كيف يمكن للعمل في المناوبات الليلية أن يزيد من خطر السكري؟
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
توصلت دراسة حديثة إلى أن العمل ليلا -وإن كان لبضعة أيام- يؤثر سلبا على آليات ترتبط بتنظيم نسبة الغلوكوز في الدم، واستقلاب الطاقة والالتهابات، وهي العمليات التي يمكن أن تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري والسمنة وغيرها من الاضطرابات الأيضية.
وأجرى الدراسة باحثون من جامعة ولاية واشنطن والمختبر الوطني لشمال غرب المحيط الهادي في الولايات المتحدة الأميركية، ونشرت بتاريخ 15 أبريل/نيسان 2024 في مجلة "جورنال أوف بروتيوم ريسيرش"، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
الساعة البيولوجية في الجسم هي آلية تتبع إيقاع الليل والنهار، وتتواصل على مدار الساعة، وهو ما يعرف أيضا باسم التواتر اليومي. تساعد هذه الساعة على تنظيم شعورنا باليقظة والنعاس عبر آلياتها التي تستجيب لإشارات ترسلها منطقة الدماغ التي تراقب بدورها الضوء المحيط بنا. وتعتمد كل خلية وعضو ونسيج في الجسم على الساعة البيولوجية، لذلك، يساعد النوم في الوقت المناسب لساعات كافية على إبقائها في حالة عمل.
وقال كبير مؤلفي الدراسة هانز فان دونجن، الأستاذ في كلية إلسون إس فلويد للطب بجامعة ولاية واشنطن، إن "هناك عمليات مرتبطة بالساعة البيولوجية الرئيسية في دماغنا، والتي تقول إن النهار هو نهار والليل هو ليل، وعمليات أخرى تتبع إيقاعات محددة في مكان آخر من الجسم تقول إن الليل هو نهار والنهار هو ليل". وأضاف: "عندما تكون الإيقاعات الداخلية غير منتظمة، يكون لديك هذا الضغط الدائم في نظامك الذي نعتقد أن له عواقب صحية طويلة المدى".
وقال فان دونجن إن الدراسة تظهر أن هذه الإيقاعات المضطربة تمكن رؤيتها في أقل من 3 أيام من العمل ليلا.
ماذا يحدث إن أفسدنا انضباط إيقاع الساعة؟
تضمنت الدراسة تجربة مع متطوعين تم وضعهم في جداول محاكاة ليلية أو نهارية لمدة 3 أيام. بعد نوبة عملهم الأخيرة، بقي المشاركون مستيقظين لمدة 24 ساعة في ظل ظروف ثابتة -الإضاءة ودرجة الحرارة ووضعية الجسم وتناول الطعام- لقياس إيقاعاتهم البيولوجية الداخلية من دون تدخل من التأثيرات الخارجية.
وتم تحليل عينات الدم التي تم سحبها على فترات منتظمة طوال فترة 24 ساعة لتحديد البروتينات الموجودة في خلايا الجهاز المناعي في الدم. وكان لبعض البروتينات إيقاعات مرتبطة ارتباطا وثيقا بالساعة البيولوجية الرئيسية، التي تحافظ على إيقاع الجسم على مدار 24 ساعة.
وبالنظر عن كثب إلى البروتينات المشاركة في تنظيم الغلوكوز، لاحظ الباحثون انعكاسا شبه كامل لإيقاعات الغلوكوز لدى المشاركين في المناوبات الليلية.
ووجد الباحثون أيضا أن العمليات المرتبطة بإنتاج الأنسولين، التي تعمل للحفاظ على مستويات الجلوكوز ضمن نطاق صحي، لم تعد متزامنة لدى المشاركين في الورديات الليلية.
من ناحيته، قال العالم في قسم العلوم البيولوجية جيسون ماكديرموت، في المختبر الوطني لشمال غرب المحيط الهادي، "ما أظهرناه هو أنه يمكننا بالفعل رؤية اختلاف في الأنماط الجزيئية بين المتطوعين الذين لديهم جداول زمنية عادية وأولئك الذين لديهم جداول غير متوافقة مع ساعتهم البيولوجية".
وتشير الدراسة إلى إمكانية التدخل المبكر للوقاية من مرض السكري والسمنة. يمكن أن يساعد مثل هذا التدخل أيضا في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، وهو خطر مرتفع أيضًا لدى العاملين في المناوبات الليلية.
وستكون الخطوة التالية للباحثين هي دراسة العاملين الفعليين في الورديات الليلية لتحديد إذا ما كانت نوبات العمل الليلية تسبب تغيرات مماثلة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الساعة البیولوجیة
إقرأ أيضاً:
تنبيه عاجل لمرضى السكري.. الأحذية الضيقة قد تؤدي لمضاعفات خطيرة في القدمين
حذّر خبراء الصحة من مخاطر ارتداء الأحذية الضيقة بالنسبة لمرضى السكري، مؤكدين أن هذا النوع من الأحذية يمكن أن يتسبب في ظهور مسامير القدم (الكالو)، ويؤثر سلبًا على تدفق الدم والأعصاب في القدمين، مما يزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.
مخاطر إرتداء مرضى السكري أحذية ضيقةوقد يؤدي ٱرتداء الأحذية الضيقة لمرض السكري إلى تلف الأعصاب وضعف الدورة الدموية، وهي عوامل تساهم في ظهور تقرحات جلدية أو قرح في القدمين قد تتفاقم بسرعة، وتُشكل تهديدًا حقيقيًا على صحة المريض.
أكد الأطباء أن كثيرًا من حالات بتر القدم أو الجزء السفلي من الساق تبدأ بقرحة بسيطة لم يتم علاجها في الوقت المناسب، ووفقًا لما نشر في موقع Times Now.
ويمكن لظهور القرحة غير الملتئمة أن تتسبب في ضرر بالغ للأنسجة والعظام، وقد تتطلب تدخلًا جراحيًا أو حتى بترًا جزئيًا.
ـ ارتفاع مستمر في مستويات السكر في الدم
ـ التدخين
ـ تلف الأعصاب الطرفية
ـ وجود مسامير أو كالو في القدم
ـ تشوهات القدم
ـ ضعف الدورة الدموية في الأطراف
ـ تاريخ سابق بالإصابة بقرح القدم
ـ حالات بتر سابقة
ـ مشاكل في الرؤية
ـ أمراض الكلى
ـ ارتفاع ضغط الدم (أكثر من 140/80 مم زئبق)
نصائح طبية للوقاية من قرح القدم لمرضى السكري
وشدد الخبراء على أن التحكم في مستويات السكر في الدم هو الأساس للوقاية من مضاعفات القدم السكري، إلى جانب اتباع النصائح التالية:
ـ فحص القدمين يوميًا لاكتشاف أي جروح أو بثور أو احمرار.
ـ غسل القدمين يوميًا بماء فاتر وتجفيفهما جيدًا، خاصة بين الأصابع.
ـ استخدام بودرة التلك أو نشا الذرة للحفاظ على جفاف الجلد بين الأصابع.
ـ عدم استخدام الأدوات الحادة لإزالة الكالو أو مسامير القدم.
ـ قص الأظافر بشكل مستقيم لتجنب جروح الجلد.
ـ عدم المشي حافيًا داخل المنزل أو خارجه.
ـ ارتداء جوارب تمتص الرطوبة، ويفضل أن تكون من القطن أو الألياف الخاصة.
ـ اختيار أحذية مريحة ذات دعم جيد للكعب وقوس القدم.
في الختام، شدد الأطباء على أن العناية اليومية بالقدمين والالتزام بالفحوصات الدورية يمكن أن تُجنّب مرضى السكري مضاعفات قد تصل إلى فقدان الطرف.