بدر بن عبدالمحسن.. وداعاً «مهندس الكلمة»
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
محمد عبدالسميع (الشارقة)
أخبار ذات صلةتوفّي أمس، الأمير والشاعر بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود، عن عمر ناهز 75 عاماً، بعد حياة حافلة بالعطاء الأدبي والإنساني، إذ يُعدّ أحد أبرز شعراء الحداثة في الجزيرة العربيّة.
نعى رئيس الهيئة العامة للترفيه بالسعودية، المستشار تركي آل الشيخ، في تغريدة عبر حسابه على منصّة «إكس»، الأمير بدر بن عبدالمحسن، قائلاً «رحم الله الأمير الشاعر صاحب السّمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن وغفر له وأسكنه فسيح جنّاته، عزائي لأسرته الكريمة وأبنائه ولآل سعود الكرام والشعب السعودي، خبر حزين، وأحسّ كأني فقدت أباً لي ولكن لا أقول إلا الحمد لله على كلّ حال».
حسّ إنساني وعاطفي
واشتهر الأمير بدر بن عبدالمحسن، المولود في الرياض عام 1949م، بغزير نتاجه الأدبيّ، وبما تركه من إبداعات شعريّة لاقت صدىً كبيراً في المشهد الشعري العربي وغنّاها كبار المطربين، واشتملت على حسّ إنساني وعاطفي خاص انساب في الذائقة العربية، نظراً لإخلاص سموّه رحمه الله للكلمة العذبة والراقية المعبّرة ذات الوقع الجميل والحالم، في أغراض الغزل والفخر والرثاء والشعر الوطني، فاستحقّ بذلك تكريم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بمنحه وشاح الملك عبدالعزيز، عام 2019.
وعُرف الأمير بدر بن عبدالمحسن، بمتابعته للمشهد الثقافي والشعري، متأثّرًا بعائلته ومجلس والده الذي ضمّ العديد من العلماء والأدباء والمفكرين، كما درس مراحله الابتدائيّة في السعودية ومصر، والمتوسطة بمدرسة الملكة فيكتوريا في الإسكندريّة، ودرس المرحلة الثانوية في الرياض، كما درس في بريطانيا والولايات المتحدة الأميركيّة، وزامل الأمير بدر رحمه الله، شعراء كباراً في المملكة العربية السعودية، منهم: محمد العبدالله الفيصل، خالد الفيصل، خالد بن يزيد، محمد بن أحمد السديري، وعبدالرحمن بن مساعد بن عبدالعزيز آل سعود، كما تعاون مع ملحنين مشهورين، مثل: سراج عمر، محمد شفيق، سامي إحسان، وعبدالرب إدريس.
«مهندس الكلمة»
وبرحيل الأمير والشاعر بدر بن عبدالمحسن، الرئيس السابق للجمعية السعودية للثقافة، تودّع سماء الشعر كلمات نشأت عليها أجيال الحلم والرومانسيّة العربيّة، كلمات لـ«مهندس الكلمة»، كما أطلق عليه، نظراً لمقدرته الكبيرة في إنطاق جميع ما كتبه بالحسّ العاطفي والتعبير العالي، تشي بذلك أسماء دواوينه الشعريّة المعبّرة بالبوح، مثل: «ما ينقش العصفور في تمرة العذق»، عام 1989م، ومن ثمّ «رسالة من بدوي»، «لوحة ربما قصيدة»، «ومض»، «هام السحب»، و«شهد الحروف».
قصائد مغنّاة
ويحتفظ رواد وعشّاق الأغنية والقصيدة الشعبيّة الخليجية والعربيّة، بقصائد رسمت في الذاكرة العربية في عقود الثمانينيات والتسعينيات ولأجيال ما بعد الألفيّة، حضورها ورونقها المعبّر، إذ ظلّت تذكّر بالحسّ المشهدي والدرامي لأغانٍ غنّاها عمالقة الطرب العربي الفنانون: طلال مداح، محمد عبده، عبادي الجوهر، عبدالكريم عبدالقادر، نوال الكويتية، عبدالله الرويشد، خالد عبدالرحمن، راشد الماجد، كاظم الساهر، صابر الرباعي، نجاة الصغيرة، أصالة، ماجد المهندس، وديانا حداد.
وعلاوةً على ذلك، كتب الأمير بدر بن عبدالمحسن، روائع الأوبيريتات والأغاني الوطنيّة، التي غنّيت في مهرجان الجنادريّة وسوق عكاظ، وغيرهما من المناسبات الوطنيّة السعودية، ومنها «فوق هام السّحب، الله البادي، فارس التوحيد، وطن الشموس، أئمة وملوك، مملكة الحبّ والسلام، سيوف العزّ، حدثينا يا روابي نجد، عوافي، عزّ الوطن، صرخة، كلنا سلمان، يا دار، يا طويق، والله أحد».
تكريمات
وإضافةً إلى تكريم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لسموّ الأمير بدر بن عبدالمحسن، كرّمته جهات عديدة، مثل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، عام 2019 تزامناً مع مناسبة اليوم العالمي للشعر، كشاعر متفرّد لأكثر من 40 عاماً، و«الهيئة العامّة للترفيه» تحت عنوان «ليلة الأمير بدر بن عبدالمحسن: نصف قرن والبدر مكتمل»، حيث أعلن رئيس الهيئة تركي آل الشيخ تسمية المسرح المبني خصيصاً لهذه المناسبة، بمسرح الأمير بدر بن عبدالمحسن.
كما أعلنت هيئة الأدب والنشر والترجمة عام 2021 عزمها على جمع وطباعة الأعمال الكاملة للأمير بدر بن عبدالمحسن، تنفيذًا لتوجيهات وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وذلك تقديراً لإسهاماته في الحراك الإبداعي السعودي خلال خمسة عقود من الزمن، كما كُرّم في ختام مهرجان القرين الثقافي بدولة الكويت باختياره شخصيّة المهرجان.
