جونسون آند جونسون ستدفع 6.5 مليار دولار لحل الدعاوى القضائية المتعلقة بسرطان المبيض والتلك
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
قالت شركة جونسون آند جونسون اليوم الأربعاء إنها تخطط لدفع 6.5 مليار دولار على مدار 25 عاما لتسوية آلاف الدعاوى القضائية في الولايات المتحدة التي تزعم أن منتجاتها القائمة على التلك تسبب سرطان المبيض، في انتظار موافقة المدعين، وفق تقرير نشرته سي إن بي سي.
وتسببت هذه الحالات على مدى عقود من الزمن في مشاكل مالية ومشاكل في العلاقات العامة لشركة جونسون آند جونسون، التي تؤكد أن بودرة التلك للأطفال ومنتجات التلك الأخرى، التي توقفت عن إنتاجها الآن، آمنة للمستهلكين.
حوالي 99% من الدعاوى القضائية المتعلقة بالتلك المرفوعة ضد جونسون آند جونسون والشركات التابعة لها تنبع من سرطان المبيض.
وسجلت الشركة رسوما بنحو 2.7 مليار دولار في الربع الأول لرفع احتياطيها لمطالبات التلك إلى حوالي 11 مليار دولار.
ستسمح الصفقة، التي تنتظر موافقة المطالبين، لشركة جونسون آند جونسون بحل الدعاوى القضائية من خلال ملف إفلاس ثالث لشركة فرعية، اسمها إل تي إل منجمينت LTL Management. .
رفضت المحاكم محاولتين سابقتين لشركة جونسون آند جونسون لحل الدعاوى القضائية من خلال إفلاس تلك الشركة التابعة، والتي تم إنشاؤها لاستيعاب التزامات الشركة المتعلقة بالتلك.
وأضاف المسؤولون التنفيذيون أن شركة جونسون آند جونسون تتمتع "بدعم كبير من الغالبية العظمى من المطالبين" بناء على المحادثات مع محاميهم أو ممثليهم.
قال إريك هاس، نائب رئيس الدعاوى القضائية في جميع أنحاء العالم في جونسون آند جونسون "نحن نؤمن إيمانا راسخا بأن هذه الخطة تصب في مصلحة المطالبين ويجب أن تحصل على تأكيد إيجابي وفوري من محكمة الإفلاس".
وأكد أن التسوية تمثل انتعاشا أفضل بكثير للمطالبين مما قد يكون محتملا في المحاكمة.
وكانت أسفرت الدعاوى القضائية عن بعض الأحكام الكبيرة للمطالبين. يتضمن ذلك جائزة بقيمة 2 مليار دولار تقريبا لصالح 22 امرأة ألقت باللوم في سرطان المبيض على مادة الأسبستوس الموجودة في منتجات التلك التي تنتجها جونسون آند جونسون.
وقالت جونسون آند جونسون إن الدعاوى القضائية المتبقية المعلقة تتعلق بسرطان نادر يسمى ورم الظهارة المتوسطة وسيتم تناوله خارج خطة التسوية الجديدة. قالت شركة الأدوية العملاقة إنها قامت بالفعل بحل 95٪ من الدعاوى القضائية المتعلقة بورم الظهارة المتوسطة المرفوعة حتى الآن.
بودرة التلك (Talcum Powder) هي مسحوق مصنوع من التلك، وهو معدن يتكون أساسا من المغنيسيوم والسيليكون والأكسجين، ويمتص هذا المسحوق الرطوبة جيدا ويساعد على تقليل الاحتكاك، مما يجعله مفيدا في الحفاظ على الجلد جافا ومنع الطفح الجلدي.
ويستخدم التلك على نطاق واسع في مستحضرات التجميل، مثل بودرة الأطفال ومساحيق الجسم والوجه للبالغين، وكذلك في عدد من المنتجات الاستهلاكية الأخرى، وذلك وفقا لموقع الجمعية الأميركية للسرطان.
هل تسبب بودرة التلك السرطان؟تقول الجمعية الأميركية للسرطان إن بعض التلك يحتوي في شكله الطبيعي على مادة الأسبستوس (asbestos)، وهي مادة معروفة بأنها تسبب سرطانات في الرئتين وحولهما عند استنشاقها.
في عام 1976، أصدرت جمعية مستحضرات التجميل وأدوات الزينة والعطور (CTFA) -وهي جمعية تجارية تمثل صناعة مستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية- إرشادات طوعية تنص على أن جميع التلك المستخدم في مستحضرات التجميل بالولايات المتحدة يجب أن يكون خاليا من الكميات التي يمكن اكتشافها من الأسبستوس وفقا لمعاييرها.
من المهم التمييز بين التلك الذي يحتوي على الأسبستوس والتلك الخالي منه. التلك المحتوي على الأسبستوس بشكل عام قد يتسبب في الإصابة بالسرطان إذا تم استنشاقه، أما التلك الخالي من الأسبستوس فتسببه بالسرطان أقل وضوحا.
ماذا تقول الدراسات عن التلك والسرطان؟أظهرت الدراسات التي عرضت حيوانات المختبر (الجرذان والفئران والهامستر) إلى التلك الخالي من الأسبستوس بطرق مختلفة نتائج مختلطة، حيث أظهر بعضها تكون الورم أما بعضها الآخر فلم يعثر على أي شيء.
ماذا تقول الدراسات عن التلك وسرطان المبيض؟
تم اقتراح أن مسحوق التلك قد يسبب سرطانا في المبايض إذا كانت جزيئات المسحوق (الموضوعة على المنطقة التناسلية أو على الفوط الصحية) تنتقل عبر المهبل والرحم وقناتي فالوب إلى المبيض.
نظر العديد من الدراسات التي أجريت على النساء في الصلة المحتملة بين بودرة التلك وسرطان المبيض، وكانت النتائج مختلطة، حيث أفادت بعض الدراسات عن زيادة طفيفة في المخاطر، وبعضها لم يسجل زيادة.
ووجد العديد من دراسات الحالات والشواهد (case-control studies) زيادة طفيفة في المخاطر، لكن يمكن أن تكون هذه الأنواع من الدراسات متحيزة لأنها غالبا ما تعتمد على ذاكرة الشخص الذي استخدم التلك قبل عدة سنوات.
ولم تجد الدراسات الأترابية المستقبلية (Prospective cohort studies) -وهي نوع آخر من الدراسات لن يكون لها نفس النوع من التحيز المحتمل- زيادة كبيرة في خطر الإصابة بسرطان المبيض بشكل عام.
ومع ذلك، اقترح البعض زيادة المخاطر المحتملة في مجموعات معينة من النساء، أو في أنواع معينة من سرطان المبيض.
من مشكلات هذه الدراسات أن سرطان المبيض ليس شائعا، لهذا السبب، حتى أكبر الدراسات التي تم إجراؤها حتى الآن ربما لم تكن كبيرة بما يكفي لاكتشاف زيادة طفيفة جدا في المخاطر، إن وجدت، وفقا للجمعية الأميركية للسرطان.
لم يتم الإبلاغ عن زيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة باستخدام مسحوق التلك التجميلي.
ماذا تقول الدراسات عن التلك والسرطانات الأخرى؟لم يتم ربط استخدام التلك بقوة مع أنواع السرطان الأخرى، على الرغم من عدم دراسة جميع الروابط الممكنة مع أنواع السرطان الأخرى على نطاق واسع.
اقترحت إحدى الدراسات أن استخدام مسحوق التلك في المنطقة التناسلية (genital talcum powder) قد يزيد بشكل طفيف من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم لدى النساء اللائي تجاوزن سن اليأس، لكن دراسات أخرى لم تجد مثل هذا الارتباط، وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لاستكشاف هذا الموضوع.
ونظرت بعض الأبحاث المحدودة أيضا في الصلة المحتملة بين استنشاق التلك في العمل وأنواع أخرى من السرطان، مثل سرطان المعدة. لكن لا يوجد دليل قوي على مثل هذه الروابط في الوقت الحالي.
ماذا تقول الوكالة الدولية لأبحاث السرطان عن التلك والسرطان؟الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) -وهي جزء من منظمة الصحة العالمية (WHO)- تصنف التلك الذي يحتوي على الأسبستوس على أنه "مادة مسرطنة للإنسان".
وبناء على أدلة محدودة من الدراسات البشرية على وجود صلة بسرطان المبيض، تصنف هذه الوكالة الدولية استخدام البودرة المعتمدة على التلك على الأعضاء التناسلية، على أنها "ربما تكون مسرطنة للإنسان".
هل يوجد الأسبستوس في بودرة التلك؟وجد تحقيق أجرته رويترز عام 2018 أن شركة جونسون آند جونسون كانت تعلم على مدى عقود، أن مادة الأسبستوس موجودة في منتجات التلك.
أظهرت سجلات الشركة الداخلية وأدلة أخرى أنه منذ عام 1971 على الأقل وحتى أوائل عام 2000، كانت نتائج اختبار بودرة التلك الخام والمساحيق النهائية من جونسون آند جونسون تدل أحيانا على وجود كميات صغيرة من الأسبستوس.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات شرکة جونسون آند جونسون مستحضرات التجمیل الدعاوى القضائیة سرطان المبیض من الدراسات ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
رئيس هيئة الدواء مصر تمتلك أكبر سوق دوائي في إفريقيا بقيمة تتجاوز 6.2 مليار دولار
شارك الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، في فعاليات افتتاح المعرض والمؤتمر الطبي الإفريقي في نسخته الرابعة، الذي يعقد برعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وتنظمه الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي، بحضور عدد من المسؤولين رفيعي المستوى وممثلي الدول الإفريقية والأجنبية والمنظمات الدولية.
ريادة مصر في مجالي الطب والصيدلةوفي كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور علي الغمراوي أن ريادة مصر في مجالي الطب والصيدلة تمتد لأكثر من سبعة آلاف عام، تعود جذورها إلى فجر الحضارة. ويتجلى هذا الإرث الاستثنائي في المخطوطات البردية القديمة، التي تُعد من أوائل الوثائق الطبية المسجلة، حيث تضمنت وصفًا دقيقًا للأمراض وأساليب علاجها.
واشار الي ان بردية إيبرس الشهيرة، التي تعود الي أكثر من 3500 عام، وتحتوي على 842 وصفة طبية تغطي 20 مرضًا مختلفًا، منها أمراض العيون، والطفيليات، والسكري، وتنظيم النسل. وايضا بردية إدوين سميث التي تعود لأكثر من 3000 عام، وتوثق 48 وصفة طبية وجراحية دقيقة، ما يعكس عمق الفهم التشريحي والطبي الذي تميز به المصريون القدماء.
وأوضح الغمراوي أن هذه الريادة التاريخية تتواصل في العصر الحديث، حيث يُعد السوق الدوائي المصري الأكبر إفريقيًا بقيمة مالية تقدر بـ 6.2 مليار دولار، ويضم أكثر من 12 ألف مستحضر دوائي، بإجمالي مبيعات سنوية تتجاوز 3.5 مليار عبوة، ونمو سنوي مركب بلغ 15% في عام 2023، وهو ما يتجاوز المعدلات العالمية، مستحوذًا على أكثر من 27% من حجم السوق الإفريقي، رغم أن مصر تمثل فقط 8% من سكان القارة.
