مشاركة السودان في عاصفة الحزم … كيف كانت ؟ وهل إستفاد السودان أم تضرر ؟
مقارنة بين مشاركة السودان الإندفاعية العاطفية وامتناع الباكستان عن المشاركة في 2015م …
مقدمة ضرورية لإعادة نشر مقال من 2019م:
كان قرار مشاركة السودان في عاصفة الحزم سنة 2015م قرارا فرديا اتخذه الرئيس السابق عمر البشير ، ويمكننا القول اليوم في 2024م أن تلك المشاركة كانت أكبر خطأ كارثي من الناحية الاستراتيجية إذ يكفي أنها وفرت لقيادة الدعم السريع مدخلا للتعامل المباشر مع ما وراء الحدود وهو أمر ما كان ينبغي أبدا السماح به وكان من تبعاته اللاحقة تجروء قيادة الدعم السريع على شن حرب خسرت بسببها بلادنا أضعافا مضاعفة بمئات المرات مما كسبته من مشاركتها في عاصفة الحزم وهي مكاسب لا تعدو أن تكون في أفضل الأحوال تحسينا في مستوى الدخل للمجموعات التي تم تجنيدها وهو الأمر الذي أدى لقوة ولائهم تجاه قياداتهم بإعتبارهم أصحاب الفضل عليهم.


سأورد لك عزيزي القارئ هنا نصا أعيده لمقال كتبته في 17 أكتوبر عام 2019م عله يجد قراءة أكثر جدية على ضوء ما استجد من تغيرات.
المقال 19 أكتوبر 2019م :
البرلمان … بر أمان.. و ماذا يعني أن يكون بيده قرار الحرب … لا بيد الرئيس.
+ 2015م : الإمتناع الباكستاني المحبط للسعودية … المفيد لها في 2019م.
في 26 مارس 2015م انطلقت ما أسمته السعودية بعاصفة الحزم ضد الحوثيين في اليمن وسرعان ما سمعنا بمشاركة السودان بجنود على الأرض بقرار فردي إتخذه الرئيس السابق عمر البشير ودون حتى استشارة المجلس الوطني (البرلمان ) ، وتم تقديم تبرير عاطفي بالمشاركة بأن هدفها حماية الحرمين الشريفين.
المؤلم أن أحد الصحافيين السعوديين كتب معلقا على ذلك التبرير رافضا له بالقول أن الحرمين الشريفين لهما رجالهما الذين يدافعون عنهما.
وبدأت السعودية السعي لاستجلاب دعم الدول الإسلامية باعتبار ما يحدث ولو ضمنا حرب سنية شيعية وكان المتوقع أن تبادر باكستان بالمشاركة فورا.
ولكن باكستان لم تكن مثل السودان فباكستان كان لها برلمان فاعل بيده هو لا بيد الرئيس قرار الحرب.
وكانت المفاجأة هي تصويت البرلمان الباكستاني يوم 10 أبريل 2015م ضد مشروع قرار بإرسال القوات المسلحة الباكستانية بالمشاركة في عاصفة الحزم.
قيلت تفسيرات كثيرة منها ان باكستان وان كانت بلدا سنيا بنسبة 85% تقريبا إلا أن الأقلية الشيعية فيه 15% قوية وذات نفوذ ويمكن أن تثير قلاقل داخلية.
والشيعة الباكستانيين لهم وجود فاعل في الحياة السياسية فرئيسة وزراء باكستان السابقة بي نزير بوتو كانت تنتمي لطائفة الشيعة الإسماعيلية ومحمد علي جناح مؤسس باكستان كان شيعيا .. وهكذا العشرات من القيادات المشهورة في التاريخ الباكستاني الحديث كانوا شيعة مدنيين كانوا أم عسكريين.
وأيا كانت التبريرات فقد كرت مسبحة الأيام وتقلباته ليكون ذاك الرفض رصيدا سياسيا لرئيس وزراء باكستاني كان يومها في رحم الغيب.
وفي فبراير 2018م تم ارسال 1000 جندي باكستاني للسعودية في مهام داخلية بعيدة عن الحدود السعودية اليمنية في إطار تعاون عسكري باكستاني سعودي ظل على الدوام موجودا على مر عشرات السنين قبل عاصفة الحزم.
في سبتمبر 2018م زار رئيس وزراء باكستان الجديد عمران خان السعودية وقابل الملك وتحدث معه بطريقة أثارت الكثير من التعليقات أقلها أن لغة الجسد للرئيس الباكستاني خلال المقابلة كانت تشير إلى إحترام أقل من المتوقع والمفترض للعاهل السعودي وحدثت بعدها تفاعلات وردود أفعال.
لكن موازنات السياسة الدولية تجعل قرارات القادة وتوجهاتهم بعيدة عن لغة العواطف والمشاعر.
بيدك دائما قرار دخول الحرب لكن ليس بيدك وحدك قرار الخروج منها ، واليوم في 2019م وبعد خمسة أعوام مرت وبعد تعقيدات عسكرية وتقاطعات جمة في أجندات مختلف الأطراف ذات العلاقة بالحرب في اليمن لم يوجد وسيط بين السعودية وإيران أفضل من باكستان ممثلة في رئيس وزرائها الحالي عمران خان والذي زار طهران في الأيام السابقة والتقى بالرئيس روحاني في إطار وساطة معلنة من جانبه بين السعودية وإيران.
هل عرفتم بعضا من معنى وقيمة وفائدة أن يكون لديك برلمان ؟ أن يكون لديك بر أمان.
#كمال_حامد ????
الصور :
+ عمران خان والملك سلمان خلال القمة الاسلامية 2018م.
+ عمران خان يقابل الرئيس الإيراني روحاني قبل أيام في إطار الوساطة.
+ بر الأمان الباكستاني.
رابط المنشور الأول لسنة 2019م في التعليقات

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: مشارکة السودان فی عاصفة الحزم عمران خان

إقرأ أيضاً:

باكستان تعلن يوما للحداد على الرئيس الإيراني ووزير خارجيته

أعلنت باكستان يوما للحداد على الرئيس الإيراني ووزير خارجيته عقب حادث تحطم المروحية، وذلك حسبما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية» في نبأ عاجل لها.

مقالات مشابهة

  • باكستان تعلن يوما للحداد على الرئيس الإيراني ووزير خارجيته
  • حرب السودان تختلف عن لبنان لأن الأعراض انتهكت سواء مباشرة من المليشيا أو (..)
  • الرئيس الباكستاني: نشعر بقلق بالغ بشأن حادث مروحية «رئيسي»
  • الرئيس الباكستاني: نشعر بقلق بالغ إزاء الأنباء حول حادث طائرة الرئيس الإيراني ومرافقيه
  • وزير الخارجية يجري اتصالاً هاتفياً بنظيره الباكستاني
  • وزير الخارجية يناقش فرص تطوير العلاقات مع نظيره الباكستاني
  • وزير الخارجية ونظيره الباكستاني يبحثان ترتيبات زيارة ولي العهد إلى باكستان
  • مصرع 14 شخصاً بسبب عطل في فرامل حافلة في باكستان
  • حاج باكستاني: أحببت السعودية قبل وصولي للمملكة بسبب مبادرة طريق مكة
  • المغاربة يواصلون التألق بعد تأهل مشاركة مغربية إلى المرحلة النهائية من مسابقة تنظمها وكالة الفضاء السعودية