#سواليف

فقدت الساحة الغنائية السودانية أحد أبرز وجوهها الشابة، مع #وفاة #الفنان #محمد_فيصل_الجزار، الذي وافته المنية فجأة في مقر إقامته بمدينة القضارف شرق السودان.

توفي محمد الجزار صباح الأربعاء، وشُيّع جثمانه إلى مثواه الأخير في ذات اليوم، وسط أجواء مشحونة بالحزن والأسى. خيّم الصمت على منصات التواصل الاجتماعي، التي تحولت إلى مجالس عزاء افتراضية، عبّر فيها محبوه وزملاؤه عن ألم الفقد، مؤكدين مكانته بين أبرز فناني التجديد الموسيقي في السودان.

امتلك الجزار نبرة صوتية فريدة، وابتعد منذ بداياته عن محاكاة مدرستي الفنان محمود عبد العزيز والفنان جمال فرفور، اللتين أثرتا في معظم مجايليه. ونجح في بلورة أسلوب خاص به، بفضل تعاونه اللافت مع الموزع الموسيقي المعروف “طريف”، حيث شكّلا ثنائية أثّرت في تطوير شكل الأغنية السودانية الحديثة، عبر تجديد الألحان واعتماد توزيعات موسيقية مبتكرة.

مقالات ذات صلة رحيل “فهد” السينما السورية الفنان أديب قدورة 2025/05/15

موسيقى عصرية وقاعدة شبابية واسعة
تمكّن خلال فترة وجيزة من تكوين قاعدة جماهيرية عريضة بين الشباب، بفضل موسيقاه الحديثة ذات الروح الرومانسية، الممزوجة بعناصر شرقية وغربية منحتها طابعًا خاصًا.

الناقد الفني أيمن كمون أشار إلى أن الجزار برز مطلع الألفية، ضمن جيل موسيقي جديد ضمّ أسماء مثل مجاهد عثمان، منتصر هلالية، وأمير. ولفت إلى أن الجزار كان من أوائل من اعتمدوا على توظيف التكنولوجيا في الموسيقى، ما أسهم في تطوير بنيتها وتوسيع آفاقها، إلى جانب تميّزه كمغنٍّ وملحنٍ وموزعٍ موسيقي. كما نسج علاقات فنية ناجحة مع شعراء وفنانين بارزين، من بينهم الشاعر محمود الجيلي، والموسيقية سامية الهندي.

شراكات غنائية بارزة وأعمال ناجحة
خلّف الجزار سجلًّا زاخرًا من الأغنيات التي لاقت انتشارًا واسعًا، خاصة تلك التي جمعته بفنانات مثل أفراح عصام، نسرين هندي، وسامية الهندي. غير أن تعاونه الأهم كان مع الفنان حسين الصادق، الذي دعمه في البدايات وساعده على صقل أسلوبه بعيدًا عن تأثير شقيقه الفنان أحمد الصادق، بحسب تصريحات كمون.

تجربة عابرة للحدود وأغنية هجينة
امتدت التجربة الفنية للجزار إلى خارج السودان، من أبرزها تعاونه مع الفنانة الإثيوبية حليمة، حيث جمع بين المقامات العربية والسُلَّم الخماسي، ما جعله يُلقَّب بين بعض النقاد بـ”الموسيقي المتمرّد”.

ومن أشهر أعماله ذات الطابع المختلف: “من الألاسكا والحلا”، و”إن شاء الله يضوي ليك”، و”يا مارّة بي بابنا”، و”ملك الطيور”، و”يازول كتلتني كتل”، و”أسمر جميل”، وهي إعادة توزيع حديثة لأغنية الفنان السوداني الكبير إبراهيم الكاشف.

المديح النبوي بروح معاصرة
إلى جانب الأغنية العاطفية، قدّم الجزار أعمالًا مدائحية بروح جديدة، أبرزها “مكاشفي القوم”، التي وجدت انتشارًا واسعًا في أوساط المستمعين داخل السودان وخارجه، لما تحمله من طرح فني معاصر لمضامين روحانية.

نال الجزار احترامًا كبيرًا من كبار الفنانين، ومنهم الراحل محمود عبد العزيز، الذي اختاره للمشاركة في برنامجه “مع محمود” على قناة الشروق. وتميّز بسلوك فني بعيد عن الاصطدامات، مركزًا جهده بالكامل على تطوير مشروعه الفني.

