أكدت صحيفة «الأهرام» أن مصر تعمل منذ بداية الحرب في غزة، وحتى يومنا هذا، على تبني موقف واضح وثابت تجاه ما يجري في غزة، وطرحه بقوة ووضوح عبر جبهات دبلوماسية إقليمية ودولية متعددة ومتداخلة، ويحظى هذا الموقف باحترام وتقدير كبيرين من مختلف الأطراف الدولية المعنية بالقضية الفلسطينية كلها.

وأفادت الصحيفة - في افتتاحية عددها الصادر اليوم الأربعاء تحت عنوان (الخطوة الأولى.

. وقف التصعيد) - بأن الموقف المصري يدعو إلى ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية بشكل مستدام، والعمل على إبرام اتفاق بشأن تبادل المحتجزين بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

ولفتت الصحيفة إلى أنه كما يدعو الموقف، وبكل قوة وحزم، إلى رفض أي سيناريوهات لتهجير الشعب الفلسطيني من غزة إلى الأراضي المصرية، أو إلى أي مكان آخر، وكذلك التحذير من خطورة التفكير الإسرائيلي في اجتياح رفح.

ونبهت إلى أن الموقف المصري يتضمن أيضا التحذير المستمر من مغبة استمرار الصراع في غزة بما يؤدي إلى توسيع نطاقه إلى جبهات ومناطق أخرى، وهو ما ظهر واضحا في الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، وأيضا في اضطراب حركة الملاحة جنوب البحر الأحمر.

وأشارت "الأهرام" إلى أن الموقف المصري يدعو أيضا إلى البحث عن تسوية سلمية دائمة وشاملة وعادلة للقضية الفلسطينية، تقوم على أساس مقررات الشرعية الدولية، وحل الدولتين، باعتبار أن هذا الطريق هو الضامن الوحيد لوقف دائرة الصراع اللانهائية.

وشددت الصحيفة على أن هذه المواقف، هي مضمون الرسائل التي تنقلها مصر للعالم في مختلف المناسبات وعلى جميع الأصعدة، خاصة خلال المحادثات والاتصالات التي تجري بينها وبين قادة المنطقة والعالم، وهو ما ظهر بوضوح من خلال فحوى الاتصالين الهاتفيين اللذين تلقاهما الرئيس عبد الفتاح السيسي من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، مما يؤكد صحة المواقف المصرية، وتوافقها مع ما يمليه الواقع، ومع تحركات الدول الأخرى، وأيضا مع مقررات الشرعية الدولية.

واختتمت الأهرام، افتتاحية عددها بأنه منذ بداية أزمة غزة الحالية، قدمت مصر جهدا كبيرا على صعيد إنفاذ المساعدات إلى قطاع غزة، وتحويل دفة المواقف الدولية من تبين كامل لحق إسرائيل في الرد على هجمات 7 أكتوبر 2023 إلى أهمية حماية الفلسطينيين، ومنع تحول الاعتداءات الإسرائيلية إلى حرب إبادة وتطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية في غزة.

اقرأ أيضاًالصحة العالمية تدعو إلى الامتثال للقانون الدولي الإنساني وإدخال المساعدات لغزة

تسكب البنزين على النار.. ماذا تريد أمريكا من إرسال المساعدات إلى إسرائيل وأوكرانيا؟

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مصر الاحتلال الأهرام القضية الفلسطينية قطاع غزة مجلس الأمن المجتمع الدولي فی غزة

إقرأ أيضاً:

الحرب على التاريخ أيضا في غزة

الحرب المجنونة فـي غزة ليست فقط على الحجر والبشر، ربما ننسى، فـي جنون القصف والمذابح، ضحايا آخرين لم ينتبه لهم أحد، رغم أن قيمتهم تشبه، أو ربما تتعدى، قيمة البيت والإنسان الفلسطيني هناك. إنها آثار غزة، حضارتها، هويتها، ووجودها التاريخي العميق.

