أنتم سرطان.. ابتعدوا عن إنجلترا.. بريطاني يهاجم سيدات مسلمات في شوارع لندن
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
ألقت الشرطة البريطانية القبض على مواطن بعد انتشار مقطع فيديو ظهر فيه وهو يهاجم مجموعة من النساء المسلمات بألفاظ عنصرية أثناء سيرهن في العاصمة لندن.
????Community update
The Met Police arrested a 55-year-old man on suspicion of racially aggravated public order offences following the abhorrent targeting of Muslim women in Romford over the weekend.
Tell MAMA continues to liaise with the Met Police to provide support as we… pic.twitter.com/ZoBXFwnOyw
— Tell MAMA UK (@TellMamaUK) April 22, 2024
وأوضح الفيديو صوت النساء اللاتي ارتدت بعضهن الحجاب بينما اقترب منهن رجل أبيض يرتدي نظارات في شارع ساوث ستريت رومفورد، شرقي لندن، وهاجمهن بعبارات عنصرية.
وتتبع تيري يوري البالغ من العمر (55 عاما)، النساء المسلمات في منطقة التسوق المزدحمة، وصرخ بصوت عالٍ وأشار إليهن، بينما حاولن الابتعاد عنه.
URGENT: Help @metpolice identify this sick racist earlier today in Romford!
WATCH as this coward physically threatens and subjects a group of women with his vile, horrific, racist and Islamophobic slurs. We stand with them in solidarity!
???? Internet, please do your thing! ???? pic.twitter.com/daY7vaQ3A6
— Redbridge Community Action Group (@RedbridgeAction) April 20, 2024
"مجموعة عمل مجتمع ريدبريدج" أعادت نشر المقطع الذي انتشر على نطاق واسع، ليظهر الرجل في الفيديو، وهو يشتم السيدات اللاتي وصفهن بـ"الخونة المسلمين" قائلا، "اذهبوا أيها الأغبياء. نحن دولة مسيحية. نحن لا نحبكم. أنتم سرطان في بلادنا. نحن لسنا دولة مسلمة".
وبعدما طلبت منه إحدى السيدات أن يتوقف عن مضايقتهن، رد قائلا "إطلاق صواريخ كاتيوشا على إسرائيل، هل تعتقد أن هذا أمر طبيعي؟ لا نريدك هنا. ابتعدي عن إنجلترا".
وكتبت "مجموعة عمل مجتمع ريدبريدج" في منشور على منصة إكس "المشتبه به: تيري يوري، البالغ من العمر (55 عاما)، متهم بالتحرش الديني المتعمد، وسيمثل رهن الاحتجاز أمام محكمة الصلح في تيمز في 22 أبريل/نيسان الجاري".
SUSPECT CHARGED: Terry Eury, aged 55 of Wapping, E1 has been charged with religiously aggravated Intentional harassment
He will appear in custody at Thames Magistrates’ Court on the afternoon of 22 April.
Well done to the @metpoliceuk ????????????
*PLEASE SHARE WIDELY*
— Redbridge Community Action Group (@RedbridgeAction) April 22, 2024
أما شرطة مقاطعة هافرينغ، فقالت بدورها إن يوري لا يزال رهن الاحتجاز بعد إلقاء القبض عليه للاشتباه في ارتكابه جرائم عنصرية تتعلق بالنظام العام مساء الأحد.
الاعتداء عقب مظاهرة لدعم فلسطينشاهد العيان وسيم أحمد (55 عاما) قال لصحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية، "أعرف هؤلاء النساء.. لقد صدمت بالطريقة التي حدث بها ذلك، ولكنني لم أصدم في الوقت نفسه. الهجمات المعادية للإسلام ارتفعت بشكل كبير منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول".
March and demo outside @Barclays Ilford for supporting Israeli genocide. Organised by @PscRedbridge and @twinjenin and supported by @RedbridgeAction and @FORMO_Redbridge amongst others pic.twitter.com/VuUv9lBu1f
— Redbridge Community Action Group (@RedbridgeAction) April 20, 2024
وأضاف "يرفض كثير من وزراء الحكومة وحتى (رئيس الوزراء) ريشي سوناك الكشف عن حجم انتشار الإسلاموفوبيا.. النساء أهداف سهلة (للمهاجمين)، وهذا هو الشيء الأكثر حزنا. لم أر أي شخص يتدخل، ربما كان قلقا على سلامتهم، ولكن كل ما عليك فعله هو الصراخ عدة مرات حتى لا تعرض نفسك للخطر. لا أفهم لماذا يقف الناس، ويتركون ذلك يحدث".
