موقع النيلين:
2025-12-14@11:57:10 GMT

عائشة الماجدي: (رحيل محمد)

تاريخ النشر: 7th, May 2024 GMT


حاولت مرات ومرات أن أكتب وأُعزي الفريق البرهان في وفاة فلذة كبده لكني أتحسس بأن الوجع والألم يفوق حد المِداد وإن كان مِداد هذا المقال قطراته من حُزن وفراق …

تأكد لي أن الثبات في هذا الموقف يحتاج رجل من مواصفات خاصة قوي الشكيمة وصبور وله طاقة فوق الإحتمال وإنطبقت في هذا الظرف في الفريق البرهان …

عندما أنظر إلى رئيس مجلس السيادة الفريق البرهان وأتعاطى مجريات الأحداث أجد أن الرجل تعرض لضغط أكبر من حمل الإنسان الطبيعي سوا أتفقنا أو أختلفنا معه
تحمل كل المصائب في خمسة سنين عِجاف لو كان الرجل جبل لهُلك خمسة سنين كلها مترادفة إنتكاسة وراء إنتكاسة ومصيبة فوق مصيبة مجموعة من الحُفر والحّفِر داخلياً وخارجياً تقف في طريق الجنرال .

.

عندما جانا نبأ الحادث الأليم لإبن الفريق البرهان كُنا نتمني له دوام الصحة والعافية لأن بلدنا السودان يمر بمنعطف خطير ومؤامرة أخطر وعملاء أوسخ والرجل يقيف بين كل هذه النيران وتتلفحه من كل إتجاه يمسك بعصاة جيشه حتي يتبين له الخيط الأبيض من الأسود وحاله كحال كل والد قلبه يُحِن لولده الذي يصارع المرض في العناية المكثفة ووقتها الرجل مطالب بقلب القائد والوالد في آن واحد …

كنت متعجبة حقيقة من مقدرة الرجل على إمتصاص الألم وكمية الجلد والثبات كيف كان البرهان يسافر ويقابل مسؤولين ويجهز تشوين لجيشه ويفطُر مع جنوده ويهلل ويحضن مصابين بيته الكبير ( الجيش )

كيف تحمل البرهان هذا البعد وإبنه بين الحياة والموت كحال وجع أي والد تجاه ولده وقلبه يتلهف في أي زمن رنين هاتفه بخبر رحيل أو سوء حاله او حسن الظن وتعافي !
لم أستطيع إكمال الفيديو المشؤوم الذي حمل لنا كيفية إنزال الفريق البرهان وإمساكه لكفن إبنه داخل ( ود الأحد ) وكيف إستطاع أن يتمالك نفسه وهو يغطي جسد إبنه أمامه ( بالكوريك ) الرجل يغرف التراب وينزل به على جسد شاب غضّ نحيل أي كلمات تعبر عن ذلك وأي وجع يفوق هذا الحد !.

لحظات يكسوها الحزن والقهر وتُبللها دموع الفجيعة وذكريات شاب أنضر أراد الحياة ولكن الموازين تأتي والأقدار تُكتب…

الخيارات صعبة بين إنك قائد لجيش كله أبناءك تواري ثراهم بين حين وأخر وبين أن تواري فلذة كبدك وتنزله لقبره أنت مطالب عند البعض بأن لا تمايز في الإحساس والوجع كقائد وكوالد ولكن يبقي عندنا أن ندعو أن يهون الله عليك هذا المُصاب الجلل والفقد العظيم والكبير ..

وأنا أشهد الله كل ما قرأت في الميديا أو إلتقاني في قروبات الواتس الفسيحة يبكي ( محمد ) بحرقة ونواح ودا حالنا كسودانيين تؤلمنا (حرقة الحشا ) ويُبكينا موت الشباب ويوجعنا غيم الوليدات الذي يرحل من غير هُطول كُنا نحسب ( محمد ) وإخوته وابل يهطُل علي السودان بتميز يُذكر وإنجاز يصفق له لكن يبقي الموت مصير الأولين والآخرين…

المقام مقام عزاء وفقد ومؤاساة لا مقام إستهتار وتهكم وكل من به ذرة إنسانية ينظر إلى محمد وكأنه إبنه وأن الوجع واحد حتي وإن افترقت الطرق ولكن في المُصاب تبقي واحدة…
تعازينا الحارة إلى السيد الفريق البرهان وإلى عموم أهل ( محمد ) داخل البلاد وخارجها صادق المؤاساة والتعازي…

عائشة الماجدي

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الفریق البرهان

إقرأ أيضاً:

لوموند: في الفاشر شاهدت عائشة شنق شقيقها وقتل زوجها واغتصاب ابنتها

كشف تحقيق لصحيفة لوموند الفرنسية تفاصيل جديدة عن واحدة من أعنف الهجمات التي شهدها السودان منذ بداية الحرب، عندما حولت قوات الدعم السريع مدينة الفاشر إلى مسرح لمجازر وعمليات انتقام واسعة النطاق عقب اقتحامها أواخر أكتوبر/تشرين الأول.

وعبر شهادات مؤلمة جمعها مراسل لوموند الخاص في الدبة إليوت براشيه من الناجين الذين وصلوا إلى مدينة الدبة شمال البلاد، تكشفت خريطة جرائم شنيعة تشمل القتل من مسافة صفر، والاغتصاب والاختطاف والتعذيب، والإعدام الميداني، وتجريف الأدلة عبر حفر مقابر جماعية وحرق الجثث.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وول ستريت جورنال تكشف تفاصيل حصرية بشأن خروج ماتشادو من فنزويلاlist 2 of 2وثيقة سرية أميركية: الصين قد تدمر القوات الأميركية في أي حرب على تايوانend of list

وكان سكان عاصمة شمال دارفور يعيشون منذ أكثر من 550 يوما تحت حصار خانق فرضته قوات الدعم السريع -كما يقول المراسل- لكن يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول مثّل النقطة الأكثر دموية في هذا الحصار، حيث انقطع الاتصال بالكامل مع حلول الفجر، واجتاحت القوات المدينة بعنف شديد.

حاول آلاف المدنيين الفرار سيرا على الأقدام، في وقت سُدت فيه الطرق بالجثث والمباني المدمرة، تروي أسماء إبراهيم التي فقدت زوجها داخل المستشفى الذي كان يتلقى العلاج فيه، أن المهاجمين اقتحموا المنازل وقتلوا الرجال والجرحى بلا تمييز، وأن المشهد على الطرق المؤدية إلى مليط كان مغطى بالجثث.

آثار الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع على سوق المواشي بالفاشر (الفرنسية)جرائم موثقة

وتؤكد شهادات الناجين أن قوات الدعم السريع تعاملت مع أي رجل تحت الأربعين كمقاتل يجب إعدامه، ومع أي مدني كتابع للقوات المسلحة السودانية يستحق الإذلال أو القتل، فوجد ما بين 170 ألفا و260 ألف مدني أنفسهم عالقين داخل المدينة التي أصبحت "معسكر موت مفتوحا"، كما وصفها الناجون.

ودفعت آلاف الأسر مبالغ طائلة للمهربين الذين يرتبط بعضهم بالدعم السريع للعبور نحو مناطق أكثر أمانا -حسب المراسل- في حين تفرق عشرات الآلاف في جهات مختلفة، ولا يزال معظمهم مفقودين، وقد وصلت 400 أسرة في البداية، معظمها من النساء والأطفال مع غياب شبه تام للرجال.

الناجون من مجازر الفاشر ينتشرون في العراء فرارا من القتل (أسوشيتد برس)

وتعرضت النساء لاعتداءات جنسية شنيعة، كما فقد عدد كبير من الأطفال ذويهم، وقد سجلت المنظمات الإنسانية عشرات البلاغات عن الاغتصاب، بينها شهادة فتاة في الـ17 اغتصبت بعد قتل والدها أمام عينيها، كما يقول المراسل.

إعلان

وتابع المراسل روايات الناجين، وكيف فقدت عائشة موسى شقيقها الذي عُلق على شجرة وأعدم أمامها واغتصب الجنود ابنتها، وكيف قُتل زوج عائشة عبد الله بقذيفة، وكيف لم تستطع فاطمة إبراهيم دفع الفدية لتحرير زوجها، وفقدت والدها الذي لم يعد يستطيع الوقوف، أما خديجة حسين فلا تعرف مصير أبنائها الخمسة الذين انضموا للمقاومة الشعبية المساندة للجيش.

وتحدثت الطبيبة إخلاص عبد الله عن انهيار للمستشفيات بشكل كامل، وكيف عالجت الجرحى على الأرض باستخدام منظفات منزلية بدلا من المطهرات، وعن قصف المستشفى مرارا، ومقتل المئات من الجرحى والطواقم الطبية، مؤكدة أنها فقدت الاتصال بمعظم زملائها منذ سقوط المدينة.

وعلى طريق الفاشر الغربي، اعتقلت قوات الدعم السريع آلاف الرجال -حسب المراسل- ووصف أحد الناجين، وهو ميكانيكي من المدينة، 14 يوما من التعذيب داخل حاوية معدنية مغلقة تحت الشمس، وشاهد إعدام رجلين أمامه قبل أن يفديه أهله بفدية كبيرة.

ما جرى في الفاشر إبادة جماعية نفذت بدعم أجنبي وسط صمت دولي كامل

بواسطة مني أركو مناوي

حرب إبادة

ويؤكد والي دارفور مني أركو مناوي أن ما جرى في الفاشر إبادة جماعية نُفذت بدعم أجنبي وسط صمت دولي كامل، كما يرى السكان أن ما حدث يتجاوز مجرد معركة عسكرية، ويقول بعضهم إن قوات الدعم السريع استهدفت الهوية الاجتماعية للسكان، وقتلت أبناء قبائل بعينها مثل الجعلية.

ورغم مطالبة مجلس الأمن برفع الحصار، لم ينفذ القرار بعد، وهو ما ربطته مصادر محلية بالعمل على طمس الأدلة عبر حرق الجثث وحفر مقابر جماعية، وبالفعل أظهرت صور الأقمار الصناعية وشهادات عدة أن قوات الدعم السريع بدأت إخفاء الأدلة بحفر المقابر، في وقت تجبر فيه آلاف المدنيين على العودة إلى الفاشر لإخراج مشاهد توزيع مساعدات إنسانية أمام الكاميرات.

وعبر الناجون عن إحساس عميق بأن العالم تخلى عنهم، تقول أسماء إن "كل ما يحدث الآن مسرحية، يريدون الإيحاء بأن شيئا لم يقع، الفاشر منسية، والعالم أغمض عينيه"، وبالفعل انهارت مدينة الفاشر بالكامل تحت حصار طويل، وجرائم لا تزال مستمرة وسط غياب أي مساءلة.

مقالات مشابهة

  • الفريق الطبي بمستشفى السلام بورسعيد ينقذ مسنا يعاني من تمدد شديد بالشريان الأورطي
  • هل الإسلام أقر بمكارم الأخلاق بين الزوجين؟
  • الشناوي: محمد هنيدي فنان موهوب بالفطرة.. وهذا هو التحدي الذي يواجهه
  • البرهان يناور بذكاء ويتوعد الدعم السريع
  • حكم الدين في عدم الإنجاب.. أزهري: الشخص الذي يرفض النعمة عليه الذهاب لطبيب نفسي
  • رحيل محمد هاشم.. صوت النشر الحر صنع أجيالا وأضاء قلب القاهرة الثقافي
  • رحيل الناشر محمد هاشم مؤسس دار ميريت
  • رحيل النائب أحمد جعفر.. وكيلا مجلس النواب والأمين العام ينعونه بكلمات مؤثرة
  • رحيل صلاح المحتمل عن ليفربول… "تليجراف" البريطانية: لا وداع في الأنفيلد لحماية القيمة السوقية
  • لوموند: في الفاشر شاهدت عائشة شنق شقيقها وقتل زوجها واغتصاب ابنتها