بوابة الوفد:
2025-12-13@09:15:46 GMT

إغاثة السودان ضرورة عربية

تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT

توجعنا مشاهد الخراب والكوارث فى العالم العربي، إذ لا نغادر هما فى بلد ما حتى نجد أقسى منه فى مكان آخر، وهو ما يُحفزنا دائما أن نُفكر ونتدبر فيما يجب فعله.

ولاشك أن المشهد السودانى بما يستعر داخله من صراع دامٍ، وتتوالى فيه من مآسٍ قاسية، جدير بالالتفات والاهتمام من كل عربى بشكل عام، وكل مصرى بشكل خاص. ذلك أن السودان كان على مدى أكثر من قرن كامل إقليما جنوبيا للوطن نفسه فى ظل مملكة مصر والسودان.

كما كان وما زال رافدا من روافد أمن البلاد المائى والحياتي، وهو ما جعل مصطفى النحاس زعيم الوفد يقول يوما ما مقولته الشهيرة «تقطع يدى ولا تفصل السودان عن مصر»، وهى مقولة لم تكن تعنى ما حاول البعض بسوء نية تصويره باعتباره نوعا من الهيمنة المصرية على السودان، بقدر ما هو ارتباط المصير واتصال التكامل والمحبة بين البلدين والشعبين.

وأتذكر أننى كتبت قبل عام بالتمام، وربما فى المكان ذاته، مقالا بعنوان «فى الصراع السودانى.. الكل مغلوب» مؤكدا أن الحرب الدائرة لا يُمكن أن تؤدى إلى أى نتائج طيبة، وأن القتال لا يحسم صراعا مثل هذا. وأتذكر أيضا أننى قلت إن الواجب على كافة الأطراف مد يد السلام والسعى للتهدئة واستعادة الاستقرار مرة أخرى فى هذا البلد العربى الشقيق، خاصة أن الصراعات الأهلية سبق وقادت السودان فى سنة 2011 إلى مصير مؤلم وهو الانفصال إلى دولتين مستقلتين، تعانى كلتاهما من تحديات اقتصادية عصيبة وأوضاع قاسية.

وإذا كانت الفوضى الآن هى عنوان الصراع الدائر، فإننا يجب أن نتذكر جيدا أن مصر أدت منذ البداية دورا عظيما، وسعت إلى التوسط لإنهاء القتال، ونبذ الحرب الدائرة، وتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة، وفتحت -رغم ظروفها الاقتصادية الصعبة- أبوابها للأشقاء السودانيين دون قيود وحواجز، ضاربة المثل والقدوة فى دعم الأشقاء.

ورغم ذلك، فإن الأوضاع اليوم تزداد سوءا بصورة مخيفة، وهو ما يدفع مؤسسات الإغاثة الدولية إلى إطلاق مبادرات ودعوات لضرورة إنقاذ السودان من كارثة المجاعة التى قد تودى بمئات الآلاف من البشر نتيجة سوء التغذية.

فمن المعروف أن عدد سكان السودان يبلغ نحو 51 مليون نسمة، وأن هناك أكثر من 24 مليونا منهم يعانون من نقص الغذاء وضعف الرعاية الصحية نتيجة الحرب الأهلية، ولا شك أن ذلك يتطلب جهودا عربية قوية للضغط على الأطراف المتصارعة لوقف القتال، وتأمين إغاثة المدنيين، فى ظل تجاهل دولى غريب، لما يحدث.

صحيح أن الظروف صعبة والمشاهد موجعة فى فلسطين المحتلة منذ أطلقت إسرائيل حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، وصحيح أن ذلك يتطلب جهودا دبلوماسية مكثفة لوقف العدوان، لكن ذلك لا يعنى أبدا أن ننسى الحرب الدائرة فى السودان، لذا فإنه من الضرورى أن ينتبه العالم العربى كله إلى ضرورة السعى لفرض السلام، والتكاتف لدعم الاستقرار وتأمين سبل الحياة فى السودان، والاصطفاف خلف مصر فى إغاثة الأشقاء السودانيين.

وسلامٌ على الأمة المصرية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: إغاثة السودان ضرورة عربية العالم العربي مكان آخر

إقرأ أيضاً:

اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. والسودان في قلب الكارثة

اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. والسودان في قلب الكارثة

صفاء الزين

يوافق العاشر من ديسمبر اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وفي المقابل يواجه السودان واحدة من أعنف الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث، ففيه أكثر من 12 مليون نازح ولاجئ وفق تقارير الأمم المتحدة ومنسقية الشؤون الإنسانية (OCHA) خلال ديسمبر 2025م، وما يزيد عن 25 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات عاجلة، وأكثر من 30 ألف قتيل موثق، بينما تبقى أعداد غير معروفة تحت الأنقاض وفي المناطق المعزولة.

