اخرجوا من طهران.. هل يعلن ترامب ساعة الصفر من البنتاغون لإسقاط ولاية الفقيه؟
تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT
غادر الرئيس ترامب كندا، إثر اجتماع قمة مجموعة ال7 التي شهدت شبه تأييد عالمي غير مسبوق لنهجه من خلال البيان الختامي الذي اكد على “أن إيران لا يمكن أن تملك سلاحا نوويا أبدا، ونؤكد دعمنا لإسرائيل”، باستثناء التحذير الفرنسي الحاسم، حيث أكد الرئيس إيمانويل ماكرون أن الرغبة في تغيير النظام في إيران بالقوة ستكون “خطأ استراتيجياً” فادحاً.
بالتوازي مع هذه التحركات العسكرية والتحذيرات، تبرز مؤشرات على مساعٍ دبلوماسية مكثفة. فوفقًا لمعلومات، هناك اقتراحات قيد النظر يقدمها مستشارون للرئيس الأمريكي، وذلك على ضوء محادثات مرتقبة مع إيران هذا الأسبوع. وتهدف هذه المحادثات إلى بحث سبل إحياء الاتفاق النووي، بالإضافة إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار، مما قد يفتح بابًا لخفض حدة التوتر وإنهاء دائرة التصعيد في المنطقة. يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الجهود الدبلوماسية ستنجح في كبح جماح الصراع المحدق.
في وقت شهد الشرق الأوسط في الأيام الأخيرة تحركات عسكرية أمريكية مكثفة، تزامنت مع تصاعد العمليات العسكرية بين إسرائيل وإيران. تظهر التقارير أن الولايات المتحدة نقلت أعدادًا كبيرة من طائرات التزود بالوقود إلى قواعدها الأوروبية، حيث وصل أكثر من 31 طائرة من “طراز KC-135 وKC-46 ” لدعم العمليات في المنطقة. كما جرى نشر حاملة الطائرات “نيميتز” نحو المنطقة، قادمة من بحر الصين الجنوبي.
وتحمل “نيميتز” على متنها أكثر من 90 طائرة، من بينها مقاتلات “F/A-18 Super Hornet ” متعددة المهام، والتي تستخدم في الهجمات والدفاع الجوي. كما تضم أيضًا طائرات”EA-18G Growler” االمتخصصة في الحرب الإلكترونية، والقادرة على التشويش على أنظمة الدفاع الجوي للعدو.
وعلى الصعيد البحري، أمرت البحرية الأمريكية المدمرة “توماس هودنر” بالإبحار نحو شرق البحر المتوسط، مع توجيه مدمرة أخرى للتحرك إلى المنطقة لتكون جاهزة للاستخدام إذا لزم الأمر من قبل البيت الأبيض. وتشير مصادر أيضًا إلى أن واشنطن تدرس إرسال سفن بحرية إضافية مزودة بأنظمة دفاع صاروخي إلى شرق المتوسط خلال الأيام القادمة. هذه التحركات تعكس بوضوح تعزيز الولايات المتحدة لقدراتها العسكرية والجوية في المنطقة، في إطار رفع مستوى الاستعدادات.
شهدت طهران منذ بدء العمليات العسكرية الاسرائيلية استهدافًا لعدة مواقع إستراتيجية وحيوية، مما يعكس حجم التصعيد. تعرض مقر الحرس الثوري الإيراني الرئيسي لضربات أدت إلى مقتل القائد العام للحرس الثوري، اللواء حسين سلامي. كما طال التدمير الجزئي مجمع “شهيد محلاتي”، وهو مجمع سكني محصن يضم كبار قادة الحرس الثوري. وفي مقر القيادة العامة للقوات المسلحة “خاتم الأنبياء”، قُتل قائد المقر اللواء غلام علي رشيد. ولم تسلم منشأة نطنز النووية من القصف بصواريخ دقيقة، مما أدى إلى تعطيل جزئي في أنظمة التبريد الخاصة بها. كذلك، كان مطار الإمام الخميني في طهران ضمن المواقع المستهدفة، وامتدت الضربات لتشمل أحياء سكنية في شمال طهران، مثل منطقة نوبنياد، حيث أدت إلى سقوط قتلى وجرحى. توضح هذه الضربات حجم الاستهداف الذي طال مواقع حساسة في العاصمة الإيرانية، مما يشير إلى تصعيد كبير في الصراع.
في المقابل يتكتم الجيش الاسرائيلي على الاضرار والخسائر التي نتجت عن القصف الصاروخي الايراني الا ان المعطيات التي تظهرت تؤكد تعرض معهد “وايزمان للعلوم” في إسرائيل لأضرار جسيمة نتيجة الضربة الصاروخية الإيرانية، حيث اندلع حريق في أحد مبانيه البحثية، مما أثر على البنية التحتية العلمية في البلاد وتعرض ميناء حيفا لأضرار نتيجة الهجوم الإيراني الأخير. حيث أفادت مصادر أعلامية بأن حرائق اندلعت قرب محطة للطاقة في الميناء بعد سقوط صواريخ باليستية استهدفت البنية التحتية للميناء. كما أشارت التقارير إلى أن الجيش الإسرائيلي حاول اعتراض الهجمات، لكن بعض الصواريخ فرط الصوتية تمكنت من الوصول إلى أهدافها، مما تسبب في أضرار مادية في المنطقة المحيطة بالميناء.
