الجزيرة:
2025-12-14@12:50:11 GMT

جاذب عظيم يسحب مجرتنا للخلف بسرعة هائلة.. ما هو؟

تاريخ النشر: 9th, May 2024 GMT

جاذب عظيم يسحب مجرتنا للخلف بسرعة هائلة.. ما هو؟

منذ سبعينيات القرن الفائت، تسببت قياسات متعددة لحركة مجرتنا درب التبانة بحِيرة كبرى لدى العلماء، وذلك عندما تبين أنها تتحرك على عكس المتوقع بسرعة 600 كيلومتر في الثانية ناحية كوكبة قنطورس النجمية.

وتبين لدى العلماء أن هناك قوة خفية تؤثر في مجرتنا، وهي خفية ليس لسبب سحري، وإنما فقط يصعب رصد مصدرها -الذي سمي الجاذب العظيم– بالتلسكوبات الضوئية، لأن هناك حاجزا يقف بين مجموعتنا الشمسية وبينه، وهذا الحاجز هو نواة مجرتنا درب التبانة التي تحتوي على كمّ هائل من النجوم وسحب الغبار تمنعنا من رصد ما يقع خلفها، بحسب وكالة الفضاء والطيران الأميركية "ناسا".

ويشبه الأمر أن يقف أحدهم أمامك بمصباح قوي جدا فلا تتمكن من رؤية ما يقع خلفه. هذا هو ما يحدث بسبب نواة مجرتنا الساطعة والكثيفة جدا.

لانياكيا .. جنة المجرات

لكن قبل الخوض في تفاصيل مقترحات العلماء لحل تلك المشكلة البحثية، نحتاج أولا إلى فهم توزيع المجرات في هذا الكون.

تشير الأرصاد من تلسكوبات مثل هابل إلى أن المجرات عادة ما توجد في تجمعات صغيرة نسبيا. وفي حالة مجرتنا درب التبانة، فإنها تُعد واحدة من أكثر من 50 مجرة أخرى تنضم جميعا إلى ما يسمى "المجموعة المحلية".

إلا أن المجموعة المحلية ذاتها تعد جزءا من عنقود مجري أكبر يحتوي على أكثر من 100 تجمع مثل ذلك الذي يضم مجرتنا، ويسمى عنقود مجرّات العذراء العظيم، وحتى هذا العنقود نفسه يعد مع أربعة عناقيد عظيمة أخرى جزءا من عنقود أكبر فائق يسمى لانياكيا، وهي لفظة مستقاة من تراث منطقة هاواي القديمة وتعني بلغتهم "الجنة الهائلة".

ولتبسيط الفكرة، تخيل أن تجمعات المجرات تشبه عناقيد العنب، وكل حبة عنب تمثل مجرة، لكنها ترتبط ببعضها البعض عبر قوى الجاذبية لا بأعواد مرنة صغيرة.

ومثلما يوجد كل عنقود عنب على فرع صغير مع جيرانه من العناقيد، ومن ثم توجد على شجرة العنب فروع كثيرة كل منها يحتوي على عدد من العناقيد معا، فإن المجرات تفعل الشيء نفسه، إذ تتجمع في مجموعات مثل المجموعة المحلية، وتنتظم تلك التجمعات بدورها في فروع أكبر، ثم في شجرة كاملة، والشجرة الكاملة في هذه الحالة هي لانياكيا.

صورة باتجاه الجاذب العظيم (ناسا) اختراق درب التبانة

وعلى الرغم من صعوبة رصد ما يقع خلف نواة مجرتنا درب التبانة، فإن العلماء لديهم بعض الحيل التي يمكن أن تحسّن قليلا -وليس كليا- من رصد تلك المنطقة، مثل عمليات الرصد بالأشعة تحت الحمراء أو موجات الراديو مثلا، فقد مكنتهم تلك الأدوات من تقدير المسافة بيننا وبين الجاذب العظيم، والتي قُدرت بنحو 200 مليون سنة ضوئية.

وبالإضافة إلى ذلك، ظهر أن تأثير الجاذب العظيم يمتد ليسحب كل مجرات المجموعة المحلية، وهي مجموعة من حوالي 50 مجرة تُعد درب التبانة واحدة منها.

لكنْ بدراسة العناقيد المجرية التي توجد في منطقة الجاذب العظيم (سميت "الشراع" و"نورما")، ظهر للعلماء أنها مسؤولة فقط عن جزء من أسباب شد المجموعة المحلية، مما تسبب بمزيد من البحث في الأمر.

وفي عام 2005 أُجري مسح بالأشعة السينية لجزء من السماء يُعرف باسم "مشروع العناقيد المجرية في منطقة التجنب"، وتبين من خلاله أن مجرة درب التبانة والمجموعة المحلية لا تنجذب إلى الجاذب العظيم فقط، بل تنجذب كذلك نحو مجموعة أكبر بكثير من المجرات تسمى عنقود شابلي الفائق الذي يقع خلف الجاذب العظيم، وهو جار عنقود لانياكيا.

وهنا تكتمل قطع الأحجية، إذ يُرجح العلماء حاليا أنّ المتسبب بتلك الحركة الشاذة لمجرتنا درب التبانة ورفيقاتها هو في جزء منه مجموعة صغيرة من العناقيد المجرية التي توجد في منطقة الجاذب العظيم، وفي الجزء الآخر هو تأثير سَحْبِ شابلي جار لانياكيا العملاق.

طبيعة الكون

منذ مليارات السنين ومجرتنا تقع تحت هذا التأثير، لكن لماذا لا نشعر به؟

في الواقع نحن على الأرض واقعون تحت تأثيرات عدة؛ منها حركة الأرض حول نفسها، ودوران الأرض حول الشمس، ودوران الشمس نفسها حول المجرة (تُكمل دورة كل نحو 250 مليون سنة)، وحركة مجرتنا نفسها في الفضاء الواسع.

إلا أننا لا نشعر بتلك التأثيرات لأن كل جسم يأخذ سرعة إطاره المرجعي، وللتوضيح فإنك مثلا داخل الطائرة تتحرك بحرية رغم أنها تجري بسرعة مئات الكيلومترات في الساعة الواحدة، وربما تلاحظ في سيارتك أن ذبابة دخيلة تتحرك بحرية من الأمام للخلف رغم أنك تجري على الطريق بسرعة عشرات الكيلومترات في الساعة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات مجرتنا درب التبانة المجموعة المحلیة

إقرأ أيضاً:

خلل أثناء قفز مظلي من الطائرة بأستراليا كاد يتسبب بكارثة (شاهد)

تسبب انفتاح مفاجئ لمظلة أحد ممارسي رياضة القفز الحر، في لحظات تحبس الأنفاق، بعد أن علقت المظلمة بذيل الطائرة على ارتفاع 15 ألف قدم في شمال كوينزلاند الأسترالية.

ووقعت الحادثة في الجو بعد أن أقلعت طائرة سيسنا كارافان من مطار تولي وعلى متنها طيار و17 قافزا مظليا في رحلة مخطط لها للقيام بقفزة مظلية جماعية.

والتقطت كاميرا الطائرة، لحظة الواقعة، حين أعطى الطيار الإذن للمظليين بالقفز، لتفتح مظلة أحدهم وتعلق بسرعة في ذيل الطائرة وتسحب معها المظلي الذي بقي يترنح في الهواء.

اظهار ألبوم ليست



واصطدمت قدما المظلي أدريان فيرجسون، بالمثبت الأفقي الأيسر للطائرة، مما أدى إلى إتلافه بشكل كبير.

وقال أنغوس ميتشل، رئيس مكتب النقل والسلامة الأسترالي، إن الطيار شعر بأن الطائرة تنحدر مع انخفاض سرعة الهواء بسرعة. "في البداية، لم يكن الطيار على علم بما حدث، واعتقد أن الطائرة قد توقفت، فدفع عمود التحكم إلى الأمام واستخدم بعض القوة استجابة لذلك. ولكن عندما أُبلغ بأن هناك قافزا بالمظلة عالقا في الذيل، خفضوا القوة مرة أخرى".

ولجأ القافز العالق إلى سكين بحوزته، لقطع 11 حبلا من مظلته الاحتياطية، مما سمح للمظلة المتبقية بالتمزق، وحرره من الطائرة. أثناء السقوط الحر، وتمكن من إطلاق المظلة الرئيسية والهبوط بأمان، بعد أن أصيب بجروح طفيفة في الحادث.

مقالات مشابهة

  • مصيبة كبيرة وإثم عظيم.. إياك وهذا الفعل يحرمك من عفو الله
  • تمثال رمسيس محمي.. رئيس المتحف الكبير يوضح حقيقة الأمطار في البهو العظيم
  • أمطار تسقط على البهو العظيم ورمسيس الثاني بالمتحف الكبير.. تعليق قوي من أحمد موسى
  • لا خطأ أو تقصير.. رد حاسم من مدير المتحف المصري الكبير على سقوط أمطار على البهو العظيم
  • يمتد عبر 11 دولة وأكثر من 6 آلاف كيلومتر.. إليك مشاهد مذهلة من الأخدود الإفريقي العظيم
  • بالصور.. قفزات هائلة لأسطول الركاب والبضائع للشركات التابعة للقابضة للنقل البحري| تفاصيل
  • مختص: السوق العقاري السعودي جاذب ومليء بالفرص
  • بسرعة 60 ميلًا في الساعة.. هذه السيارة الصغيرة أسرع من بورش
  • خلل أثناء قفز مظلي من الطائرة بأستراليا كاد يتسبب بكارثة (شاهد)
  • فضل يوم الجمعة: يوم مبارك يجمع الطاعات والدعوات والأجر العظيم