تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أجاد الفنان الراحل صلاح السعدني العديد من الأدوار في مختلف القنوات الفنية سواء في السينما، والدراما، والمسرح، والإذاعة، وبرع في تقديم شخصية العمدة، وابن البلد، والأسطى، بالإضافة إلى أدوار الشر، لكن ظل دور العمدة سليمان غانم في مسلسل «ليالي الحلمية» الأبرز والأشهر في تاريخه الفني، إلى جانب الأسطى حسن النجار في مسلسل «أرابيسك»، الذي تجده في كل شارع أو حارة في أنحاء الأمة العربية، ومن الصعب أن تجد هذه الشخصية العربية في أوروبا والشمال أيضا.

أبزر العلامات البارزة في تشكيل ملامح تاريخ الفن العربي

يُعد السعدني أبرز العلامات البارزة في تشكيل ملامح تاريخ الفن المصري والعربي بما قدمه من أعمال في مختلف القنوات الفنية سواء السينما، والمسرح، والإذاعة، والتي بدورها أثرت في وجدان الشعب العربي، والسفير الناطق باسم الفن العربي والشاهد على العصر والمدون والكاتب على لحظات قيمه في سجل الزمان.

منذ أن التقى صلاح السعدني بصديقه الفنان عادل إمام، امتدت هذه الصداقة حتى أن فارق السعدني الحياة، فقد نصحه الفنان عادل إمام قبل الانضمام إلى فريق التمثيل بالجامعة بالتفرغ لمهنة الفن، وفي فترة الستينات أنشأ مسرح التليفزيون لكي يقدم كل أسبوع مسرحية تنقل إلى شاشات التليفزيون حتى تقوم بتغطية ساعات الإرسال، وكانت بداية لهذا الجيل الذي يضم كلا من الفنانين: عادل إمام، سعيد صالح، سمير غانم، نور الشريف، وصلاح السعدني وآخرين، وقد أعطاهم التليفزيون المصري الفرصة حتى تصل إلى الأمة العربية كلها، حيث قدما سويا العديد من الأعمال التي لاقت انتشارا كبيرا.

قدم الفنان صلاح السعدني العديد من الأعمال المسرحية التي لاقت نجاحا جماهيريا ونقديا كبيرا نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر: «زهرة الصبار، مسحوق الذكاء، معروف الإسكافي، الدخان، السكرتير الفني، لوكاندة الفردوس، الجيل اللي جاي، أنا وبابا والقطة، حاجة تحير، الناصر صلاح الدين، ثورة الموتى، الملك هو الملك، باللو" وغيرها من المسرحيات. 

الدخان 

إحدى روائع الكاتب المسرحي ميخائيل رومان، التي قدمت عام 1968، وقدم خلالها الفنان صلاح السعدني دور «حمدي» الذي يعمل ليصرف على أمه وأخواته، فهو العائل الوحيد للعائلة، لكنه يبدأ في التدخين، وتظل السيجارة في يده طوال الوقت، حتى يصل إلى مرحلة الإدمان، التي معها ينهار حيث يفقد عمله، ورغم كل ذلك تظل أمه تسانده وتستمر في التضحية عنه.

شاركه البطولة الفنانين: فايزة كمال في دور «رضا»، وسمية الألفي في دور «جمالات»، وكريمة مختار في دور «أم حمدي»، وعبدالله محمود في دور «غريب»، سامي مغاوري، رجاء سراج، سيد عبدالكريم، وآخرون، ومن إخراج مراد منير، ولاقت المسرحية استحسان الجماهير.

مسرحية الدخان 

زهرة الصبار 

تعد مسرحية «زهرة الصبار» من أبرز أعمال الكاتب بيير بارييه، وجان بيير جريدي، وحواريوسف إدريس، التي قدمت في عام 1967 في إطار كوميدي، حول الدكتور سليمان طبيب الأسنان الذي يرتبط بالعديد من النساء، ويتعرف على أمنية ويكذب عليها ويخبرها أنه متزوج ولديه أطفال من امرأة سيئة السلوك ويريد الطلاق منها، وعندما تطلب منه أمنية أن يعرفها على زوجته، يطلب من مساعدته الممرضة جيهان أن تمثل دور زوجته وتستغل صديقه زعتر في إيهام أمنية بأنها امرأة سيئة.

والمسرحية من بطولة الفنانين: عبدالرجمن أبو زهرة في دور الدكتور سليمان، صلاح السعدني في دور «أنور»، ماجدة الخطيب في دور «أمينة»، سناء جميل، جمال إسماعيل، جمال شبل، رجاء سراج، والعمل تمصير وإخراج كمال ياسين.

