تناول موقع "إنسايد أوفر" الإيطالي موضوع استخدام الجيش الإسرائيلي مناطيد تجسس متطورة في سماء غزة، بهدف رسم خريطة دقيقة لشبكة الأنفاق المعقدة التي أنشأتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، والتي تمثل تحديا عسكريا هائلا، وتمنح الحركة ميزة إستراتيجية في المعركة متعددة الأبعاد مع إسرائيل.

وقال الكاتب جوزيبي غاليانو، في التقرير، إن شبكة الأنفاق التي أنفقت فيها حماس أكثر من مليار دولار، تعدّ منظومة سرية تمتد مئات الكيلومترات، وتُستخدم لإخفاء الأسلحة وتحريك المقاتلين عبر ممرات معقدة، كما أنها تؤوي الرهائن المختطفين منذ عملية طوفان الأقصى وفقا للجانب الإسرائيلي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أكسيوس: ترامب عقد اجتماعا "منعزلا" في كامب ديفيد بشأن إيران وغزةlist 2 of 2موقع إيطالي: صورة مسرّبة لطائرة صينية تمثل قفزة بقدرات بكينend of list

ويرى الكاتب أن هذه المناطيد الإسرائيلية تمثل الحدود القصوى في حرب تكنولوجية تهدف إلى تحييد التفوق التكتيكي للمقاومة، لكنها تثير أسئلة أخلاقية كثيرة، فضلا عن الشكوك في مدى قدرتها على تحقيق الأهداف العسكرية.

مشروع غامض

ويؤكد الكاتب أن هذه المناطيد التي دخلت حيز التشغيل منذ سبتمبر/أيلول 2024 على أقل تقدير، ليست مجرد أجهزة مراقبة بسيطة، بل معدات مزوّدة بتقنيات متطورة تجمع بين أحدث أجهزة الاستشعار والذكاء الاصطناعي لاستكشاف باطن الأرض.

ويشير إلى أن وراء هذه الأجهزة مشروع يلفه الغموض تقوده شركة "سكاي بيرل"، وهي شركة ناشئة أسسها مهندس سابق في "غوغل إكس".

إعلان

ويضيف موضحا أن "سكاي بيرل" ليست من الشركات المعروفة، لكنها تُعد جزءا من المنظومة الإسرائيلية الراسخة للابتكار العسكري، وامتدادا لتاريخ طويل من التعاون الوثيق بين القوات المسلحة والقطاع الخاص لتزويد القوات الإسرائيلية بأحدث التقنيات.

كما أن مؤسس الشركة، المهندس السابق في "غوغل إكس" الأميركية، يمتلك خبرة في مجال المناطيد الاستكشافية، من خلال عمله سابقا في مشاريع مثل مناطيد "لون" (Loon)، التي صُممت لتوفير الإنترنت في المناطق النائية.

لكن الهدف مختلف تماما هذه المرة، حسب الكاتب، إذ لا تهدف مناطيد "سكاي بيرل" إلى الاتصال، بل التجسس، ولا تعمل من أجل البناء بل بهدف التدمير، وهي عبارة عن سلاح صُمّم لمنح إسرائيل ميزة إستراتيجية في الصراع متعدد الأبعاد.

خوارزميات قاتلة

يلفت الكاتب إلى أن هذه التكنولوجيا تثير تساؤلات أخلاقية، حيث إن المراقبة الشاملة التي تعد بتوفيرها هذه المناطيد التجسسية تصطدم بواقع معقد على الأرض، يصعب فيه التمييز بين المقاتلين والمدنيين.

من الناحية النظرية، يُفترض أن تقلل دقة هذه المناطيد التجسسية من الأخطاء، لكن تدمير نفق واحد يمكن أن يؤدي إلى انهيار مبانٍ على بُعد مئات الأمتار، وهو ما اعترفت به مصادر عسكرية إسرائيلية وفقا للكاتب، وبذلك تصبح التكنولوجيا سلاحا ذا حدين، وتؤدي إلى توسيع حجم الدمار بدلا من احتوائه.

كما يرى الكاتب أن تحويل التقنيات المدنية إلى أغراض عسكرية يثير أسئلة أخرى بشأن الأطراف التي تسيطر على هذه التقنيات، والحدود الأخلاقية لاستخدامها.

ويضيف أن الاعتماد على هذه المناطيد التجسسية يعزز الانطباع بأن قرارات الحياة والموت في النزاعات أصبحت بيد الآلات والخوارزميات، وتتعمق هذه المخاوف في ظل الغموض المعتاد الذي يلف مثل هذه المشاريع الاستخباراتية.

