مكاري: لبنان بلدٌ لا يبنى من دون مصالحة ومحاورة
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
نظمت جمعية "محاربون من أجل السلام" جولة على (الخط الأخضر) عصر اليوم برعاية وحضور وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال المهندس زياد مكاري لمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين على 13 نيسان 1975.
وشملت الجولة المتحف الوطني والكنيسة الأرثوذكسية وبناية البريمو والمدافن الإنجيلية التي كانت خط تماس أثناء الحرب الأهلية في لبنان حيث حضر نسيم اسعد، مسؤول المحور الغربي، وانطوان الاشقر، مسؤول المحور الشرقي من العاصمة بيروت.
ودعا المشاركون إلى "الحفاظ على الخط الأخضر بين الشطرين لكي لا تتكرر المأساة والمعاناة والقتل والدمار التي سادت في الحرب الأهلية".
والخط الأخضر بات يرسم للحياة والسلام والمحبة والتلاقي بين أبناء الوطن الواحد. وبعد الجولة التي أقيمت، عُقد مؤتمر في مبنى بيت بيروت - السوديكو شارك فيه إضافة إلى الوزير مكاري، النائب ابراهيم منيمنة، محافظ بيروت القاضي مروان عبود، ممثل نقابة المحامين لبيب حرفوش، رئيس جمعية محاربون من أجل السلام زياد صعب، أعضاء من الجمعية وعدد من المحاربين القدامى. وزير الإعلام
بدوره، ألقى وزير الإعلام زياد مكاري كلمة بالمناسبة قال فيها: "انا من جيل الحرب الأهلية وأتذكر تفاصيلها من قتل وخطف وخطوط تماس وعنف ودمار لوطننا لبنان، الذي كان درة الشرق. وللاسف كانت الحرب طويلة. ومر على لبنان أزمات وعواصف كبيرة خلالها في بلد كان من اجمل البلدان في العالم، واصبحت الهجرة هي الطاغية للعائلات والشباب إلى الخارج".
وأضاف: "الان ما زال لبنان يتخبط من مشاكل كثيرة، وأزمات... وما زلنا حتى اليوم نخرب بيتنا بأيدينا".
وشدد على "الدور الكبير لوسائل الإعلام في نقل الاخبار الحقيقية وليست المزيفة"، وقال: "البعض ينقل أخبارا زائفة وايضا خطاب الكراهية وحتى الفتنة ما يخلق حالة من القلق والتوتر. ولبنان بلد ضعيف ليس لديه مناعة، ولا يبنى بلد من دون مصالحة ومحاورة". عبود ومن ثم ألقى محافظ مدينة بيروت مروان عبود كلمة عاد فيها بذاكرته الى بدايات الحرب الاهلية اللبنانية، حيث أن أهله، "شأنهم كشأن معظم اللبنانيين اعتبروها نزهة وبأنها ستنتهي خلال أيام أو أسابيع كحد أقصى، إلا أن الشيطان عندما يتفلت من عقاله فإنه من الصعب إعادة حبسه".
وأسف عبود لأن تكون "العقلية نفسها ما زالت سائدة، بعد مرور 50 عاما على بداية الحرب"، وأضاف: "في كل مناسبة يسعى البعض ممن شاركوا في إشعال تلك الحرب ولا يزالون أحياء اليوم، إلى إعادة إطلاق سراح الشيطان، الذي يصعب لاحقاً لجمه".
وأضاف عبود: "بعد انتهاء الحرب نحن لم نبن دولة، واغرقنا بلدنا بأكثر من 150 مليار دولار دين وسرقنا أموال المودعين في المصارف، في ظل غياب الكهرباء واهتراء اقتصادنا وطرقاتنا وبنانا التحتية، واليوم يريدوننا ان ندخل حرباً جديدة".
وتطرق الى مسألة النزوح السوري فقال: "كما ان وضع اللبنانيين رث بالمجمل، كذلك هو حال النازح السوري الذي جاء الى لبنان هربا من الحرب في بلده، وعلينا ان نتروى والا ندخل في مواجهات مع السوريين، وأن نفكر مليا بالأمور بحكمة من أجل إيجاد الحلول بطريقة هادئة وسلمية".