مسرحية زهرة الصبار 

معروف الإسكافى

وعلى خشبة المسرح الكوميدي، قدمت مسرحية معروف الإسكافي في عام 1966، والتي تدور أحداثها حول معروف اﻹسكافي لديه أطماع وأحلام، تحبه ست البنات لكنه لا يبادلها الحب، فهو يطمع في الزواج من قوت القلوب ابنة فاطمة هانم العره لعله يحصل على إيجار محل من ملكها.

شارك في بطولة المسرحية الفنانون: عبدالمنعم إبراهيم في دور «معروف»، نعيمة وصفي في دور «فاطمة هانم العرة»، سهير المرشدي في دور «ست البنات»، كوثر العسال في دور «قوت القلوب»، جمال إسماعيل في دور «علي»، صلاح السعدني في دور «حسن»، محمود أبوزيد، فاروق الرشيدي، وغيرهم، والعرض من تأليف محمود شعبان، إخراج مسرحي فاروق الدمرداش، وأخرجها للتليفزيون نور الدمرداش.

مسرحية معروف الإسكافي 

الملك هو الملك

في العام 2006، قدمت مسرحية الملك هو الملك على خشبة المسرح الحديث، وفي إطار كوميدي تحكي المسرحية قصة ملك ضجر بأبهة الحكم ، فيقرر أن يتنكر هو ووزيره بحثا عن ترفيه بين العامة، فيلتقي بتاجر يدعى أبوعزة قد أفلس يمضي وقته في الخمرة والهذيان ويحلم بأنه الملك، فيقرر الملك أن يلبسه ثيابه ويجعله ملكا ليوم حتى يضحك من هذا المشهد الغريب، ولكن الجميع يتصورون أن التاجر هو الملك بما في ذلك الملكة وحراس القصر، ويكتشف التاجر مؤامرة لقلب الحكم في ذلك اليوم، مما يرسخه أكثر فوق كرسيه، ويجد الملك نفسه ضحية لعبة ترفيهية.

قدم الفنان صلاح السعدني دور التاجر «أبوعزة»، وشاركه البطولة كل من: فايزة كمال، محمد منير، حسين الشربيني، لطفي لبيب، علي حسنين، مجدي فكري، ماجدة منير، أحمد الفيشاوي، ناصر شاهين، وآخرون، والعمل من تأليف سعد الله ونوس، وأشعار أحمد فؤاد نجم، وإخراج مسرحي مراد منير، وأخرجها للتليفزيون جمال عبدالحميد، وقد حققت المسرحية نجاحا كبيرا.

وتعد هذه المسرحية هي العمل الثاني الذي يجمع الفنان صلاح السعدني بالفنانة فايزة كمال، والمخرج مراد منير. 

مسرحية الملك هو الملك

وقد أطلقت الدكتورة إيناس عبدالديم وزيرة الثقافة في العام 2021، مباردة بعنوان «خليك في البيت.. الثقافة بين إيديك» قدمت خلالها عددا من مسرحيات المنتجة من قبل البيت الفني للمسرح، وكانت من بين هذه العروض مسرحية «الملك هو الملك»، والتي تهدف إلى بث نوادر أرشيف الإبداع الوطني والمعرفي التراثي والمعاصر عبر قناة وزارة الثقافة باليوتيوب، وذلك أثناء فترة جائحة فيروس كورونا.

وحققت مسرحيات الفنان صلاح السعدني نجاحا جماهيريا منقطع النظير، وتظل هذه الأعمال حاضرة في أذهان الجميع رغم رحيله.

يشار إلى أن الوسط الفني فقد واحدا من أبرز نجوم الدراما في الوطن العربي، وهو الفنان صلاح السعدني، الذى وافته المنية الجمعة الماضية، عن عمر ناهز الـ 81 عامًا، وشيعت جنازته بحضور نجوم الفن، على رأسهم الدكتور أشرف ذكي نقيب المهن التمثيلية، ومجموعة كبيرة من الفنانين أبرزهم الفنان أحمد حلمي وزوجته الفنانة مني ذكي، محمد عادل إمام، أحمد السقا، هنادي مهنا، غادة عادل، هنا الزاهد، محمود البزاوي، أحمد رزق، إيهاب فهمي، مجدي كامل، فتوح أحمد، على ربيع، كريم محمود عبدالعزيز، حمزة العيلي، محمد رياض، نبيل الحلفاوي، والمخرج خالد جلال، والموسيقار هاني مهنى، وآخرون.

الفنان صلاح السعدني 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: صلاح السعدنى ليالي الحلمية الفن المصري عادل إمام الدخان الراحل صلاح السعدني أرابيسك الملك هو الملك الفنان صلاح السعدنی الملک هو الملک عادل إمام فی دور

إقرأ أيضاً:

أهلًا بكم في المسرحية الإعلامية الكبرى

في 5 ديسمبر/كانون الأول، تساءلت الكاتبة الفلسطينية داليا أبو رمضان، والتي لا تزال في غزة: كيف يمكن للعالم أن يصدق ادعاء إسرائيل بأن "وقف إطلاق النار" لا يزال قائما؟

لقد كان التلاعب بالعالم جزءا أساسيا من "اتفاق السلام" منذ البداية. بدأ ذلك في 13 أكتوبر/تشرين الأول، في قمة شرم الشيخ في مصر، في اليوم الذي وقع فيه دونالد ترامب على ما سمي بـ"وقف إطلاق النار" أمام زعماء من نحو ثلاثين دولة.

وأعلن ترامب مرارا: "انتهت الحرب في غزة"، مضيفا: "لقد استغرق الوصول إلى هذه النقطة ثلاثة آلاف عام، هل تصدقون؟" وأردف: "سيصمد هذا الاتفاق، سيصمد".

وقد أشاد به على الاتفاق كل من بايدن، وبيل وهيلاري كلينتون، وكامالا هاريس.

ووصفت صحيفة "ذا هيل" الحدث بأنه "جولة نصر لترامب"، الذي حط في إسرائيل ليستقبل بالتصفيق من أعضاء الكنيست. وهناك، ادعى ترامب بأن اللحظة كانت "فجرا تاريخيا لشرق أوسط جديد"، وسط الأضواء والاحتفالات التي صاحبت إطلاق سراح عدد من الأسرى الإسرائيليين المتبقين لدى حماس.

من الواضح أن قمة شرم الشيخ كانت مُغرقة في "الاستعراض"، كما وصفتها صحيفة "العرب ويكلي"، التي قالت إن الحدث بدا وكأنه احتفال دعائي بشخص وجد فجأة لنفسه صورة "صانع السلام"، أكثر مما هو اجتماع تفاوضي رفيع المستوى. وقال أحد الدبلوماسيين الذي طلب عدم ذكر اسمه: "كان يوما غريبا للغاية… مجرد عرض، وخطاب، وصف طويل من القادة، كان أمرا جنونيا".

رسمت القمة بنجاح خريطة الطريق الرسمية التي سارت عليها وسائل الإعلام المؤسسية. وكأن الأمر استغرق 3 آلاف عام للوصول إلى هذه النقطة، لا عامين وحشيين من الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل بحق غزة، وقتلت خلالها عددا لا يحصى من الفلسطينيين (بلغ عددهم، بحسب قائد سابق في الجيش الإسرائيلي، نحو 200 ألف بين قتيل وجريح).

إعلان

وسرعان ما التقطت وسائل الإعلام العالمية رواية "وقف إطلاق النار"، والتي افترضت تلقائيا أن إسرائيل قد أوقفت هجماتها على الفلسطينيين.

ومع أن ترامب أعلن ذلك، فإن الواقع كان شيئا آخر، إذ لم يصمد "الاتفاق"، وإن ظلت الرواية الخيالية قائمة. وقد تحقق ذلك من خلال إستراتيجيات خطابية إعلامية- بعضها مألوف، وبعضها جديد- ومن خلال أقدم أشكال الرقابة الإعلامية: التعتيم الكامل على أخبار الهجمات الإسرائيلية.

كما أشار موقع FAIR، ففي الأيام العشرة الأولى من "وقف إطلاق النار"، قتلت إسرائيل ما لا يقل عن 97 فلسطينيا، وأصابت 230 آخرين، وانتهكت الاتفاق 80 مرة، ما دفع الصحفية بيلين فرنانديز إلى التساؤل: "كان من المتوقع أن نرى عنوانا أو اثنين يقولان إن إسرائيل انتهكت وقف إطلاق النار، لكن مثل هذه العناوين لم تظهر أبدا في الإعلام الغربي المؤسسي".

تم التهوين من القتل الإسرائيلي المتواصل في غزة، مع التأكيد المستمر على أن الإبادة الجماعية قد "توقفت تقريبا". وهذا تطلب قدرا هائلا من التلاعب اللغوي، أدى إلى عناوين صادمة، كما في تقرير شبكة NBC: "وقف إطلاق النار في غزة لا يزال قائما رغم الضربات الإسرائيلية". ومصدرهم؟ دونالد ترامب.

