عميد محامي تونس السابق يدخل في إضراب واعتصام مفتوح.. عريضة للإفراج عن معتقلي التآمر
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
أعلن العميد السابق للمحامين التونسيين شوقي الطبيب دخوله في إضراب عن الطعام وبدء اعتصام مفتوح بدار المحامي بتونس احتجاجا على الاستهداف الذي يتعرض له.
وبالتزامن مع إضراب الطبيب تصاعدت الدعوات المطالبة بإطلاق سراح كل من المحامي غازي الشواشي ورضا بالحاج المعتقلين منذ أكثر من عام في ملف "التآمر"، رغم انتهاء فترة الاحتفاظ القانونية بأربعة عشر شهرا.
هذا ومن المنتظر أن ينفذ عموم المحامون بمحافظات تونس الكبرى إضرابا عام حضوريا ووقفة احتجاجية تنديدا منهم بالتضييقات التي يتعرضون لها .
واكتسب ملف "التآمر" زخما لافتا في تونس منذ عام 2023، عقب اعتقال سياسيين ورجال أعمال وتوجيه اتهامات لآخرين منهم خارج البلاد، وسط انتقادات حقوقية بأن "الملف سياسي ويعد بمثابة الغطاء القانوني لملاحقة المعارضة".
"إضراب واعتصام"
قال الرئيس السابق للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد شوقي الطبيب في بيان الثلاثاء: إن قرار الاعتصام والإضراب عن الطعام يأتي احتجاجا منه على "تواصل ما يتعرض له منذ أربع سنوات من محاولات ضرب معنوي بوضعه قيد الإقامة الجبرية وتحجير السفر عنه بقرارات إدارية وقضائية ظالمة ومعيبة" على حد تعبيره.
وأشار الطبيب إلى تواصل "فتح الملفات القضائية الكيدية وتلفيق التهم ضده بغاية استنزافه معنويا وماديا مع حملات ثلب وصلت حد عائلته عبر صفحات مشبوهة".
ولفت في بيان بعنوان "الجوع و لا الخنوع" إلى أن السلطات التونسية رفضت مناشدات الأمانة العامة لاتحاد المحامين العرب والفريق الدولي للمحامين المناب عن الشعب الفلسطيني بموجب تفويض نقابة المحامين الفلسطينية ومنع من السفر.
يشار إلى أن المحامي الطبيب قد أودع شكوى في السادس من ديسمبر من العام الماضي لمحكمة الجنايات الدولية ضد مجرمي الحرب الإسرائيليين وقتلة الأطفال الفلسطينيين.
وعبر عدد كبير من المحامين التونسيين عن تضامنهم مع زميلهم الطبيب، منددين بالتضييقات التي باتت تمس كامل قطاع المحاماة، مطالبين بالكف عن هرسلتهم.
واعتبر المحامون أن الإضراب الحضوري المقرر الخميس، بكافة محاكم العاصمة فرصة لفضح كل ممارسات التضييق والوقوف صفا واحدا ضد الهجمة التي يتعرضون لها.
ومن المنتظر أن ينفذ المحامون بمحافظات تونس الكبرى الخميس، إضرابا عاما بدعوة من فرع المحامين احتجاجا على "التضيقات التي يتعرض لها لسان الدفاع أثناء ممارسته لحقه الطبيعي في الدفاع عن الحقوق والحريات، ولتردي الخدمات داخل المرفق القضائي".
عريضة بمئات الإمضاءات
وأعلن أكثر من 500 محام توقيع عريضة تطالب بإطلاق سراح زميليهم غازي الشواشي ورضا بالحاج الموقوفين منذ شباط/ فبراير من العام الماضي في ملف "التآمر" .
وطالب المحامون وأساتذة القانون بالسراح الفوري للمحتجزين قسريا الشواشي ورضا بالحاج و"إنهاء مهزلة الزج بهما في السجن ظلما وبهتانا".
ومنذ أيام تم ختم الأبحاث في ملف التآمر مع قرار الإبقاء على جميع المعتقلين بحالة إيقاف وهو ما اعتبرته هيئة الدفاع عنهم غير قانوني مؤكدة أن الموقوفين في حالة احتجاز قسري.
بدورهم، دخل جميع المعتقلين في إضراب عن الطعام منذ الاثنين، فيما يستمر إضراب أستاذ القانون جوهر بن مبارك لليوم السابع على التوالي ما تسبب له في تدهور حاد بحالته الصحية وقد تم نقله مساء الثلاثاء للمستشفى وفق شقيقته المحامية دليلة مصدق.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية التونسيين تونس ملف التامر المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
السولار الصناعي... بابٌ مفتوح على الموت
بين ركام المنازل المدمرة، ومع اقتراب الساعة من السابعة صباحًا، يبدأ الحاج خليل عكيلة يومه كل صباح، برفقة طفله يزن البالغ من العمر اثني عشر عامًا، في النبش بين أكوام الحجارة بحثًا عن قطع البلاستيك، وجمعها داخل كيس أبيض اللون يحمله الحاج خليل على ظهره المنحني.