حب الإمارات
تتسق علاقة الأمير بدر بن عبد المحسن بدولة الإمارات مع عمق وأصالة العلاقات التاريخية التي تربط بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، حيث زار الفقيد الراحل الإمارات مرات عديدة ضيفاً على أمسيات شعرية أثرت المشهد الثقافي، كما كتب قصيدة في محبة الإمارات بعنوان«1000 حب»، تعكس كلماتها الصادقة والمعبرة أواصر المحبة والأخوة بين الشعبين الشقيقين في كل من الإمارات والسعودية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: بدر بن عبدالمحسن السعودية تركي آل الشيخ الأمیر بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزیز ة السعودیة ة العربی آل سعود
إقرأ أيضاً:
محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تدشن أول فريق مفتشات بيئيات بحرية في الشرق الأوسط
أعلنت محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية، تدشين أول فريق مفتشات بيئيات بحرية في الشرق الأوسط، في خطوة غير مسبوقة نحو تعزيز جهود الحماية البيئية، تزامنًا مع يوم المفتش البيئي العالمي، حيث ستنضم المفتشات البحريات الجدد إلى فريق التفتيش البيئي في المحمية الذي يبلغ عدده 246 مفتشًا، تشكل النساء 34% منهم، وستتولى المفتشات الجدد مهام مراقبة ساحل البحر الأحمر بطول 170 كيلومترًا بالتعاون مع الجهات الحكومية الأخرى.
وأوضح الرئيس التنفيذي لمحمية الأمير محمد بن سلمان الملكية أندرو زالوميس، أنه منذ تأسيس المحمية، كانت مشاركة المرأة في بيئة العمل أولوية، تماشيًا مع رؤية المملكة 2030، وقال: "بدأنا في توظيف أول دفعة من المفتشين البيئيين عام 2022، حيث أولت المحمية موضوع تمكين المرأة أهمية بالغة واليوم، يشكلن 34% من قوة التفتيش البيئي في المحمية، وهو أعلى بكثير من المعدل العالمي الذي يبلغ 11% فقط للمفتشات البيئيات".
وبيّن أن المفتشات يقدمن مهارات أساسية في مجال الحماية البيئية، ومع تقدم المملكة نحو تحقيق الهدف العالمي المتمثل في حماية 30% من أراضي وبحار الكرة الأرضية بحلول عام 2030، فإن هيئة تطوير المحمية ملتزمة ببناء فرق تفتيش بيئية مؤهلة تمتلك الكفاءة اللازمة لتدعم جهود الحفظ في المملكة.
وأفاد أن مفتشي المحمية يعدون عنصرًا محوريًا في تحقيق رسالتها لإعادة الحياة الفطرية إلى بيئاتها الطبيعية؛ دعمًا للأهداف الوطنية لمبادرة السعودية الخضراء، وهم كذلك مسؤولون عن حماية الثروات الطبيعية والثقافية في المحمية، سواءً في البر أو في البحر مع ضمان تجربة آمنة للزوار والسياح، مشيرًا إلى أن مهامهم تشمل رصد الأنظمة البيئية لدعم إستراتيجيات الحماية، والإسهام في برامج إعادة توطين الكائنات البرية، وإدارة الحياة الفطرية، والإشراف على المشاريع التطويرية؛ لضمان التزامها بتقارير دراسة الأثر البيئي والاجتماعي.
ولفت الرئيس التنفيذي للمحمية إلى أن المفتشين يخضعون لتدريب متخصص ومستمر، يتيح لهم بناء مسيرة مهنية ذات أثر ملموس في قطاع الحماية البيئية الذي يشهد نموًا سريعًا، ويسهم بشكل مباشر في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، حيث أدى هذا الإقبال إلى تلقي أكثر من 35,000 طلب توظيف حتى اليوم للانضمام إلى فريق التفتيش البيئي في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية.
من جهتها أكدت المدير الإقليمي الأول لهيئة تطوير المحمية دومينيك دو تويت، أن البرنامج التدريبي يعكس التزام المفتشات وانضباطهن في تعلم مهارات جديدة، مشيرة إلى أن مفتشي المحمية نفذوا منذ عام 2022م، ما يقارب 35,000 دورية، مؤديات المهام المنوطة بهن إلى جانب زملائهن في القسم البري من المحمية الذي تبلغ مساحته 24,500 كيلومترٍ مربع.
بدورها قالت رقيّة عوض البلوي، التي تعمل مفتشةً بيئيةً في المحمية منذ عامين، وكانت ضمن أول دفعة من المفتشين البيئيين: "اكتشفت عالمًا جديدًا تمامًا تحت سطح الماء وأشعر بالفخر كوني ضمن أول دفعة تتعلم السباحة في المحمية عقب التحاقي بالبرنامج التدريبي الذي تعلمت فيه الكثير من المهارات للحفاظ على المكتسبات الطبيعية التي تضمها المحمية".
الجدير بالذكر أن المنطقة البحرية بمحمية الأمير محمد بن سلمان الملكية، تغطي مساحة 3,856 كيلومترًا مربعًا، أي ما يعادل 1.8% من المياه الإقليمية للمملكة، وتحتضن 64% من أنواع الشعاب المرجانية في المملكة، و22% من أنواع الأسماك، إضافة إلى سلاحف من نوع منقار الصقر والسلاحف الخضراء، والدلفين الدوّار، والأطوم (بقر البحر)، والقرش الحوتي، فضلًا عن نظم بيئية حرجة لغابات القرم الرمادية.