اما بالنسبة للمعطيات الأخيرة حول ما يمكن ان يتحقق في الساعات المقبلة فالمعطيات الأخيرة التي أوردتها صحيفة “نيويورك تايمز” تفيد أن الرئيس ترامب يقف أمام مفترق طرق حاسم في التعامل مع إيران. فخياراته المطروحة تتراوح بين المشاركة العسكرية المباشرة التي قد تصل إلى تدمير منشأة فوردو النووية الإيرانية بواسطة قاذفات B-2 الشبح وقنابلها الخارقة للتحصينات، وبين المسار الدبلوماسي الذي يشجع على المحادثات المباشرة مع الإيرانيين، وهو ما حث عليه نائبه ومبعوثه الخاص ستيف ويتكوف.
ختامًا، مع تصاعد هذه الأحداث المتسارعة على الساحتين العسكرية والدبلوماسية، يتساءل العالم بحذر: هل سيضغط الرئيس ترامب على الزر الأخضر للتدخل العسكري المباشر؟ المؤكد أن الأمور تتجه نحو تصاعد دراماتيكي، مع ما يحمله ذلك من عواقب قد تغير وجه المنطقة والعالم. إن تغريدة ترامب على موقعه “تروث سوشال” بقوله: “كان ينبغي على إيران أن توقع على الصفقة التي طلبت منهم توقيعها. يا للعار وإهدار الأرواح البشرية. ببساطة، إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحًا نوويًا. لقد قلت ذلك مرارًا وتكرارًا! على الجميع إخلاء طهران فورًا”، لا تُلَمِّح إلى إمكانية العودة إلى المفاوضات
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
إيران تنسحب من اتفاق القاهرة النووي: لا اتفاق نووي ولا تفتيش دولي
قررت إيران الانسحاب رسميًا من الاتفاق النووي الذي أبرمته مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر الماضي في القاهرة، برعاية مصرية، وذلك على خلفية إعادة تفعيل آلية "سناب باك" وعودة العقوبات الدولية ضد طهران.
وأكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن الاتفاق الذي وقّعه في 9 سبتمبر مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، لم يعد قائمًا، معتبرًا أنه فقد صلاحيته كأساس للتعاون بعد المتغيرات السياسية الأخيرة، وعلى رأسها تفعيل العقوبات.
وفي تصريحات لوسائل إعلام محلية عقب لقائه سفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية في طهران، أوضح عراقجي أن طهران ستُعلن قريبًا عن رؤيتها الجديدة للتعامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرًا إلى أن المستجدات الإقليمية والدولية "تفرض على إيران اتخاذ قرارات تتناسب مع الوضع الجديد".
واعتبر الوزير الإيراني أن تفعيل آلية "سناب باك" غيّر كل المعطيات، تمامًا كما فعل الهجوم العسكري الأخير، مضيفًا أن "اتفاق القاهرة لم يعد مجديًا أو ذا صلة بالواقع الراهن".
وتتيح آلية "سناب باك" — المندرجة في إطار الاتفاق النووي الإيراني وقرار مجلس الأمن 2231 لعام 2015 — لأي طرف من الأطراف الموقّعة (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران تلقائيًا، دون الحاجة لتصويت جديد في مجلس الأمن، في حال تم التأكد من أن طهران لا تلتزم ببنود الاتفاق.
وكان الاتفاق الذي وُقّع في القاهرة في 9 سبتمبر بوساطة مصرية، من خلال وزير الخارجية بدر عبد العاطي، قد جاء بهدف استئناف التعاون التقني والتفتيش النووي بعد أن علّقت إيران تعاونها مع الوكالة في يوليو، عقب هجوم إسرائيلي–أمريكي مشترك استهدف منشآتها النووية في يونيو، خلال حرب استمرت 12 يومًا.
وتضمّن الاتفاق "آليات عملية" لإعادة تفعيل عمليات التفتيش بموجب معاهدة عدم الانتشار النووي، مع التركيز على الشفافية وحماية السيادة الإيرانية، كما نُظر إليه كخطوة أولى لإعادة بناء الثقة بين طهران والوكالة الدولية.
ورغم إشادة المدير العام للوكالة رافاييل غروسي بالاتفاق، واعتباره "خطوة في الاتجاه الصحيح"، إلا أن عراقجي كان قد حذّر في وقت سابق من أن تفعيل آلية "سناب باك" سيُسقط الاتفاق تلقائيًا، وهو ما حدث بالفعل مع تصاعد التوترات الأخيرة.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن