الوطن:
2025-06-10@19:30:32 GMT

دعاء حلمي تكتب: ولا عزاء للصحفيين

تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT

دعاء حلمي تكتب: ولا عزاء للصحفيين

انتشرت فى السنوات الأخيرة ظاهرة تغطية الجنازات والعزاءات للفنانين وذويهم.. صحيح أنها ليست ظاهرة بالمعنى الدقيق لأن جنازات المشاهير كانت تصور دائماً، فجميعنا يتذكر مشاهد من جنازة العندليب عبدالحليم حافظ والفنانة الراحلة سعاد حسنى وكثيرين غيرهما، فلماذا الآن تكثر تلك المشادات بين المشاهير والصحفيين تحديداً فى الجنازات؟

هل بسبب اقتحام عالم السوشيال ميديا لكل مجالات الحياة وتحديداً أصبحت بديلاً يفرض نفسه على كل أشكال وسائل الإعلام التقليدية رغم عدم الاعتراف بهذا العالم من قبَل جميع الأطياف سواء القائمون على الإعلام والذين يرونه عالماً من الهواة لا يمكن أن يحصل على عضوية نقابة الصحفيين وهو الحال على جميع العاملين فى المواقع الإلكترونية على سبيل المثال، لكنهم موجودون فى جنازات المشاهير والنجوم التى تشهد إقبالاً ممن يعملون بصحف وفضائيات ومواقع إلكترونية، بجانب وجود من يعرفون بـ«البلوجرز» أو «اليوتيوبيرز».

وهو ما يعنى أعداداً كبيرة يصعب السيطرة عليها، وهو ما جعل الأزمة تظهر على السطح على هيئة مانشيتات سواء صحفية أو على مواقع التواصل مثل «شاهد انهيار الفنانة فى جنازة والدها»، أو «شاهد فناناً يدفع صحفياً بعيداً عنه»، أو «شاهد المشادة الساخنة بين الفنانة والصحفية فلانة»، بحثاً عن الريتش أو المشاهدات الأكبر لصاحب الفيديو أو الصورة، وهو ما وصل إلى ذروته فى جنازة الفنان الراحل صلاح السعدنى عندما انفعل ابنه الفنان أحمد السعدنى على الصحفيين بألفاظ خارجة، طالباً منهم الانسحاب من المشهد، وهو ما أحدث انقساماً بين المتابعين للأحداث بين مؤيد ومعارض لموقف أحمد السعدنى، فأصدرت نقابة الممثلين بياناً تطلب فيه ضرورة الإسراع بعقد بروتوكول بين الأستاذ خالد البلشى، نقيب الصحفيين، والدكتور أشرف زكى، نقيب الممثلين، للتوفيق بين دور صاحبة الجلالة مع احترام جلالة الموت لوضع حد للصخب الذى يصاحب تشييع جنازات الفنانين وتغطية العزاء، التى وصلت لقيام البعض بمحاولة تصوير الجثمان حتى نزوله القبر، وهو ما تم الرد عليه من قبَل نقابة الصحفيين على لسان حسين الزناتى، وكيل نقابة الصحفيين، الذى أوضح أن من يمارس مهنة الصحافة وهو غير ممتثل لنقابة الصحفيين فهو يعتبر منتحلاً لصفة صحفى.

وتم الاتفاق بين النقابتين على عقد اجتماع عاجل بحضور أعضاء مجلسى النقابتين، والمكتب التنفيذى لشُعبة المصورين الصحفيين، لبحث القواعد والآليات اللازمة لتنظيم التغطية الصحفية للجنازات ومراسم العزاء.

ولكن يبقى السؤال الحقيقى عن ضوابط مهنة الصحفى والفرق بينه وبين الإعلامى؟ لأن الفرق بينهما كبير.. فأصبحنا نرى الصحفيين يقومون بدور الإعلاميين فى حالة اختفاء نادر لكل من هو إعلامى بالأساس وليس صحفياً، وهو ما يستوجب التوقف عنده.. لأن كلاً منهما مهنة مستقلة تماماً بذاتها تفرغ وسائل الإعلام من مضمونها الأساسى.

