الشورى العُماني يناقش مشروع قانون الإعلام والسياسة الإعلامية
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
يستضيف مجلس الشورى العُماني الاثنين المقبل الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام، حيث سيلقي بيان وزارة الإعلام خلال جلسة علنية، وذلك ضمن أعمال الجلسة الاعتيادية الثامنة لدور الانعقاد السنوي الأول من الفترة العاشرة (2023-2027). فيما سيعقد المجلس جلسته الاعتيادية السابعة الأحد المقبل لمناقشة «مشروع قانون الإعلام» المحال من الحكومة.
سيناقش بيان وزير الإعلام 12 محورًا رئيسًا، يركز الأول على الاستراتيجية والسياسة الإعلامية لسلطنة عُمان، فيما سيتطرق المحور الثاني للنتائج الفعلية لخطة التنمية الخمسية التاسعة (2016م - 2020م) والبرامج الاستراتيجية لخطة التنمية الخمسية العاشرة لوزارة الإعلام (2021م -2025م). وسيتناول المحور الثالث التشريعات والقوانين المنظمة لقطاع الإعلام في سلطنة عُمان، بينما سيركز المحور الرابع على جهود الوزارة في التدريب والتطوير الإعلامي، ويستعرض جهود وكالة الأنباء العُمانية ومواكبتها اليومية للفعاليات والأنشطة المحلية والأحداث الإقليمية والدولية.
وسيركز البيان على مناقشة الاستثمار في صناعة الإعلام والتحديات التي تواجهه، إضافة إلى الدراما العُمانية وجهود تطويرها، وإعلام المحافظات، والإعلام الخارجي، إلى جانب الحديث عن جهود التواصل الحكومي في تفعيل التواصل مع المؤسسات الحكومية، وستركز محاور البيان على مناقشة مستوى تفاعل الإعلام مع القضايا المجتمعية المختلفة، والتحديات التي تواجه قطاع الإعلام.
وستشهد جلسة المجلس الاعتيادية السابعة مناقشة «مشروع قانون الإعلام» الذي يعَد من التشريعات المهمة التي عكف المجلس على دراستها خلال الأشهر الماضية منذ إحالته من الحكومة مطلع العام الحالي؛ وذلك عملًا بأحكام المادة (٤٩) من قانون مجلس عُمان التي نصَّت على أن: «تحال مشروعات القوانين من مجلس الوزراء إلى مجلس الشورى الذي يجب عليه البت في المشروع بإقراره أو تعديله خلال ثلاثة أشهر على الأكثر من تاريخ الإحالة إليه، ثم إحالته إلى مجلس الدولة الذي يجب عليه البت فيه بإقراره أو تعديله خلال خمسة وأربعين يومًا على الأكثر من تاريخ الإحالة إليه.
فإذا اختلف المجلسان بشأن المشروع، يجوز لهما تشكيل لجنة مشتركة لبحث أوجه الاختلاف، وترفع اللجنة تقريرها إلى المجلسين لمناقشته في جلسة مشتركة برئاسة رئيس مجلس الدولة وبدعوة منه، ثم التصويت على المشروع في الجلسة ذاتها، وتصدر القرارات بالأغلبية المطلقة للأعضاء الحاضرين، وفي جميع الأحوال على رئيس مجلس الدولة رفع المشروع إلى السُّلطان مشفوعًا برأي المجلسين».
