بوابة الفجر:
2025-12-01@13:55:34 GMT

أحمد علي سليمان يكتب: حسام موافي.. وشهادة لله

تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT


الأستاذ الدكتور حسام موافي شخصية مصرية عامة، لها وزنها في المجتمع المصري، والعربي، والإسلامي.
ولها قدرها في مجال طب الحالات الحرجة.
ولها قيمتها في مجال تثقيف الجماهير.
ولها مكانتها في مجال إبراز مظاهر إعجاز الله تعالى في خلق الإنسان والكون.
ولها تفردها في نشر ثقافة جبر الخواطر بين الناس...


والدكتور حسام موافي إنسانٌ كأي إنسان، وبَشرٌ كأي بَشر، يُصيب ويخطئ، وليس معصوما، فالأنبياء والمرسلون هم المعصومون.


والدكتور موافي كأي بَشر يفرح ويحزن، وقد يعتريه الفرح الشديد، أو الحزن الشديد... والإنسان في شدة الفرح ربما زلَّ في أمرٍ، ما كان له أن يفعله في الوقت العادي؛ لذلك تعلمنا من آبائنا وأشياخنا وعلمائنا الأفاضل: التريث والتروي والحكمة، والسعي وراء الحقيقة، وألا نأخذ الأمور بالظاهر، وألا نركب الموجة مع الراكبين، وألا نأخذ قرارات عند الغضب، أو عند الضيق، أو عند الخوف الشديد، أو في شدة الحزن، أو عند الفرح الشديد...
وعلينا أن نكون كبارًا في حُسن الظن بالناس، ونتلمس لهم الأعذار... لا أدافع عن أحد هنا، ولكنني أقولها لله...


إن الصورة المتداولة التي يظهر فيها تقبيل د/ حسام موافي ليد النائب المهندس/ محمد أبو العينين، مأخوذة من مقطع فيديو، خلال عقد قران ابنة د/ حسام موافي، بحضور أبو العينين، الذي كان يتحدث بمنتهى الأدب والود والحب والاحترام والتبجيل عن د/ حسام موافي، وما يقدمه الرجل من محتوى علمي وديني رائع ومؤثر وحديث، حيث قال: "ألف مبروك لأهالي العروسين، والحقيقة أن الأخ والصديق العزيز الدكتور/ حسام موافي، اللي كلنا بنفتخر به.. وهو مفخرة لمصر كلها.. هذا الرجل ملايين الناس بتشاهد برامجه... وبعد كل حلقة بيقدمها في التليفزيون، أتلقى تليفونات من السعودية والخليج، والعراق، والأردن، بيقولوا لي: الرجل ده رجل علَّامة.. الرجل ده لازم يكون له وضع تاني.. الرجل ده نريد أن نستفيد منه، نريد مقابلته... عاوزين نروح له.. والحقيقة أنا بأحييك يا دكتور حسام، على البصمة العلمية التي قدَّمتها للأمة الإسلامية والأمة العربية... وهذا هو الجديد.. ربط العلم بالدين.. ونقدم الدين في صورة حديثة تفهمها الناس... الحقيقة أنا بأحييك وأحيي كل الأيادي البيضاء اللي استطاعت أن توصل معلومة طيبة عن ديننا، وعن الشخصيات المحترمة التي تخدم الأمة الإسلامية والعربية.. كل سنة وأنتم طيبين.. وأسمى تحياتي للعروسين ولحضراتكم جميعا".
وفور انتهائه من حديثه تصرف الدكتور/ حسام موافي -من شدة فرحه وسعادته- بعفوية وامتنان، فقبَّله وطبطب عليه، -وكثيرًا ما نَفعل ذلك أو يُفعل معنا بعفوية- فالأمر بسيط: الرجل رد التحية بشكل عفوي، على رجل طبطب على قلبه بكلامه الرائع، في لقاء أخوي يسوده الود والمحبة، وفق ما هو واضح في الفيديو.


إلا أنه تم قص الصورة ونشرها على مواقع التواصل بشكل رهيب، ودون الرجوع لأصل الفيديو، دون مراعاة الملابسات والظروف، ودون معرفة حقيقتها، الأمر الذي عدّه بعض المتابعين: "اصطيادا في الماء العكر"، وتحولت الحبة إلى قُبة!!، وفجأة نسي قطاع من الناس ما قدَّمه الرجل للعلم والدين والوطن والإنسان!!. 


وهنا أقولها لله: ارحموا الدكتور/ حسام موافي، لا تقتلوا فرحته بابنته، ارحموا الرجل، ارفقوا بذي الشَّيبةِ، وأحسنوا الظن به، لا تنسوا فضله، وعلمه، وحلمه، وجبره للخواطر... إذ كيف تطلبون رحمة الله وأنتم لا ترحمون الناس؟!، وكيف تطلبون أن يجبر الله خاطركم وأنتم تكسرون خواطر الناس؟!.


وسنظل نؤكد: "نحن بشر نُصيبُ ونخطئ"، وأقول للجميع: "استقيموا يرحمكم الله"، وأقول للقدوات والرموز: "يجب أن نحرص دائما على أن تتوافق أقوالنا مع أفعالنا".
 