الحرب التي اندلعت منذ أبريل 2023م ما زالت تمزّق كل شيء، فالحقوق الأساسية تلاشت بالكامل. الحق في الحياة تحوّل إلى رفاهية بعيدة، قذائف تتساقط فوق الأحياء السكنية، والمدفعية تضرب المستشفيات، والأسواق تتعرض للقصف وسط اكتظاظ المدنيين. الحق في الغذاء يوشك على الانهيار التام، خمسة ملايين سوداني يقفون على حافة مجاعة كارثية تمتد إلى 12 ولاية، والمجاعة أُعلنت رسميًا في أغسطس الماضي.

مع امتداد الحرب اتسعت دائرة العنف في مناطق متعددة، وبات المدنيون يواجهون ضغوطًا وانتهاكات متنوعة ترتبط بطبيعة الاشتباكات واتساع نطاقها، وتشير تقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان إلى أن حجم الوقائع في الميدان أكبر من الأرقام المتاحة، فكثير من الحالات لا يجري توثيقها نتيجة غياب الأمان وصعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة.

كما أدى استخدام الطيران الحربي في عدد من الجبهات إلى توسيع نطاق الخسائر وسط المدنيين، القصف الجوي طال مناطق مكتظة بالسكان، وتسبب في تدمير واسع للبنية التحتية الأساسية، من طرق ومرافق خدمية ومستشفيات، وتؤكد تقارير الأمم المتحدة أن استمرار الضربات الجوية يزيد من تعقيد الوضع الإنساني، ويعرقل عمليات الإجلاء والإغاثة، ويضاعف من معاناة الأسر المحاصرة بين خطوط القتال.

وقد ظل الأطفال في دائرة الخطر المباشر، لأن أكثر من 19 مليون خارج المدارس، وآلاف جُنّدوا قسرًا في صفوف المتقاتلين، والمئات سقطوا ضحايا للألغام والعبوات الناسف، أما كبار السن وذوو الإعاقة يعيشون وحدهم خلف خطوط النار بلا دواء ولا غذاء.

كما أن المشهد الصحي ينهار لأن المستشفيات تحولت إلى أطلال، والصيدليات فارغة، والمياه النظيفة حلم بعيد في معسكرات النزوح التي تضم أكثر من ستة ملايين شخص.

اليوم العالمي لحقوق الإنسان هذا العام يحمل صيحة واضحة، صيحة في وجه صمت المجتمع الدولي الذي يكتفي بتصريحات لا تغيّر واقعًا يزداد قسوة، وصيحة في وجه كل من يضع “الاستقرار السياسي” فوق حياة الملايين، إن حماية المدنيين واجب قانوني وأخلاقي يحتاج تطبيقًا فوريًا، لا بيانات إدانة مؤجلة.

كما أن احترام حقوق الإنسان في السودان يشكّل الطريق الوحيد للخروج من الحرب، فأي حديث عن المستقبل بلا معنى إذا لم تُحمَ الأرواح اليوم، وإذا لم تُصن الكرامة في هذه اللحظة بالذات.

السودان ليس خبرًا عابرًا في نشرة، لكنه اختبار حقيقي لضمير العالم، النجاح في هذا الاختبار يمنح الملايين فرصة للحياة، والتقاعس يسجّل البشرية كشاهد صامت على واحدة من أفظع المآسي في القرن الحادي والعشرين.

????: [email protected]

الوسومالأمم المتحدة السودان المجتمع الدولي اليوم العالمي لحقوق الإنسان حرب 15 ابريل 2023م صفاء الزين منسقية الشؤون الإنسانية

مقالات مشابهة

  • محنة التعريفات الجزئية الملتبسة..
  • ضرورة الحل الشامل للأزمة في السودان
  • السودان على مفترق طرق: حرب استنزاف أم مفاوضات جادة؟
  • غوتيريش: الأمم المتحدة ستلتقي طرفيّ حرب السودان
  • حوار مع صديقي المصري عاشق السودان
  • الإمارات: الحرب في السودان بلا منتصر والإغاثة يجب أن تتدفق دون عوائق
  • علي فوزي يكتب.. السودان بين الصراع والبحث عن قائدٍ وطني
  • اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. والسودان في قلب الكارثة
  • مشعل: استكمال المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار بغزة ضرورة قبل الانتقال إلى الثانية
  • تناسل الحروب