سودانايل:
2025-12-10@20:33:32 GMT

السودان .. سيرة الماء الأول

تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT

أبوذر بابكر

[email protected]

==============================
في المسافة بين "حاء" الحب و "حاء" الحرب، تعلن "الراء" وجلها المريع وتنزوي، آملة في عناق الحياة، نادمة على توسد "الرحيل"
وفي حضرة الماء الأول، تنهض أشياء وتخيب أخرى، ويتخذ العطاء هيئة البراءة حين يجلس في راحة اليد ويقاوم غواية المنح قبل أن يقطع الطريق بين "نون" النية و "نون" النوال، ثم، قد يتمرد الصلصال ذلك القاطن منذ أزل التراب بين حيطان الأجساد وحقول الرغبة وينتفض ساخطا في براح الأرواح التى لا تخشى "بطلان التييم" ولكنها ترى حقيقة الإرتواء تنبعث من مبتدأ حتمية الظمأ وصولا الى خبر السقيا، وتتلهف للإنصهار مجددا مع طينها القديم، ويكون الهواء شاهدا لا يكذب أهله.


في حضرة الماء الأول، تقدم الصحارى فروض طاعتها وهداياها للعابرين التائهين، وتختفي سخرية الرمل من سطح ثوبها الشاحب، ولكن ما بال القوم يسعون خلف غبار لا يغري سوى بالمزيد من الدعاء؟ يخبرون الأشجار عن "صاد" عاقة لا تحالف غير الصحارى وتلك العصية التى في أول الصبر، يراودون الجهات عن اسمائها التى محاها اصرار الريح ووعثاء الضجر، ويسألوننا عن أخبار ما سيأتي غدا وعن احوالنا، وما عرفوا اننا تركنا تقاويم الحياة خلفنا ببسطام.
في حضرة الماء القديم، تبدأ اولى نهايات العطش وتنتهي آخر "عِينة" في فصل التمنى، فالمسافة بين "واو" الوطن و "واو" الوصول، أبعد وأشق مما هي بين "واو" الولادة و "واو" الوجود، فهل تطيق السعي أيها الرجل ؟ واينما داهم شوك الرجس المقيم فينا اقدامنا، وكلما غزتنا عتمة، تجدنا نعتمر خوذات الخيبة ونتحسر، كيف نسينا مصباحنا ببسطام ؟ فمن ذا الذي يهبنا دربا لا تدير الشمس وجهها عن ترابه المحموم، لأننا والحمد والشكر لإله التراب، لنا نصيب وافر من رهق الأيام يكفي مؤونة عامنا ويزيد، ولنا أكثر منه مما ورثنا من بخل الأحلام المضيئة بقمح مواسمها العجولة.
في حضرة الماء القديم، وفي جسارة معلنة، تصبح الوجوه مثل خريطة لا تستسيغ البوصلة أن تشير الى جهة الإبتسام فيها من شدة الخجل، ولا تقدر أن تجلس بين ملتقى خطوط عرضها التى ترسم وتحدد مسافات العناء التى يسمح للدم بالتحليق فوقها، وخطوط طولها النائمة على وسائد قطبي الغناء المتجلد في لهاة النجم، كيف السبيل اذا لمحاورة الأفق أو حتى لسؤاله عن أحوال الصلصال بعد أن تركنا نارنا ببسطام؟ فيا أيها الماء القديم، هب لنا من لدنك نارا وأرضا، نارا تضيئ باناشيد الليمون واهازيج الأعياد، وارضا لا يأتيها الشقاء من أمامها ولا من خلفها، ولا تجلس المسغبة فوق جلدها المصبوغ بأهات الحيارى ونزق الشعراء وأمنيات الموتى

فيا أيها الماء القديم، دعنا نتم صلاتنا أولا ثم خذ منا ما تشاء، فها هي نوافذ الليل مشرعة تغازل النجم وتهدي القمر أريكة من فضة الإنتظار، اما نحن فقد سكتنا وقايضنا ذهب السكوت بصلصال جديد، دعنا نتم غنائنا، فغيرك لا يستطيع مجاراة غواية الوقت ومحاباة لؤم الأمكنة، خذ ما تشاء، ودع لي أمنيتي الوحيدة العذراء أن يكون الوطن طيرا تقبله السماء إن طار وارتفع، وتشتاقه الأرض، لا، تدسه الأرض في جيب روحها إن وقع.  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

كاس العرب 2025 .. منتخب البحرين ينهي مشاركته بفوز شرفي على منتخب السودان

قطر – حقق منتخب البحرين فوزا شرفيا على السودان بنتيجة 3 / 1 في ختام مشوار الفريقين بالمجموعة الرابعة من بطولة كأس العرب لكرة القدم 2025 .

أنهى المنتخب البحريني الشوط الأول متقدما بهدف سجله مهدي عبد الجابر في الدقيقة 37 من المباراة المقامة على ملعب “974” مستفيدا من تمريرة زميله عبد الله الخلصي.

وفي الشوط الثاني، تم طرد محمد سعيد لاعب المنتخب السوداني في الدقيقة 58 ليكمل صقور الجديان اللقاء بنقص عددي.

ورغم النقص العددي، أدرك المنتخب السوداني التعادل بهدف سجله ياسر مزمل في الدقيقة 72.

تقدم الأحمر البحريني مجددا بهدف محمد الرميحي من ركلة جزاء في الدقيقة 79 وأضاف مهدي الحميدان الهدف الثالث في الدقيقة 89 بتسديدة من داخل منطقة الجزاء.

رفع المنتخب البحريني رصيده إلى ثلاث نقاط، بعدما حقق فوزه الأول في البطولة بعد خسارتين أمام العراق والجزائر في أول جولتين.

أما منتخب السودان تذيل الترتيب بنقطة واحدة من تعادله مع الجزائر في الجولة الأولى، وخسارته من العراق في الجولة الثانية.

وودع منتخبا البحرين والسودان كأس العرب من الدور الأول، بينما حسم المنتخب الجزائري صدارة المجموعة بفوزه 2 / صفر على العراق في مباراة بنفس التوقيت.

رفع المنتخب الجزائري رصيده إلى 7 نقاط، خلفه العراق بست نقاط، وتأهلا سويا لدور الثمانية.

 

وكالات

مقالات مشابهة

  • لويس دياز يتحدث عن علاقته بـ صلاح: "لقد ترك بصمة عميقة في نفسي"
  • الجزائر تنتزع الصدارة وترافق العراق في ربع نهائي كأس العرب
  • كاس العرب 2025 .. منتخب البحرين ينهي مشاركته بفوز شرفي على منتخب السودان
  • فوز شرفي للبحرين على السودان بثلاثية في ختام مشوارهما بكأس العرب
  • مأساة الحارة رقم 7!!
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (يا أيها القبر… كم أنت حلو)
  • د. نسيم أبو خضير : سيرة رجل جعل الديوان الملكي بيت الأردنيين جميعا .– “أبو الحسن”
  • سيرة شيخ الأزهر الشريف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب
  • سيرة الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر الشريف.. فضيلة الشيخ عطية صقر
  • تصاعد التنمر الإلكتروني بين الأطفال في كل الدول الأوروبية: أيها الأشد معاناة؟