وأشار إلى أن هذه المكانة تقوم على قاعدة صناعية وتنظيمية قوية تضم: 179 مصنعًا للأدوية البشرية، منها 11 مصنعًا حاصلين على اعتماد من منظمات دولية مرجعية، 150 مصنعًا للمستلزمات الطبية، و4 مصانع للمستحضرات الحيوية،130 مصنعًا لمستحضرات التجميل، و5 مصانع للمواد الخام. ما يقرب من 2370 خط إنتاج، منها 990 مخصصًا لإنتاج الأدوية، أكثر من 1600 شركة توزيع دوائية، وما يقرب من 80 ألف منشأة صيدلية.
وأضاف أن هذه القدرات مكنت الهيئة من وضع توطين الصناعة وتعزيز الاستثمار في مقدمة أولوياتها، لضمان استقرار الإمدادات الدوائية، وتحقيق الأمن الدوائي المصري. وقد نجحت مصر في الوصول إلى نسبة اكتفاء ذاتي تبلغ 91%، كأعلى دولة في الشرق الأوسط وإفريقيا في هذا المجال.
ولفت إلى أن الاستراتيجية الوطنية للتوطين بدأت تُثمر، حيث تم خفض معدل الاستيراد بنسبة 3%، ومن المستهدف أن تصل نسبة الاكتفاء الذاتي إلى 94% خلال السنوات الثلاث المقبلة، بدعم من مشروعات التوطين التي ترعاها الهيئة.
وأكد الغمراوي أن القارة الإفريقية تُعد من أغنى المناطق بالفرص الاستثمارية، غير أن العجز في الميزان التجاري للقارة بلغ 89%، بينما لا يتجاوز حجم التبادل التجاري بين دولها نسبة 2%، رغم الإمكانيات الهائلة. وأشار إلى أن مصر تستحوذ على 52% من صادرات إفريقيا الدوائية، معظمها يخرج خارج القارة، مما يعكس الحاجة الملحة إلى تفعيل آلية الشراء الموحد الإفريقية (APPM)، لضبط الميزان التجاري القاري.
وأوضح أن الدواء المصري يتمتع بسمعة مرموقة عالميًا من حيث الجودة والمأمونية، وقد نجحت مصر مؤخرًا في دخول أسواق جديدة في إفريقيا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية، وتعمل حاليًا على توسيع شراكاتها مع عدد من الدول الآسيوية والأوروبية، في إطار استراتيجية وطنية لتعزيز الصادرات الدوائية، التي تصل حاليًا إلى أكثر من 150 دولة حول العالم.
وأشار إلى أن الصادرات الدوائية المصرية إلى القارة الإفريقية شهدت ارتفاعًا بنسبة 37.7% خلال عام 2024 مقارنة بعام 2023، ما يُعد مؤشرًا إيجابيًا على جهود إصلاح الميزان التجاري الإفريقي، رغم أن الصادرات المصرية ما تزال أكثر توجهًا نحو آسيا وأوروبا مقارنة بالدول الإفريقية الشقيقة.
وفي ختام كلمته، أعلن الدكتور الغمراوي أن هيئة الدواء المصرية ستوقع على هامش المؤتمر بروتوكول تعاون مشترك مع ثماني دول إفريقية شقيقة هي: غانا، نيجيريا، رواندا، السنغال، زيمبابوي، تنزانيا، جنوب إفريقيا، بالإضافة إلى إحدى كبرى أسواق القارة، تمهيدًا للوصول إلى الاعتماد المتبادل للقرارات التنظيمية ومواءمة الإجراءات، وهو ما من شأنه دعم آلية الشراء الموحد الإفريقية APPM.
واختتم بالتأكيد على أن التكامل التنظيمي والصناعي المشترك هو السبيل لتحقيق نهضة دوائية شاملة وتمكين القارة الإفريقية من مواجهة تحدياتها الصحية، من خلال تحولات حقيقية في قدرات التصنيع المحلي وتوفير دواء آمن وفعال للمواطن الإفريقي.