بوابة الوفد:
2025-06-21@02:40:20 GMT

اقتصاد مصر القديمة

تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT

تعد مصر موطنا لأقدم الحضارات على الأرض، حيث اشتق اسمها من الكلمة اليونانية ايجيبثوس. وفى عام 5500 قبل الميلاد كانت هناك مملكتان رئيسيتان تمتدان على نهر النيل، أطلق عليهما المؤرخون المصريون مصر العليا ومصر السفلى، وفى عام 3200 قبل الميلاد جمعت المملكتان تحت حكم واحد، وحاكم واحد يتولى شئونهما هو الملك نارمر والذى يطلق عليه مينيس، وكان هذا إيذانا لبداية حضارة مصر القديمة.


كانت الأرض فى مصر القديمة مملوكة للملك، وتعتبر بإجمالها وحدة انتاجية إلى جانب الموظفين الذين يقومون بحرثها والمبانى والمعدات والماشية. وتدار هذه الوحدات الانتاجية فى إطار المجالات المركزية كالقلاع أو المدن، وقد تعتمد مباشرة على الإدارة الملكية، أو تتخصص للمؤسسات كالمعابد والمبانى الجنائزية الملكية أو للموظفين كمكافأة لمناصبهم التى يشغلونها فى خدمة الدولة.
لم تتواجد فى البداية الملكية الخاصة، لكن من خلال الإرث للمناصب وبالأخص الخاصة بالأعمال الجنائزية، استطاعت العائلات الكبيرة احتكار مجالات مهمة، وظل ذلك تحت أعين الإدارة فى حال تنقل وبقاء الموظفين.
لم تعرف مصر القديمة العملة، وكان الأهالى يقيمون سلعهم بمعيار نقدى كالنحاس والفضة والذهب. وسمح كل من خصوبة الوادى، والثراء، وتنوع المنتجات التى تم تطويرها فى بداية الألفية الثالثة قبل الميلاد بوجود اقتصاد الكفاف، وإعادة التوزيع، حيث أدى ذلك إلى ندرة الجوع والفقر.
وكانت تعتبر جميع التبادلات الخارجية احتكارا للدولة فكان يتم توريد المواد الخام «الأحجار الكريمة، النحاس، الذهب، الخشب» من خلال حملات الاستثمار المؤقتة فى أماكن المستودعات «سيناء، الجبال العربية، بلاد النوبة» وكان يتم ذلك أيضا عن طريق البعثات التجارية إلى المناطق النائية «الشرق»، كما يدل وفرة وجود الفخار السورى والفلسطينى فى المقابر فى بداية الألفية الثالثة قبل الميلاد خاصة فى الجزء الأول من الأسرة الأولى على شدة التعاملات.
بشكل عام، كانت التركات والممتلكات  -هى الوحدة الأساسية للمؤسسات الاقتصادية والمجتمعية، لم يفرض الملك ضرائب على الأفراد- مثل المزارعين- نظرا إلى أن الإدارة التنفيذية لم تكن قادرة على التعامل مع تفاصيل هذه المهمة على مستوى البلاد كلها. لكنها بدلا من ذلك أثقلت كاهل رؤساء وملاك تلك التركات، الذين كانوا مسئولين شخصيا عن ايصال الإيرادات إلى خزينة العرش، والتأكيد من أن تحقق إيرادات هذه الاقطاعات التى أشرفوا عليها بالفائض المتوقع. وكان الفشل فى تحقيق ذلك يؤدى إلى عقاب جسدى أحيانا.
كان مسئولو العرش يجرون احصاءات دورية لحساب الايرادات ومقدار الضرائب التى ستدفع هذا الجرد، وإنما السلع والبضائع الخاضعة للضريبة، مثل الماشية والأغنام والماعز. كانت الضرائب التى فرضتها الدولة تكدس فى صوامع ومخازن الحبوب ومن ثم يعاد توزيعها على التركات والحوازات أو تستغل فى تشييد المشاريع فى مختلف المجالات.
كان أعيان التركات والحوازات أثرياء، لكنهم عملوا بجد لتحقيق هذا الثراء. وكانوا مسئولين عن ضمان أن الأمور فى حوازاتهم تجرى بسلامة وأن قوتهم العاملة المسخرة التى تعمل بلا أجر قد قدم لها الطعام الكافى والملابس المناسبة، ووفر لهم المأوى أيضا، حتى إنهم فى البلدان التى بنيت بها أهرامات الجيزة، كانوا يطعمونهم اللحم البقرى الجيد والأسماك ويمدونهم بالجعة، وكان ذلك هو أحد امتيازات القوى العاملة المسخرة التى تعمل بلا أجر، والقادمة من مختلف الحوازات فى جميع أنحاء البلاد لتشييد الصروح الملكية الضخمة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أهرامات الجيزة حكاية وطن محمود غلاب حضارة مصر القديمة قبل المیلاد مصر القدیمة

إقرأ أيضاً:

كيف استمدت الخلايا القديمة طاقتها بعصر ما قبل البناء الضوئي؟

نجح فريق من الباحثين في جامعة لودفيغ ماكسيميليان الألمانية في إعادة محاكاة بيئة الأرض العتيقة داخل المختبر، مما أتاح لهم إعادة تمثيل أحد أقدم المسارات الأيضية التي يُعتقد أنها أسهمت في تكيف الحياة على كوكب الأرض قبل نحو 4 مليارات سنة. وقد نشر الفريق نتائج دراسته في دورية "نيتشر إيكولوجي أند إيفوليوشن".

ويعتقد أن أول صور الحياة انتشارا على سطح الأرض كانت في أعماق المحيطات، وسط بيئة ساخنة وغنية بالمعادن، وتقول مي مبروك، أستاذة برنامج المعلوماتية الحيوية بجامعة النيل المصرية وهي غير المشاركة في الدراسة، في تصريحات حصرية للجزيرة نت إن هذه الدراسة تقدم دليلًا عمليا على أن صور الحياة الأولى على الأرض ربما لم تحتج للضوء أو الأكسجين.

صورة تُظهر تراكم خلايا بكتيريا الميثان الأحمر المغلي على جزيئات كبريتيد الحديد (فينيسا هلمبرشت) محاكاة بيئة الأرض العتيقة

لإعادة تمثيل هذه البيئة، اعتمد الباحثون على ما تعرف بـ"الحدائق الكيميائية"، وهي تراكيب معدنية تتشكل عند تفاعل محاليل كيميائية مختلفة، وقد استخدم الفريق مزيجًا من كلوريد الحديد وكبريتيد الصوديوم لتشكيل معدنين يعتقد أنهما كانا شائعين في محيطات الأرض القديمة، وهما الماكيناويت والغرايغيت.

تقول مي "ركزت التجربة على محاكاة بيئة المحيطات العميقة في الأرض القديمة، التي كانت غنية بالحديد، وخالية من الأكسجين، ودرجة حرارتها مرتفعة بفعل النشاط البركاني والينابيع الحارة".

وفي بيئة خالية من الأكسجين وبدرجة حرارة تقارب 80 درجة مئوية، بدأت هذه المعادن في إنتاج غاز الهيدروجين بشكل طبيعي. هذا الغاز، الذي لم يكن مسؤولًا عن إنتاجه أي كائن حي، قد شكّل مصدر طاقة حيوية لبكتيريا بدائية تُعرف باسم "ميثانوكالدوكوكس جاناشي" أو بكتيريا الميثان الأحمر المغلي.

رغم أن التجربة لم تتضمن أي مغذيات إضافية أو فيتامينات أو معادن أثرية، فإن البكتيريا المستخدمة، التي تعيش عادة في ظروف قاسية، لم تكتف بالبقاء فقط، بل نمت وتكاثرت. تعلق مي مبروك "هذا يعني أن الهيدروجين الناتج عن المعادن كان كافيًا لتزويدها بالطاقة اللازمة".

إعلان

لكن، لم تكن الأمور سهلة، فمع تسخين السوائل تشكلت فقاعات غازية تسببت في انهيار التراكيب المعدنية. تضيف مي "نمو البكتيريا كان أبطأ بنسبة 30% مقارنة بالنمو في بيئة مخبرية مثالية تحتوي على كل المغذيات. ومع ذلك، يعتبر مجرد نمو البكتيريا في بيئة تفتقر للعناصر الحيوية أمرا مذهلًا، ويُظهر أن الحياة قد تنشأ في ظروف صعبة وبموارد محدودة".

