نقل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة عن الدفاع المدني الفلسطيني، الأربعاء، بأن أكثر من 10 آلاف شخص مفقودون تحت الأنقاض نتيجة الغارات الإسرائيلية في قطاع غزة.

وقال المكتب إن الدفاع المدني الفلسطيني يواجه تحديات هائلة في انتشال الجثث، بما في ذلك نقص المعدات والآلات الثقيلة والأفراد، محذرا من أن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى ثلاث سنوات لانتشال الجثث باستخدام الأدوات البدائية المتوفرة لديهم.

مع انهيار المنظومة الصحية.. كيف تواجه غزة العملية المعقدة لإحصاء القتلى؟ خلفت الحرب المستمرة منذ ما يقرب من سبعة أشهر خسائر فادحة على المستوى البشري والمنشآت المدنية ومن بينها الصحية، حتى أن انتشال الجثث من العدد الهائل من المباني المنهارة أصبح مهمة ضخمة وصعبة للغاية وليست أولوية. 

وقبل أيام أوضح المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، مدحت عباس، أن القطاع كان يمتلك في بداية الحرب مستشفيات وفرق دفاع مدني تنتشل الأشخاص العالقين تحت الأنقاض وأنظمة لإحصاء الضحايا، مضيفا أن "كل ذلك انهار"، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "نيويورك تايمز". 

يشير عباس أنه لتقدير عدد القتلى، تعتمد الوزارة الآن بشكل كبير على مصادر أخرى للمعلومات مثل شهادات أقارب القتلى ومقاطع فيديو لآثار الغارات وتقارير مؤسسات إعلامية.

ويبدو أن ظهور الصورة الحقيقية للخسائر البشرية في الحرب ستأخذ وقتا طويلا، حيث تشير التقديرات إلى أن آلاف الأشخاص ما زالوا مدفونين تحت الأنقاض وفي قبور لا تحمل علامات مميزة، وفقا للسلطات الصحية المحلية وشهود وفرق الأمم المتحدة.

ولا يوجد ما يكفي من الآلات الثقيلة لإزالة الأنقاض، فضلا عن نقص كبير في الوقود لتشغيل الآلات المتوفرة أصلا، بحسب "نيويورك تايمز".

وتضررت أو دمرت حوالي 57 في المئة من المباني في غزة منذ بداية الحرب، وفقا لتحليل بيانات أقمار اصطناعية أجراها خبراء استشعار عن بعد في جامعة مدينة نيويورك وجامعة ولاية أوريغون.

وتقول الأمم المتحدة إن الأمر سيستغرق سنوات عديدة ومئات الملايين من الدولارات لنقل الأنقاض التي تراكمت حتى الآن.

ووردت تحذيرات من الأمراض التي يمكن أن تنقلها الجثث غير المدفونة. 

أوبئة وأمراض

وكان مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، قد حذر في ديسمبر الماضي من تزايد خطر انتشار الأمراض المعدية في قطاع غزة خاصة مع استمرار النزوح والظروف الإنسانية الناتجة عن الحرب بين إسرائيل وحماس.

وقال "مع استمرار نزوح الناس بشكل هائل على امتداد جنوب غزة، واضطرار بعض العائلات للنزوح أكثر من مرة، واتخاذ الكثيرين من منشآت صحية مكتظة ملجأ لهم، نبقى أنا وزملائي في منظمة الصحة العالمية قلقين جدا حيال تزايد خطر الأمراض المعدية".

وأضاف "من أكتوبر إلى منتصف ديسمبر، تواصلت إصابة الأشخاص الذين يعيشون في ملاجئ بأمراض".

"جحيم".. الأوضاع الصحية تواصل التدهور في غزة رغم المخاوف من الضربات الصاروخية والرصاص في غزة، إلا أن خطرا أخر يلوح في الأفق، ويهدد السكان خاصة في المدن جنوب القطاع حيث يستضيف مئات الآلاف من النازحين.

وأكد أن حوالي 180 ألف شخص عانوا من التهابات في الجهاز التنفسي العلوي، بينما تم تسجيل 136400 حالة إسهال نصفها من الأطفال دون سن الخامسة، ووجود 55400 حالة إصابة بالقمل والجرب، و5330 إصابة بجدري الماء، و42700 إصابة بالطفح الجلدي، بينها 4722 حالة من القوباء.

ويقدر علماء أوبئة أن هذه الظروف يمكن أن تتسبب في وفاة ما يزيد عن 85 ألف فلسطيني خلال أشهر قليلة بسبب الإصابات والأمراض ونقص الرعاية الطبية، وهي وفيات لم تكن متوقعة لولا الحرب، وفقا لتقرير نيويورك تايمز.

وجدد العاملون في المجال الإنساني في الأمم المتحدة التحذير من التأثير المدمر المستمر للحرب في غزة والحاجة إلى ضمان خطوط إمداد موثوقة لتوفير المساعدات للأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها في القطاع.

