القائد الإنسان ووالد الجميع
بمشاهد يصعب وصفها وتعجز الكلمات عن التعبير عنها وستبقى خالدة في وجدان كل مؤمن بالإنسانية وما يمثله عمل الخير من ركيزة لها، يمثل احتفاء وتكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، قائد الوطن ووالد الجميع ورمز التواضع والملهم في العطاء وعمل الخير وتأكيد أهمية التآخي الإنساني تجسيداً لنبل خصال الإمارات بمثلها وقيمها، لكوكبة من الملهمين والمبدعين وأصحاب المواقف المشرفة في العطاء وعمل الخير وتقديم أروع المثل بإسهاماتهم وإنسانيتهم من الفائزين بجائزة أبوظبي وعددهم 8 في دورتها الـ11 والتي تهدف للاحتفاء بأصحاب الإسهامات المجتمعية الخيّرة.
ما أروعه من تكريم وما أعظمه من شرف أن يقلد صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، أبناءه الفائزين وأن يثني على جهودهم ومساعيهم الهادفة لتقديم خدمات متميزة للمجتمع تقديراً لدورهم المتميز وتكريسهم لوقتهم وجهودهم في سبيل الآخرين ولما قاموا به من أعمال ومبادرات جليلة تعبيراً عن قيم الإيثار والعطاء التي يحملونها وفاء لمجتمع دولة الإمارات بكل ما يتسم به من محبة وتراحم وترابط، ولكونهم أصحاب بصمة وتأثير ملهم في مجالات متعددة كالتعليم والاستدامة والطب والإغاثة الإنسانية وتعزيز الوعي المجتمعي وتمكين أصحاب الهمم، فهم بكل استحقاق أبطال يرفدون المسيرة الحضارية للدولة ومنبع أمل للآخرين ومصدر للتحفيز على الخير ونموذج يقتدى بعملهم ومبادراتهم وما ينجزوه من نتائج مشرفة.
كل مؤمن بمسيرة الإمارات وقيم مجتمعها الذي يتميز بتراحمه وترابطه وتسابق كل من فيه للتعبير عن انتمائه له يشعر بالفخر والاعتزاز بنعمة الحياة فيها بفضل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، والد الجميع الذي يقدم أروع المثل على ما يجب أن يكون عليه القائد بإنسانيته وتواضعه وقربه من أفراد شعبه، ولمواكبته ودعم كل ما فيه الأفضل لهم.. بورك وطن يسمو بقائد الإنسانية وهنيئاً لشعبه الذي سيكون بخير دائماً بفضل جهوده وحرصه، وبفعل الإيمان المطلق بمدرسة سموه في فلسفة الحياة وأهمية عمل الخير.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
ثبات نبي الله إبراهيم عليه السلام في مواجهة الطاغوت : قراءة في المحاضرة الثالثة للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ضمن سلسلة دروس القصص القرآني
يمانيون / خاص
في محاضرة إيمانية عميقة المضمون، تناول السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله قصة نبي الله إبراهيم عليه السلام، مستخلصاً منها دروساً خالدة في الثبات على الحق، والبراءة من الباطل، ومواجهة الطغيان بالحُجَّة والموقف المبدئي، ضمن ثلاثة محاور رئيسية تمثل جوهر الرسالة الإبراهيمية في مواجهة الباطل والاستكبار.
المحور الأول: الحُجَّة القاطعة في وجه الطاغوت
استعرض السيد القائد يحفظه الله جانباً من الحوار الذي دار بين نبي الله إبراهيم عليه السلام والطاغية الذي يجادل في الله، حيث استخدم إبراهيم عليه السلام الحُجَّة العقلية والمنطقية التي تُبطل مزاعمه في قوله تعالى : {فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتِ بها من المغرب} فبهت الذي كفر، وسقطت كل محاولاته التي كانت تقوم على المكابرة لا على الحُجَّة.
