بعد مرور عام على الحرب في السودان التي أدت إلى سقوط الآلاف من القتلى والجرحى من المواطنين وذلك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

 

تصريحات البرهان

شدد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، السبت، على أنه لا سلام ولا مفاوضات في وجود قوات الدعم السريع.

وقال من منطقة أم درمان العسكرية إن "القوات المسلحة حلها واحد، دحر هذا التمرد، وهذا رأي الشعب السوداني ونحن ننفذ تعليماته"، وفق ما نقل إعلام مجلس السيادة.

أضاف أن "معركتنا مع التمرد ليس في الخرطوم والجزيرة فقط.. معركتنا معهم حتى نيالا والفاشر والجنينة وزالنجي".

فيما أشار إلى أن "أي شخص تعاون مع المتمردين بالرأي والمساندة بالنسبة لنا عدو مثله مثل المتمردين"، حسب قوله.

 

تصريحات حمدوك 


قال رئيس الوزراء السوداني السابق ورئيس الهيئة القيادية لتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم)، عبد الله حمدوك، إن السودان يواجه خطر الانقسامات على أسس إثنية وعرقية؛ ما يهدد بالانهيار الكامل.

وفي كلمة مصورة بمناسبة مرور عام على الحرب في السودان، نشرت عبر "فيسبوك"، ذكر حمدوك: "تكمل الحرب التي تمزق بلادنا عامها الأول، 12 شهرًا من الموت والخراب وفي كل يوم من أيامها تزداد معاناة أبناء شعبنا. فقد عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين من أبناء الشعب حياتهم، وتشرد الملايين بين مدن النزوح وأقطار اللجوء".

لفت حمدوك إلى أن الجوع والمرض والفقر يفتكون بالملايين، وتتقطع أوصال الدولة السودانية، وتنقطع خطوط التواصل بينها، وتنهار بنياتها الأساسية التي جرى تأسيسها بجهد ومال الشعب، ويفقد الناس ممتلكاتهم وأموالهم ويجري نهبها وسلبها.

واسترسل حمدوك: "منذ ذلك اليوم لم تتوقف جهود القوى المدنية لوقف الحرب، واستمرت الاتصالات مع طرفي الحرب الجيش و(قوات الدعم السريع)، كما تتابعت مع القوى والمنظمات الإقليمية والدولية، ودافعنا في الوقت نفسه لتوحيد كل القوى الرافضة للحرب في جبهة موحدة بلا استثناء، وكان دافعنا أن تتوقف هذه المعاناة عن شعبنا، وأن نبذل كل جهد"، لافتا إلى أن "الأمر استغرق وقتًا حتى استطعنا قطع خطوة مهمة في المشوار بعقد اجتماع في أكتوبر 2023 في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ونتج عنه تكوين تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم)".

وأكد حمدوك أن قيادة "تقدم" تتطلع للقاء قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان لبحث سبل إنهاء الحرب، بعد أن التقت بقائد "الدعم السريع" في أديس أبابا أواخر ديسمبر الماضي.

الوضع الإنساني في السوداني

بالنسبة للشق الإنساني للأزمة أظهر بيان اطلعت عليه وكالة "رويترز" أن الولايات المتحدة ستعلن، اليوم الأحد، عن مساعدات إضافية بقيمة 100 مليون دولار لمواجهة الأزمة الناجمة عن الصراع في السودان في وقت تسعى فيه واشنطن لحشد موقف دولي قبل ذكرى مرور عام على الحرب والتي تحل غدا الاثنين.

أوضحت سامانثا باور مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في البيان إن الأموال الإضافية ستوجه للمساعدات الغذائية الطارئة ودعم التغذية ومساعدات أخرى ضرورية للحياة.


ووفقًا للبيان من المقرر أن تدعو باور أيضًا طرفي الصراع لوقف عرقلة وصول المساعدات الإنسانية والمشاركة في "مفاوضات بنية حسنة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار" من أجل منع وقوع مجاعة والحيلولة من دون المزيد من المعاناة.

وقالت باور "في الغد يمر عام على استفاقة شعب السودان على كابوس".

وتابعت قائلةً: "طرفا الصراع حولا أحياء كانت تعج بالحياة لمناطق حرب ومعارك مما أدى إلى مقتل الآلاف وترك الجثث في الشوارع ومحاصرة المدنيين في منازلهم من دون ما يكفيهم من الغذاء والماء والدواء".

واندلعت الحرب في السودان في 15 أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مما دمر أيضًا البنية التحتية للبلاد


حصيلة القتلى

وأدت الحرب في السودان إلى سقوط آلاف القتلى، بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في إحدى مدن غرب دارفور، وفقًا لخبراء الأمم المتحدة.


كما دفعت الحرب البلاد التي يبلغ عدد سكانها 48 مليون نسمة إلى حافة المجاعة، ودمرت البنى التحتية المتهالكة أصلًا، وتسببت بتشريد أكثر من 8.5 ملايين شخص، حسب الأمم المتحدة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: السودان الحرب في السودان حمدوك البرهان الحرب فی السودان الدعم السریع على الحرب مرور عام عام على

إقرأ أيضاً:

وقف الحرب والتصدى لخطر التقسيم

بقلم : تاج السر عثمان
١
جاءت الحرب اللعينة التي مضى عليها أكثر من عام بهدف الصراع على السلطة بين مليشيات الإسلامويين وصنيعتهم الدعم السريع وبدعم من المحاور الاقليمية والدولية التي تمد طرفي الحرب بالسلاح والعتاد، الهادفة لنهب ثروات البلاد وأراضيها و إيجاد موطئ قدم على البحر الأحمر ، و قطع الطريق أمام الثورة كما في المجازر و التهجير والنزوح الواسع الجاري لسكان الخرطوم والجزيرة ودار فور وكردفان وبقية المدن لاضعاف قوى الثورة الحية ، كما جاءت الحرب امتدادا لمجازر دارفور والمناطق الطرفية الأخري ، بعد تصاعد المقاومة لاتقلاب 25 أكتوبر الذي اصبح قاب قوسين أو أدني من السقوط ، وعقب الصراع الذي انفجر في الانفاق الإطاري حول الاصلاح الأمني والعسكري في قضية دمج الدعم السريع في الجيش، اقترح البرهان عامين واقترح حميدتي عشر سنوات ، هذا فضلا عن توفر الظروف الموضوعية الانفجار الثورة ، كما في الثورات والانتفاضات السالبقة التي اسقطت الأنظمة العسكرية الديكتاتورية بسلاح الاضراب السياسي العام والعصيان المدني. بالتالي حاولت الحرب قطع الطريق أمام الثورة.
٢
كما تستمر الأشكال الأخرى لتصفية الثورة مثل: حملة الاعتقالات والتعذيب الوحشي للمعتقلين من السياسيين والناشطين في لجان الخدمات والمقاومة، في سجون طرفي الحرب وحل لجان المقاومة والخدمات، وإصدار تعديلات من حكومة غير شرعية في قانون الأمن يبيح الاعتقال التخفظي والافلات من العقاب، مما يشكل تراجعا عن إنجاز الثورة في ان جهاز الامن لجمع المعلومات وتحليلها ورفعها، فضلا عن تاريخ جهاز الامن الملطخ بدماء المعتقلين في بيوت الأشباح، وتجاوزاته التي تنتظر المحاسبة.
٣
اشرنا سابقا الي رؤية (تقدم) المجازة في مؤتمرها الأخير التي أغرقت المحاسبة في عدالة انتقالية تفتح الطريق للافلات من العقاب، ولم تطرح بوضوح الترتيبات الأمنية لحل الدعم السريع ومليشيات المؤتمر الوطني وجيوش الحركات وقيام الجيش القومي المهني الموحد، وأبقت علي اتفاق جوبا. كما تسبتبطن الرؤية شراكة جديدة مع الجيش والدعم السريع.
ورؤية( تقدم) بشكل أو آخر امتداد لوثيقة اتفاق "المنامة"غير المعلن المطروح على طاولة الأطراف العسكرية السودانية الذي يمنح قائدي الجيش والدعم السريع الحصانة أو الافلات من العقاب، وكانت صحيفة( القدس العربي) قد نشرت ملخصا للاتفاق، كما نشرت صحيفة" المجلة- لندن" بتاريخ ١٩ مارس ٢٠٢٤ نص الاتفاق أو الوثيقة بعنوان" مقترح الحل السياسي لانهاء الحرب وتأسيس الدولة السودانية".
المشروع جاء بتدخل خارجي وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية والإمارات ودول أخرى، وهو عبارة عن تسوية تتضمن شراكة جديدة في الحكم لمدة عشر سنوات بين الجيش والدعم السريع، وتكوين جيش من القوات المسلحة والدعم السريع والحركات المسلحة، بدلا من الترتيبات الأمنية لحل الدعم السريع ومليشيات المؤتمر الوطني وجيوش الحركات وقيام الجيش القومي المهني الموحد. مما يعيد إنتاج الأزمة والحرب من جديد.
كما أن المشروع لايشير للمحاسبة وتقديم مجرمي الحرب والجرائم ضد الانسانية للمحاكمات، بل يمنح المشروع الحصانة لقائدي الجيش والدعم السريع، اضافة للسماح لهما بالعمل السياسي في الانتخابات.
كما يمنح المشروع الحصانة للقادة الأربعة المختارين من الجيش والدعم السريع بعد إكمال مهمتهم واحالتهم للمعاش.
٤
كل ذلك يقود لخطر تقسيم البلاد، مما يتطلب وقف الحرب والتصدى لذلك الخطر الماثل كما حدث في فصل جنوب السودان، والخطر يبدأ بتصفية الثورة، وإعادة إنتاج السياسات الاقتصادية لليبرالية الجديدة في تخفيص العملة ورفع الدعم عن الوقود والكهرباء والتعليم والصحة والدواء. الخ، والتفريط في السيادة الوطنية، والاستمرار في نهب ثروات وأراضي البلاد ، وإعادة إنتاج الشراكة والتسوية التي تعيد إنتاج الحرب بشكل اوسع من السابق مما يفتح الطريق لتمزيق وحدة البلاد.

alsirbabo@yahoo.co.uk  

مقالات مشابهة

  • دبلوماسي أمريكي يوضّح المانع الأساسي أمام إعلان المجاعة في السودان
  • بينهم 7 ملايين هربوا بعد الحرب.. أكثر من 10 ملايين نازح داخل السودان
  • السودان.. لماذا أفرجت قوات الدعم السريع عن مئات الأسرى؟
  • الأمم المتحدة تعبر عن استيائها من الهجوم على مستشفى بالسودان
  • السودان: حكم بإعدام «شرطي» بتهمة الانضمام لـ«الدعم السريع»
  • متى يعتدل الكيزان ويتأدبون مع الله وخلقه؟
  • محمد وداعة يكتب: امريكا .. تهدد (1)
  • وقف الحرب والتصدى لخطر التقسيم
  • السودان: عسكرية الحرب ومدنية الحل
  • هل يَعِي (التقدميون) خطورةَ ما يفعلون؟