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن منظمات الإغاثة لا تزال تواجه عددا من القيود المفروضة على الوصول إلى المحتاجين للمساعدة في جميع أنحاء غزة، بما في ذلك رفض المهمات المخطط لها أو التأخير لفترات طويلة عند نقاط التفتيش العسكرية الإسرائيلية على الطرق شمال قطاع غزة وجنوبه.

وأوضح أن أكثر من ربع البعثات الإنسانية إلى شمال غزة في أبريل أعاقتها السلطات الإسرائيلية، وتم رفض 10 في المئة منها على الفور، وأن المكتب يواصل العمل مع الشركاء في المجال الإنساني لتوسيع نطاق عمليات المساعدة كلما وحيثما أمكن ذلك.

وتقول السلطات الصحية الفلسطينية إن الحرب التي تشنها إسرائيل منذ ستة أشهر على حماس في غزة أدت إلى مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني، وجرح أكثر من 77 ألف شخص وتسببت في كارثة إنسانية لسكان القطاع، الذين يزيد عددهم على المليونين.

وشنت إسرائيل الحرب ردا على هجوم السابع من أكتوبر الذي نفذته حركة حماس في جنوب إسرائيل، الذي تشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة تم إطلاق سراح بعضهم خلال هدنة مؤقتة باتفاق تبادل، أواخر نوفمبر الماضي.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الأمم المتحدة تحت الأنقاض أکثر من فی غزة

إقرأ أيضاً:

فقد 30 من عائلته بالحرب.. قائد فريق إنقاذ بغزة يروي يوميات عمله للجزيرة

يشارك المقدم رائد عاشور (52 عاما) قائد فريق إنقاذ في جهاز الدفاع المدني برفح  في قطاع غزة بعمليات الإنقاذ منذ 3 عقود، شهد خلالها عدة حروب إسرائيلية على القطاع.

وفي الحرب الحالية، فقد عاشور 30 شهيدا من أفراد عائلته من بينهم شقيقاه وأسرهم، بينما لا يزال مستمرا في ممارسة دوره كقائد فريق إنقاذ بالقطاع.

وروى عاشور جانبا من يومياته خلال عمليات الإنقاذ في ظل الحرب الحالية، حيث رصد تقرير للجزيرة من خلالها جانبا من معاناة وظروف عمل فرق الإنقاذ منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع.

ويقول عاشور، إن هذه الحرب مختلفة عما سبق من حروب شهدها خلال العقود الثلاثة الماضية، حيث يرى أنها حرب إبادة واضحة، فيما تزداد الصعوبات في ظل انعدام الإمكانات اللازمة لعمليات الإنقاذ، حيث يضطر المنقذون للحفر بأيديهم مع الاعتماد على معدات بسيطة لا تفي بالغرض المطلوب في حالات مختلفة.

وأشار إلى أن حياة أفراد الدفاع المدني في خطر، حيث يتم استهدافهم من قبل قوات الاحتلال، لافتا إلى أنه تم استهداف أحد مراكز الدفاع المدني واستشهاد أحد عناصره في إحدى المرات.

وحكى عاشور عن تفاجئه خلال عمليتي إنقاذ بعد ذهابه فيهما إلى منطقتي الاستهداف بأن المنزل المستهدف يعود لأحد أشقائه، حيث فقد شقيقين وأسرهما بعد تدمير منزليهما، ليكون إجمالي عدد مَن فقدهم في هذه الحرب حتى الآن 30 شهيدا من أفراد عائلته.

وخلّفت الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول أكثر من 114 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين.

مقالات مشابهة

  • الدفاع المدني: انتشلنا عشرات الشهداء من حيّي الزيتون والصبرة بعد تراجع الاحتلال
  • "نيويورك تايمز" تؤكد عودة "حماس" إلى شمالي القطاع واستياء واسع للجنرالات من نتنياهو
  • أسبوع أبوظبي العالمي للرعاية الصحية يتيح لأبطال خط الدفاع الأول تطوير خبراتهم
  • مسؤول أممي يحث المانحين على تمويل احتياجات ملايين السوريين
  • مسؤول أممي يحضّ من شمال غرب سوريا المانحين على زيادة الدعم قبل مؤتمر بروكسل  
  • الدفاع المدني بغزة يعلن مقتل 6 نازحين باستهداف إسرائيلي لمدرسة تابعة لـ"الأونروا" وسط القطاع
  • فقد 30 من عائلته بالحرب.. قائد فريق إنقاذ بغزة يروي يوميات عمله للجزيرة
  • إسرائيل تعلق على واقعة مقتل موظف أممي في رفح
  • الدفاع المدني في غزة : هناك 10 آلاف مفقود لا يزالون تحت الأنقاض
  • منخفضة بنسبة الثلث.. العراق سجل أكثر من 3 الاف حريق في الربع الأول من 2024