صحيفة أميركية تكشف عن 3 نقاط ضعف أساسية لدى الجيش الأوكراني
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
لفت تقرير لصحيفة نيويورك تايمز إلى أن الجيش الأوكراني، الذي يواجه الغزو الروسي منذ أكثر من سنتين، يعاني من ثلاث نقاط ضعف رئيسية، أمام السعي المتواصل لروسيا لإلحاق الضرر به وتحقيق التقدم ميدانيا.
ومع تدفق عدد قليل من الإمدادات العسكرية الحيوية إلى أوكرانيا من الولايات المتحدة منذ عدة أشهر، يضطر القادة الأوكرانيون إلى اتخاذ خيارات صعبة بشأن مكان نشر الموارد المحدودة مع تزايد الخسائر في صفوف المدنيين يوميا.
وهناك مشروع قانون أميركي مرتقب يخصص 60 مليار دولار من المساعدات العسكرية وغيرها من المساعدات قد يتم التصويت عليه في مجلس النواب هذا الأسبوع
وحتى قبل تراجع المساعدات الأميركية كان هناك إجماع بين القادة الأوكرانيين والمحللين العسكريين على أن الحرب قد تستمر وأن المرحلة القادمة ستكون أصعب.
وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، حذّر -مرة أخرى- - الاثنين من أن تأخر المساعدة الأميركية سيؤدي إلى تفاقم التحديات على الجبهة، وقال إن أحدث المعلومات من المخابرات الأوكرانية تشير إلى أن الكرملين يستعد لنوع من الهجوم الكبير في أواخر الربيع أو أوائل الصيف المقبل.
وبحسب تقرير "نيويورك تايمز"، فإن كييف تواجه ثلاثة نقاط ضعف تشكل معضلات واضحة منذ أشهر وهي: نقص الذخيرة، ونقص القوات المدربة تدريبا جيدا، وتضاؤل الدفاعات الجوية.
نقص الذخيرةفي شهادته أمام الكونغرس الأسبوع الماضي، قدم الجنرال كريستوفر كافولي، القائد العسكري الأميركي الأعلى في أوروبا، تقييماً صريحاً للنقص الحاد في الذخيرة في أوكرانيا.
وخلال كلمته قال كافولي: "إذا تمكن أحد الطرفين من إطلاق النار ولم يتمكن الجانب الآخر من الرد، فإن الجانب الذي لا يستطيع الرد هو الخاسر".
وقال إن الولايات المتحدة زودت أوكرانيا بالجزء الأكبر من ذخائرها المدفعية، وتستعد روسيا لأن تتمكن قريباً من إطلاق 10 قذائف مقابل كل قذيفة أوكرانية.
وقال في شهادته "إذا لم نواصل دعم أوكرانيا، فقد تخسر هذه الحرب"، وحث المشرعين على الموافقة على حزمة مساعدات جديدة.
Shortages of ammunition, soldiers and air defense add up to a dire situation for Ukraine in the third year of the war, presenting commanders with near impossible choices on how to deploy limited resources. https://t.co/sM5ckCD1MF
— New York Times World (@nytimesworld) April 16, 2024وبينما غيرت الطائرات بدون طيار مجرى الحرب بشكل كبير، وغالباً ما حولت أي محاولة روسية لعبور الأراضي الأوكرانية المفتوحة إلى مهمة انتحارية، "إلا أن لها حدوداً" وفق الصحيفة الأميركية.
وقال فيكتور نزاروف، مستشار الجنرال الأوكراني السابق فاليري زالوزني: "يمكن للطائرات بدون طيار تدمير المعدات العسكرية والدبابات بشكل فعال، لكن لا يمكنها تدمير خطوط العدو".
وتابع أنه عندما يتمتع الأعداء بميزة في ما يتعلق بالقذائف، فيمكنهم الهجوم، وتحقيق التقدم.
ومنذ سقوط أفديفكا في وقت سابق من هذا العام، لم تستول روسيا إلا على مساحات صغيرة "بتكلفة كبيرة ودون تحقيق اختراق عملياتي كبير".