تقرير إسرائيلي حول فشل التعامل مع أنفاق غزة (الجزيرة) نجاح محدود

يؤكد الكاتب أن الجيش الإسرائيلي بدأ يستثمر بشكل مكثف في تقنيات الذكاء الاصطناعي وأنظمة المراقبة المتطورة خلال السنوات الأخيرة، مثل برنامج "لافندر"، و"ذا غوسبل"، وهي مشاريع أثارت جدلا بسبب دورها في اختيار الأهداف.

إعلان

ويوضّح أن مناطيد "سكاي بيرل" التجسسية تندرج ضمن هذه الإستراتيجية، لكن أنفاق حماس ما زالت تمثل تحديا فريدا، حيث جرّبت القوات الإسرائيلية الطائرات المسيّرة والروبوتات وأجهزة الاستشعار الزلزالية، وحتى المضخات لإغراق الأنفاق، لكنها لم تحقق إلا نجاحا محدودا، حسب الكاتب.

ويتابع أن المناطيد التجسسية قد تشكّل نقطة تحوّل محتملة، غير أن نجاحها يبقى رهين قدرتها على تحويل البيانات إلى خطوات عملية، دون أن تؤدي إلى توسيع دائرة الدمار.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحج حريات ترجمات هذه المناطید الکاتب أن

إقرأ أيضاً:

بينهم قائد كتيبة.. إسرائيل تعلن استهداف عدد من مقاتلي رفح المحاصرين

زعمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، أنها استهدفت مجموعة من مقاتلي المقاومة الفلسطينية المحاصرين في أنفاق رفح جنوب قطاع غزة.

وأفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" بأن المقاتلين خرجوا من أنفاق تقع في شرق رفح، المنطقة الخاضعة حالياً لسيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث يزعم الجيش أن عشرات من مقاتلي حركة حماس محاصرون داخلها.

باكستان تعلن استعدادها لإرسال قوات إلى غزة وترفض المشاركة في أي تحرك لنزع سلاح حماسأول تعليق من حماس على الأحداث في بيت جن بسورياحماس: سجون الاحتلال تحولت لساحات قتل مباشر لتصفية أبناء الشعب الفلسطينيحماس وسرايا القدس: تسليم جثة رهينة إسرائيلية عُثر عليها وسط غزة اليوم

وذكرت مصادر إسرائيلية أن الجيش يعمل على التحقق من هويات العناصر المستهدفة، ويشتبه بأن من بينهم قائد كتيبة رفح الشرقية ونائبه.

وخلال الأسابيع الأخيرة، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن تصفية أكثر من 30 مسلحًا واعتقال ثمانية آخرين أثناء محاولتهم الفرار من الأنفاق.

وفي أحدث التطورات، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي العثور على جثامين 9 من عناصر المقاومة شرق رفح، مؤكداً أن هؤلاء استشهدوا نتيجة عمليات عسكرية مركزة شملت غارات جوية وتفجير مسارات الأنفاق.

وقالت قوات الاحتلال إن الجثث تم العثور عليها بواسطة قوات لواء نحال ووحدة الهندسة القتالية المتقدمة "ياهالوم"، في منطقة الأنفاق التي يعتقد أن عشرات مقاتلي حماس كانوا محاصرين داخلها.

طباعة شارك قوات الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل مقاتلي المقاومة الفلسطينية أنفاق رفح جنوب قطاع غزة قطاع غزة حركة حماس

مقالات مشابهة

  • حماس تنجو بمقاتلين من أنفاق رفح وسط حصار إسرائيلي
  • موقع إيطالي: ابتكار صيني مثير يحوّل المقاتلة إلى شبح
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن تصفية قيادات حماس في أنفاق رفح
  • جيش الاحتلال يزعم مقتل 40 مقاوما في عمليات ضد أنفاق رفح خلال أسبوع
  • استشهاد نجل القيادي في حماس غازي حمد برصاص العدو الصهيوني في رفح
  • استشهاد نجل القيادي في حماس غازي حمد بأنفاق رفح
  • الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية 40 مقاوما في أنفاق رفح
  • قيادي بـ”حماس”: قدّمنا مبادرات لحلّ ملف المقاتلين العالقين في أنفاق رفح والعدو الإسرائيلي رفضها
  • الاحتلال رفضها - حماس: قدمنا مبادرات لحل ملف العالقين في أنفاق رفح
  • بينهم قائد كتيبة.. إسرائيل تعلن استهداف عدد من مقاتلي رفح المحاصرين