 

أحمد علي سليمان
‏عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: حسام موافی

إقرأ أيضاً:

وصفي التل… ذاكرة رجلٍ لا يغيب في ذكرى رحيله

ابراهيم مصطفى خريسات

في الذكرى التي تحضر فيها سيرة وصفي التل، لا يعود الحديث مجرّد استرجاعٍ لحدثٍ سياسي أو واقعة اغتيال، بل استدعاءٌ لشخصية ظلّت – رغم مرور العقود – إحدى أكثر الشخصيات الأردنية حضورًا في الوعي العام، لما تركته من أثر مركّب يجمع بين الصرامة والدولة والقيم والخيال الوطني.

وصفي التل… مزيج نادر من الصلابة والرؤية
ولد وصفي في بيئةٍ ريفية قاسية شكّلت مبكرًا حِسَّه تجاه العمل، والانضباط، وارتباط الإنسان بالأرض. هذه الخشونة الأولى سترافقه لاحقًا في كل موقعٍ تسلّمه، ليظهر كرجل دولة لا يعرف المساومة على ما اعتبره مبادئ أساسية: سيادة الدولة، نزاهة الإدارة، وحقّ الناس في الأمن والطمأنينة.
لم يكن التل صاحب خطابات مطوّلة بقدر ما كان صاحب مشروع، ولا صاحب وعود بقدر ما كان صاحب نتائج. لذلك بقي حضوره في الذاكرة مرتبطًا بفكرة “رجل المرحلة الصعبة” الذي كان يرى في الوظيفة العامّة تكليفًا لا ترفًا سياسيًا.

بين السياسة والهوية… علاقة معقّدة وصريحة
شكّلت سنوات ما بعد 1967 تحديًا قاسيًا للأردن، سياسيًا وأمنيًا واجتماعيًا. وفي قلب هذا التوتر ظهر وصفي التل بموقفٍ واضح: دولةٌ يجب أن تبقى متماسكة مهما بلغ الثمن، ومجتمع يجب ألا يُترك رهينةً للفوضى. لذلك نُظر إليه من البعض كمصلحٍ صلب، ورآه آخرون كرجل لا يتردد في اتخاذ قرارات صادمة.
لكن ما يجمع عليه أغلب من تناول تجربته أنّ الرجل كان يرى الهوية العربية، والقضية الفلسطينية تحديدا، جزءًا من البنية الأخلاقية للدولة الأردنية وليس ملفًا سياسيًا يعالج بالخطابات. كانت رؤيته صارمة، ومن هنا جاء الجدل حوله، ومن هنا أيضًا جاء احترام غير قليلين له.

مقالات ذات صلة خبراء الفرشات !!!؟؟ 2025/11/27

اغتياله لم ينهِ الحكاية
في تلك اللحظة الدامية من نوفمبر 1971، كان الهدف بالنسبة لخصومه إيقاف الرجل، لكن ما حدث عمليًا كان أقرب لولادة رمز. اغتيال وصفي لم يقطع أسئلته التي ظلّت مفتوحة:
كيف تُحمى الدولة الصغيرة في محيط مضطرب؟
كيف تُدار السلطة بنزاهة دون أن تُخدع بالمظاهر؟
وكيف يمكن لرجل واحد أن يترك هذا القدر من الأثر من دون أن يسعى لصورة أو مجد؟

هذه الأسئلة ما تزال تُطرح حتى اليوم، وتُعيد وصفي التل من الماضي إلى الحاضر في كل ذكرى رحيله، وكأن التاريخ يلوّح لنا بأن بعض الشخصيات لا تُطوى بالغياب.

إرثٌ يتجاوز السياسة
لم يبقَ من وصفي التل فقط أنه كان رئيسًا للوزراء، بل بقيت صورة الأردني الذي لم يفصل حياته الخاصة عن مسؤوليته العامة؛ الرجل الذي كان يمشي بين الناس ويعرف تفاصيل القرى والدروب، ويؤمن أنّ الدولة تبدأ من احترام تعب الناس ولقمة عيشهم.
وبقي أيضًا أثره في الذاكرة الثقافية الأردنية: ومفكّرٌ انشغل بالفلاحين والبادية، وكاتبٌ يرى الوطنية فعلًا يوميًا قبل أن تكون شعارًا.

في ذكرى رحيل وصفي التل، لا نرثي رجلًا مضى فحسب، بل نستحضر نموذجًا صعب التكرار: رجل دولةٍ آمن بأن كرامة البلاد ليست مادة للتفاوض، وأن النزاهة ليست فضيلة ثانوية، وأن على المسؤول أن يكون صلبًا بقدر ما يكون حقيقيًا.
وربما لهذا السبب بالتحديد، يظلّ اسمه حاضرًا، لا في السياسة وحدها، بل في ذاكرة الناس، في حديثهم العابر، وفي حنين لا يخلو من سؤال:
هل يمكن أن يتكرر مثل هذا النوع من الرجال؟

مقالات مشابهة

  • مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر يُنهي معاناة مسن مع ورم كلوي ممتد إلى الوريد الأجوف السفلي
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (كوشة العالم..)
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (كوشة العالم واللغة)
  • د. عادل القليعي يكتب: دعكم من عنصرية الجاهلية !
  • وصفي التل… ذاكرة رجلٍ لا يغيب في ذكرى رحيله
  • حسام موافي: الضغط عالي هو أصعب تشخيص في الطب
  • حسام موافي: مقولة كل دكتور برأي دي أحسن حاجة في الدنيا.. فيديو
  • تهدد الكليتين.. حسام موافي يحذر من مضاعفات ارتفاع ضغط الدم
  • حسام موافي يوضح أصعب تشخيص في الطب «فيديو»
  • حسام موافي: الطب محتاج تفرغ.. ومينفعش تبقى طالب ولاعب كورة