ورغم أن كل طرف قد "انتهك الهدنة الهشة"، فإن إسرائيل- بعد أن شنت ضرباتها- بدأت في "تجديد تنفيذ وقف إطلاق النار"! عبارات لا معنى لها. وكما قالت فرنانديز: "لم تستطع وسائل الإعلام ببساطة أن تقول: إن لم تتوقف عن إطلاق النار، فهذا ليس وقف إطلاق نار".

رغم أن كل طرف قد "انتهك الهدنة الهشة"، فإن إسرائيل- بعد أن شنت ضرباتها- بدأت في "تجديد تنفيذ وقف إطلاق النار"! عبارات لا معنى لها. وكما قالت فرنانديز: "لم تستطع وسائل الإعلام ببساطة أن تقول: إن لم تتوقف عن إطلاق النار، فهذا ليس وقف إطلاق نار"

في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، فجرت منظمة العفو الدولية فقاعة الإعلام، عندما أصدرت تقريرا قالت فيه: "السلطات الإسرائيلية لا تزال ترتكب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة"، وأكدت أن إسرائيل "لا تزال تفرض عن عمد شروط حياة من شأنها أن تؤدي إلى الفناء الجسدي للسكان، دون أي إشارة لتغيير في نواياها".

منذ بدء "وقف إطلاق النار"، منعت إسرائيل إيصال الكميات المتفق عليها من الغذاء والدواء والاحتياجات الأساسية إلى القطاع. وكما أفاد الصحفي أوين جونز، فإن إسرائيل لا تزال تمنع دخول المساعدات إلى غزة، ولم تسمح سوى لـ"خُمس عدد الشاحنات" التي وعدت بها. ولا يزال معبر رفح مغلقا أمام إدخال المساعدات.

وقد أفاد موقع Drop Site News أن الغارات الإسرائيلية اليومية داخل غزة أسفرت عن مقتل أكثر من 350 فلسطينيا، من بينهم 136 طفلا. وبحلول 3 ديسمبر/كانون الأول، ارتفع العدد إلى 360 قتيلا و922 جريحا. وخلص تقرير العفو الدولية إلى أن: "على العالم ألا ينخدع. الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل لم تنتهِ".

ويكفي أن نستمع إلى الشهادات القادمة من غزة لنفهم ذلك.

تعود الكاتبة داليا أبو رمضان لتصف ليلة 19 نوفمبر/تشرين الثاني: "استيقظت مرعوبة، إذ كانت الانفجارات تهز الأرض تحت جسدي، وكنت على يقين لوهلة أن الحرب قد عادت، وأن وقف إطلاق النار قد انهار تماما". رغم أن الضربات كانت على بعد 5 كيلومترات، فإن قوتها جعلتها تبدو وكأنها تنفجر خلفها مباشرة.

تقول: "كأن الاحتلال أراد أن يذكرنا بأن وقف إطلاق النار الذي يتحدث عنه العالم، ليس سوى ستار رقيق يسدل فوق نار لا تتوقف عن الاشتعال".

إعلان

تلك الليلة، قتل 28 فلسطينيا، من بينهم 17 طفلا، وأصيب أكثر من 77 آخرين، في غارات على أحياء مكتظة. وادعت إسرائيل أنها كانت تستهدف "قادة المقاومة".

وبحث بسيط عبر الإنترنت أظهر أن الإعلام المؤسسي الأميركي لم يغطِ هذه الهجمات الدامية إطلاقا.

القليل من التقارير التي نُشرت، تمسكت بإطار كاذب يقضي بـ"تحميل الطرفين المسؤولية". مثال نادر جاء في تقرير إذاعة NPR بتاريخ 24 نوفمبر/تشرين الثاني، حيث قالت: "إسرائيل وحماس تتهمان بعضهما البعض بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار".

واعترفت الإذاعة بأن إسرائيل "نفذت سلسلة من الغارات في أنحاء غزة"، أوقعت ما لا يقل عن 20 قتيلا. ومع ذلك، أكدت أن وقف إطلاق النار "الذي أعلنه الرئيس ترامب" كان "لا يزال قائما" بعد أكثر من ستة أسابيع.

