حياتنا قطعة من الجحيم.. سودانيون: فخ الحرب يحاصرنا
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
نشرت صحيفة التايمز البريطانية تقريرا عن مآسي الحرب التي تدور رحاها في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، وذلك عبر قصة أحد السودانيين المكتوين بنار الحرب.
وجاء في التقرير أن الحرب هناك أحالت المدارس إلى مقابر، في حين تنبش العائلات الأنقاض بحثا عن طعام يقيم أودهم، وتتقاتل القوى المتخاصمة في صراع ينذر بتقطيع أوصال البلاد وتدمير حياة الناس.
وروى كاتب التقرير أحمد علي كيف أنه هو وعائلته ينامون كل ليلة، ولا يدرون أنها ربما تكون آخر مرة يغمضون فيها أعينهم عن العالم.
وقال إنه هو وعائلته الكبيرة المكونة من 16 فردا، هم زوجته وأطفاله الستة ووالدته وشقيقاته وعائلاتهم، يعيشون في رعب في بيت واحد منذ اندلاع الحرب في نهاية شهر رمضان العام الماضي.
وأضاف أنهم عندما حبسوا أنفسهم داخل البيت كانوا يظنون أن الحرب قد تضع أوزارها خلال يوم، أو أسبوعين أو ربما بعد شهر في أسوأ الأحوال.
وتابع "في كل ليلة طوال العام المنصرم، كنا نضطر إلى الخلود إلى النوم على دوي المدافع. وعندما نستيقظ، نصلي شكرا لله لأننا عشنا لنرى يوما آخر، ونتضرع إليه لكي يبشرنا بالهدوء والسلام وحياة جديدة مستقرة".
"ولكن صلواتنا وتوسلاتنا القلبية كل يوم يقطعها أزيز الرصاص في منطقة تسيطر عليها قوات الدعم السريع، أو صوت طائرة عسكرية يشير إلى غارة جوية وشيكة. ولا يمكن لأي من الطرفين أن يدعي أنهم هم الرجال الأخيار".
وقال علي في تقريره إن شارع منزلهم، الذي كان يوما ينبض حيوية ويعج بالأطفال فوق دراجاتهم الهوائية ويلعبون كرة القدم، أضحى خاليا بشكل مخيف، كما لو أن إعصارا يُتوقع هبوبه.
وأردف قائلا إن عمته تعيش في الجانب الآخر من العاصمة الخرطوم، ولم يسمعوا أخبارا عنها منذ أكثر من شهرين، ولا يعرفون ماذا حدث لها.
الأخبار الوحيدة التي نسمعها -يواصل كاتب التقرير- تقطع نياط القلب، وتتحدث عن دمار وذبح واغتصاب وسلب ونهب، فالحرب "دمرت مدارسنا ومستشفياتنا ومساجدنا وجامعاتنا، وشردت ملايين السودانيين. والله وحده يعلم عدد الآلاف الذين ماتوا".
وذكر علي كيف أن القوات تأمرهم بدفن موتاهم في الساحات ويمنعونهم من الذهاب إلى المقابر لمواراتهم الثرى، بل إن المدرسة التي يدرس فيها أطفاله في الحي الذي يسكنون فيه تحولت إلى مقبرة. وقال إنه ساعد في حفر العديد من القبور لدفن أطفال وأمهاتهم وآبائهم.
ومضى إلى القول إنهم يقضون أيامهم بحثا عما يكفي من طعام وماء للبقاء على قيد الحياة في ظل انقطاع التيار الكهربائي والاتصالات، مضيفا أنه فقد كل مدخراته التي ظل يجمعها طوال سنوات من العمل، حتى إنه لم يعد لديه المال الكافي للرحيل.
وتحذر منظمات الإغاثة من أن ملايين السودانيين معرضون لخطر المجاعة، "فهل سنصبح واحدا من هؤلاء؟" يتساءل علي في تقريره.
ويجد الكاتب صعوبة -كما يقول- في تقبل احتمال أن تسوء الأمور أكثر، قائلا إنه لا يتوقع عودة الحياة إلى طبيعتها، معربا عن اعتقاده أن "السودان أصبح ساحة حرب بالوكالة لإيران والإمارات اللتين ترسلان الأسلحة إلى طرفي القتال"، على حد قوله، وأنه لا يرى رغبة لدى المتصارعين في وقف الحرب حتى لو كان الثمن هلاك البلاد والعباد، بحسب تعبيره.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
مكالمة إيجابية بين ترامب وبوتين.. إجراءات فورية تهدف لوقف الحرب
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين، أنه أجرى مكالمة إيجابية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، تتعلق بوقف الحرب في أوكرانيا.
وقال ترامب إن روسيا وأوكرانيا ستبدآن "فورًا" مفاوضات لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب الدائرة بينهما، ووصف اتصاله الهاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه "رائع".
وقال ترامب: "أنهيت للتور اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استغرق ساعتين، وواثق أنه جرى بشكل جيد للغاية".
وأضاف: "ستبدأ روسيا وأوكرانيا على الفور مفاوضات لوقف إطلاق النار والأهم من ذلك لإنهاء الحرب".
وأردف: "كانت نبرة وروح المحادثة رائعة، ولو لم تكن كذلك كنت ذكرت ذلك الآن وليس لاحقًا".
وبين أن روسيا ترغب في الدخول في تجارة واسعة النطاق مع الولايات المتحدة بمجرد انتهاء "حمام الدم الكارثي هذا"، مؤكدا أنه متفق مع هذا التوجه.
بدوره، قال بوتين إن موسكو مستعدة للعمل مع كييف على "مذكرة تفاهم" بشأن "اتفاقية سلام محتملة" بين البلدين، بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء غزو قوات الكرملين لأوكرانيا.
وقال بوتين إن المباحثات مع أوكرانيا تسير "في الاتجاه الصحيح" بعد محادثات مباشرة جرت الجمعة في إسطنبول هي الأولى بين الأوكرانيين والروس منذ ربيع العام 2022.
وأضاف عقب مكالمته مع ترامب "روسيا ستقترح مذكرة تفاهم وهي مستعدة للعمل مع الجانب الأوكراني بشأن اتفاقية سلام محتملة".
وأوضح أن من شأن الوثيقة أن تحدد "أسس التسوية وتوقيت اتفاقية سلام محتملة وغيرها بما يشمل وقف إطلاق نار لفترة معينة في حال التوصل إلى اتفاقات مناسبة".