من جانبها، أكدت متحدثة باسم شرطة العاصمة لذات الصحيفة في وقت سابق أن الشرطة تحقق في المواجهة "باعتبارها جريمة كراهية".
تزايد حالات الكراهية ضد المسلمينووفقا لتقرير أصدرته منظمة "قياس الهجمات ضد المسلمين" المعنية بتوثيق الحوادث المعادية للمسلمين في المملكة المتحدة في فبراير/شباط 2024، فإن حوادث الكراهية زادت بنسبة 335% مقارنة الأشهر الأربعة الأخيرة من عام 2023.
وأضاف التقرير أن أكثر من ألفي حالة معادية للمسلمين تم تسجيلها في المملكة المتحدة منذ أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 والحرب الإسرائيلية على غزة.
وفي يوليو/تموز 2023، أصدرت المنظمة دراسة تحت عنوان "عَقد من الكراهية ضد المسلمين"، أظهرت زيادة مقلقة في حالات الإسلاموفوبيا في بريطانيا خلال السنوات العشر الأخيرة، مشيرة إلى أن "الحالات المؤكدة المتعلقة بالكراهية ضد المسلمين زادت بشكل سنوي".
وقالت المنظمة إنها تلقت أكثر من 20 ألف تقرير من أشخاص بلّغوا عن حوادث إسلاموفوبيا تعرضوا لها خلال العقد الماضي، وساعدت ودعمَت أكثر من 16 ألف حالة لمسلمين واجهوا الكراهية والتعصب.
Cases of anti-Muslim hate ‘have more than doubled’ in a decade https://t.co/bCw0WGhtfR
The NEW report from Tell MAMA covering a decade of anti-Muslim hate cases and supporting over 20,000 people can be found HERE: https://t.co/MZT7HpbTDH#AntiMuslimHate #Islamophobia pic.twitter.com/d13nc45Vqh
— Tell MAMA UK (@TellMamaUK) July 20, 2023
وأشارت المنظمة إلى أنها وثقت 584 حالة عام 2012، في حين وصل عدد الحالات الموثقة عام 2021 إلى 1212 حالة، وأن الإغلاقات التي أعقَبت انتشار وباء كورونا (كوفيد-19) "تسببت في تفاقم الترويج للكراهية ضد المسلمين على الإنترنت، حيث سجل عام 2020 أعلى نسبة متعلقة بالإسلاموفوبيا".
ولفتت الدراسة إلى أن حوادث الإسلاموفوبيا عبر العالم بلغت ذروتها بين أعوام 2016 و2017 و2019، وهي الأعوام التي شهدت "مجموعة من الهجمات الإرهابية في المملكة المتحدة، وهجمات كرايست تشيرتش الإرهابية في نيوزيلندا، ونتيجة استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".
ويعود تصاعد الكراهية ضد المسلمين لعدة أسباب أبرزها أنشطة اليمين المتطرف وخطاباته السياسية، والزيادة في الهجمات المعادية للمسلمين في دول مختلفة في العالم.
وقال المجلس البريطاني الإسلامي في منشور على منصة "إكس" إن "البيانات الجديدة الصادمة تظهر ارتفاعا بنسبة 30% في جرائم الكراهية المعادية للإسلام، مما يسلط الضوء على مشكلة خطيرة ومستمرة ومنتشرة في مجتمعنا".
???? Shocking new data shows a 30% rise in #Islamophobic hate crime, highlighting a critical, persistent and pervasive issue in our society.
The Government must be called to question over the lack of meaningful action in tackling #Islamophobia https://t.co/k69W7gV29H
— MCB (@MuslimCouncil) July 21, 2023
وبحسب مكتب الإحصاء البريطاني "أو إن إس"، فإن عدد المسلمين في إنجلترا وويلز ارتفع بمقدار 1.2 مليون خلال السنوات العشر الأخيرة، ليصل عدد السكان المسلمين إلى 3.9 ملايين عام 2021.