ورغم أن حماس لم تقتل أحدا، أعادت NPR تكرار مزاعم إسرائيل بأن "مسلحين عبروا الخط الأصفر" الذي يحدد الأراضي الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية. لكن وفقا لـDrop Site News ومنظمات مستقلة مثل "يوروميد لرصد حقوق الإنسان"، فإن "الخط الأصفر" الإسرائيلي يتقدم باستمرار نحو داخل غزة، فيما يشبه الاستيلاء غير القانوني على الأراضي. وقد أطلقت إسرائيل النار وقتلت شقيقين صغيرين كانا يجمعان الحطب، بزعم أنهما عبرا هذا الخط المتحرك.

تختم داليا أبو رمضان بقولها: "أقنع الاحتلال العالم بأن حمام الدم في غزة قد توقف، بينما في الواقع، لا تزال العائلات تمحى من السجلات المدنية في صمت تام. العالم صامت، ربما فقط لأن شيئا ما يدعَى وقف إطلاق نار قد أعلن؟"

ثم تتساءل: "كيف يمكن للعالم أن يبتلع هذه الكذبة، بينما يتوسع الاحتلال أمام أعين الجميع؟"

قد تساعدنا تصريحات هيلاري كلينتون الأخيرة في نيويورك على فهم ذلك. فقد زعمت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة أن الشباب يدعمون فلسطين فقط بسبب تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة تيك توك، الذي "ينشَر فيه محتوى ملفق تماما عن غزة"، حسب قولها.

بالنسبة لكلينتون، إذن، وسائل التواصل الاجتماعي مجرد أكاذيب.

إن حجتها تعني أن من يثقون في تقارير منظمات حقوق الإنسان، والشهادات، والأدلة البصرية على الإبادة، ما هم إلا ضحايا غسل دماغ على يد "الشيطان الجديد" الذي يدعى الإعلام الاجتماعي.

ومع هذا التلاعب المتغطرس بأسلوب "كلينتوني"، ومع مسرحيات ترامب السياسية وتواطؤ الإعلام مع الإبادة الإسرائيلية، يجري نفي كل ما يمكن لأي إنسان أن يراه بعينيه أو يشعر به بقلبه. لهذا، يجب شيطنة المصادر المستقلة والتشكيك فيها وحظرها.

لكن كما قال الصحفي علي أبو نعمة في 28 نوفمبر/تشرين الثاني، "رغم الإعلام والدعاية، فإن التغير في الوعي العالمي تجاه إسرائيل، خاصة لدى الشباب، يشير إلى أننا بلغنا نقطة اللاعودة". فالدعم العالمي لـ"الدولة الإبادية" يتراجع، ومع شعور النخب بأن سيطرتهم على السردية تضعف، يلجؤون إلى المزيد من القمع والرقابة لحماية الوضع القائم.

أما ترامب، المنتشي بدور "صانع السلام الأعظم"، فقد طبع اسمه في 3 ديسمبر/كانون الأول على مبنى "معهد السلام الأميركي" في واشنطن. وكان قد جرد هذه المؤسسة المستقلة، التي أنشأها الكونغرس عام 1984، من تمويلها الفدرالي في وقت سابق من هذا العام.

ونشرت وزارة الخارجية الأميركية على منصة "إكس" تغريدة قالت فيها: "مرحبا بكم في معهد دونالد جيه. ترامب للسلام"، معلنة أن تغيير الاسم يهدف إلى "عكس هوية أعظم صانع صفقات في تاريخنا". لكن، وكما هو حال إسرائيل، يعد ترامب اليوم أحد أكثر الرؤساء كراهية في تاريخ الولايات المتحدة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطبيان إمكانية الوصولخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • تعلن محكمة التعزية الابتدائية بأن على/ معروف سعيد النامس الحضور إلى المحكمة
  • أشرف عبدالباقي: خالد جلال صانع أجيال وشباب المسرح المصري هم مستقبل الإبداع
  • الفنان «أشرف عبد الباقي» بمهرجان المنيا: شباب المسرح هم مستقبل الإبداع.. ولديهم طاقات قوية وحضور لافت
  • المخرج خالد جلال: الفنان اشرف عبدالباقي ترك خشبة المسرح للمواهب الشابة بالمنيا
  • فاروق فلوكس: حاربت مع الفدائيين.. وجلست على مائدة الملك فاروق
  • الليلة.. مسرح النهار يشهد حفل افتتاح الدورة السادسة من مهرجان المسرح العربي
  • مهرجان المسرح العربي يكشف عن لجنة تحكيم دورته السادسة
  • مهرجان المسرح العربي يطلق اسم الدكتور هاني مطاوع علي دورته السادسة
  • أهلًا بكم في المسرحية الإعلامية الكبرى
  • ضدّ أهداف حزب الله... إسرائيل وضعت خطّة هجوميّة واسعة