فـي كتابه الذي جاء فـي وقته تمامًا، آثار غزة وحرب التاريخ، للكاتب والمؤرخ الغزي حسام أبو النصر، يصوّر أبو النصر حجم الجحيم الذي تعرضت له آثار غزة، وهو جحيم مقصود تمامًا. الأعداء يعرفون أن تحطيم شعب ومقدرات غزة لن يكون ممكنًا دون تحطيم هويتها وتاريخها واسمها الحضاري. فغزة جزء من فلسطين التاريخية، وقد عاش الإنسان فـيها منذ آلاف السنين. صدر الكتاب عن دار الفـينيق برام الله العام الماضي، وأحدث نشره اهتمامًا بالغًا، ولفت الانتباه إلى مأساة غزة بشكلها الكلي.

يقدّم وزير الثقافة الفلسطينية، عماد حمدان، الكتاب بقوله: «لأول مرة أشعر بصعوبة بالغة فـي كتابة مقدمة لكتاب عن الآثار، وهذه الصعوبة تأتي من الضغط النفسي الذي أعيشه منذ أحداث زلزال السابع من أكتوبر».

الكتاب مصنف إلى عدة فصول، فـي الفصل الأول، يتحدث أبو النصر عن الواقع التاريخي والجغرافـي لغزة، ساردًا مراحل مهمة فـي تاريخها، بدءًا من الهكسوس، والآشوريين، والبابليين، واليونانيين، وحكم الرومان والأنباط، وعبادة الأوثان، ثم غزة البيزنطية، فالفتح الإسلامي، ونهاية الرومان، ومعركة بيت لاهيا، ومعقل المذهب الشافعي، فالمماليك، فالعثمانيين، فالحملة الفرنسية، فالاحتلال البريطاني، فالحكم المصري، ثم الاحتلال عام 1967، ثم غزة فـي كتابات الرحالة والمستشرقين.

يشرح أبو النصر بالتفصيل الحضارات التي مرت على غزة، مبتدئًا بالفراعنة، حيث اعتبر الفراعنة غزة عاصمة لهم فـي أرض كنعان، وسمّوها «هازاتي» و«غازاتو» كما ورد فـي لوحات تل العمارنة. ويعتبر المؤلف أن الجزء الجنوبي من فلسطين كان تحت الحكم الفرعوني نظرًا للصلات التجارية والعلاقات الكبيرة بينهما. وعن العبرانيين، يكتب: «هم من الأقوام السامية التي نزحت إلى العراق من الجزيرة العربية، حيث كانوا يعيشون حياة التنقل والرعي». ويواصل الحديث عن الهكسوس، والآشوريين، والبابليين، والفرس، واليونانيين، والرومان، والأنباط، والمسيحية، والبيزنطية، والفتح الإسلامي، وغيرها.

فـي فصل «الاعتداءات الإسرائيلية على الآثار فـي غزة»، يقول أبو النصر:

«أصبحت معالم الآثار واضحة تمامًا مع نهاية عام 1948، حيث وقعت النكبة، وكانت الحركة الصهيونية قد أنشأت ذراعها فـي مجال التنقيب الجائر عن الآثار فـي أرض فلسطين منذ عام 1914 تحت اسم «جمعية بحث أرض إسرائيل».

يتحدث الكاتب عن تاريخ نهب وتدمير آثار فلسطين فـي كافة مراحل الاحتلال، ذاكِرًا أسماء الآثار وتواريخ تدميرها، مثل: قصر الحاكم المصري الذي دُمّر عام 2009، وكنيسة القديس برفوريوس التي لجأ إليها المئات من سكان الشجاعية، فباغتتها طائرات الـ F-16، وأتت على 23 قبرًا، وتضرر بيت المطران وسقف الكنيسة بشظايا متفرقة.

وهناك آثار أخرى دُمرت بشكل كلي أو جزئي، مثل:

جامع المحكمة البرديكية، وجامع الظفر دمري، ودائرة المخطوطات والآثار، والجامع العمري فـي جباليا، ومسجد النصر، وتل المنطار، وموقع القديس هيلاريون، وميناء أنثيديون.

وفـي حرب أكتوبر 2023، تم استهداف كنائس ومكتبات تاريخية، مثل: مكتبة جامع الأزهر، ومكتبة الجامعة الإسلامية، ومكتبة مركز التخطيط، وميناء غزة، وتل رفح، ومقبرة الإنجليز، كما استُهدفت مقامات إسلامية، مثل: مقام النبي يوسف، ومقام الشيخ شمس الدين أبو العزم، ومقام ابن مروان، والشيخ عبد القادر الغصين، وقبة الشيخ محمد المشيش.

ولم تسلم المتاحف أيضًا، مثل متحف قصر الباشا، ومتحف العقاد، ومتحف الخضري. وهناك مخطوطات وأرشيفات مهمة تعرضت للقصف، مثل: أرشيف وزارة التربية والتعليم، وأرشيف المعاهد الأزهرية، وأرشيف سلطة الأراضي.

ولم ينسَ المؤرخ ذكر بيوت غزة القديمة التي تعرضت للقصف، لأسباب لا تبتعد عن الهدف الشيطاني العام للصهاينة، وهو تدمير هوية غزة وحضارتها.

---

الكاتب فـي سطور

اسمه الحقيقي عبد الحميد أبو النصر، كاتب ومؤرخ فلسطيني، وممثل فلسطين فـي اتحاد المؤرخين العرب، وعضو الأمانة العامة لاتحاد الكتّاب والأدباء الفلسطينيين، ومدير دائرة التاريخ فـي وزارة الثقافة.

ترأس العديد من المؤتمرات العلمية، منها:

فلسطين الكنعانية (2019)

فلسطين المسيحية (2022)

فلسطين رؤى استشرافـية (2016)

فلسطين تحدّث أخبارها (2015)

كتب فـي العديد من المجلات، منها:

شؤون فلسطينية

أوراق فلسطينية

مجلة الدراسات الفلسطينية

مجلة باحث - بيروت

مجلة حق العودة

مجلة تسامح

ويكتب فـي عدة صحف، منها: القدس العربي والحياة الجديدة والقدس والأخبار اللبنانية والعربي الجديد وصحيفة معا الإلكترونية.

من مؤلفاته:

ثورة الكف الأخضر

أقباط بيت المقدس

تاريخ مخطوطات فلسطين

آثار غزة وحرب التاريخ

كما أعدّ وحرّر العديد من الكتب، منها:

إعادة كتابة التاريخ

فلسطين الكنعانية

فلسطين المسيحية

مقالات مشابهة

  • إسرائيل توافق على إيصال المساعدات إلى غزة بضغط أوروبي
  • يونيسف: القانون الدولي يُنتهك بالكامل في غزة على يد إسرائيل
  • الاتحاد الأوروبي: اتفقنا مع إسرائيل لزيادة المساعدات إلى غزة
  • علي الشامل: قدمت شخصية "رينجو" في "حرب الجبالي" بعفوية بعيدًا عن المبالغة
  • الاتحاد الأوروبي يتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل لاستئناف المساعدات إلى غزة
  • السفير حسام زكي: إسرائيل خسرت سمعتها الدولية بسبب حرب غزة.. وتصريحات نتنياهو ساذجة
  • الحرب على التاريخ أيضا في غزة
  • الحرية المصري: التنسيق جار مع مرشحي الحزب بانتخابات الشيوخ لحسم الموقف النهائي
  • النائب العام يحرك الدعوى ضد أسامة المصري ويطلب مساعدة قضائية من “الجنائية الدولية”
  • لجنة الإنقاذ الدولية: 6 أطنان من المعدات الطبية عالقة على حدود غزة منذ 4 أشهر