مقتل الأدميرال وقبضته على مقبض سيفه!
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
حين عثر على أشهر قادة البحرية اليابانية الأدميرال إيسوروكو ياماموتو، مقتولا برصاصة في الرأس قرب طائرته المحطمة في 19 أبريل عام 1943، أعلنت السلطات أنه كان يمسك بمقبض سيفه.
إقرأ المزيدياماموتو قائد البحرية الإمبراطورية اليابانية كان العقل المدبر للهجوم على قطع الأسطول الأمريكية الراسية في ميناء بيرل هاربر في جزر هاواي في 7 ديسمبر عام 1941، علاوة على قيادته عدة عمليات هامة ضد البحرية الأمريكية في المحيط الهادئ.
الأوضاع العسكرية في مسرح عمليات المحيط الهادئ كانت انقلبت ضد اليابان بحلول منتصف عام 1943 في أعقاب هزائم بحرية ثقيلة في ميدواي أتول وجزيرة غوادالكانال، ما أجبر اليابانيين على التحول من الهجوم إلى الدفاع.
كانت البحرية اليابانية في ذلك الوقت قد خسرت معظم حاملات طائراتها وفقدت أغلبية طياريها البحريين المهرة، كما تكبدت قوات المشاة البحرية اليابانية خسائر فادحة في المعارك البرية مع قوات الإنزال الأمريكي.
كانت الروح المعنوية للجنود اليابانيين قد وصلت إلى أدنى مستوياتها في تلك الحقبة، وكان الأدميرال ياماموتو يخشى أن تسقط المواقع الدفاعية الرئيسة لبلاده في جزر سليمان من دون قتال، لذلك قرر القيام بزيارة تفقدية للحاميات اليابانية في جنوب المحيط الهادئ من أجل رفع المعنويات.
حاولت حاشية الأدميرال إقناعه بعدم القيام بهذه الرحلة الخطرة بسبب سيطرة الطائرات الأمريكية على الأجواء، وشددوا على أن إمكانية الاصطدام بالدوريات الجوية الأمريكية مرتفعة للغاية، إلا أن ياماموتو أصر على قراره محتقرا الموت كما هي عادته مثل أي ساموراي حقيقي.
قيل الكثير عن شخصية هذا الأدميرال الذي كان يعرف الولايات المتحدة جيدا حيث درس هناك وعمل ملحقا بحريا في سفارة بلاده، إلا أن الأمر الهام أنه كان ضابطا محترفا وكان بالفعل يعارض التحالف مع ألمانيا وإيطاليا، ويدرك جيدا الإمكانيات الهائلة التي تتمتع بها الولايات المتحدة وقدرتها على خوض حرب طويلة جدا على عكس بلاده.
جهاز استخبارات اتصالات الراديو الأمريكي كان تمكن منذ عام 1941 من فك شفرة الاتصالات اليابانية، وتم اعتراض رسالة مشفرة في 14 أبريل عام 1943 تضمنت معلومات تفصيلية عن رحلة الأدميرال التفقدية السرية.
وضعت المعلومات على طاولة الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، فأمر على الفور وزير بحريته فرانك نوكس بأن يفعل كل ما يستطيع للقضاء على الرجل الذي خطط للهجوم على بيرل هاربر.
صباح يوم 18 ابريل 1943 أرسلت البحرية الأمريكية لتنفيذ المهمة، 16 طائرة مقاتلة من طراز "إف – 38" فوق جزيرة بوغانفيل، وذلك لاعتراض قاذفتي قنابل يابانيتين ترافقهما ست مقاتلات من طراز "زيرو". السرب الأمريكي المهاجم أمر بإسقاط القاذفتين لاصطياد ضابط رفيع لم يكشف عن اسمه.
التقى السربان الأمريكي والياباني فوق جزيرة بوغانفيل، ونشبت معركة بين الطرفين انتهت بإسقاط قاذفتي القنابل اليابانيتين وكانتا من طراز "ميتسوبيشي جي 4 إم". في إحداها كان يجلس الأدميرال إيسوروكو ياماموتو.
في اليوم التالي، عثرت إحدى فرق البحث اليابانية على جثة الأدميرال في موقع التحطم، وتبين أنه قتل برصاصة من عيار 12.7 ملميتر أصابت رأسه.