والسؤال الآخر عن مدى أحقية المتعاملين مع مواقع التواصل الاجتماعى كونهم ضمن وسائل الإعلام شئنا أم أبينا على أرض الواقع رغم كل محاولات تحجيم هذه الحقيقة.

والتساؤل الأخير الذى يفرض نفسه عن طبيعة تلك التغطية الصحفية فى كل دول العالم المتقدم، فعلى سبيل المثال هنالك ضوابط صارمة فى الولايات المتحدة الأمريكية فى هذا الشأن تجعل الأمر محسوماً فى مهده وهو الإذن الكتابى من ذوى المتوفى، فكثير منهم يفضلون التغطية الإعلامية لجنازة أحد أفراد الأسرة حتى لا يموت المتوفى فى صمت.

كلها إشكاليات تتجاوز فكرة الضرورة الملحة لتلك المشاهد الجنائزية من الأساس، ولكنها قد تكون فرصة لتنظيم دولاب العمل الإعلامى والصحفى والفنى، الذى كثيراً ما يتسبب فى احتدامات فرضت نفسها بقوة فى الفترة الأخيرة، ليس فقط فى ملف الجنازات الفنية إن جاز التعبير، ولكن امتدت إلى تشابكات كثيرة بين العالمين فى كثير من المناسبات منها المهرجانات على سبيل المثال عندما تحدث مناوشات على نفس الشاكلة، وهو ما يتطلب مكاشفة لكل تلك الملفات قبل البحث عن صورة تذكارية، لأن كل شىء تمام وتم الاتفاق والسلام ختام..

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الصحافة الصحفيين نقابة الصحفیین وهو ما

إقرأ أيضاً:

نادية صبرة تكتب: الجوع والدم

منذ بدأت المجاعة تطبق على أنفاس غزة، أصبح الخبز أثمن من الذهب وصار الناس يتسابقون إلى الموت لا إلى الحياة، وفي مشهد يعيد إلى الذاكرة صور حصار بيروت وجرائم صبرا وشاتيلا قتل العشرات من الفلسطينيين بينهم نساء وأطفال فقط لأنهم اقتربوا من موقع يفترض أنه مخصص لتوزيع المساعدات الإنسانية التي تشرف عليها شركة أمريكية خاصة داخل القطاع.

حين يصبح الخبز فخا للقتل واصطياد الضحايا، ففى الأيام الماضية رصدت طائرات استطلاع إسرائيلية تحوم فوق المناطق المخصصة لإنزال المساعدات، وما إن اقترب المدنيون الجياع من الشاحنات حتى بدء القنص.

شهادات من الهلال الأحمر الفلسطيني تؤكد أن جنود الاحتلال أطلقوا النار على الحشود المتجمعة قرب نقط الإنزال مخلفين عشرات القتلى والجرحى في دقائق، ليس فى الأمر اشتباه بوجود مقاومين ولا حتى ادعاء بوجود تهديد فقط فلسطينيون يلهثون خلف كيس طحين.

وبحسب وزارة الصحة فى غزة، ارتفع عدد الضحايا خلال الأسبوع الأخير فقط إلى أكثر من ثمانين شهيدا في ثلاثة حوادث متكررة عند مواقع توزيع المساعدات، فيما أصيب أكثر من مائتين آخرين بجراح متفاوتة أغلبها ناجمة عن الرصاص الحي.

كثير من الجثث كانت ممزقة الأجساد وبعضها دهستها عربات المساعدات فى الفوضى التي تلت إطلاق النار، وأصبح واضحا للجميع أن الخطة الأمريكية ما هي إلا شاحنات بغطاء عسكري، فمنذ بدأت الولايات المتحدة تنفيذ خطة “المساعدات البديلة” بعد استبعاد وكالات الأمم المتحدة، تحديدا الأونروا، من عمليات التوزيع فى غزة والنتائج كارثية، فالشركات الأمريكية الخاصة التي تتولى عملية الإسقاط والتوزيع لا تمتلك خبرة إنسانية ولا آلية واضحة للتنسيق مع السكان أو السلطات المحلية. 

والأنكى أن الجيش الإسرائيلي هو من يحدد مواقع الإنزال ويشرف عمليا على حركة الشاحنات، وكأن الجوع وحده لا يكفي لذا جاء توزيع المساعدات ليضيف نكهة الدم إلى الطحين فى ظل غياب التنسيق مع المنظمات الدولية. 

وفى غياب أي ضمانات لحماية المدنيين، تحولت المساعدات إلى مصيدة مفتوحة كل من يقترب يقتل لا فرق بين طفل جائع أو امرأة تبحث عن الدواء لذلك كان استبعاد الأمم المتحدة جريمة مقصودة، فحين قررت الولايات المتحدة وإسرائيل استبعاد الأونروا بذريعة “التورط مع حماس” لم يكن الهدف حماية المدنيين بل تجويعهم ولكن بشكل أكثر تنظيما وبطريقة شيطانية مبتكرة ظاهره رحمة وباطنه عذاب.

إن الأونروا رغم كل الانتقادات المزعومة كانت على الأقل قادرة على الوصول إلى السكان وتملك خبرة عقود فى التعامل مع أزمات اللاجئين، أما اليوم فالتوزيع يجري بلا خريطه بلا إشراف وبلا رحمة.

المفارقة أن الشاحنات الأمريكية لا تدخل من المعابر بل يتم إنزالها جوا فى مشاهد أقرب لأفلام الأكشن، بينما يتجمع الناس من كل صوب في غياب النظام والضمانات الأمنية، وحين تشتد الفوضى تكون البنادق الإسرائيلية حاضرة لتعيد الهدوء على طريقتها المعتادة الرصاص أولا، ولا أعرف بماذا سيصف التاريخ هذه المشاهد العبثية ولمن سيحمل مسئولياتها؟!

فى النهاية لم تعد المساعدات عملا إنسانيا بل غطاء سياسي لجرائم حرب يومية والمشهد واضح خطة أمريكية تتولى فيها شركات، خاصة إلقاء الفتتات على رؤوس الجوعى، فيما يطلق الاحتلال الرصاص على من يجرؤ على الاقتراب والنتيجة مذبحة خبز وتطبيع للموت وتصوير الجريمة على أنه حادث عرضي أو رد فعل أمني، والعالم لا يسمع ولا يرى ولا يعلق منه إلا القليل وعلى استحياء.

طباعة شارك غزة الهلال الأحمر الهلال الأحمر الفلسطيني الأمم المتحدة

مقالات مشابهة

  • “الصحفيين اليمنيين” تطالب بالإفراج الفوري عن الصحفيين المختطفين في سجون صنعاء وعدن
  • بيوم الصحافة اليمنية.. النقابة تطالب بإسقاط القيود المفروضة على العمل الصحفي وإطلاق المختطفين
  • بيان صادر عن مكتب الإعلام الدولي بدولة قطر رداً على التقارير المفبركة التي تم تداولها على وسائل الإعلام الإسرائيلية
  • نادية صبرة تكتب: الجوع والدم
  • بعد تصالح أهل المريضة.. إخلاء سبيل طبيب قوص من النيابة بقنا
  • كريم عبد العزيز وأحمد حلمي ضيوف فيلم الست بطولة منى زكي
  • “الصحفيين” تؤكد اعتزازها بنهج الملك في تعزيز حرية الصحافة ودعم الإعلام المهني
  • المؤسسة تستجيب لنداء تعز… 20 نقطة سبيل يوميًا لتأمين المياه
  • لماذا تم استبدال لامين يامال أمام البرتغال؟
  • الاتحاد الأوروبي للصحفيين يطالب بحماية الصحفيين في قطاع غزة