موقع إيطالي: متاهة أنفاق حماس تحدٍّ هائل لمناطيد التجسس الإسرائيلية
تاريخ النشر: 10th, June 2025 GMT
تناول موقع "إنسايد أوفر" الإيطالي موضوع استخدام الجيش الإسرائيلي مناطيد تجسس متطورة في سماء غزة، بهدف رسم خريطة دقيقة لشبكة الأنفاق المعقدة التي أنشأتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، والتي تمثل تحديا عسكريا هائلا، وتمنح الحركة ميزة إستراتيجية في المعركة متعددة الأبعاد مع إسرائيل.
وقال الكاتب جوزيبي غاليانو، في التقرير، إن شبكة الأنفاق التي أنفقت فيها حماس أكثر من مليار دولار، تعدّ منظومة سرية تمتد مئات الكيلومترات، وتُستخدم لإخفاء الأسلحة وتحريك المقاتلين عبر ممرات معقدة، كما أنها تؤوي الرهائن المختطفين منذ عملية طوفان الأقصى وفقا للجانب الإسرائيلي.
ويرى الكاتب أن هذه المناطيد الإسرائيلية تمثل الحدود القصوى في حرب تكنولوجية تهدف إلى تحييد التفوق التكتيكي للمقاومة، لكنها تثير أسئلة أخلاقية كثيرة، فضلا عن الشكوك في مدى قدرتها على تحقيق الأهداف العسكرية.
مشروع غامضويؤكد الكاتب أن هذه المناطيد التي دخلت حيز التشغيل منذ سبتمبر/أيلول 2024 على أقل تقدير، ليست مجرد أجهزة مراقبة بسيطة، بل معدات مزوّدة بتقنيات متطورة تجمع بين أحدث أجهزة الاستشعار والذكاء الاصطناعي لاستكشاف باطن الأرض.
ويشير إلى أن وراء هذه الأجهزة مشروع يلفه الغموض تقوده شركة "سكاي بيرل"، وهي شركة ناشئة أسسها مهندس سابق في "غوغل إكس".
إعلانويضيف موضحا أن "سكاي بيرل" ليست من الشركات المعروفة، لكنها تُعد جزءا من المنظومة الإسرائيلية الراسخة للابتكار العسكري، وامتدادا لتاريخ طويل من التعاون الوثيق بين القوات المسلحة والقطاع الخاص لتزويد القوات الإسرائيلية بأحدث التقنيات.
كما أن مؤسس الشركة، المهندس السابق في "غوغل إكس" الأميركية، يمتلك خبرة في مجال المناطيد الاستكشافية، من خلال عمله سابقا في مشاريع مثل مناطيد "لون" (Loon)، التي صُممت لتوفير الإنترنت في المناطق النائية.
لكن الهدف مختلف تماما هذه المرة، حسب الكاتب، إذ لا تهدف مناطيد "سكاي بيرل" إلى الاتصال، بل التجسس، ولا تعمل من أجل البناء بل بهدف التدمير، وهي عبارة عن سلاح صُمّم لمنح إسرائيل ميزة إستراتيجية في الصراع متعدد الأبعاد.
خوارزميات قاتلةيلفت الكاتب إلى أن هذه التكنولوجيا تثير تساؤلات أخلاقية، حيث إن المراقبة الشاملة التي تعد بتوفيرها هذه المناطيد التجسسية تصطدم بواقع معقد على الأرض، يصعب فيه التمييز بين المقاتلين والمدنيين.
من الناحية النظرية، يُفترض أن تقلل دقة هذه المناطيد التجسسية من الأخطاء، لكن تدمير نفق واحد يمكن أن يؤدي إلى انهيار مبانٍ على بُعد مئات الأمتار، وهو ما اعترفت به مصادر عسكرية إسرائيلية وفقا للكاتب، وبذلك تصبح التكنولوجيا سلاحا ذا حدين، وتؤدي إلى توسيع حجم الدمار بدلا من احتوائه.
كما يرى الكاتب أن تحويل التقنيات المدنية إلى أغراض عسكرية يثير أسئلة أخرى بشأن الأطراف التي تسيطر على هذه التقنيات، والحدود الأخلاقية لاستخدامها.
ويضيف أن الاعتماد على هذه المناطيد التجسسية يعزز الانطباع بأن قرارات الحياة والموت في النزاعات أصبحت بيد الآلات والخوارزميات، وتتعمق هذه المخاوف في ظل الغموض المعتاد الذي يلف مثل هذه المشاريع الاستخباراتية.
يؤكد الكاتب أن الجيش الإسرائيلي بدأ يستثمر بشكل مكثف في تقنيات الذكاء الاصطناعي وأنظمة المراقبة المتطورة خلال السنوات الأخيرة، مثل برنامج "لافندر"، و"ذا غوسبل"، وهي مشاريع أثارت جدلا بسبب دورها في اختيار الأهداف.
إعلانويوضّح أن مناطيد "سكاي بيرل" التجسسية تندرج ضمن هذه الإستراتيجية، لكن أنفاق حماس ما زالت تمثل تحديا فريدا، حيث جرّبت القوات الإسرائيلية الطائرات المسيّرة والروبوتات وأجهزة الاستشعار الزلزالية، وحتى المضخات لإغراق الأنفاق، لكنها لم تحقق إلا نجاحا محدودا، حسب الكاتب.
ويتابع أن المناطيد التجسسية قد تشكّل نقطة تحوّل محتملة، غير أن نجاحها يبقى رهين قدرتها على تحويل البيانات إلى خطوات عملية، دون أن تؤدي إلى توسيع دائرة الدمار.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحج حريات ترجمات هذه المناطید الکاتب أن
إقرأ أيضاً:
“حماس “تطالب المجتمع الدولي بوقف الآلية الدموية التي استحدثها العدو الصهيوني لتكريس التجويع والإبادة
الثورة نت/..
طالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الأربعاء، المجتمع الدولي، والأمم المتحدة على وجه الخصوص، بالتحرّك العاجل لوقف الآلية الدموية لتوزيع المساعدات في قطاع غزة، والتي استحدثها العدو الصهيوني كأداة لإدامة التجويع وتكريس الإبادة الجماعية.
وقالت “حماس”، في بيان : “في جريمة جديدة، أقدمت قوات العدو الصهيوني مجدداً صباح اليوم على إطلاق النار المباشر على مئات المواطنين الذين تجمعوا في نقاط توزيع مساعدات، أنشأها العدو قرب ما يسمى “محور نتساريم”، وفي رفح جنوبي القطاع ما أدى إلى استشهاد العشرات من أبناء شعبنا، في مشهد دموي يعكس نية مبيّتة لقتل المدنيين العزل”.
وأضافت: “أمام تكرار هذا المشهد المروع للمُجوّعين من أبناء شعبنا، فإن المجتمع الدولي، والأمم المتحدة على وجه الخصوص، مطالبون بالتحرّك العاجل لوقف هذه الآلية الدموية التي استحدثها العدو الصهيوني كأداة لإدامة التجويع وتكريس الإبادة الجماعية، وتفعيل القوانين الإنسانية الدولية التي أصبحت مصداقيتها على المحك، في ظل هذا الصمت المريب الذي يشجع العدو على التمادي في جرائمه”.
وجددت “حماس” الدعوة للدول العربية، إلى التحرك الفوري والفاعل، بتصعيد كافة أشكال الضغط لوقف جريمة العصر التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني، وتثبيت حقه في الحرية والحياة الكريمة.