الاحتلال يواصل عمليته العسكرية على مدينة طولكرم ومخيميها
تاريخ النشر: 6th, May 2024 GMT
طولكرم - صفا
يواصل الاحتلال عمليته العسكرية على مدينة طولكرم ومخيميها "نور شمس وطولكرم" منذ ساعات منتصف الليلة الماضية، وفرضت طوقا عسكرياً في محيطهما، وجرفت البنية التحتية في العديد من الشوارع، وسط تصد المقاومين لهم.
وأفاد مراسل وكالة (صفا) باقتحام آليات الاحتلال المدينة من حاجز سناعوز غرب المدينة ترافقها جرافتين، وسط تحليق مكثف لطيران الاستطلاع على ارتفاع منخفض.
كما عززت قوات الاحتلال اقتحامها بقوة عسكرية أخرى خرجت من حاجز عناب العسكري شرق المحافظة، واتجهت نحو مخيم نور شمس، حيث فرضت طوقاً مشدداً على المخيم، ودفعت بآلياتها عند مداخله ومحيطه، وفرضت منعا للتجوال عليه.
وسُمعت أصوات انفجارات ناتجة عن تصدي المقاومين بعبواتهم الناسفة لقوات الاحتلال، مما ألقاها المقاومون، أو المزروعة في طريق آليات الاحتلال.
كما سمع أصوات اطلاق نار كثيف بين المقاومين وقوات لاحتلال.
ودوت اصوات انفجارات واطلاق كثيف للأعيرة النارية من قبل قوات الاحتلال، أدى الى انقطاع التيار الكهربائي عن اجراء واسعة من المخيم وضاحية ذنابة.
فيما شرعت جرافات الاحتلال بعمليات تخريب وتجريف لشارع السكة، والشارع المحيط بميدان الشهيد سيف أبو لبدة المحاذي للمخيم.
كما قامت جرافات الاحتلال بتخريب البنية التحتية في حارة المدارس قرب مدخل مخيم طولكرم، في الوقت الذي اقتحمت قوات الاحتلال حارات البلاونة والمربعة وأبو الفول، وأجزاء من ضاحية ذنابة المتاخمة للمخيم.
وانتشرت آليات الاحتلال في محيط مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي القريب من مدخل المخيم الشرقي، وشارع نابلس، وفي كافة احياء المدينة المؤدية للمخيم.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: طوفان الآقصى طولكرم
إقرأ أيضاً:
في "المدينة المعزولة".. جيشٌ يستفرد ببواقي أبراجها وقلوب تنطفىء بانهياراتها
خانيونس - خاص صفا
على بعد أمتار من مدينةٍ وحيدةٍ مخلاة من البشر والحجر، سوى بضع أبراج متبقية بين ركام الأخرى، يُخيم محمد منصور، مراقبًا كل عملية نسف بلوعة قلبه، وهو يراها تنهار، محاولًا بين غبارها رؤية شقته، علّها تبقى فتهدأ نبضات فؤاده.
منصور (46عاما) والذي أصرّ بأن يكون نزوحه منذ مطلع مايو المنصرم، من مدينة حمد السكنية شمالي محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة، على مقربةٍ منها، يعد أيامها سنوات، وهو ينتظر العودة إليها من جديد.
"كل كم يوم ينسفون برجين أو أكثر، بدون سبب، قلوبنا تحترق عليها"، يقول لوكالة "صفا" واصفًا ما يجري بالمدينة.
ومنذ أربعة أشهر يمنع جيش الاحتلال الإسرائيلي، سكان مدينة حمد من الوصول إليها، بأمر إخلاء، وهو يصنفها اليوم "منطقة خطيرة"، رغم أنها لا تشهد أية أحداثٍ ولا بمحطيها.
انطفاء الأمل
يضيف منصور "أنا وعدد من أهل المدينة خيامنا على مقربة منها، وهذا مكاننا في كل نزوح منها، ومن فضل الله أن شقتي بقيت حتى آخر يومين".
ولكن عمليات النسف التي تشهدها المدينة المعزولة، خاصة في الثلاثة أيام الماضية، انهارت بها قلوب العشرات من ساكنيها، وانطفأ الأمل بقلوبهم.
"شقتي راحت في أبراج حزمة M، وهي أكثر حزمة نسفوها في الأيام الأخيرة وفي بداية نزوحنا قبل شهور"، يقول خالد عبد الهادي الذي فقد شقته في عمليات النسف الأخيرة التي شهدتها المدينة.
ذريعة وهمية
ومن المفارقات، أن طائرات الإنزال الجوي للمساعدات، والتي ضرّت الغزيين أكثر ما أطعمتهم، ألقت أمس الجمعة صناديق الطعام فوق مدينة حمد، المصنفة بالحمراء.
تقول أم يزن إحدى سكان المدينة لوكالة "صفا": "ذهبنا مع من ركضوا نحو مظلات المساعدات، وسقطت في حمد، وصلنا حتى شارع قطر، ثم عدنا".
تصف المدينة "خالية كمدينة الأشباح والطائرات أطلقت النار ومن يدخل يعدمونه، فعدنا وبعدها بساعات تفاجئنا بنصف أبراج بشكل مخيف".
يبدو أن جيش الاحتلال الذي سمح لتلك الطائرات بإلقاء المساعدات، اتخذ من وصول المواطنين لأعتاب المدينة، ذريعة لنسف أبراج، رغم الدمار الكبير الذي تشهده.
يقول رائد السقا لوكالة "صفا": "كيف لبشر أن يعقل هذا الإجرام، مجرد سقوط مساعدات في المدينة، نسفوا فوق الستة أبراج، دون ذنب أو سبب".
يضيف "في كل برج عشرين عائلة، ألا يكفي هذا الدمار، ألا يوجد من يوقفهم عند حدهم؟!".
ويتساءل "هذه المساعدات جلبت لنا الدمار، وليوقفوها ما داموا يلقونها في مناطق والجيش يعلم ذلك ومع هذا يقصفنا".
وتعرضت مدينة حمد لعمليات نسف وأوامر إخلاء لعدة مرات، منذ بداية حرب الإبادة على غزة بأكتوبر للعام 2023، شهدت فيها المدينة مجازر دامية بالإضافة لتدمير معظم أبراجها، التي يزيد عددها عن 100 برج.
وأقيمت المدينة عام 2015 على أراضي المحررات التي اندحر منها الاحتلال عام 2005، بدعم وتمويل قطري تام.
وينشر جيش الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة خرائط تتضمن مناطق يطالب بإخلائها على امتداد محافظات القطاع، ما تسبب بنزوح أكثر من 80% من السكان، فيما يرتكب مجازر في مناطق النزوح التي يزعم أنها "آمنة".
ومنذ أكتوبر للعام 2023 ترتكب "إسرائيل" بدعم أمريكي، حرب إبادة جماعية وجريمة تجويع، أدت لاستشهاد ما يزيد عن 60 ألف شهيد، بالإضافة لـ حوالي 145 ألف إصابة، وما يزيد عن 14 ألف مفقود تحت الأنقاض.