يأتي مشروع قانون الإعلام مواكبًا لأهداف رؤية «عُمان 2040» في تطوير منظومة التشريعات في سلطنة عُمان، لا سيما وأنَّ القانون المنظم للعمل الإعلامي في الفترة الحالية هو قانون المطبوعات والنشر الصادر في عام 1984م؛ لذا يأتي هذا المشروع ليرسم مسارًا جديدًا للعمل الإعلامي من خلال تحديد حقوق والتزامات الممارسين للمهنة، وتعزيز أهمية الرسالة الإعلامية في ظل المتغيرات التي فرضتها الثورة التكنولوجية وتقنيات الإعلام الجديد.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: وزارة محافظات قضايا تشريعات وزير الإعلام وزارة الإعلام استراتيجية مجلس الوزراء مشروع قانون الإعلام
إقرأ أيضاً:
المشروع القرآني .. درع اليمن الصلب في وجه مشروع الانحلال ومخططات الحرب الناعمة
في خضم العواصف الثقافية والاجتماعية التي تجتاح العالم العربي، برزت ظاهرة الهجوم على الهوية الإيمانية عبر وسائل ناعمة، لا تقل خطورة عن الاستهداف العسكري، والمعركة مع العدو اليوم أصبحت معركة تستهدف وعي الإنسان، وفطرته، وقيمه، وهويته، وفي هذا السياق، تتضح صورة مسارين متباينين في العالم العربي، مسار الانفتاح المنفلت، ومسار مشروع قرآني واعٍ مقاوم.
يمانيون / خاص
وفي خضم مؤامرات الهدم الثقافي والإيماني التي يشنها العدو الصهيوأمريكي على اليمن، ظهر المشروع القرآني بقيادة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله، كحصن صامد لا ينكسر، هذا المشروع تحول إلى خط دفاع استراتيجي عن الهوية الإيمانية اليمنية وعن قيم الأمة الإسلامية الأصيلة، في مواجهة موجات الحرب الناعمة التي تستهدف تفكيك المجتمع اليمني من الداخل أو الموجهة من الخارج،
مشروع الانحلال والترفيه السعودي
إلى جانب الحرب الناعمة التقليدية، يواجه المشروع القرآني محاولة جارة السوء ’’السعودية’’ ، تصدير الانحلال والترفية إلى اليمن والعالم العربي، من خلال محاولة فرض قيم مادية وفكر مستورد، وهو ما عملت عليه من خلال وسائل إعلامها ومنصاتها الثقافية، حيث تسعى إلى تحويل المجتمعات العربية إلى بيئة مستهلكة ومترفة، تشغل الشباب بالترف والانحلال الأخلاقي، وتبعدهم عن القيم القرآنية.
الترفيه السعودي المنفلت أداة العدو الصهيوأمريكي لتفكيك المجتمعات
الترفيه السعودي اليوم تجاوز حدود التسلية، ليصبح أداة لتصدير نمط حياة قائم على الانفلات والابتعاد عن الدين والقيم، هذه الظاهرة تحاول التطاول من خلال وسائل خبيثة تبدأ بإضفاء طابع الحداثة على التفكك القيمي، وتُقدّم الحفلات الصاخبة، والمهرجانات المختلطة، واستيراد أنماط ترفيهية غربية كرمز للتقدم والتحضر، في حين أنها في جوهرها تستهدف تفكيك القيم وإضعاف الهيكل الأخلاقي للمجتمعات.
وكذلك من خلال تسويق السلوكيات المرفوضة دينياً وقيمياً بوصفها نموذجًا للحياة العصرية، من مظاهر الانفتاح المفرط والتطبيع مع الممنوعات الشرعية، وتحويل الحياء والالتزام الديني إلى ما يُنظر إليه على أنه تخلف، كل ذلك يُغرس تدريجيًا في وعي الشباب، بل وسخروا المؤسسة الدينية في المملكة بتفصيل الفتاوى لتبرير الرذائل والمحرمات فأصبح الخمر حلال ، والرقص والانحلال حداثة وتقدم .
كما قدمت المملكة الترفيه كوسيلة للتغلغل الثقافي من خلال المحتوى الإعلامي الهابط، واستغلال القنوات الرقمية، والمشاهير، كلهم يعملون على تصدير هذا النموذج إلى المجتمعات العربية الأخرى، بما فيها المجتمعات المحافظة، بطريقة سلسة وناعمة تجعل الناس يعتقدون أن هذا هو المسار الطبيعي للتطور.
وفي هذه المرحلة الحساسة، أصبح الترفيه أداة لتعزيز تغلغل العدو الصهيوأمريكي في قلب الهوية العربية والاسلامية وأخطر الوسائل لفرض واقع التطبيع مع كيان العدو الصهيوني .