وتوجه عبود إلى اللبنانيين قائلا: "إبحثوا عن اليد الاسرائيلية خلف كل مؤامرة او عملية خطف أو قتل. هناك عدو يتربص بنا لتدمير بلدنا، فيما نحن نفتح له المجال ليستغل خلافاتنا".
منيمنة
بدوره، ألقى النائب ابراهيم منيمنة كلمة شدد فيها على "تطبيق الدستور والقانون والتمسك ببلدنا ولبنانيتنا". كذلك، تحدث منيمنة عن تجربته وعائلته أثناء الحرب الأهلية، حيث كانت العاصمة بيروت الحاضنة لكل الأفكار والإبداع والتعايش والتطور وغيرها، وقال: "الحرب أوصلتنا إلى الهاوية من خلال استقطاب طائفي ومذهبي وحزبي، وما زالت القوى نفسها هي الحاكمة الفعلية للبلد، في حين أن الشعب يرفض الانجرار إلى العنف، وهو سباق لقياداته السياسية ولديه وعي اكبر".
وختم: "نحلم بعاصمة تحتضن الجميع وتحقق أحلامهم لان لبنان منبع الابداع وحرية التعبير والفكر والثقافة وهو ما زال منارة لكل المنطقة، وندعو إلى نبذ العنف والفتنة والإنتقال الى مساحات مشتركة لنكبرها ونوسعها بهدف السلام والأمن والاستقرار والرفاهية.
كذلك، تحدث كل من ممثل نقابة المحامين لبيب حرفوش، ورئيس جمعية "محاربون من أجل السلام" زياد صعب، عن احداث الحرب الأهلية وويلاتها، والتي استمرت 15 سنة من عنف ودمار وخراب لوطننا.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الحرب الأهلیة من أجل
إقرأ أيضاً:
عراقجي يعتزم زيارة بيروت بعد امتناع وزير خارجية لبنان عن زيارة طهران
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إنه سيسافر إلى بيروت لإجراء محادثات بعد تلقيه دعوة رسمية من نظيره اللبناني، الذي كان قد رفض قبل يوم واحد زيارة طهران لإجراء محادثات مباشرة.
ونشر عراقجي على منصة إكس أنه "سيقبل الدعوة إلى بيروت بكل سرور"، لكنه اعتبر موقف رجي "محيّرا"، مشيرا إلى أن وزراء خارجية الدول ذات "العلاقات الدبلوماسية الكاملة" لا يحتاجون إلى مكان محايد لعقد محادثاتهم.
وتابع عراقجي "في ظل الاحتلال الإسرائيلي والانتهاكات الصارخة لوقف إطلاق النار، أتفهم تماما سبب عدم استعداد نظيري اللبناني المحترم لزيارة طهران".
وكان وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي قال -الأربعاء- إن "الظروف الحالية" تمنعه من السفر إلى طهران، ولكنه أكد أن هذه الخطوة لا تعني رفض الحوار مع إيران.
ونقلت وكالة رويترز عن رجي أنه دعا عراقجي -في رسالة دبلوماسية رسمية- إلى زيارة بيروت وإجراء محادثات.
وقال رجي إن لبنان مستعد لبدء مرحلة جديدة من العلاقات مع إيران تقوم على "الاحترام المتبادل والسيادة وعدم التدخل".
وفي خضم الرسالة، عاد رجي للتأكيد على الموقف اللبناني المرتبط بملف السلاح في الداخل، مشيرا إلى أن بناء دولة قوية لا يمكن أن يتحقق دون احتكار الدولة وحدها -عبر مؤسساتها الشرعية وجيشها- قرار الحرب والسلم وحق امتلاك السلاح.
وتأتي هذه التطورات في ظل ضغوط دولية -خصوصا من الولايات المتحدة وإسرائيل- لدفع الحكومة اللبنانية نحو نزع سلاح حزب الله، في حين يرفض الحزب أي نقاش خارجي حول سلاحه.