كان الأدميرال ياماموتو محظوظا لأنه لم يشاهد المحرقة النووية التي أضرمها الأمريكيون مرتين في بلاده، في هيروشيما وناغازاكي عام 1945. هو أيضا مات في وقت مناسب قبل أن يرى هزيمة بلاده واستسلامها الكاملين.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف الحرب العالمية الثانية المحيط الهادي
إقرأ أيضاً:
الخارجية الأميركية توضح للجزيرة رؤية ترامب بشأن سوريا
قال المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية مايكل ميتشل إن رؤية الرئيس دونالد ترامب تتماشي مع رفع العقوبات عن سوريا، مؤكدا أن الولايات المتحدة مستعدة لبدء عصر جديد من التعاون والشراكة مع سوريا.
وكشف ميتشل -في حديثه للجزيرة- عن بدء تنفيذ الخارجية الأميركية لرؤية ترامب بعد زيارته الخليجية الأخيرة، التي شملت كلا من السعودية وقطر والإمارات.
وأشار إلى أن هذه الرؤية قائمة على السلام والاستقرار، ودعم حكومة جديدة تتصرف بطريقة مسؤولة و"لا تشكل خطرا على جيرانها".
وأكد أن إدارة ترامب تريد رؤية حكومة سورية قادرة على فرض سيطرتها على كافة الأراضي السورية، وكذلك تحترم حقوق السوريين بغض النظر عن الدين والعرق، إضافة إلى محاسبة المتورطين بتأجيج العنف والمذهبية.
وأمس الخميس، افتتح المبعوث الأميركي لسوريا توماس باراك مقر إقامة سفير بلاده بدمشق لأول مرة بعد 13 عاما من قطع العلاقات بين البلدين.
وقال باراك إن ترامب اتخذ قرارا جريئا بشأن سوريا دون شروط أو متطلبات، وتتلخص رؤيته في إعطاء الحكومة السورية فرصة بعدم التدخل، كما أنه سيرفع سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
في أول زيارة رسمية منذ توليه مهام منصبه.. المبعوث الأمريكي إلى #سوريا يرفع علم بلاده فوق مقر السفير الأمريكي في العاصمة دمشق رفقة وزير الخارجية السوري#الجزيرة_سوريا pic.twitter.com/43m3kKcXan
— قناة الجزيرة (@AJArabic) May 29, 2025
ولفت المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية إلى أن صلاحيات ترامب تمكنه من رفع العقوبات عن سوريا بشكل مؤقت، لكنه يحتاج الكونغرس لرفعها بشكل كامل، كاشفا عن اتصالات يجريها ترامب مع الأطراف المعنية لتحقيق الإلغاء التام للعقوبات المفروضة.
إعلانوشدد على حاجة سوريا لاستثمارات من أجل تأهيل البنى التحتية والنظام الكهربائي، مما يؤدي إلى تحسين الوضع الأمني، ورؤية مستقبل أفضل للسوريين.
ووفق ميتشل، فإن من أولويات الولايات المتحدة وأهدافها منع عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية أو أي تنظيم إرهابي آخر في سوريا.
سوريا وإسرائيلوأشار المتحدث الأميركي إلى علم واشنطن بـ"اتصالات مباشرة بين سوريا وإسرائيل لمناقشة الملفات الأمنية"، معتبرا هذه الاتصالات "أساسا لأي حل دبلوماسي دائم ومستدام للمشكلة".
واستند في حديثه إلى تصريحات الإدارة السورية الجديدة بأنها تريد السلام مع جيرانها، و"لا تريد أن تشكل خطرا على أي بلد مجاور".
وفي هذا السياق، قال المبعوث الأميركي "نحن بحاجة للبدء باتفاقية عدم اعتداء بين سوريا وإسرائيل والحديث عن الحدود"، مؤكدا أنها "مشكلة قابلة للحل، لكن الأمر يبدأ بالحوار".
يذكر أن ترامب التقى الرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض منتصف شهر مايو/أيار الجاري، وأعلن ترامب وقتها رفع إدارته العقوبات الأميركية على سوريا.
وتم تعيين باراك في منصب مبعوث بلاده إلى دمشق في 23 مايو/أيار الجاري، وهو أيضا سفير الولايات المتحدة لدى تركيا. ويجري حاليا أول زيارة رسمية له إلى سوريا.