كما كان صوتًا مألوفًا في الإعلانات التجارية، خاصة لصالح شركات الاتصالات الكبرى في السودان، مما عزز حضوره الجماهيري ورسّخ مكانته في الذاكرة العامة.

وُلد الجزار في العاصمة السودانية الخرطوم، وانتقل لاحقًا إلى القاهرة لدراسة التوزيع الموسيقي وهندسة الصوت، وهو ما منح أعماله عمقًا تقنيًّا واحترافية عالية. ومنذ مطلع الألفية، قدّم مجموعة من الأغنيات المتميزة، مثل: “يا غريب الله معاك”، و”أشوفك”، و”أرحل”، و”السويتو أنت”، و”طار الكلام”، و”ناديت عليك”، و”كان بدري عليك”.

وتعاون مع عدد من نجوم الأغنية السودانية، من أبرزهم طه سليمان، ومعتز صباحي، وأحمد وحسين الصادق.

خارج نطاق الفن، كان محمد الجزار مشجعًا معروفًا لنادي الهلال السوداني، وارتبط لقب “الجزار” به منذ الطفولة، بسبب قوته البدنية في ملاعب كرة القدم، وليس كاسم فني كما يعتقد البعض.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف وفاة الفنان محمد فيصل الجزار

إقرأ أيضاً:

السيادة السوداني يوافق على هدنة إنسانية في الفاشر لمدة أسبوع

قال مجلس السيادة في السودان إن رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان وافق على هدنة إنسانية لمدة أسبوع في مدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور التي تحاصرها قوات الدعم السريع منذ نحو عامين.

وجاءت هذه الخطوة خلال اتصال هاتفي بين البرهان والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، دعا فيه المسؤول الأممي إلى هدنة إنسانية لتسهيل وصول الإغاثة لآلاف المحاصرين، ورحب بتعيين رئيس وزراء في السودان، مؤكدا دعمه جهود إكمال الانتقال المدني في البلاد.

وميدانيا، قالت مصادر محلية للجزيرة إن 20 مدنيا على الأقل قتلوا في هجمات لقوات الدعم السريع على قرى جنوبي مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان بغرض نهب المحاصيل.

وبحسب المصادر، فإن الهجمات التي استهدفت قريتي "ألحقونا" و"لمينا" الواقعتين على بعد 40 كيلومترا جنوبي مدينة الأبيض، أسفرت عن سقوط عدد من الجرحى الذين نقلوا إلى الأبيض على الدواب.

ودانت قبيلتا الشنابلة والبديرية، في بيانٍ أمس، الهجوم على أبنائهما في القريتين، مؤكدتين أن الضحايا من المواطنين العزل.

وسيطرت قوات الدعم السريع، أخيرا، على مناطق الحمادي والدبيبات وكازقيل الواقعة جنوب مدينة الأبيض التي تخضع لسيطرة الجيش السوداني.

وكان تقرير رسمي قدمه السودان في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف كشف عن قتل وجرح واغتصاب وإخفاء واحتجاز قسري لمئات الآلاف من السودانيين منذ اندلاع الحرب يوم 15 أبريل/نيسان 2023.

وأشار إلى أن "مليشيا قوات الدعم السريع المتمردة ارتكبت الإبادة الجماعية والقتل خارج نطاق القانون في ولاية الجزيرة ومناطق الجنينة وأردمتا والجموعية والصالحة والأبيض والنهود والخوي ومعسكري زمزم وأبوشوك".

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا أودت بحياة أكثر من 20 ألف شخص، وتسببت في نزوح ولجوء نحو 15 مليون نسمة، وفقا للأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدرت دراسة أجرتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

إعلان

 

مقالات مشابهة

  • وفاة عم الفنان محمد كيلاني
  • قريبا.. لقاح الملاريا في كل الولايات السودانية
  • الزمالك يكشف حقيقة رحيل شيكابالا
  • ما تأثير العقوبات الأميركية الجديدة على الاقتصاد السوداني؟
  • بابكر سمرة وزير الداخلية في حكومة الأمل السودانية
  • الرئيس الجيبوتي يعتزم تفعيل دور إيغاد لحل الأزمة السودانية
  • رحيل مفاجئ لمعالج باريس سان جيرمان سيدريك دوبوي
  • صوت النيل.. ذكرى رحيل محرم فؤاد صاحب المسيرة الفنية الكبيرة
  • السيادة السوداني يوافق على هدنة إنسانية في الفاشر لمدة أسبوع
  • تحركات سعودية جادة لنفخ الروح في ملف الأزمة السودانية