لإعادة تمثيل هذه البيئة، اعتمد الباحثون على ما تعرف بـ"الحدائق الكيميائية" (فينيسا هلمبرشت) المسار الأيضي الأقدم

تكمن الأحجية الأساسية في هذه التجربة في المسار الأيضي الذي استخدمته تلك البكتيريا لتوليد الطاقة اللازمة لنموها. فكما تسير السيارات بالبنزين، تعتمد غالبية الكائنات الحية التي تعيش على ظهر الأرض في الوقت الحالي على الأكسجين والضوء. لكن في غياب كليهما في بيئة الأرض العتيقة، يتعقّد اللغز ويظهر السؤال: كيف تمكنت البكتيريا من مد نفسها بالطاقة بالهيدروجين؟

في ظل تلك الظروف القاسية في التجربة، فعّلت البكتيريا مجموعة من الجينات بداخلها مرتبطة بمسار كيميائي حيوي هو أحد أقدم المسارات المعروفة لإنتاج الطاقة في الخلية.

وتقول مي مبروك "التعبير الجيني أعطى أدلة قوية على تنشيط المسار البدائي. الجينات المرتبطة بمسار "أسيتيل كو إنزيم أ" كانت أكثر نشاطًا في البيئة المحاكية مقارنة بالبيئات الأخرى حتى تلك المثالية للنمو، مما يشير إلى أن المعادن ساعدت في تحفيز هذا المسار الحيوي".

يُنتج هذا المسار الطاقة بطريقة طاردة للحرارة، أي أنه يولد الطاقة دون الحاجة إلى مدخلات خارجية، وهي ما يصفها العلماء بـ"وجبة مجانية مدفوعة الثمن مسبقًا". المعادن نفسها، الماكيناويت والغرايغيت، تُشبه من الناحية التركيبية مراكز التفاعل في بعض الإنزيمات الحديثة، مما قد يشير إلى أن الإنزيمات الحالية قد نشأت من تراكيب معدنية طبيعية وجدت في بيئة الأرض العتيقة.

تضيف مي مبروك "هذا المسار قادر على تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى طاقة ومركبات عضوية".

ولا تقتصر أهمية هذه الدراسة على إعادة فهم أقدم صور الحياة على الأرض فحسب، بل تمتد إلى الفضاء. تقول مي "تشير الدراسة إلى أن البيئات الغنية بمعادن الكبريتيد الحديدي والمياه، مثل تلك التي يُعتقد بوجودها على قمر إنسيلادوس، قد تكون مؤهلة لدعم الحياة حتى في غياب الضوء".

إذ يُعد القمر "إنسيلادوس"، التابع لكوكب زحل، من أبرز الأماكن التي قد تحتوي على بيئات مشابهة، حيث يُعتقد أن تحت سطحه الجليدي محيطًا مالحًا نشطًا حراريا. ويخطط الفريق البحثي لمحاكاة ظروف هذا القمر في المختبر للكشف عن قدرة الكائنات البدائية على البقاء فيه، في خطوة جديدة نحو استكشاف الحياة خارج كوكبنا.

مقالات مشابهة

  • كيف استمدت الخلايا القديمة طاقتها بعصر ما قبل البناء الضوئي؟
  • ورشة عمل في حلب تناقش مخطط التعافي بالمدينة القديمة
  • البنك الدولي: نمو مرتقب بنسبة 4.7% في اقتصاد لبنان عام 2025
  • أحمد حمودة: زيزو جاي الأهلي نجم.. وكان لازم يسدد ركلة الجزاء
  • أحمد حمودة: زيزو جاي الأهلي نجم وكان لازم يسدد ركلة الجزاء بدلًا من تريزيجيه
  • أحمد حمودة: زيزو جاي الأهلي نجم وكان لازم يسدد ركلة الجزاء
  • عقوبة رادعة لـ 3 متهمين تسببوا في وفاة شخص داخل قسم شرطة مصر القديمة
  • خبير دولي يكشف عن تداعيات الحرب الإيرانية – الإسرائيلية على اقتصاد العراق
  • عاجل | ترامب: قد أقوم بضرب المنشآت النووية الإيرانية وقد لا أقوم بذلك وكان على إيران التفاوض معنا سابقا
  • صيد الخيول في العصور القديمة يتحدى تصوراتنا عن السلوك البشري «الحديث»