البرلمان اللبناني يمدد ولاية المجالس المحلية للمرة الثالثة
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
غيدا جبيلي (بيروت)
أخبار ذات صلةأرجأ مجلس النواب اللبناني، أمس، الانتخابات البلدية لمدة عام، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، ممدداً ولاية المجالس المحلية الحالية للمرة الثالثة على التوالي خلال عامين، وذلك انطلاقاً من تعذّر إجرائها خصوصاً في جنوب البلاد.
وأفادت الوكالة أن مجلس النواب الذي اجتمع برئاسة رئيسه نبيه بري، بعد اكتمال النصاب، أقرّ مقترحَ قانون تمديد ولاية المجالس البلدية والاختيارية القائمة حتى تاريخ أقصاه 31/5/2025.
وجاء في الأسباب الموجبة للتمديد أن الاستحقاق «يأتي في ظرف أمني وعسكري وسياسي معقّد» في إشارة إلى أعمال العنف في الجنوب.
وكان نبيه بري قد أكد في وقت سابق أنه لا يمكن استثناء الجنوب من الانتخابات البلدية، بعد مطالبات بإجراء الاستحقاق في موعده.
وقد تمّ إقرار التمديد أمس، رغم اعتراض كتل برلمانية على رأسها كتلتي «حزب القوات اللبنانية» و«حزب الكتائب» و«كتلة التجدد» وعدد من قوى التغيير ونواب مستقلين، وقد قاطعوا الجلسة، بينما أيّد مقترَحَ التمديد كلا من «حزب الله» وحلفاؤه إلى جانب «التيار الوطني الحر».
وإلى ذلك فقد أدلى ساسة ومراقبون بتصريحات لـ«مركز الاتحاد للأخبار» أكدوا فيها أن لبنان يحتاج إلى الانتخابات البلدية، وفي الجنوب تحديداً أكثر من أي مكان آخر، وأنه حتى لو تعذر تقنياً إجراؤها في الجنوب فإنه يمكن إجراؤها في بقية لبنان مع تأجيلها شهرين أو أربعة شهور في الجنوب إلى أن تسمح الظروف بإجرائها هناك.
واعتبر بعضهم أن تأجيل الانتخابات المحلية من شأنه أن يفاقم أزمات اللبنانيين، وأنه يمثل نكبة للعمل البلدي ولمهام السلطات المحلية، وذلك باعتبار أن هذه الأخيرة مؤهلة في ظل الأزمة الاقتصادية للعب دور يساعد الأهالي في الإنماء وتقديم الخدمات، خاصة أن 20 في المئة من المجالس الحالية أصبح منحلاً وتحت وصاية وزارة الداخلية، أما الباقي منها فمترهل ويعاني خلافاتٍ داخليةً.
وقال رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، في تغريدة نشرها على منصة «إكس»، «حَرَم حزب الله وحلفاؤه والتيار الوطني الحر اللبنانيين مرة أخرى من فرصة انتخاب سلطات محلية»، مشيراً إلى أن البلديات هي السلطات الوحيدة «التي بقيت تقريباً وحدها مع الناس تحاول معالجة ما استطاعت من مشاكلهم بعد الانهيار والشغور وعدم الاستقرار».
وتلعب المجالس البلدية في لبنان دوراً بارزاً في توفير الخدمات الأساسية للسكان، لكن دورها تراجع كثيراً خلال السنوات الماضية على وقع الانهيار الاقتصادي المستمر الذي يعصف بالبلاد منذ عام 2019، والذي أدى إلى تضاؤل الاعتمادات الممنوحة لهذه المجالس من أجل القيام بمهامها كما دفع العديدَ من أعضائها إلى الاستقالة.
وينص القانون اللبناني على إجراء الانتخابات البلدية كل 6 سنوات، وقد انتخب اللبنانيون مجالسَهم البلدية لآخر مرة في عام 2016، لكنها تأجلت في عام 2022 لتزامنها مع الانتخابات النيابية، ثم أدت الأزمة المالية إلى تأجيلها للمرة الثانية عام 2023 نظراً لعدم توفر الاعتمادات المالية اللازمة لإجرائها. وفي العام الجاري أيضاً لن يتمكن اللبنانيون من ممارسة حقهم الديمقراطي للمرة الثالثة على التوالي، مما يعكس عمق الأزمة السياسية مع استمرار الشغور الرئاسي في البلاد.
وليس تأجيل مواعيد الاستحقاقات الدستورية أمراً جديداً على الممارسة السياسية في لبنان، إذ غالباً ما يؤدي نظام التسويات والمحاصصة القائم بين القوى السياسية والطائفية إلى تأخير القرارات المهمة، وبينها تشكيل الحكومة وانتخاب رئيس الجمهورية. ولهذا يجد لبنان نفسه في حالة فراغ رئاسي وفراغ حكومي وفراغ على مستوى السلطات المحلية، وهو فراغ ثلاثي الأبعاد مِن أسوأ ما يمكن أن يتعرض له بلد على مستوى العالم.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: البرلمان اللبناني لبنان الأزمة اللبنانية الانتخابات البلدية أزمة لبنان مجلس النواب اللبناني الانتخابات البلدیة فی الجنوب
إقرأ أيضاً:
بابا الفاتيكان يشيد بالشعب اللبناني..ماذا قال؟
أكد بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر في كلمة ألقاها بالقصر الجمهوري في بعبدا، أن اللبنانيين شعب لا يستسلم أمام الصعاب، ويعرف كيف يولد من جديد، مشيراً إلى أن صمودهم يمثل علامة مميزة لا يمكن الاستغناء عنها.
وأضاف البابا أن السلام في لبنان ليس مجرد أمنية، بل هو دعوة وعطية وورشة عمل مستمرة، مؤكداً أن الالتزام بالسلام والحفاظ على الحياة من أساسيات المستقبل.
وأشار إلى أن لبنان قادر على تطوير مجتمع مدني نابض بالحياة، موضحاً أن البلاد عانت كثيراً من النزاعات، وأن تضميد الجروح يستغرق أجيالاً، كما شدد على أن صناعة السلام تتطلب العمل الدؤوب رغم الظروف المعقدة والصراعات المستمرة.
وأوضح البابا أن المصالحة الدائمة لا يمكن أن تتحقق إلا بالهدف الموحد والحوار المشترك، وأنه لا يمكن الانفتاح على المستقبل إلا إذا غلب الخير على الشر، مؤكداً أن الجراح القديمة تتطلب معالجة فورية وإلا فإن السير في طريق السلام يصبح صعباً.
وأكد أن السلام يعني القدرة على العيش معاً جنباً إلى جنب وتجاوز الحواجز والحدود، وأنه يجب على لبنان ضمان ألا يشعر الشباب بأنهم مجبرون على مغادرة وطنهم، من خلال تعزيز الروابط التاريخية والجغرافية وبناء السلام في الحياة اليومية.
واختتم البابا كلمته بالقول: "قبل اتخاذ أي خطوة، يجب توضيح كل شيء وحل كل سوء تفاهم، لكن المواجهة المتبادلة، حتى في حالة الاختلاف، هي الطريق الذي يؤدي إلى المصالحة الحقيقية الكبرى، حيث نجد أنفسنا معاً منغرسين في خطة أعدها الله لنصير فيها عائلة."
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن