سباق بين ورقتي باريس وواشنطن: لا تسوية إلا من خلال البنود الأميركية
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
يصل إلى بيروت غداً السبت وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه حاملاً في حقيبته النسخة المعدلة من الورقة الفرنسية المقترحة لتسوية الوضع في الجنوب، وذلك بتكليف من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كنتيجة لمحادثات الساعات الثلاث مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في قصر الإليزيه قبل أيام.
وكتبت سابين عويس في " النهار":والمعلوم أن الورقة كانت قد أثارت لغطاً كبيراً بعدما سلمها سيجورنيه في زيارته الأولى لبيروت إلى المسؤولين اللبنانيين في مطلع شباط الماضي، بعدما وصفها لبنان بغير الرسمية إذ تسلمتها وزارة الخارجية مرفقة بكتاب من السفارة الفرنسية يشير إليها بالمذكرة المستند "non papier” وفيها "اقتراحات للحد من التصعيد وإنهاء أزمة الحدود اللبنانية الإسرائيلية في شكل مستدام، بناءً على تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١.
ردت السلطات اللبنانية على الورقة ولكن بشكل مبدئي وعام من دون أن تدخل في تفاصيل البنود الواردة فيها، مكتفية بتأكيد التزامها القرار الدولي الصادر عن مجلس الأمن، مع التشديد على أن لا بحث في هذا الالتزام قبل وقف إطلاق النار في غزة. وبعدما مضى وقت غير قصير على الرد اللبناني وعدم صدور أي متابعة لمصير الاقتراحات الواردة فيها، فيما المواجهات جنوباً تتصاعد وتيرتها في شكل متسارع، عادت الورقة إلى الضوء من طاولة قصر الإليزيه لتقترح باريس إدخال تعديلات عليها أحيطت مضامينها بالسرّية، على أن يسلمها سيجورنيه إلى المسؤولين اللبنانيين الذين سيلتقيهم في بيروت، قبل أن ينتقل إلى الرياض فتل أبيب.
في الخلفيات، أن باريس انطلاقاً من تطورات الجنوب قررت الدخول على خط التهدئة من أجل خفض حدة التصعيد ومخاطر انزلاقه إلى حرب أوسع، في سعي منها لفصل الملف الرئاسي عن الملف الأمني الجنوبي. وفي كل المحادثات التي أجراها موفدوها، تأكيد على التنسيق مع الأميركيين. والواقع أن الورقة الفرنسية طُرحت بعدما كان الموفد الأميركي آموس هوكشتاين يجول طارحاً ورقة أميركية بالمعنى عينه ولكن ليس بالاقتراحات عينها. وقد وضعت ازدواجية الورقة الفرنسية وتلك الأميركية لبنان في موقع حرج ومربك نظراً إلى التباين بين مضمون الورقتين، فآثر التريّث والمراوحة فيما جبهة غزة تشتعل ومعها جبهة الجنوب، علماً بأن واشنطن تعمل على مستوى المنطقة لا فقط لبنان.
وقد دفعت زيارة وزير الخارجية الاميركي أنطوني بلينكن قبل فترة لباريس ومحادثاته مع الرئيس الفرنسي وحديثه عن التشاور والتنسيق، الفرنسيين إلى استغلال الفرصة المتاحة لتحريك الجهود الديبلوماسية التي تقوم بها باريس. وتؤكد مصادر سياسية مطلعة أن فرنسا تسعى إلى تقريب ورقتها من الورقة الأميركية، الأمر الذي يفسّر التعديلات المقترحة من قبلها، على نحو يساعد في تبنّيها. وسيكون هذا الموضوع على جدول أعمال زيارة رئيس ديبلوماسيتها لبيروت، بحيث تتكشف معالم التعديلات، ومدى استعداد لبنان وإسرائيل للسير فيها كمدخل للتسوية. ولكن الأكيد وفق المصادر أن لا تسوية من دون الضوء الأخضر الأميركي والمباركة الأميركية، ما يعني عملياً أن لا تسوية إلا من خلال البنود الأميركية!
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
وزير النقل يبحث مع «ألستوم» الفرنسية تنفيذ الخط السادس للمترو ومجمع صناعي ببرج العرب
بحث نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل المهندس كامل الوزير، مع نائب رئيس شركة ألستوم الفرنسية لشئون إفريقيا والشرق الأوسط وغرب ووسط آسيا مارتن فوجور، آخر مستجدات الخطوات التنفيذية الخاصة بخارطة طريق مشروع الخط السادس لمترو الأنفاق، وكذلك الموقف التنفيذي لمشروع إنشاء مجمع "ألستوم" الصناعي الضخم في مدينة برج العرب بالإسكندرية.