لكن مسؤولين أوكرانيين قالوا إنه بعد تجديد ترسانتها بمساعدة كوريا الشمالية وإيران، تستغل روسيا فترة الطقس الدافئ والجاف لشن هجمات بعشرات الدبابات والمركبات القتالية في الأيام الأخيرة.
ويأمل القادة الأوكرانيون أن تبدأ قريباً مبادرات عديدة من قبل الحلفاء الأوروبيين لتأمين مئات الآلاف من قذائف المدفعية لسد حاجتهم الملحة.
والثلاثاء، أعلن رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا أنّ عشرين دولة تعهّدت في إطار مبادرة أطلقتها بلاده أن تشتري من خارج أوروبا نصف مليون قذيفة مدفعية لتقديمها هبة لأوكرانيا.
وأطلقت جمهورية التشيك حملة تبرعات دولية تهدف إلى شراء ذخيرة للجيش الأوكراني لدعمه في التصدّي للغزو الروسي لأراضيه.
وكانت دول الاتّحاد الأوروبي تعهّدت تزويد كييف مليون قذيفة قبل نهاية مارس الماضي، وفق وكالة فرانس برس، لكنّها لم تتمكّن من الوفاء بوعدها هذا بسبب عدم قدرة المصانع الأوروبية على إنتاج هذه الكمية خلال هذه الفترة الزمنية.
لكنّ براغ أكّدت أنّها وجدت في أسواق خارج القارة العجوز ما مجموعه 800 ألف قذيفة متاحة للشراء.
وخلال زيارة إلى واشنطن الثلاثاء، قال فيالا "أنا سعيد لأنّه حتى الآن انضمّت حوالي عشرين دولة إلى مبادرتنا، من كندا إلى بولندا، بما في ذلك ألمانيا وهولندا".
وكان زيلينسكي قال السبت إن حوالي 500 شركة صناعة دفاعية تعمل في أوكرانيا، وتوظف ما يقرب من 300 ألف شخص لإنتاج القذائف ومدافع الهاون والمركبات المدرعة والأسلحة المضادة للدبابات وأنظمة الحرب الإلكترونية والطائرات بدون طيار والذخائر الأخرى.
لكن المصانع تحتاج إلى الطاقة، بينما وزير الطاقة الأوكراني، هيرمان هالوشينكو، إن الهجمات على البنية التحتية للطاقة منذ أواخر مارس كانت الأكثر كثافة في الحرب، حتى أكثر اتساعاً من حملة القصف في شتاء 2022-2023 التي كادت أن تؤدي إلى انهيار الشبكة.
نقص التعدادقال قائد القوات الأوكرانية في الشرق، الجنرال يوري سودول، الأسبوع الماضي إن فرقة مكونة من ثمانية إلى 10 جنود مكلفة عادة بالدفاع عن 100 متر من الأرض، لكن أوكرانيا لا يمكنها دائما تشكيل فرق كاملة.
وقال: "إذا كان هناك جنديان فقط، فيمكنهما الدفاع عن مسافة 20 متراً من الجبهة.. على الفور يطرح السؤال: من سيغطي الـ 80 مترا المتبقية؟".
وقد أقر البرلمان الأوكراني مؤخراً قوانين تهدف إلى تجديد قواته، لكن العملية استغرقت أشهراً، ولا تزال هناك تحديات كثيرة فيما يتعلق بالتجنيد.
وفي محاولة لتلبية الاحتياجات الفورية، قالت القيادة الأوكرانية إنها ستقوم بتناوب "الآلاف" من الجنود الموجودين حاليًا في الخطوط الخلفية للمواقع القتالية.
هذا يخلق مشكلة أخرى: ضمان حصول الجنود المنتشرين على الجبهة على التدريب المناسب.
ضعف الدفاعات الجويةقال معهد دراسة الحرب، في تقرير خاص عن الحملة الجوية، إن القادة واجهوا خيارات صعبة في كيفية نشر الدفاعات الجوية.
وأضاف أن الأنظمة التي يمكنها اعتراض الصواريخ الروسية التي تستهدف المدن والبنية التحتية الأوكرانية هي نفس الأنظمة اللازمة لمنع القاذفات الروسية من إسقاط القنابل الانزلاقية.
وقال المعهد "إن الروس يستغلون انسحاب أنظمة الدفاع الجوي من الخطوط الأمامية لتحقيق مكاسب بطيئة ولكن ثابتة على الأرض".
وسمحت الدفاعات الجوية الأوكرانية المتدهورة لروسيا بتحقيق مزيد من النجاح في استهداف البنية التحتية الحيوية، والتي قال المعهد إنها قد تكون لها "تأثيرات متتالية" على قدرة أوكرانيا على بناء إنتاجها المحلي من الأسلحة.
وقد سعت أوكرانيا إلى مواجهة التهديد الروسي من خلال مهاجمة المطارات الروسية والبنية التحتية الحيوية في سلسلة من الضربات بعيدة المدى بطائرات بدون طيار، لكن المسؤولين في كييف يرون أنه في غياب أنظمة الدفاع الجوي الغربية المتطورة، فإنهم لن يتمكنوا من صد الروس.
وتأمل كييف أن يحلق الطيارون الأوكرانيون الذين يتدربون حاليًا على الطائرات المقاتلة من طراز F-16 في السماء فوق أوكرانيا بحلول الصيف، ما يضيف طبقة دفاع أخرى مطلوبة بشدة.
ولكن مع استمرار الشكوك حول المساعدة الأميركية، بذل وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا جهودا مكثفة لتأمين بطاريات باتريوت للدفاع الجوي الموجودة حاليا في أوروبا.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الدفاعات الجویة بدون طیار
إقرأ أيضاً:
"لا تكونوا دروعًا بشرية".. الجيش الإيراني يوجه رسالة للإسرائيليين
الرؤية- غرفة الأخبار
طلبت القوات المسلحة الإيرانية من سكان إسرائيل عدم البقاء بالقرب من "المناطق الحيوية" حفاظًا على سلامتهم؛ وذلك في بيان مصور نشره التلفزيون الرسمي اليوم الأحد بالتزامن مع إطلاق إيران دفعة جديدة من الصواريخ باتجاه إسرائيل.
وقال متحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية "لدينا قاعدة بيانات بالمناطق الحيوية والمهمة في الأراضي المحتلة (إسرائيل)، ونناشدكم ألا تسمحوا للنظام الوحشي باستخدامكم دروعًا بشرية. لا تقيموا أو تسافروا بالقرب من هذه المناطق الحيوية".
وبدأت إيران شن موجة صاروخية باليستية ليلية تستهدف مدن وبلدات الاحتلال، وتحديدًا في تل أبيب وحيفا، وأظهرت مشاهد حية سقوط عدد كبير منها على المدن الإسرائيلية، فيما يحاول جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتراضها.
وتتبادل إسرائيل وإيران الهجمات منذ مساء أمس وحتى اليوم الأحد مما أدى لمقتل العشرات، وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الصراع يمكن أن ينتهي بسهولة، محذرا طهران من قصف أهداف أمريكية.
وقالت السلطات الإسرائيلية إن فرق الإنقاذ مشطت أنقاض مبان سكنية مدمرة في الغارات، بالاستعانة بالمصابيح والكلاب المدربة للبحث عن ناجين بعد مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص بينهم أطفال.
وقالت إيران إن ما لا يقل عن 138 شخصا قتلوا جراء الهجمات الإسرائيلية منذ يوم الجمعة، من بينهم 60 شخصا، نصفهم أطفال، سقطوا أمس السبت عندما دمر صاروخ مبنى سكنيا من 14 طابقا في طهران.
وأصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرا للإيرانيين الذين يعيشون بالقرب من منشآت الأسلحة يطالبهم بالإخلاء، بعدما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وترامب إن الهجمات لن تهدأ بل ستزداد كثافة.
وقال مسؤول إن إسرائيل لا يزال لديها قائمة طويلة من الأهداف في إيران، وأحجم عن تحديد إلى متى ستستمر الضربات.
وذكر أن الأهداف التي تم قصفها مساء أمس السبت شملت موقعين إيرانيين للوقود "مزدوجي الاستخدام" كانا يدعمان العمليات العسكرية والنووية.
وأشاد ترامب بالهجوم الإسرائيلي، نافيا في الوقت نفسه الاتهامات الإيرانية لواشنطن بالمشاركة فيه. وحذر طهران من توسيع نطاق ردها ليشمل المنشآت أو المصالح الأمريكية.
وقال ترامب في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي (تروث سوشيال) "إذا هاجمتنا إيران بأي شكل من الأشكال، فإنها ستواجه القوة والقدرة الكاملة للقوات المسلحة الأمريكية بمستويات لم تشهدها من قبل".
واستطرد قائلا "لكن بإمكاننا التوصل بسهولة إلى اتفاق بين طهران وإسرائيل، وإنهاء هذا الصراع الدموي".
وأجرت الولايات المتحدة مفاوضات مع إيران في محاولة لإلزامها بتقليص برنامجها النووي، الذي تقول طهران إنه مدني تماما، لكن إسرائيل تراه تهديدا لوجودها بسبب إمكانية استخدامه لصنع الأسلحة.
ولم يقدم ترامب تفاصيل حول أي اتفاق محتمل.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن الهجمات الإسرائيلية هدفها إفشال تلك المفاوضات التي كان من المقرر أن تستأنف في عُمان اليوم الأحد لكنها أُلغيت. وأضاف أن الهجمات الإسرائيلية حظيت بدعم الولايات المتحدة، وأن إيران لم تتحرك إلا دفاعا عن النفس.
وتقول إسرائيل، التي لم توقع على معاهدة حظر الانتشار النووي العالمية ويعتقد على نطاق واسع أنها تمتلك أسلحة نووية، إنها تهدف إلى منع إيران من تطوير مثل هذه الأسلحة إلى جانب القضاء على قدراتها في مجال الصواريخ الباليستية.
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الخميس أن طهران لا تمتثل لالتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي.
وأقر مسؤولون إسرائيليون بأن من المستبعد أن تسفر الضربات عن وقف البرنامج تماما، لكنهم عبروا عن أملهم في أن تؤدي إلى اتفاق شامل بين الولايات المتحدة وإيران.
وقالت إيران إن مستودع النفط في شهران بالعاصمة استُهدف في هجوم إسرائيلي لكن الوضع تحت السيطرة، وأفادت وكالة تسنيم للأنباء اليوم الأحد بأن حريقا اندلع بعد هجوم إسرائيلي على مصفاة للنفط قرب العاصمة وأن الغارات الإسرائيلية استهدفت أيضا مبنى وزارة الدفاع في طهران، مما أدى إلى وقوع أضرار طفيفة.
وذكرت الوكالة أيضا أن شخصين متهمين بالانتماء لجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) تم اعتقالهما في إقليم البرز.
وبدأت الموجة الأحدث من الهجمات الإيرانية على إسرائيل بعد الساعة 11 مساء أمس السبت بقليل (2000 بتوقيت جرينتش)، عندما دوت صفارات الإنذار في القدس وحيفا ليهرب نحو مليون شخص إلى الملاجئ.
وفي حوالي الساعة 2:30 صباحا بالتوقيت المحلي (2330 بتوقيت جرينتش أمس السبت)، حذر الجيش الإسرائيلي من إطلاق وابل جديد من الصواريخ من إيران، وحث السكان على البحث عن ملاجئ. وتردد دوي الانفجارات في تل أبيب والقدس مع إطلاق صواريخ لاعتراض الوابل الجديد.
وقالت جماعة الحوثي، التي تسيطر على مساحات واسعة من اليمن، إنها أطلقت صواريخ باليستية على يافا بالقرب من تل أبيب، في أول مرة تنضم فيها جماعة متحالفة مع إيران إلى التصعيد.
وفي السابق، كان بوسع إيران أن تتوقع دعما عسكريا من الجماعات المتحالفة معها في غزة ولبنان والعراق.
لكن الحرب المستمرة منذ 20 شهرا في غزة والأعمال القتالية في لبنان العام الماضي أضعفت أقوى حليفين لطهران، وهما حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة وجماعة حزب الله في لبنان، مما قلص خيارات الرد المتاحة أمام إيران.
وقال المسؤول العسكري الإسرائيلي إن إسرائيل استهدفت القائد العسكري لجماعة الحوثي خلال الليل.