يُكنى عكيلة بـ "أبو محمد"، ويبلغ من العمر سبعين عامًا، وله خمسة أبناء. كان يعمل آذنًا في مدرسة تابعة لوكالة الغوث ضمن عقد بطالة، إلا أن عقده توقف بسبب الحرب على غزة .
تفصل مسافة طويلة "أبو محمد" عن المكان الذي يُعاد فيه تدوير البلاستيك وتحويله إلى سولار صناعي، وهو يقع بالقرب من شاطئ بحر غزة، بعيدًا عن السكان، خوفًا من التلوث.
وأخيرًا، وبعد عناء الطريق، وصل أبو محمد إلى وجهته برفقة كيسه الأبيض الممتلئ بقطع البلاستيك، فوضعه على ميزان صاحب المحطة المختصة بإعادة التدوير، ليحصل مقابلها على خمسين شيكلًا.
يمسك أبو محمد بيد ابنه محمد اليسرى، بينما يمسك بيده اليمنى ورقة الخمسين شيكلًا، ويقربها من فمه ليقبلها حامدًا ربه على ما رزقه، آملاً أن يتمكن من شراء كيلو طحين بالكاد يكفي لإطعام عائلته.
"هات يا أحمد حبات البلاستيك نحطها داخل الصهريج بسرعة، يلا!"... كان هذا حديثًا دار بين أحمد كلاب، صاحب المصنع، وصديقه محمود الذي يعمل معه في صناعة السولار الصناعي.
يقول كلاب عن مخاطر المهنة التي تواجههم: "في الماضي، وقبل الحرب، كان سعر لتر السولار المستورد حوالي 8 شواكل، أما اليوم فيبلغ سعره 90 شيكلًا. أما السولار الصناعي، فسعره مرتبط بحالة المعبر؛ فإذا كان مفتوحًا يكون رخيصًا ويصل إلى 20 شيكلًا للتر، وإذا كان مغلقًا، فقد يصل إلى 50 شيكلًا".
وأشار كلاب إلى أنه يعمل في هذه المهنة منذ إغلاق المعابر وانقطاع السولار عن قطاع غزة، ما اضطر الناس للجوء إلى السولار الصناعي. ولفت إلى أنهم لا يصنعون السولار فقط، بل يُنتج لديهم البنزين أولًا، حيث يقومون بفحصه قبل استخدامه.
في تلك المنشأة، يغيب الأمان كليًا؛ لا معدات وقاية، ولا أنظمة سلامة، ولا ملابس مناسبة. محمد كلاب، أحد العاملين، يتعامل مع حرارة عالية وغازات سامة بيدين عاريتين. يوضح: "نستخلص البنزين أولًا، ثم ننتقل لصناعة السولار". وبينما يتحدث، يختنق الجو بدخان أسود خانق يملأ الرئتين ويُبعد المارّين.
وبعد ساعة من الزمن، انبعث الدخان الأسود من أرجاء المكان، وبدأ الشاب كلاب بالسعال وفرك عينيه نتيجة الانبعاثات، حتى غطى السواد وجهه الذي كان أبيض اللون.
إلى جانب كلاب، يقف محمود حاملًا قالونًا أصفر اللون، استعدادًا لتقديمه لأصحاب المركبات. وبينما كنا نتحدث، قاطعنا أحد الأشخاص طالبًا تعبئة القالون، بعد أن تعطلت مركبته في طريقه إلى جنوب قطاع غزة، إذ نفد منه السولار، وكان برفقته أحد الركاب.
يقول السائق أحمد: "ليس لدي خيار آخر سوى تعبئة السولار الصناعي لمركبتي، على الرغم من معرفتي بأنه يضر بماتور السيارة، ولكن لا يوجد بديل في ظل إغلاق المعابر بسبب الحرب".
وأشار إلى أن سعر السولار المستورد، إن وجد، فهو مرتفع جدًا، ولا يستطيع تعبئته لمركبته، خاصة أن الركاب غير قادرين على دفع مبالغ إضافية على الأجرة المعتادة.
وفي الحديث عن أضرار صناعة السولار الصناعي، يقول د. أيمن ياغي، أخصائي الأمراض الصدرية، بعد فحص أحد مرضاه:
"العمل في هذه المهنة خطير وله تداعيات مستقبلية، كالإصابة بالسرطان والذبحات الصدرية، في ظل انعدام أدوات السلامة والرقابة الصحية".
ويبقى السؤال الأهم: متى ستنتهي هذه الظاهرة الخطيرة التي تقتل العاملين بها ببطء
المصدر : وكالة سوا - نسرين ياغي اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين غزة: طلبة الهندسة يبتكرون حلولًا هندسية تحت الحرب استمرار عدوان الاحتلال على جنين ومخيمها لليوم الـ128 السعودية: نواصل الجهود لإنهاء الحرب والسماح بتدفق المساعدات إلى غزة الأكثر قراءة فصائل المقاومة تُحذّر المواطنين من مخططات دفعهم للنزوح جنوب قطاع غزة الرئيس عباس يطلق نداءً عاجلا لقادة دول العالم حول الوضع الكارثي في غزة تطورات سياسية غير مسبوقة صحة غزة: الاحتلال يستهدف مولدات المستشفيات ويُفاقم الكارثة الطبية عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025