كان من المقرر أن يقدم الجراح البريطاني - الفلسطيني الأصل رئيس جامعة غلاسكو غسان أبو ستة الأحد شهادته عن الوضع في غزة أمام مجلس الشيوخ الفرنسي السبت، بدعوة من نواب حزب الخضر، لكن تم منعه من دخول البلاد، واكتشف أن ألمانيا فرضت حظرا على دخوله منطقة شنغن في أوروبا، بحسب ما أخبرته السلطات في مطار شارل ديغول.

وبدلا من المشاركة في مؤتمر مجلس الشيوخ الفرنسي للحديث عن غزة، تم تجريد أبو ستة من ممتلكاته ونقله إلى زنزانة احتجاز، بعد أن كان قد وصل في رحلة صباحية من لندن. 

ونقلت صحيفة "الغارديان" الأحد عن أبو ستة: "تم وضعي في زنزانة احتجاز وسرت أمام الناس في مطار شارل ديغول مع حراس مسلحين ثم تم تسليمي إلى العاملين في الطائرة، وكل ذلك حتى لا أتمكن من الإدلاء بشهادتي".

لكن قبل ترحيله إلى المملكة المتحدة، تمكن من حضور المؤتمر عبر الفيديو من على هاتف محاميه من مركز الاحتجاز.

وقال أبو ستة، الذي عمل في غزة منذ عام 2009، وكذلك في الحروب في اليمن والعراق وسوريا ولبنان: "كان من المهم بالنسبة لي أن نفعل ذلك، لأنهم غير قادرين على إسكاتنا".

وتعليقا على ذلك، كتب العضو في مجلس الشيوخ غيوم غونتار على أكس "إنها فضيحة. غسان أبو ستة جراح التجميل والترميم الذي عمل في غزة يُمنع من المشاركة في مؤتمر في مجلس الشيوخ". 

وحاول منظمو المؤتمر التدخل عبر التواصل مع مكتبَي وزير الداخلية جيرالد دارمانان ووزير الخارجية ستيفان سيجورنيه، لكن دون جدوى، بحسب "فرانس برس". 

لم يكن أبو ستة يعلم بأن السلطات الألمانية التي سبق أن رفضت دخوله إلى برلين في أبريل الماضي، فرضت عليه حظرا إداريا على التأشيرة لمدة عام، مما يعني منعه من دخول أي دولة من دول شنغن.

يحكي أبو ستة أن هذا الإجراء أشعره بأنه "مجرم"، مستنكرا "قمع حرية التعبير في ألمانيا" التي وصفها بأنها "شريكة (للجيش الإسرائيلي) في إسكات شهود الإبادة الجماعية" في غزة.

خلال شهري أكتوبر ونوفمبر 2023، في بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي أدت منذ ذلك الحين إلى مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني، عمل أبو ستة من مستشفيي الشفاء والأهلي. وخلال أيامه الـ 43، تحدث عن مشاهدته "مجزرة" في غزة واستخدام ذخائر الفسفور الأبيض، وهو ما نفته إسرائيل.

ومنذ ذلك الحين، قدم أبو ستة أدلة إلى سكوتلاند يارد والمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وهو ينوي الطعن في حظر دخوله أمام المحاكم الألمانية ويدرس الذهاب إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.

وفي أبريل، سافر أبو ستة إلى برلين للمشاركة في منتدى المؤتمر الفلسطيني، لكن السلطات منعته من دخول البلاد لأنها "لم تتمكن من ضمان سلامة المشاركين في المؤتمر"، على حد قوله. كما أعلنت الشرطة في 12 أبريل أنها حظرت ما تبقى من فعاليات للمؤتمر الذي كان مقررا أن يستمر حتى 14 من الشهر نفسه. 

وقال محاميه طيب علي إن الحكومة الألمانية أصدرت الحظر على مستوى منطقة شنغن دون أي تشاور مع أبو ستة، ودون الكشف عن المعلومات التي يستند إليها الحظر.

وقال علي، وهو أيضا مدير مركز العدالة الدولي لحقوق الإنسان: ""يبدو أن الحظر هو محاولة ساخرة لإسكات شهود العيان الذين يدلون بشهاداتهم أمام البرلمانيين ووكالات إنفاذ القانون".

ويأتي الحادث بعد أن حث دبلوماسيون من دول مجموعة السبع المسؤولين في المحكمة الجنائية الدولية على عدم الإعلان عن اتهامات بارتكاب جرائم حرب ضد إسرائيل أو مسؤولي حماس، بزعم أن مثل هذه الخطوة قد تعطل فرص تحقيق انفراجة في محادثات وقف إطلاق النار.

