فضل صيام الست من شوال.. بادر لاغتنام أجرها قبل دخول ذي القعدة
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
جاء في فضل صيام الست من شوال عن ثوبان مولى سيدنا رسول الله ﷺ قال: قال ﷺ: «جعل اللهُ الحسنةَ بعشر أمثالِها، فشهرٌ -أي رمضان- بعشرةِ أشهرٍ، وصيامُ ستةِ أيامٍ بعد الفِطرِ تمامُ السَّنةِ». [الترغيب والترهيب]
فضل صيام الست من شوالويستحب صيام الست من شوال متتابعة في أول شوال بعد يوم العيد، فلا يجوز صوم يوم العيد؛ لما في ذلك من المسارعة إلى الخير، وإن حصلت الفضيلة بغيره، فإن فرَّقها أو أخَّرها جاز، وكان فاعلًا لأصل هذه السنة؛ لعموم الحديث وإطلاقه.
ويجوز للمسلم بحسب دار الإفتاء أن يجمع في الصوم بين نية قضاء ما عليه من رمضان ونية صيام الست من شوال.
ويقول الدكتور علي جمعة إن مواسم الخير بعد رمضان صيام الست من شوال، فعن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : «من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها» [رواه ابن ماجه].
يقول ابن حجر الهيتمي : «لأن الحسنة بعشر أمثالها كما جاء مفسرا في رواية سندها حسن ولفظها «صيام رمضان بعشرة أشهر وصيام ستة أيام – أي : من شوال – بشهرين فذلك صيام السنة » أي : مثل صيامها بلا مضاعفة نظير ما قالوه في خبر ﴿ قل هو الله أحد﴾ تعدل ثلث القرآن وأشباهه، والمراد ثواب الفرض وإلا لم يكن لخصوصية ستة شوال معنى؛ إذ من صام مع رمضان ستة غيرها يحصل له ثواب الدهر لما تقرر فلا تتميز تلك إلا بذلك.
وحاصله أن من صامها مع رمضان كل سنة تكون كصيام الدهر فرضاً بلا مضاعفة ومن صام ستة غيرها كذلك تكون كصيامه نفلا بلا مضاعفة كما أن يصوم ثلاثة من كل شهر تحصله أيضا» [تحفة المحتاج].
ويتصل بصيام الست من شوال مسألة يكثر السؤال عنها، وهي : «هل يمكن للمرأة أن تقضي ما عليها من أيام في شهر شوال، وتكون بذلك حصلت ثواب الست من شوال» والجواب هو ما ذهب إليه السادة الشافعية أن من يقضي رمضان في الست من شوال تبرأ ذمته بقضاء هذه الأيام من رمضان، ويحصل له أجر الصيام في شوال.
مع التأكيد على أنه لا ينوي صيام الست من شوال وإنما ينوي صيام ما فاته من رمضان فقط، وبوقوع هذا الصيام في أيام الست يحصل له الأجر، فإن فضل الله واسع؛ وذلك لأن حديث النبي صلى الله عليه وسلم نصه : «من صام رمضان، ثم أتبعه بست من شوال، فكأنما صام الدهر»( رواه أبو داود وابن ماجه ، وابن حبان) لم يخبر بأن صيام هذه الأيام بنية مخصوصة لأيام مخصوصة من شوال، وإنما تحدث عن مطلق الإتباع، وهيئة إتباع رمضان بست من شوال حاصلة فيمن نوى صيامهم نافلة، ومن نوى صيامهم كقضاء لرمضان.
وأفتى العلامة الرملي - رحمه الله - بذلك في إجابة سؤال عن شخص عليه صوم من رمضان وقضاء في شوال : هل يحصل له قضاء رمضان وثواب ستة أيام من شوال وهل في ذلك نقل؟ فأجاب : « بأنه يحصل بصومه قضاء رمضان، وإن نوى به غيره، ويحصل له ثواب ستة من شوال، وقد ذكر المسألة جماعة من المتأخرين»( فتاوى الرملي).