المشروع القرآني في قلب المواجهة
المشروع القرآني وقف بقوة أمام هذه الهجمة الخبيثة ، وكشف هذه المؤامرة ، من خلال تكثيف الوعي القرآني والقيمي وتحصين المجتمع اليمني وتعزيز تمسكه بهويته الإيمانية والقيمية، وبتأكيده على القرآن كمنهج حياة، نجح المشروع في تحويل كل محاولة للترف والانحلال إلى فرصة لتقوية الوعي الإيماني والوحدة الوطنية.
هذا الصراع ليس مجرد صراع ثقافي، بل معركة وجودية بين مشروع القرآن الذي يحمي الهوية الإيمانية والقيم والأخلاق وبين مشروع الانحلال الذي تحاول جارة السوء فرضه على الأمة.
وفي مواجهة الحرب الناعمة، اتخذ المشروع القرآني خطاً عملياً وحازماً ضد كل محاولات التفكيك الفكري، بنشر الوعي، من خلال الدروس والمحاضرات وخطب الجمعة والمحتوى الإعلامي الهادف، وساهم المشروع في بناء جيل واعٍ مدرك لمحاولات الهيمنة الفكرية والثقافية.
كما ربط المشروع القرآني الإيمان بالمقاومة، مما جعل الوعي القرآني سلاحًا لا يُقهر ضد مؤامرات العدو لاستهداف الهوية والقيم، بحيث أصبح الدفاع عن الدين والدفاع عن الوطن خطان متوازيان لمعركة واحدة.
كما أسهم المشروع القرآني على حماية المجتمع اليمني، بمبادرات تعليمية وثقافية وتأسيس النشء والشباب بثقافة القرآن، وصاغ المشروع حصوناً فكرية تحمي اليمنيين من الانحلال الأخلاقي والاستلاب القيمي.
في كلمه له بمناسبة جمعة رجب في العام 2017، أي بعد أن شن العدوان الغاشم عدوانه العسكري على اليمن بعامين فقط ، أكد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، على أن اليمن يواجه عدوانا غير مسبوق يستهدف أبناء الشعب اليمني في مختلف المجالات ومن أخطر الأساليب التي يستخدمها العدو الحرب الناعمة، وقال : (( يجب أن نسعى في هذا البلد ونحن نواجه العدوان في معركته العسكرية إلى التصدي ضمن هذه الحرب الناعمة لكل أشكال الاستهداف وأن يتحرك جنود هذا الميدان في واجبهم وفي مسؤوليتهم، العلماء، المثقفون، المتنورون، الواعون، الأكاديميون، في المدارس في الجماعات، الناشطون الإعلاميون، الجميع جنود هذا الميدان عليهم ألا يكونوا أقل استبسالا وأضعف صبرا من جنود الميدان العسكري))
معتبراً الحرب الناعمة أنها لا تقل خطورة عن الطائرات، والصواريخ والقنابل الذكية والراجمات الصاروخية والمدفعية الحديثة التي تعمل بالليزر فجميعها وسائل فتك وتدمير لكن على الجميع أن يتحركوا بشكل كبير في مواجه الحرب الثقافية والفكرية والإعلامية لتحالف العدوان،
ختاماً
المشروع القرآني بقيادة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي لم يكن خيارًا، بل واجبًا وجوديًا، مشروعًا حقيقيًا لحماية اليمن والهويّة الإيمانية من محاولات الاحتلال الثقافي والفكري، هو مشروع صمود ومقاومة استراتيجية، جعل من القرآن سلاحًا وقوة لا يستهان بها في مواجهة الحرب الناعمة، وحصنًا للهوية اليمنية الأصيلة.
أي محاولة لتشويه هذا المشروع أو التقليل من شأنه هي محاولة مباشرة لضرب صرح اليمن الإيماني والثقافي، ولن تمر دون أن يقف المشروع في وجهها بكل قوة وحزم.