التجار يشعرون بالخطر.. حملة لمقاطعة الأسماك في دمياط
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت محافظة دمياط، اليوم الثلاثاء بداية انطلاق حملات المقاطعة لشراء الأسماك نظرا للارتفاع المبالغ فيه في أسعار الأسماك، حيث تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك دعوات كبرى من أجل عدم شراء الأسماك ومقاطعتها لحين نزول الأسعار التي أصابها الجنون وباتت تزيد بصورة يومية.
الجدير بالذكر أن محافظة دمياط هي بلد الأسماك وبها ثلثي أسطول الصيد المصري وحلقة السمك في مدينة عزبة البرج في دمياط بها من الأسماك مختلف الأنواع والأشكال مما دفع العديد من تجار الأسماك صباح اليوم الثلاثاء إلى تخفيض أسعار عدد كبيرا من الأسماك بعد أول ساعات في دعوات المقاطعة حيث أعلنت مجموعة من محال بيع الأسماك عن وجود أجود أنواع الأسماك، حيث قاموا بتخفيض سعر كيلو سمك الشبار الأخضر من ١٥٠ جنيها إلى ٧٠ جنيها للكيلو وتم تخفيض سعر كيلو السمك البوري من ١٢٠ جنيها إلى ٧٠ جنيها، وتم تخفيض سعر السمك البلطي من ١٢٠ جنيها للكيلو إلى ٨٠ جنيها للكيلو وتم تخفيض كيلو سمك السردين من ١٥٠ جنيها إلى ٨٠ جنيها للكيلو.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أسطول الصيد المصري أسطول الصيد اسعار الاسماك التواصل الاجتماعي فيسبوك جنیها للکیلو
إقرأ أيضاً:
حين تختنق الأسماك… ويبكي النهر
بقلم: الحقوقية انوار داود الخفاجي ..
في بلادٍ كانت تُسمّى يوماً وادي الرافدين، أصبح الماء عدو الحياة، والنهر قاتلاً صامتاً يمرّ على جثث الأسماك كما يمرّ على صمتنا. هنا، في العراق، لا تنفق الأسماك فقط، بل تنفق معها آخر رمق من كرامة البيئة، من عافية النهر، ومن ضمير المسؤول.
لم تعد مشاهد النفوق الجماعي للأسماك في نهر الفرات أو دجلة تثير الذهول، فقد أصبحت موسمية كالعواصف الترابية والانقطاعات الكهربائية. آلاف الأسماك تطفو على سطح المياه، ميتةً، بيضاء البطون، تتقلب في قذارةٍ لا تُغتفر. السمك الذي كان قوت الفقراء، وعمود اقتصاد آلاف الصيادين والمزارعين، بات اليوم عنواناً لمأساة لا تجد من يحزن عليها.
الأسئلة كثيرة، لكن الإجابات غائبة أو مغيبة. لماذا تموت الأسماك؟ لماذا تختنق في مياهٍ كان يُفترض أن تكون شريان الحياة؟ والجواب، كما هو حال كل شيء في العراق خليط من الإهمال، الفساد، والعجز المتواطئ. التلوث الصناعي، التصريف العشوائي للمياه الثقيلة، الإطلاقات الكيمياوية من المعامل، الصرف الصحي غير المعالج، ونقص الإطلاقات المائية من دول الجوار، كلها تتشابك كأصابع جثة تغرق في الوحل.
لا أحد يُحاسب. لا وزارة البيئة تملك أدوات حقيقية للردع، ولا وزارة الموارد المائية تملك سيطرة حقيقية على نهر بات بلا سيادة. حتى وزارة الصحة حين تصدر بيانات، تصدرها ببرود، وكأنها تتحدث عن حادث عرضي في دولة أخرى، لا عن كارثة متكررة تهدد الأمن البيئي والغذائي في بلدٍ يعاني أصلاً من كل أنواع الموت البطيء.لكن القصة ليست فقط عن الأسماك. هي تراجيديا سوداء، لأن موت الكائنات الصامتة هو جرس إنذار لما ينتظر البشر. النهر الذي لا يحفظ الحياة في داخله، لن يمنحها لمن على ضفافه. النفوق رسالة قاسية تقول لنا أنتم القادمون في الطابور . من لا يحترم الماء لا يستحقه، ومن يلوثه لا يملك مستقبلاً فيه.
في هذا الوطن، يبدو أن كل ما يتحرك نحو الحياة يُدفن مبكراً الشاب، الحلم، الكتاب، النهر… وحتى السمكة. حتى هذه المخلوقات التي لا تحتج، لا تتظاهر، لا تطالب بالكهرباء أو الوظيفة، لم تسلم من لعنة الفساد، ومن جريمة الصمت.
فمن المسؤول؟ هل نسأل الوزارة التي نامت على التقارير؟ أم المزارع الذي سمّم المياه؟ أم الدولة التي لا تملك خطة إنقاذ بيئية؟ أم أنفسنا، نحن الذين تعودنا رؤية الجثث، سواء كانت بشرية أو مائية، دون أن نصرخ؟ ربما كلنا شركاء، أو ضحايا، أو شهود عار.
في الختام، يظل النهر شاهداً بلا صوت. يسير بثقله، يحمل فوق ظهره جيف الأسماك، وتحت مياهه خيبات وطن بأكمله. لا أحد يعتذر، لا أحد يُحاسب، فقط نكتب، فقط نرثي، ثم ننتظر النفوق القادم.
انوار داود الخفاجي