وبناءً عليه يجوز للمرأة المسلمة أن تقضي ما فاتها من صوم رمضان في شهر شوال، وبذلك تكتفي بصيام قضاء ما فاتها من رمضان عن صيام الأيام الستة، ويحصل لها ثوابها؛ لكون هذا الصيام قد وقع في شهر شوال؛ وذلك لما ذكر وقياسًا على من دخل المسجد فصلى ركعتين قبل أن يجلس بنية صلاة الفرض، أو سنة راتبة، فيحصل له ثواب ركعتي تحية المسجد، حيث ذكر الإمام النووي في المنهاج : «وتحصل بفرض أو نفل آخر»( شرح الجلال المحلي للمنهاج). وقال جلال المحلي في شرحه على المنهاج : «قال في شرح المهذب : فإن صلى أكثر من ركعتين بتسليمة واحدة جاز، وكانت كلها تحية لاشتمالها على الركعتين . (وتحصل بفرض أو نفل آخر) سواء نويت معه أم لا؛ لأن المقصود وجود صلاة قبل الجلوس, وقد وجدت بما ذكر, ولا يضره نية التحية لأنها سنة غير مقصودة خلاف نية فرض وسنة مقصودة فلا تصح»( شرح الجلال المحلي للمنهاج)
فنحن نعم نأسف لانقضاء رمضان ووداعنا له، ولكننا نستقبل مواسم الخير الذي تعقبه من زكاة فطر، وصلاة عيد، وصيام ست من شوال، رزقنا الله طاعته في كل الأوقات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الست من شوال صيام الست من شوال قضاء رمضان صيام الدهر صیام الست من شوال فی شهر شوال من رمضان یحصل له من صام
إقرأ أيضاً:
موعد صيام يوم عاشوراء 2025.. متى يصادف العاشر من محرم؟
موعد يوم عاشوراء 2025.. يترقب المسلمون في شتى أنحاء العالم حلول يوم عاشوراء، أحد أهم الأيام المباركة في التقويم الهجري، لما له من مكانة دينية وتاريخية كبيرة، حيث يُستحب فيه الصيام شكرًا لله تعالى على نِعَمه ونصْره لأنبيائه.
وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "صيام يوم عاشوراء يكفر سنة ماضية"، مما يؤكد عظيم أجر هذا اليوم وفضله.
وبحسب الحسابات الفلكية، فإن يوم عاشوراء لهذا العام 1447 هـ، والذي يوافق اليوم العاشر من شهر محرم، يُتوقع أن يكون يوم السبت الموافق 5 يوليو 2025 ميلاديًا.
أما إذا اكتمل شهر ذو الحجة ثلاثين يومًا، وفق الرؤية الشرعية التي تعلنها دار الإفتاء المصرية، فقد يوافق عاشوراء يوم الأحد 6 يوليو.
ومن المنتظر أن تُحدد الرؤية الرسمية لهلال شهر محرم مساء يوم الجمعة 4 يوليو، وبناءً عليها سيتقرر الموعد النهائي ليوم عاشوراء، سواء يوم السبت أو الأحد، وفقًا للتوقيت المحلي في كل دولة.
يُذكر أن يوم عاشوراء يوافق ذكرى نجاة سيدنا موسى عليه السلام وقومه من فرعون، وهو يوم شكر وعبادة، كما يوافق أيضًا بحسب بعض الروايات يوم نجاة سيدنا نوح عليه السلام ومن معه من الطوفان.
لذا يحرص المسلمون على إحياء هذا اليوم بالصيام والطاعة وقراءة القرآن وصلة الرحم.
فضل صيام يوم عاشوراء
وتُشير النصوص النبوية إلى أن صيام شهر الله المحرم، وعلى رأسه يوم عاشوراء، هو من أفضل الصيام بعد رمضان، كما ورد في الحديث الشريف: "أفضل الصيام بعد رمضان، شهر الله المحرم".
لذا، يبقى يوم عاشوراء فرصة عظيمة للعبادة، واستذكار معاني النجاة والنصر الإلهي، وتجديد التوبة والنية، في بداية عام هجري جديد يحمل في طياته الأمل والخير.
دعاء يوم عاشوراء
«اللهم لا تُخرجنا من يوم عاشوراء إلا وقد غفرت لنا وقضيت عنا الديون».
«اللهم يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث، اللهم أجرنا من النار ومن حر النار، اللهم اكتبنا من عتقائك من النار ومن المقبولين».
«اللهم ارزقنا الوقوف بعرفة وأداء المناسك وزيارة الحبيب سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم».
«اللهم في يوم عاشوراء قربنا إليك، ولا تجعل في قلوبنا إلا إياك، وارزقنا من يد حبيبنا شربة هنيئة، وارزقنا الفردوس الأعلى، اللهم شفع فينا القرآن، اللهم لا تردنا خائبين».
«اللهم ارزقنا البركة في كل شيء، سبحانك اللهم وبحمدك نستغفرك ونتوب إليك ونشهد أن لا إله إلا أنت وأن سيدنا محمدا عبدك ورسولك، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين».
«اللهم ارزقنا رؤية سيدنا محمد، اللهم ارزقنا رؤية وجهك الكريم ومتعنا بالنظر إليك».
«اللهم صلِّ صلاةً كاملةً وسلّم سلامًا تامًّا على نبيٍّ تنحلُّ به العُقَدُ وتنفرجُ به الكُرَبُ وتُقضى به الحوائجُ وتُنالُ به الرغائبُ وحُسنُ الخواتيم ويُستَسقى الغمامُ بوجهه الكريم وعلى آلهِ».
اللهم لا ينقضي هذا اليوم إلا وقد عفوت عنا وغفرت ذنوبنا وسترت عيوبنا ووسعت في أرزاقنا وكتبتنا من أهل الجنة»، «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَغَلَبَةِ الدَّيْنِ، وقهر الرِّجَالِ».