ويتركز وجود المسلمين في بريطانيا في 5 مدن، بينها برمنغهام وبرادفورد ومانشستر، ويوجد أكثر من 250 مسجدا في المملكة المتحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الکراهیة ضد المسلمین فی المملکة المتحدة pic twitter com أکثر من
إقرأ أيضاً:
الحرية الكاملة.. هدية غزة إلى العالم
لقد حررت غزة العالم، هذه قناعة شخصية ستبدو لكثيرين عجولة، ليبدأ التاريخ القادم من حرب الطوفان وتكون غزة الصغيرة مثل نقطة ضوء في ظلام العالم. لقد كانت شوارع العالم ميتة أو تكاد، وكانت تحركها -بأعداد قليلة- قضايا محلية مثل مظاهرات قوس قزح والعراة وحقوق البطريق في القطب الجنوبي. كثير من حراك الشوارع الغربية كان يستهجنه المتفرجون على المظاهرات، لقذ بدا لي أن شوارع الغرب قد عثرت على هوية جديدة، هوية إنسانية، هوية انبعاث الإنسان من ركام القضايا المزيفة التي ينفخ فيها إعلام دجنته الصهيونية العالمية. لكنها حرية هشة بعد وتحتاج عقلا كونيا متحررا يدفع هذه الحرية/ الهدية إلى سقوف أعلى. فهل يلتقط المضطهَدون في العالم هذه الموجة ويركبونها نحو المزيد من الحرية؟ ومن يستطيع أن يدفع الناس في كل مكان نحو هذه السقوف الإنسانية؟
نقاشات قديمة مع غربيين
قُيضت لنا فرص نقاشات طويلة مع باحثين غربيين فرنسيين بحكم التماس اللغوي (كمستعمرين سابقين)، وكان النقاش يدور حول فلسطين وحول الدكتاتوريات العربية. وكنا ندفع المحاورين إلى نقطة محددة وهي أن الدكتاتوريات العربية هي صناعة غربية في منشأها وفي استمرارها وجبروتها، وأن الشعوب العربية (كحزء من شعوب العالم المضطهدة) ليست جاهلة بالديمقراطية ولا هي أقل من شعوب الغرب حقا فيها. وكنا نلاحظ دوما أن المحاور الغربي إذا أمِن لنا يخرج مكنون قلبه فيشكو لنا من أنظمة الغرب، فهي خاضعة بدورها إلى الصهيونية وأن الحديث في مسائل كثيرة في مقدمتها الحق الفلسطيني من المحرمات. بل يذهب الكثير من المحاورين إلى أن الديمقراطية الغربية نفسها قد فسدت باختراق صهيوني حد العظم، وأن رؤساء فرنسا مثلا هم اختيار صهيوني يمر عبر مسرحيات انتخابية، فالحال من بعضه؛ وإن كان بقي للمواطن الغربي هامش حريات ليسير في مظاهرات المثليين ولا يضربه البوليس.
وهذا الشعور بالاختراق والهيمنة الصهيونية محسوس بدرجات عالية في الوسط الأكاديمي، وكانت محاكمة غارودي تحضر في أغلب النقاشات. أما المؤرخون المراجعون لسردية الهولوكوست، فذكرهم علنا في وسط أكاديمي أو الإحالة إلى أعمالهم كذكر الشيطان في الكنيسة. لقد علمنا أنه توجد كتب تُقرأ في الغرب الديمقراطي سرا.
انفجار الشوارع الغربية الذي حرّضته مأساة غزة وملحمتها يأتي في تقديرنا أولا من شعور قاس بالمَظلمة (وهذا مستوى التعاطف الانساني الفطري)، ويأتي ثانيا من رغبة في التحرر من الهيمنة الصهيونية في الغرب نفسه (وهذا مستوى التحرر). لقد اتخذت هذه الشواراع غزة (بعد تريث وقراءة متأنية) ذريعة لتثور على أنظمتها، لذلك تجاوزت التعاطف مع المثير إلى رفع مطالب ذات كنه تحرري في أوطانها (مثل قطع العلاقات والمحاسبة)، سمعنا أولها في أسبانيا ونلتقط جمله حتى في هولندا وقد توهمنا دوما أن هولندا كانتون صهيوني. ومن كان يُظن أن برلين حاملة عقدة الهولكوست ستخرج عن بكرة أبيها لتناصر قضية تلعب فيها الصهيونية دور الجلاد.
لقد وضعت غزة قضية فلسطين في قلب العالم لكنها أيقضت قلب العالم على مآسيه الذاتية. ومن هنا بدأ التحرر الذي نظنه كونيا سيتجاوز المثير الفلسطيني إلى حركة تحرر عالمية بوسائل الديمقراطية المغدورة في حرياتها. إن الجُمل الجريئة ضد الكيان الغاصب بعد خوف وريبة، مثل الإقرار بالإبادة الجماعية، سيكون لها في تقديرنا أفق أوسع وستنتهي بدحض السردية الصهيونية وتمهد لإعادة كتابة تاريخ القرن العشرين برمته، وهو القرن الذي كتب تاريخه الصهاينة ليكونوا قلب الوقائع والأحداث، فكأنهم وحدهم من يسير على سطح البسيطة. لقد قال لهم أحد صنائعهم الإعلامية: شعب الله المختار لا يقتل الأطفال والنساء.
التشبيك العربي مع حركة التحرر العالمي
عاشت الأنظمة العربية الثوري منها والمطبع بخدمتها للكيان الصهيوني، فهي ليست سبب وجودها فحسب بل سبب بقائها وغطرستها، فهي قادرة على حرق الناس أحياء بلا وجل إذ يقف في ظهرها النظام العالمي المتصهين، وبقدر إخلاصها لهذه المهمة كانت تتصلب وتبقى وتقتل. كل رئيس عربي حكم أو ملك عربي اقترب من كرسي الحكم أرسل إشارات الخضوع للسردية فقُبل وشُرع وجوده. وما يزال هذا النظام يأمل في البقاء بقمع شعبه ومنعه من الخروج مع غزة، رغم أنه يشاهد مثلنا أن شوارع العالم خرجت وتحررت. وإنه ليخجلنا كعرب أن نتابع شوارع الغرب من أمام شاشانا ونتحسر من عجز وقلة حيلة، لكنها حسرة لا تبرئنا من إثم الخذلان.
في لحظات عجزنا العربي، جماعات وأفرادا ونخبا، نعلق أملا على أن تسقط شوارع الغرب السردية الصهيونية فتضعف قبضتها هناك فيفقد النظام العربي سبب بقائه، لكن هذا يزيد في حسرتنا فنحن في وضع الثعلب الجبان الذي ينتظر صيد الأسد ليأكل فضلته. فكيف يمكن الاستفادة من حركة الشوارع الغربية لتثوير العجز العربي الشعبي والنخبوي؟
هذا سؤال أقرب إلى الأمنيات، وأكتبه مسترجعا حالة انكسار الربيع العربي الذي سبق هذا الخريف الملتهب في الغرب. أمامي صور وول ستريت تقلد الثورة التونسية وترفع شعاراتها بعربية عجماء "الشعب يريد إسقاط وول ستريت". لقد كانت ثورة في سرعة رصاصة وصلت قلب العالم وارتدت بفعل نخبوي محلي أكثر من الاختراق السياسي الغربي.
لحظة غزة أيضا تكشف لي سبب ردة الربيع العربي، لقد كان النقاش ولا يزال حتى اللحظة يدور حول خطر انتصار حماس. فغزة عند كل من خرّب الربيع العربي هي حماس، وحماس هي الإخوان، والإخوان هم الإسلام السياسي، والإسلام السياسي لا حق له في الحياة. هنا يعسر علي تخيل عملية تشبيك يقودها مثقفون ونخب لم تؤمن بأهمية الحرية، وأوشك أن ألخِّص أن غزة التي حررت العالم لم تحرر جيرانها العرب، وهذا قول يؤلم الحجر.
من يكتب رسالة أولى إلى العالم المتحرك
بقي على من قدر على تجاوز هذه العقدة النخبوية المريضة أن يبادر بعقل يؤمن بالحرية ليقول قولا حاسما وينطلق في فعل تشبيك بأفق كوني. لقد لمستُ في قافلة الصمود التي رُدت على أعقابها لحظة تجاوز هذه العقدة، ولمست في أسطول الصمود وفي أسطول الحرية بداية التشبيك الذي بدأ بتجاوز عقدة النخب الهاربة من حقيقة بسيطة لن يمحها الإنكار؛ إن الإسلام السياسي مكون أساسي في المشهد السياسي العربي، ومهما تأخر الزمن وطال الإقصاء فهو صاحب حق وعليه دور ومسؤوليات. هذا مفتاح الباب الأول للتشبيك الكوني؛ مصالحات داخلية أو تجاوز فعال لنخب الاستئصال التي شاءت -أم أبت- تعيش من السردية الصهيونية كما تعيش الأنظمة من خدمة السردية إياها، فالصهاينة يعرفون من يزعجهم فعلا لا قولا.
هذا زمن إرسال الرسائل إلى النخب التي تقود شوارع الغرب؛ جيرانكم العرب ضحية أخرى للصهيونية صانعة الأنظمة العميلة المتصهينة، وأنظمتكم المتصهينة لا ترسل الدعم العسكري والاقتصادي للكيان فقط بل تصنع أنظمة عربية لحمايته. هل هذا طلب نجدة يصدر عن كسالى متواكلين (بمنطق احمونا)؟ إذا أُرسلت مثل هذه الرسائل من شوارع نائمة فليكن الفناء جديرا بها فهي ميتة، ولكن إن خرجت من شوارع متحركة مؤمنة بوحدة المعركة الكونية ضد الصهيونية العالمية فسيكون لها صدى في شوارع الغرب. وكلما تأخرت هذه الرسائل برد الحدث وتفرغ الغربي لحريته وسيفرضها على حكومة بلده، وسيكون على العرب أن يكتفوا بفضلة الأسد مثل كل ثعلب جبان.. أحتاج إلى معجزة.