يترأس الاب نوح جارح، اليوم الأربعاء، الفعاليات الأنشطة الروحية، في إطار برنامج نهضة الصوم الكبير المقام بكنيسة العذراء مريم  التابعة لمطرانية الأقباط الأرثوذكس في منطقة العباسية، ذلك بدءًا من الساعة السابعة والنصف مساءً.

تفاصيل اجتماع البابا تواضروس بكنيسة الأنبا أنطونيوس.. الليلة الكنيسة القبطية تهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بعيد تحرير سيناء

عادة ما يتخلل  هذا النوع من اللقاءات الروحية في برنامج النهضة الروحية خلال أيام الصوم الكبير إقامة القطوس القبطية الأرثوذكسية والتي تقام منذ بدايته في مارس الماضي بصورة دورية بحضور كوكبة وأحبار الكنيسة، ومن المقر أن يتضمن مسابقة خاصة بسفري صموئيل الأول والثاني.


مناسبات منتظره في الكنائس

ينتظر الأقباط احتفالية عيد القيامة المجيد، بعد أيام، والتي تعيد ذكرى قيامة السيد المسيح من بين الأموات بعدما تعرض لشتى أنواع العذاء وصُلب وتحمل آلام الأرض من أجل خلاص الأمة من الإستبداد والظلام التي كان يتفشى بين العالم بفعل الخام  الظالمين آنذاك، وتبدأ الكنائس الأرثوذكسية 5 مايو المقبل بينما تستهل الفعاليات مساء اليوم السابق للتاريخ المذكور بالتزامن مع احتفالية  الطائفة الإنجيلية.

ثراء تاريخي في الكنيسة القبطية

تنعم الكنيسة بثراء تاريخي عريق شهده الأقباط على مدار عقود، ومر عليها أسماء خالدة في أذهانهم تحرص على اقامة الاحتفالات لتعيد احياء هذه ذكراهم السنويه لتمجيد سيرهم فقد ذهدت احتفالات في منصتف ايام الصوم  بمناسبة عيد البشارة التي تعيد ذكرى بشرى مولد المسيح حين ظهر الملاك غبريال  إلى السيدة العذراء ليخبرها بحملها وأن ف أحشائها مخلص الأمة، ويأتي ذلك بالتزامن مع الفترة المقدسة التي تعرف بـ الصوم الكبير الذي بدأ مارس الماضي واستمرت لمدة ٥٥ يوما وكانت هذه الفعاليات التالية لفترة روحية آخرى  وهى مدة “صوم يونان” وصولًا لـ“فصح يونان” الذي اقيم بالكنائس في مختلف الإيبارشيات، والتي تلت بعد مدة قصيرة من الزمن احتفال عيد الغطاس التي أقيم السبت  الموافق ١١ طوبة، وكانت العيد الأول في العام القبطي بعد  عيد الميلاد المجيد.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أسقف الأقباط الأرثوذكس الصوم

إقرأ أيضاً:

إبراهيم شقلاوي يكتب: فيلوثاوس.. أيقونة التسامح والوفاء

في مسيرة الدولة السودانية الحديثة، قلّما برزت شخصية دينية أو سياسية تجاوزت حدود المؤسسة الكنسية لتصبح ضميرًا وطنيًا جامعًا، كما فعل القمص فيلوثاوس فرج، كاهن كنيسة الشهيدين بالخرطوم، المفكر، وسفير السلام، والنائب البرلماني السابق. كان حضوره في الشأن العام نابعًا من كاريزما شخصية تميز بها بين أبناء جيله بجانب منصبه الديني ، كما كان الرجل يمثل انعكاسًا لفهم عميق لمعنى المواطنة كقيمة تتجاوز الطائفة، وتتغلغل في الفضاءين السياسي والاجتماعي بروح جامعة توحّد الناس قاطبة.

في العام 2016، وخلال الاستفتاء الإداري حول الوضع السياسي في دارفور، التقيت بالدكتورة “ما رثا جوزيف” في مؤتمر صحفي، وهي إحدى الناشطات في منظمات المجتمع المدني، ونائب رئيس الاتحاد الوطني للشباب السوداني. أكدت لي أن الأب فيلوثاوس كان من أبرز الداعمين لمشاركة الشباب الأقباط في الحياة العامة ومراقبة الاستفتاء، من خلال منظمات وطنية شاركت تحت راية السودان، لا الطائفة أو الدين، بل لأجل استقرار البلاد. وقد وجّههم للعمل في البرامج الصحية والتوعوية والاجتماعية، ثم في مراقبة الاستفتاء ميدانيًا، في وقت كان كثيرون يترددون في أداء هذا الدور الوطني الحساس.

لقد امتد وجود الأقباط السودانيين في دارفور وغيرها من الأقاليم لأكثر من سبعين عامًا، وكان وجودًا متجذرًا ومتفاعلًا مع نسيج المجتمع المحلي عبر التجارة والعلاقات الاجتماعية. وقد جسّد القمص فيلوثاوس هذا التفاعل الحي، إذ مثّل في حياته نموذجًا للانفتاح بين الانتماء الروحي والانخراط الفاعل في الشأن العام.

وُلد القس فيلوثاوس فرج عام 1944، ونال دكتوراه في الفلسفة من جامعة القاهرة فرع الخرطوم. من أبرز مؤلفاته: “المجموع الصفوي” و”القضاء الشخصي عند الأقباط”. توفي في 24 مايو 2025 عن عمر ناهز 81 عاما.

وقد نعت الدولة وفاته رسميًا، وشاركت معظم الأحزاب السودانية في مراسم العزاء، بما في ذلك المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي، مؤكدين دوره في دعم التماسك الوطني وتعزيز اللحمة الاجتماعية. ونعاه مجلس السيادة باعتباره رجلًا خدم السودان بتفانٍ، وترك إرثًا من العطاء والتسامح والمحبة، بل وصفه بأنه “رمز من رموز العيش المشترك”.

إنّ تاريخ الأقباط في السودان حافل بالعطاء في مجالات التعليم، والصحة، والاقتصاد، والخدمة المدنية، غير أن ما ميّز القمص فيلوثاوس هو توظيف هذا الإرث في بناء الحاضر، من خلال تمكين الشباب وخدمة الحوار المجتمعي. لقد كان يؤمن بأن السلام ليس مجرد اتفاق سياسي، بل ممارسة يومية لقبول الآخر، وهي الفلسفة التي طبّقها فعليًا من خلال نشاطاته في الداخل السوداني والمهجر.

وفي مناخنا الراهن المشحون بالتجاذبات، تبرز أهمية الرموز الوطنية الجامعة. فهؤلاء لا يُمثلون شخصيات اعتبارية فقط، بل يُؤدون دورًا محوريًا في صيانة الهوية الوطنية وتوحيد الرؤية. وكما قال الفيلسوف جان جاك روسو: “الوطن ليس الأرض فقط، بل هو أيضًا الإرادة المشتركة التي توحّدنا”.

بهذا المعنى، شكّل القمص فيلوثاوس تجسيدًا لتلك الإرادة السودانية التي تجاوزت الفواصل الدينية والإثنية، وجعلت من وحدة المصير شعارًا وممارسة. وقد خلّف عددًا من الكتب والإصدارات التي أثْرت المكتبة السودانية.

ومن هنا فإن غياب مثل هذه الشخصيات دون استعادة إرثها في وعي الأجيال، يُنذر بفراغ كبير. فالدول لا تُبنى بالأنظمة والسياسات وحدها، بل بالرموز التي تمنح للسياسة بُعدها الأخلاقي، وتُعطي للوطن معناه الجامع. وهذا ما فعله سماحة القمص؛ إذ زرع في وعي الناس فكرة الوطن المشترك، كواقع يجب حمايته والعمل لأجله.

وفي هذا السياق، من الضروري أن يستلهم جيل الشباب اليوم هذه النماذج التي جمعت بين الإيمان والعمل الوطني، بين العقيدة والعدالة، بين الخصوصية والانفتاح. فالوطن يحتاج إلى من يشبهونه: من يُحسن الإصغاء، ويجمع لا يفرق، ويبني الجسور لا المتاريس.

وعليه بحسب ما نراه من #وجه_الحقيقة فرغم رحيل القمص فيلوثاوس، إلا أن صوته لا يزال حاضرًا في ذاكرة المكان والجغرافيا والتاريخ. احترامًا، وتقديرًا، ووفاءً. فلا سلام بلا عدالة، ولا وطن بلا رموز توحّد. رحل فيلوثاوس ، لكن روحه ستظل منارة تهتدي الأجيال لأجل الوحدة الوطنية والوعي المجتمعي بأهمية التعايش السلمي.

له الرحمة ، بارك الله خطاه واثابه بما قدم ،والعزاء لأسرته ومحبيه، وأن يُلهم وطننا الصبر والسير على خطاه.

دمتم بخير وعافية.
إبراهيم شقلاوي
الإثنين 26 مايو 2025م Shglawi55@gmail.com

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تأجيل الجلسة وإحالته لمستشفى العباسية.. تطورات جديدة في قضية «سفاح المعمورة»
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: فيلوثاوس.. أيقونة التسامح والوفاء
  • متنفعش في العباسية والوايلي.. نقيب المهندسين يرفض القيمة الإيجارية الجديدة
  • لقطات نادرة حصلنا عليها الآن تعكس النشاطات اليومية العراقية في خور عبدالله، والتي حاولت بعض الجهات التعتيم عليها، ومنعها من النشر
  • استدعاء شخص خالف الذوق العام في إحدى الفعاليات بالرياض
  • ما هي أفضل الأعمال في العشر الأوائل من ذي الحجة؟
  • داعية: الصيام أفضل الأعمال خلال شهر ذي الحجة.. فيديو
  • مدير «التربية والتعليم» بالأقصر يتفقد سير امتحانات الفصل الدراسي الثاني بعدد من المدارس
  • وكيل تعليم الأقصر يتفقد سير امتحانات الفصل الدراسي الثاني بمدارس المحافظة
  • في منقباد بأسيوط.. اكتشاف مبنى أثري بجداريات تمثل البصيرة الروحية ورموزًا مسيحية فريدة