وتواجه ألمانيا، التي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها ثاني أكبر مصدر للأسلحة إلى إسرائيل بعد الولايات المتحدة، دعوى قضائية محلية بشأن مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل. وفي الأسبوع الماضي، رفضت محكمة العدل الدولية طلبا من نيكاراغوا لإصدار أمر طوارئ لألمانيا بالكف عن بيع الأسلحة لإسرائيل، لكنها رفضت إسقاط القضية تماما.

ويرى أبو ستة أن "السبب الوحيد الذي يجعل الألمان يريدون فرض حظر على مستوى أوروبا هو منعي من الوصول إلى لاهاي"، مضيفا أن "هذا يؤكد لي تواطؤ الحكومة الألمانية بشكل كامل في حرب الإبادة الجماعية".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: مجلس الشیوخ أبو ستة فی غزة

إقرأ أيضاً:

ملياردير أجنبي يستحوذ على البريد الملكي البريطاني بصفقة ضخمة

استحوذ الملياردير التشيكي، دانييل كريتينسكي، على شركة البريد الملكي في بريطانيا "Royal Mail" في عرض استحواذ بقيمة 3.5 مليار جنيه إسترليني.

وقالت شركة خدمات التوزيع الدولية، التي تمتلك البريد الملكي الذي يتكبد خسائر خلال السنوات الماضية، إنها قبلت عرض استحواذ بقيمة 3.70 جنيهًا إسترلينيًا للسهم (4.69 دولارًا) من مجموعة EP Group التابعة لشركة كريتينسكي.

وتأتي هذه الصفقة بعد سنوات قليلة صعبة بالنسبة للبريد الملكي، الذي تم خصخصته في عام 2013. وقد عانى من انخفاض حاد في الطلب على خدماتها وسجل خسارة قدرها 348 مليون جنيه استرليني للسنة المالية المنتهية في 31 اذار/مارس الماضي٬ وهو ما يمثل خسارة بقيمة أفضل قليلاً من العام الذي سبقه عندما خسرت 419 مليون جنيه إسترليني.

ويفتح هذا الاستحواذ الطريق لبيع واحدة من أقدم المؤسسات البريطانية، وأكثرها شهرة لمالك أجنبي لأول مرة.

وبحسب صحف بريطانية فإن نجح كريتينسكي في شراء "البريد الملكي"، ستكون الخطوة أحدث مثال على سقوط أيقونة بريطانية في أيدي أجنبية. وفي شكل أكثر تحديداً، ستكون ثاني أيقونة يشتريها تشيكيون في الآونة الأخيرة. سينضم "البريد الملكي" إلى "اليانصيب الوطني" على صعيد الوقوع في أيدي تشيكية.  

يذكر أن خطوة كريتينسكي تأتي في لحظة حساسة سياسيا حيث تستعد المملكة المتحدة لإجراء انتخابات عامة في الرابع من تموز/ يوليو القادم، وستخضع عملية الاستحواذ المقترحة لمراجعة الأمن القومي، وربما من قبل حكومة جديدة. وبحسب استطلاعات الرأي فإن حزب العمال سيفوز بأول انتخابات له منذ عام 2005 ويحل محل إدارة المحافظين الحالية.


من هو المالك الجديد؟
وكريتينسكي، وهو محام سابق يبلغ من العمر 48 سنة،  وبالإضافة إلى الحصة في "ساينسبوريز"، يمتلك 27 ٪ من نادي "وست هام" لكرة القدم، و 13 ٪ من صحيفة "لوموند" الفرنسية. واشترى أصولاً كبيرة من مجموعة الطاقة الألمانية "إي أون"، وشركة الطاقة السويدية "فاتنفول"، و"سنتريكا" الشركة الأم لـ"بريتيش غاز". وتقدر ثروته الشخصية بنحو 7.3 مليار جنيه، وقيل أيضاً إنه مشتر محتمل لمجموعة المطبوعات المملوكة من "دايلي تلغراف".  




مقالات مشابهة

  • الخارجية: تشدد سورية على أهمية تمويل خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية فيها، بعيداً عن أي اعتبارات سياسية، أو أجندات ضيقة تروج لها الدول الغربية
  • ماذا يعني ”إسقاط” طائرتين أمريكيتين في مارب خلال أسبوعين؟!.. خبير عسكري يكشف المفاجأة
  • وصول ملاكمي نزالات “5VS5” إلى الرياض
  • ملياردير أجنبي يستحوذ على البريد الملكي البريطاني بصفقة ضخمة
  • بومة غسّان
  • عسكري أوكراني يكشف مقتل 80% من جنود لوائه واستمرار نزيف قوات كييف البشري
  • رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل يدعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • خروج مستشفى الكويت التخصصي عن الخدمة يعمق الجراح في رفح
  • النويري يناقش مع وزيرة الدولة‬ بوزارة الخارجية الألمانية العملية السياسية في ليبيا والانسداد الذي تواجهه
  • تركيا تستضيف الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة