زعيم معارض يحث الهنود على مقاومة الديكتاتورية
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
دعا معارض رئيسي لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي مواطني بلاده إلى مقاومة "الديكتاتورية"، بعد أن أفرجت المحكمة العليا في البلاد عنه مؤقتا من السجن للمشاركة في الانتخابات العامة.
وقال رئيس وزراء نيودلهي أرفيند كيجريوال في مؤتمر صحفي اليوم السبت بعد يوم من إطلاق سراحه، إن نتيجة الانتخابات ستحدد ما إذا كانت الهند ستظل دولة ديمقراطية، وأضاف "جئت لأناشد 1.
واتهم كيجريوال رئيس الوزراء شخصيًا باستهداف خصومه بتحقيقات جنائية، وقال إن مودي بدأ مودي مهمة خطيرة للغاية تتمثل في زج جميع زعماء المعارضة في السجن.
ودٌعي ما يقرب من مليار هندي للمشاركة في الانتخابات العامة في الفترة من 19 أبريل/نيسان إلى الأول من يونيو/حزيران، وهو ما منح الهند لقب أكبر ديمقراطية في العالم.
ويعتبر العديد من المحللين أن فوز مودي أمر مسلّم به، ويعود ذلك إلى شعبية سياساته القومية الهندوسية. ويشكّل أتباع هذه الديانة الغالبية في البلاد.
وكيجريوال البالغ 55 عاما، هو أحد قادة ائتلاف المعارضة (التحالف الوطني التنموي الهندي الشامل)، مع راهول غاندي زعيم حزب المؤتمر الوطني الهندي، لمنافسة مودي.
وتُتهم حكومة كيجريوال بتلقي رشى في إطار منح تراخيص بيع الكحول لشركات خاصة.
وينفي كيجريوال التهم الموجهة إليه، ووفقا لمؤيديه فإن ملاحقته قضائيا تهدف إلى تهميش معارضي مودي، ووصف أحدهم القضية بأنها "مؤامرة سياسية" دبرها حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي القومي الحاكم.
وأعلنت المحكمة العليا أمس الجمعة أن بإمكان كيجريوال مغادرة السجن مؤقتا للمشاركة في حملة الانتخابات الهندية التي تستمر 6 أسابيع، بشرط إعادته إلى السجن بعد اليوم الأخير من التصويت في الأول من يونيو/حزيران.
وجاء إطلاق سراحه مشروطا بموافقته على عدم الإدلاء بتعليق علني على القضية المرفوعة ضده، وعدم التفاعل مع الشهود في القضية وعدم زيارة مكاتب حكومة نيودلهي.
ولدى توليه منصبه للمرة الأولى منذ نحو عقد، كان كيجريوال مدافعا قويا عن مكافحة الفساد، ورفض مرارا التجاوب مع استدعائه لاستجوابه في إطار التحقيق.
وهو واحد من زعماء معارضين يخضعون لتحقيق جنائي، مثل راهول غاندي (53 عامًا)، وهو سليل عائلة تولى العديد من أفرادها رئاسة الوزراء، والذي عُزل لفترة وجيزة من البرلمان العام الماضي بعد إدانته بتهمة التشهير.
كما يتهم كيجريوال الحكومة بتراجع الممارسات الديمقراطية وينتقد دعمها للغالبية الدينية في الهند على حساب أقليات كبيرة تشعر بالقلق بشأن مستقبلها، بما في ذلك 210 ملايين مسلم.
ويتهم ناشطون في مجال حقوق الإنسان والمعارضة، حكومة مودي باستغلال القضاء لتحقيق أهداف سياسية، ووفقا لمنظمة "فريدوم هاوس" الأميركية غير الحكومية، فإن حزب بهاراتيا جاناتا "يستغل المؤسسات الحكومية بشكل متزايد لمهاجمة المعارضين السياسيين".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
حركة المجاهدين مقاومة انطلقت مع انتفاضة الأقصى
حركة المجاهدين تنظيم فلسطيني مقاوم ظهر مع اندلاع الانتفاضة الثانية (انتفاضة الأقصى)، نفذت العديد من العمليات الفدائية ضد الاحتلال الإسرائيلي عبر جناحها العسكري "كتائب المجاهدين".
تنشط الحركة بشكل رئيسي في قطاع غزة، وتؤمن بالعمل المسلح لتحرير فلسطين، وترفض اتفاقيات التسوية ومعاهدات السلام مع الاحتلال الإسرائيلي، وتتمتع بعلاقات متينة مع كافة القوى والفصائل الفلسطينية.
النشأة والتأسيسأُسّست الحركة في البداية عام 2001 تحت مسمى "كتيبة المجاهدين"، بعد أن انشقت عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، عقب أشهر قليلة على انطلاق الشرارة الأولى لانتفاضة الأقصى التي اندلعت في 28 سبتمبر/أيلول 2000، إثر اقتحام زعيم المعارضة الإسرائيلية آنذاك أرييل شارون المسجد الأقصى.
وكذلك انشقت قوات الحركة عن كتائب شهداء الأقصى -الجناح العسكري لحركة فتح- إذ كانت هذه القوات لواء في الكتائب تحت اسم "لواء الشهيد جهاد العمارين"، فانشق الشقيقان عمر وأسعد عطية أبو شريعة ومعهم ألفا مقاتل تقريبا من اللواء، وأعلنوا تأسيس "كتائب المجاهدين".
وفي 24 أبريل/نيسان 2007، استشهد مؤسس وقائد الحركة عمر أبو شريعة في عملية اغتيال إسرائيلية، فتولى شقيقة أسعد دفة القيادة، وغير اسم الحركة من "كتيبة المجاهدين" إلى "حركة المجاهدين في فلسطين"، وأطلق اسم "كتائب المجاهدين" على جناحها المسلح الذي انضم فيما بعد إلى الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
إعلانوقد اغتالت قوات الاحتلال أسعد أبو شريعة في قصف استهدفه مع أفراد من عائلته في مسقط رأسه بحي الصبرة وسط مدينة غزة يوم 7 يونيو/حزيران 2025.
ومن أبرز القيادات التي أسست الحركة إضافة إلى الشهيد عمر عطية أبو شريعة الملقب بـ"أبو حفص" وشقيقه أسعد، الشهيد أسامة رشيد المدهون الذي كان عضوا في مجلس قيادة الحركة (الأمانة العامة).
ومن أبرز قيادات حركة المجاهدين كذلك الشهيد رجاء اللبان والشهيد سامي أبو شريعة الذي كان ناطقا رسميا باسمها، والشهيد سهيل بكر الذي كان مسؤول المكتب الإعلامي للحركة، والشهيد إبراهيم الغوطي الذي كان مسؤول التصنيع العسكري.
تتبنى حركة المجاهدين التوجه الإسلامي وتقول إنها تستمد مبادئها من الشريعة الإسلامية، وتنظر إلى فلسطين من "منطلق عقائدي يجب أن يشترك الجميع من دون استثناء في شرف الدفاع عنها".
تؤمن الحركة بالمقاومة المسلحة خيارا إستراتيجيا للتحرير، وتقول إن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لن يحصل إلا بالمقاومة في كل أنحاء فلسطين، ومن أجل ذلك فهي تعمل في الضفة الغربية وقطاع غزة وأراضي الـ48، وتؤكد أن "وجودها مرتبط بأي مكان يوجد به الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين".
وتؤكد أن القضية الفلسطينية هي محور صراع الأمة مع الغرب، وتدعو إلى "الثبات على المواقف" و"تحدي كل المؤامرات التي تحاك لتصفية القضية الفلسطينية".
وتشدد الحركة على أهمية تعزيز الوحدة الفلسطينية لأن "مواجهة التغول الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني يكون بإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي وإتمام الوحدة".
وقد اشتهر القائد الأول للحركة عمر أبو شريعة بمقولته "كل من يحمل فكرنا فهو معنا وإن لم يحمل اسمنا"، وهو ما دفع الحركة إلى تنفيذ عمليات فدائية مشتركة، مع مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية.
إعلانوترفض حركة المجاهدين اتفاق أوسلو الذي وقعته السلطة الوطنية الفلسطينية مع إسرائيل في سبتمبر/أيلول 1993، وتقول إنه "محطة عابرة من محطات الخذلان للقضية الفلسطينية"، وترى أنه "هو الذي فتح الأبواب لأشكال تطبيع بعض الأنظمة العربية مع الاحتلال الإسرائيلي".
وتعتبر الحركة أن الاتفاق بكل مخرجاته وملحقاته "أكبر طعنة في خاصرة تضحيات الشعب الفلسطيني ونضالاته"، وأن "تحرير الأسرى من سجون الاحتلال الإسرائيلي على سلم أولويات المقاومة"، و"من الثوابت التي لا يمكن التنازل عنها".
مبادئ وثوابتعند تأسيسها أعلنت حركة المجاهدين الفلسطينية عما قالت إنها "ثوابت راسخة" في عملها، ومن أبرزها:
تعتبر أن "الإسلام بمفهومه الشامل هو منهاج حياة" وأنه هو "الكفيل بحل كل المشكلات البشرية والأمور المعقدة".
ترى أن فلسطين "أرض وقف إسلامي لا يجوز التفريط بشبر واحد منها" وأن هذه الأرض "ملك لكل المسلمين".
تعتقد أن "الجهاد هو السبيل الأمثل لانتزاع الحقوق واسترداد الأرض"، وأن "القدس آية قرآنية" وأنها "قبلة الجهاد"، وأن "الحديث عن تجزئتها أو تقسيمها أو التنازل عن حبة تراب منها مرفوض وغير وارد" في سياسات الحركة.
تضع الحركة قضية الأسرى على سلم أولوياتها واهتماماتها، وتعتبر تحريرهم من سجون إسرائيل "واجبا شر عيا وقوميا ووطنيا"، وتؤكد أنها "تسخر كل الجهود والإمكانات" لأجل ذلك.
تدعو الحركة إلى تقوية الجبهة الداخلية الفلسطينية، وترى "أن لا نجاح للمقاومة في جبهة مخللة وضعيفة يخترقها العدو".
كما ترى حركة المجاهدين أن "حق العودة والتعويض للاجئين هو حق فردي وجماعي ولا يجوز إسقاطه أو تجاهله" وأنه "هو المفصل في الصراع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي".
نفذت حركة المجاهدين الفلسطينية، من خلال جناحها العسكري، عشرات العمليات الفدائية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأطلقت قذائف صاروخية على مستوطنات غلاف غزة، وفجرت عبوات ناسفة، ونفذت عمليات قنص للقوات الإسرائيلية.
إعلانوفي 18 فبراير/شباط 2023 كشفت الحركة عن تأسيس وحدة "داهم" المختصة بالعمل في أراضي الـ48، وتقول إنها تمكنت من تجنيد أحد عناصرها في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي للحصول على معلومات استخباراتية.
كما نفذت الحركة عمليات فدائية مشتركة مع كافة فصائل المقاومة الفلسطينية، خاصة أنها تتميز بعلاقات متينة معها.
ومن أبرز العمليات الفدائية المشتركة تلك التي سمتها "غزوة حطين"، ونفذتها بالاشتراك مع ألوية الناصر صلاح الدين ، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، يوم 9 فبراير/شباط 2006.
كما نفذت في 15 مارس/آذار 2004 عملية "نتساريم" الفدائية بالاشتراك مع كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
وكانت حركة المجاهدين حاضرة في أغلب معارك المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، فقد شاركت في صد العدوان الإسرائيلي على القطاع في سنوات 2008/2009 و2012 و2014 و2021.
كذلك شاركت في عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقال الاحتلال الإسرائيلي إن الأمين العام للحركة الشهيد أسعد أبو شريعة أحد قادة العملية، وزعم أنه "دهم كيبوتس نير عوز وقتل وخطف عددا من الإسرائيليين".
في 2 مايو/أيار 2024، نشرت حركة المجاهدين مقطعا مصورا لعمليات تصنيع للذخيرة، داخل إحدى وحدات التصنيع العسكري التابعة لها.
وأظهر المقطع مقاتليها وهم يصنعون الصواريخ ويحشونها بالمتفجرات، وكتبوا عليها إهداء إلى "أرواح شهداء شعبنا في قطاع غزة"، وأخرى كتبوا عليها "معركة طوفان الأقصى".
وفي 9 يوليو/تموز 2024، وضمن مشاركتها في التصدي للعدوان الإسرائيلي على غزة، كشفت الحركة عن إدخالها صاروخ "حاصب" للخدمة، وقالت إنها قصفت به مستوطنات غلاف غزة.
إعلان اغتيال القادةاغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي عددا من قيادات حركة المجاهدين، وعلى رأسهم مؤسسها عمر أبو شريعة الذي استشهد في 24 أبريل/نيسان 2007.
كما اغتالت شقيقه أسعد (أبو الشيخ)، الأمين العام للحركة في 7 يونيو/حزيران 2025.
واغتال الاحتلال أيضا القائد في الحركة علي بصل في 12 يونيو/حزيران 2014، وبعده بيومين اغتال القائد تامر قديح.