وفي بداية الاجتماع، أكد «الوزير» على قوة ومتانة العلاقات المصرية الفرنسية في مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية، مشيرًا إلى التعاون المثمر مع شركة ألستوم في تنفيذ عدد من المشروعات المهمة في مجالي النقل والصناعة، وهو ما أكده نائب رئيس شركة ألستوم الفرنسية، والذي أشاد بالعلاقات بين البلدين وبالتعاون الكبير بين وزارتي النقل والصناعة في مصر وشركة ألستوم في تنفيذ عدد من مشروعات السكك الحديدية، مثل مشروعات تحديث نظم الإشارات على عدد من خطوط شبكة السكك الحديدية المصرية ومشروعات مترو الأنفاق المختلفة.
وذكرت وزارة النقل، في بيان لها، أن مشروع الخط السادس لمترو الأنفاق يأتي ضمن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتوسع في إنشاء وسائل النقل الجماعي الأخضر المستدام الصديق للبيئة واستكمال شبكة مترو الأنفاق لتقديم أعلى مستويات الخدمة للمواطنين.
وفيما يخص الموقف التنفيذي لمشروع إنشاء مجمع ألستوم الصناعي الضخم في مدينة برج العرب بالإسكندرية، أشارت الوزارة إلى أن المشروع يمتد على مساحة 40 فدانًا، ويضم مصنعين رئيسيين، أحدهما متخصص في إنتاج الأنظمة الكهربائية ومكونات السكك الحديدية، مثل أنظمة الإشارات، واللوحات والدوائر الكهربائية للتحكم، والضفائر الكهربائية وغيرها، والآخر متخصص في إنتاج كافة أنواع الوحدات المتحركة، بما في ذلك مترو الأنفاق، والترام، وقطارات LRT، والمونوريل، والقطارات السريعة.
وفي هذا الإطار، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، أهمية هذا المشروع الذي يأتي في إطار تنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتوطين مختلف الصناعات في مصر، لافتا إلى أن هذا المشروع يمثل خطوة كبيرة نحو توطين صناعة الوحدات المتحركة في مصر، تلبيةً لاحتياجات السوق المحلي، والانطلاق نحو التصدير إلى دول الشرق الأوسط وإفريقيا، فضلًا عن توفير آلاف من فرص العمل وتعزيز التنمية الصناعية.
وناقش الجانبان، خلال الاجتماع، آخر المستجدات الخاصة بالتعاون بين الهيئة القومية للأنفاق وشركة ألستوم الفرنسية فيما يتعلق بإدارة وتشغيل وصيانة مشروع المونوريل، الذي يمثل نقلة حضارية في وسائل النقل الجماعي، حيث يعتمد على الطاقة الكهربائية، مما يجعله صديقًا للبيئة، ويوفر استهلاك الوقود، ويقلل التلوث البيئي والاختناقات المرورية، حيث تتواصل أعمال التشغيل التجريبي بدون ركاب لمونوريل شرق النيل، فيما يتقدم العمل في مشروع مونوريل غرب النيل.
وجرى التأكيد خلال الاجتماع على ضرورة تكثيف اللقاءات بين المختصين من الجانبين خلال الفترة القادمة للوصول إلى اتفاق نهائي بشأن منظومة إدارة وتشغيل وصيانة المونوريل.
وفي ختام الاجتماع، تابع الجانبان الجدول الزمني الخاص بتصنيع وتوريد 55 قطاراً مكيفا للخط الأول لمترو الأنفاق حلوان - المرج الجديدة، بما يشمل أعمال الصيانة لمدة 8 سنوات، حيث وصل أول قطار إلى مصر خلال الفترة الماضية، فيما سيتوالى وصول باقي القطارات تباعا وفقا للجدول المخطط، وذلك بهدف تقديم أعلى مستويات الخدمة لجمهور الركاب.
اقرأ أيضاًوزير النقل يتفقد الخط الثاني للقطار الكهربائي السريع
وزير النقل يوجه بتقديم جميع التسهيلات والخدمات المميزة للمواطنين بالسكة الحديد
وزير النقل يشهد توقيع عقد ترخيص شركة لتنظيم خدمات النقل البري باستخدام تكنولوجيا المعلومات