وأكد السيد القائد أن الانتقال من مستوى الحُجَّة إلى مستوى إفحام الخصم بالبرهان القاطع، هو من سمات الأنبياء في مواجهة الاستكبار، لأن الطاغية لا يتراجع بسبب الجهل، بل بسبب التكبر. وهذه سنة من سنن الله: أن أهل الباطل حين تُزهق حُجَجهم، لا يعترفون بالحق، بل يستمرون في العناد.
المحور الثاني: عناد الكافرين رغم وضوح الحُجَج
أشار السيد القائد إلى أن الكافرين كلما ازدادت البراهين وضوحاً، ازدادوا عناداً واستكباراً، كما في قوله تعالى: {فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون} ، رغم هذا الاعتراف الداخلي، عادوا إلى باطلهم، وتشبثوا بما لا منطق فيه ولا عقل، تماماً كما فعل قوم إبراهيم حين ألقوه في النار، رغم علمهم بأنه نبي من عند الله.
بل إن أعظم معجزة شهدوها، وهي تحول النار إلى برد وسلام على إبراهيم عليه السلام، لم تُثنهم عن غيّهم، ولم تدفعهم إلى الإيمان، والسبب في ذلك – كما بين السيد القائد – هو التعلُّق بالروابط الخاطئة مع الطغاة والمضلين، والركون إليهم، ما يجعل القلب معانداً مهما وضحت له الحقيقة.
المحور الثالث: إبراهيم عليه السلام نموذجٌ متكامل للثبات والدعوة والبراءة والهجرة
استخلص السيد القائد من قصة إبراهيم عليه السلام نموذجاً إيمانياً متكاملاً، حيث مثَّل النبي إبراهيم عليه السلام: الثبات على المبدأ رغم الإيذاء والتكذيب والدعوة إلى التوحيد بالحُجَّة والمنطق، دون عنف أو مجاملة والبراءة من الباطل بوضوح لا يقبل التنازل :{إنني براءٌ مما تعبدون} ، والهجرة في سبيل الله عندما تعذر استمرار الدعوة وسط بيئة طاغوتية: {وقال إني ذاهبٌ إلى ربي سيهدين}
وقد أكد السيد القائد أن الهجرة هنا ليست انسحاباً، بل انطلاقة نحو أفق أوسع للرسالة، ونقطة تحول في المسار الرسالي، فتحت لإبراهيم آفاق النصر، والتبليغ، والتأسيس لأمة مسلمة خالصة لله.
رسائل إيمانية هامة من المحاضرة
– العبادة الخالصة لله هي الخير كله في الدنيا والآخرة، وكل عبودية لغير الله هي ظلم للنفس، وإساءة إلى أعظم حقيقة التوحيد.
– الحُجَج القرآنية دامغة، لكن أصحاب القلوب المغلقة لا ينتفعون بها لأنهم يؤثرون الطاغوت على الله.
– الصراع بين الحق والباطل صراع قديم متجدد، تحسمه المواقف لا الأرقام، ويكسبه من يثبت على المبدأ لا من يساوم عليه.
– الهجرة في سبيل الله فعل شجاع يصنعه المؤمن حين تضيق سبل الحق في موطنه، فينطلق حيث يمكنه أن يعبد الله بحرية، ويدعو إلى دينه.
– الخاسر الحقيقي هم أولئك الذين تركوا إبراهيم، واصطفوا مع الطاغوت، أما هو فقد حمل النور، وفتح الله له الأرض، وأقام الحجة.
ختاماً
إن قراءة قصة نبي الله إبراهيم عليه السلام كما وردت في محاضرة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، تعطينا تصوراً متكاملاً عن الثبات على الحق، والرفض الحاسم للباطل، وأن المؤمن لا يساوم على عقيدته، بل يقف بها، ويفتديها، ويهاجر بها، حتى يحقق وعد الله بالنصر والتمكين.
قصة إبراهيم ليست حكاية ماضية، بل نهج حيٌ، يجب أن يُحتذى به في زمن الطغيان، والاستكبار العالمي، والتضليل الإعلامي. وفي زمن كهذا، نحتاج إلى أن نكون “إبراهيميي الموقف”، ثابتين، متجردين لله، مستقلين عن الطغاة، عاملين لدين الله بقلب سليم وعقل بصير.