفط، ولديها القدرات التقنية التى تمكنها من بناء مصافٍ أخرى.

«مرشد»: حل الأزمات سلمياً هو نهج مصرى.. والأساليب العسكرية لن تزيد المنطقة إلا اشتعالاً وفوضى

من جهة أخرى، قال الدكتور مجدى مرشد، نائب رئيس حزب المؤتمر، إن القيادة السياسية المصرية لديها تقدير موقف دقيق بشأن خطورة توسع دائرة الصراع فى منطقة الشرق الأوسط، وهو ما حذرت منه مراراً وتكراراً منذ العدوان الإسرائيلى على «غزة»، لافتاً، فى تصريحات لـ«الوطن»، إلى أن التوتر الأخير بين إيران وإسرائيل يمثل خطورة كبيرة على الأمن والسلم الدوليين.

وأشار «مرشد» إلى أن مصر دائماً ما تؤكد على حل المشكلات فى المنطقة بالطرق السلمية، وأن اللجوء إلى الأساليب العسكرية لن يزيد المنطقة إلا اشتعالاً وفوضى.

وحول الأوضاع الإقليمية والحرب على غزة، أوضح أن فلسطين من أهم القضايا التى تؤثر على استقرار الشرق الأوسط، ويجب أن يسترد الشعب الفلسطينى حقوقه ودعم موقف الدولة الذى يؤكد على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، خصوصاً إقامة دولته المستقلة، ومصر تحركت فى سبيل القضية على جميع المستويات الدولية والإقليمية.

كما كثفت جهودها للتوصل إلى وقف إطلاق النار فى غزة، وبدء هدنة إنسانية، ولعبت دوراً رئيسياً فى إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، كما حشدت الموقف الدولى ضد تهجير أهالى القطاع ومنع اقتحام رفح الفلسطينية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إيران إسرائيل أسواق النفط منطقة الشرق الأوسط أسواق النفط النفط الخام إلى أن

إقرأ أيضاً:

سفير سلوفينيا: الاعتراف بدولة فلسطين مهم لحل أزمة الشرق الأوسط

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال سفير سلوفينيا لدى أنقرة غورازد رينسيلج، إن الاعتراف بدولة فلسطين كشريك مساوٍ لإسرائيل، ووجود دولتين تتفاوضان للعيش في سلام، أمر مهم للحل السلمي لأزمة الشرق الأوسط.

وفي تصريحات صحفية، أضاف: "إننا نرى إسرائيل وفلسطين دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في ديمقراطية وسلام، انطلاقا من منظور الحل السلمي والدائم".

وأردف: "لقد عملنا بجد مع شركائنا في مجلس الأمن الدولي، للمساعدة على تحقيق هذا الحل السلمي".

وفي معرض تذكيره بأن سلوفينيا هي الدولة رقم 148 التي تعترف بدولة فلسطين، قال رينسيلج: "لا تزال هناك بعض النواقص. ونأمل أن يشجع هذا الوضع الدول الأخرى التي تدرس وتتفاوض على القيام بالشيء نفسه في المستقبل القريب".

وأشار السفير إلى عدم إمكانية تجاهل الكارثة في غزة ومعاناة الناس، لا سيما معاناة وقتل الأطفال والنساء.

ولدى سؤاله عن قرار محكمة العدل الدولية بشأن الإبادة الجماعية في غزة، لفت رينسيلج إلى زيارة وزيرة خارجية بلاده تانيا فاجون إلى إسرائيل، وانطباعها عن وجود إشارات واضحة على إبادة جماعية.

مقالات مشابهة

  • ماراثون الثانوية العامة ينطلق .. خبراء يقدمون روشتة شاملة للطريق نحو التفوق بلا قلق.. أستاذ أصول تربية: الامتحانات ليست المعيار الحقيقى لقياس مدى استفادة الطلاب
  • بلينكن يعود إلى الشرق الأوسط لبدء "المهمة الثامنة"
  • ما هو القادم لمنطقة الشرق الأوسط؟
  • بلينكن يعود إلى الشرق الأوسط لبدء "المهمة الثامنة"
  • سفير سلوفينيا: الاعتراف بدولة فلسطين مهم لحل أزمة الشرق الأوسط
  • السوداني عن ذكرى سقوط الموصل: داعش لم يعد يشكل خطراً
  • إيران تشتعل في حرب الإنتخابات و6 مرشحين لرئاسة البلاد
  • زيارته الثامنة إلى الشرق الأوسط.. بلينكن في إسرائيل اليوم لبحث التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار
  • العاصفة الكاملة في الشرق الأوسط
  • خبراء الصحة يحذرون: المرض X يهدد العالم بوباء جديد